اكتشاف تغيرات خفية في الدماغ لدى المصابين بأمراض القلب
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
وجدت دراسة أن تغيرات الأوعية الدموية في الدماغ التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف شائعة لدى أولئك الذين يعانون من أمراض القلب.
وتعد الدراسة التي نشرتها مجلة Neurology، المراجعة المنهجية الأكثر شمولا للتغيرات الدماغية "الخفية" لدى الذين يعانون من مجموعة من أمراض القلب حتى الآن.
إقرأ المزيدوقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور زين تشو من معهد جورج للصحة العالمية، إن تحديد هذه التغييرات يمكن أن يلعب دورا مهما في اختيار العلاجات لهؤلاء المرضى.
مضيفا: "على الرغم من أن المصابين بأمراض القلب هم أكثر عرضة مرتين إلى ثلاث مرات من عامة السكان للإصابة بتغييرات في نظام الأوعية الدموية في الدماغ، إلا أنه غالبا ما يتم تجاهلهم، لأن هؤلاء المرضى لا يخضعون لتصوير الدماغ بشكل روتيني إلا إذا كانوا قد أصيبوا بسكتة دماغية. لكنه يمكن أن يجعلهم أكثر عرضة لخطر نزيف الدماغ من الأدوية المستخدمة عادة لعلاج جلطات الدم أو الوقاية منها. والنزف داخل الجمجمة هو من المضاعفات التي تهدد الحياة مع عدم وجود علاج مثبت ومعدل البقاء على قيد الحياة أقل من 50%".
ومن المعروف أن التغيرات في الأوعية الدموية في الدماغ والتي لا يمكن اكتشافها إلا عن طريق تصوير الدماغ مثل احتشاء الدماغ الصامت (SBI) ومرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة (CSVD) تحدث بشكل أكثر شيوعا عند كبار السن أو أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وعلى الرغم من أنها ليست كافية للتسبب في أعراض عصبية واضحة، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى عجز عصبي خفي وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف على المدى الطويل.
ولتحديد مدى انتشار هذه التغيرات الوعائية الدماغية المخفية أو الخفية لدى البالغين المصابين بالرجفان الأذيني، أو مرض الشريان التاجي، أو قصور القلب أو اعتلال عضلة القلب، أو مرض صمام القلب، أو الثقبة البيضوية الواضحة (ثقب في القلب)، أجرى باحثون من معهد جورج تحليلا إحصائيا لنحو 221 دراسة رصدية منشورة بين عامي 1988 و2022.
إقرأ المزيدوأظهرت النتائج أنه لدى المصابين بأمراض القلب:
- ما يقرب من الثلث كان لديهم أي شكل من أشكال احتشاء الدماغ الصامت
- ربعهم مصابين بفجوة (تجاويف صغيرة حيث ماتت الأنسجة العصبية بعد انسداد سابق أو تسرب من الشرايين الصغيرة)
- لدى ثلثيهم آفات في المادة البيضاء (تلف الطبقة الواقية حول الألياف العصبية)
- لدى ربعهم دليل على وجود نزيف صغير دون أعراض في أنسجة المخ،
- أكثر من نصفهم مصابين بضمور الدماغ (تقلص حجم الدماغ بسبب فقدان الخلايا العصبية أو الاتصالات بين الخلايا العصبية).
وكان معدل انتشار هذه التغيرات الدماغية هو نفسه بشكل عام بين أولئك الذين أصيبوا بسكتة دماغية حديثة أو لم يصابوا بها، ولم تكن هناك فروق واضحة بين الجنسين في النتائج.
وقال الدكتور تشو إن الدراسة أكدت أيضا أن أمراض القلب هي أحد الأسباب الرئيسية لهذه التغيرات التي تعكس "ضعف" الدماغ.
وأضاف: "في حين تم اقتراح العديد من الآليات المحتملة للارتباط بين أمراض القلب وإصابة الأوعية الدموية الدماغية الخفية، فإن الحالتين تشتركان في عوامل الخطر الشائعة مثل الشيخوخة وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني وفرط شحميات الدم والتدخين".
وتابع: "من المحتمل أن الانخفاض التدريجي في النتاج القلبي لدى بعض المصابين بأمراض القلب قد يؤثر على كمية الدم التي تصل إلى أنسجة المخ، ما يساهم في تغيرات الأوعية الدموية والخلل الإدراكي لدى هؤلاء المرضى. ومن الممكن أيضا أن تكون التغيرات الخفية في الدماغ والخلل المعرفي نتيجة لجلطات دموية صغيرة تنتقل إلى الدماغ عبر الدورة الدموية الشريانية بعد تشكلها في القلب".
وأكد الدكتور تشو أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للنظر في الأسباب الدقيقة لهذه التغيرات في الدماغ والآثار المترتبة على إدارة هؤلاء المرضى.
