ما هي قدرات إسرائيل العسكرية التي يمكن أن تواجه بها إيران؟
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
بعد اغتيال الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، بداية الشهر الجاري، أصدر الإيرانيون سلسلة تهديدات ضد إسرائيل، بما في ذلك تغريدة من علي خامنئي، المرشد الإيراني، جاء فيها: "بعون الله سنجعل الصهاينة يتوبون عن جريمتهم العدوانية على القنصلية الإيرانية في دمشق".
وعلى الرغم من القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة، واستعانتها بوكلاء مثل حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، فإن مستوى الضرر، الذي يمكن أن تسببه إسرائيل لإيران وحلفائها رغم قدراتها الهجومية بعيدة المدى، عالية جدًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزليم بوست الإسرائيلية.
القدرات الهجومية بعيدة المدى المزعومة لإسرائيل
نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن تقارير أجنبية قولها إن برنامج الصواريخ الإسرائيلي بدأ في الستينيات بالتعاون مع فرنسا، عندما قامت فرنسا بتطوير واختبار وبيع "صاروخ أريحا" لإسرائيل، الذي بدأ تشغيله في السبعينيات، ويبلغ مدى هذا الصاروخ 500 كيلومتر، أي أنه قادر على ضرب جميع العواصم العربية المحيطة بإسرائيل، وهو قادر على حمل الأسلحة النووية والكيماوية.
وفي منتصف السبعينيات، أفادت التقارير أن إسرائيل طورت صاروخ "أريحا 2" بالتعاون مع جنوب أفريقيا من الصفر. وهو صاروخ باليستي ذو مرحلتين يصل مداه إلى حوالي 1500 كيلومتر. وأجرت إسرائيل معها عدة اختبارات في البحر المتوسط، وصل بعضها إلى جزيرة كريت، وسقط بعضها بالقرب من سفينة أميركية شمال بنغازي في ليبيا. كما زعمت الولايات المتحدة أن التعاون مع جنوب أفريقيا اتخذ شكل تجربة نووية مشتركة أجريت على جزيرة جنوب أفريقية في عام 1979.
وبحسب تقارير أجنبية، بدأت إسرائيل في أواخر التسعينيات بتطوير صاروخ عابر للقارات ثلاثي المراحل يصل مداه إلى 15500 كيلومتر، مع القدرة على حمل عدة رؤوس نووية ونووية حرارية بقوة تتراوح بين 800 كيلوطن إلى 12 ميغاطن، أي 650 مرة قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما.
وتقول تقارير أجنبية إن الصاروخ أصبح جاهزا للعمل في عام 2008. ووفقا لتقرير سري قدم إلى الكونغرس الأميركي، فإن الصاروخ يمنح إسرائيل إمكانية التسبب في أضرار نووية لجميع دول الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وآسيا وكل دول الشمال تقريبا، بما فيها أميركا، وأجزاء كبيرة من أميركا الجنوبية وشمال أوقيانوسيا.
وبحسب ما ورد تعمل إسرائيل أيضًا على تطوير الجيل التالي من صاروخ "أريحا"، وهو صاروخ "أريحا 4"، وهو كسابقه صاروخ ثلاثي المراحل، والذي ستشمل قدراته إمكانية حمل رؤوس حربية متشظية.
وبحسب تقارير أجنبية فإن إسرائيل تحتفظ بصواريخ "أريحا" في قاعدة جوية بالقرب من بيت شيمش.
وبالإضافة إلى قدرات إسرائيل الصاروخية النووية، وفقًا لمنشورات أجنبية، قامت إسرائيل بتجهيز سلسلة غواصاتها من طراز "دولفين" بصاروخ كروز يسمى "بوباي تيربو أس إل سي أم" Popeye Turbo SLCM، والذي يمكن أن يصل مداه إلى 1500 كيلومتر، ويحمل رأسًا نوويًا.
وبحسب مصادر استخباراتية أميركية، أجرت إسرائيل تجربة في عام 2000 بهذا الصاروخ في المحيط الهندي. والغرض من الصاروخ هو توجيه ضربة ثانية محتملة، في حال قررت دولة ما مهاجمة إسرائيل بضربة نووية.