المصدر: ساينس ديلي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض امراض القلب دراسات علمية الأوعیة الدمویة أمراض القلب فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
علماء يكتشفون العلاقة بين هرمون الإستروجين وصحة القلب لدى النساء
كشفت دراسة ما قبل سريرية جديدة، من جامعة موناش، عن دور هرمون الإستروجين الأنثوي في حماية قلوب النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، وهي صلة لم يفهمها العلماء تماما حتى الآن.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها معهد موناش للعلوم الصيدلانية، ونُشرت في مجلة Communications Biology، أنّ: "هرمون الإستروجين يزيد من مستويات بروتين طبيعي يُسمى "أنيكسين A1" (ANXA1) لدى إناث الفئران. وكان فريق MIPS قد أظهر سابقا أن ANXA1 يلعب دورا حاسما في تنظيم ضغط الدم".
وفي الدراسة الحالية، التي ترجمت "عربي21" نتائجها: "اكتشف الباحثون أنه عند غياب ANXA1، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف أشد في القلب والأوعية الدموية الرئيسية، وخاصة لدى النساء".
وتشير النتائج إلى أنّ: "ارتباط هرمون الإستروجين بـ ANXA1 يلعب دورا هاما في حماية قلوب النساء من التلف الناتج عن ارتفاع ضغط الدم. وقد يمهد هذا الاكتشاف، الطريق، لعلاجات جديدة، مثل الأدوية التي تحاكيANXA1، المصممة خصيصا لتحسين صحة القلب لدى النساء".
وصرّح الباحث الرئيسي والزميل الفخري في جامعة موناش، جايديب سينغ، بأنّ: "هذا البحث يساعد في تفسير سبب اختلاف إصابة النساء بأمراض القلب عن الرجال، وخاصة عند إصابتهن بارتفاع ضغط الدم".
وقال سينغ: "تكشف دراستنا عن وجود صلة بيولوجية بين هرمون الإستروجين الأنثوي وبروتين ANXA1 الذي يحمي القلب، وهو أمر لم يفهمه العلماء تماما من قبل. باختصار، وجدنا أن هرمون الإستروجين يساعد على زيادة بروتينANXA1، وعندما يُفقد ANXA1، يكون القلب أكثر عرضة للتلف بسبب ضعف وظيفة الميتوكوندريا، وهي نظام الطاقة في خلايا الجسم".
ووفقا للمصدر نفسه، فإنّ: "هذا الاكتشاف يُعدّ خطوة مهمة نحو تطوير علاجاتٍ لأمراض القلب مُصممة خصيصا للنساء، ما يُسهم في سدّ فجوة أُغفلت في الأبحاث الطبية لفترة طويلة".
وقال الدكتور سينغ: "نحن متحمسون للغاية لما قد يُقدمه هذا الاكتشاف من فوائدٍ لعلاجاتٍ جديدةٍ مُستقبليةٍ تُعزز ANXA1، مُوفرة حماية أفضل للنساء المُصابات بارتفاع ضغط الدم.. قد تُساعد هذه العلاجات في الوقاية من مشاكل خطيرةٍ مثل قصور القلب من خلال التركيز على الطرق الفريدة لعمل قلوب النساء والأوعية الدموية. كما يُسلط الضوء على أهمية مُراعاة الأطباء للاختلافات بين الجنسين عند اتخاذ قرارٍ بشأن كيفية علاج أمراض القلب".
بدورها، قالت المؤلفة الرئيسية المُشاركة من معهد MIPS، تشنغشو هيلينا تشين، "كانت هناك فجوة كبيرة في فهم كيفية تأثير ارتفاع ضغط الدم وعلاجاته على الرجال والنساء بشكلٍ مُختلف. فقد أغفلت التجارب السريرية تاريخيا الاستجابات الخاصة بكل جنس، مما أدى إلى تهميش النساء وقلة تمثيلهن".
وأضافت: "هناك حاجة ملحة لاكتشاف الآليات المميزة التي تُسبب ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته القلبية الوعائية لدى الإناث - وهي فئة لم تُستكشف بعد. يُعدّ سد هذه الفجوة المعرفية أمرا ضروريا لتطوير علاجات أكثر فعالية ومخصصة لكل جنس".
وتابعت: "هدفنا هو دراسة كيفية تحكم الإستروجين في ANXA1 لدى البشر لمعرفة ما إذا كان يعمل بنفس طريقة عمله لدى الحيوانات. ستشمل هذه العملية اختبار أدوية جديدة تُعزز ANXA1 في دراسات على الحيوانات للتحقق من قدرتها على حماية القلب من التلف الناتج عن ارتفاع ضغط الدم.. بالإضافة إلى ذلك، سيبحث فريقنا فيما إذا كان هذا النظام الوقائي يلعب دورا في أمراض القلب الأخرى التي تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف."
وأبرز المؤلف الرئيسي المشارك ورئيس قسم علم البروتينات الجزيئية في معهد بيكر للقلب والسكري، ديفيد غرينينغ: "تكشف هذه الدراسة عن قوة علم البروتينات في تعزيز فهمنا لأسباب أمراض القلب والأوعية الدموية. كما يوفر رؤى جزيئية مفصلة حول سبب اختلاف تجربة الرجال والنساء لهذه الحالات، ما يساعدنا على التحرك نحو علاجات أكثر دقة واستهدافا لارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب المرتبطة به".
واختتمت نتائج الدراسة، موردة أنّه: "في نهاية المطاف، يهدف الفريق إلى تطوير هذه النتائج نحو الاختبارات السريرية، وخاصة لصالح النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم".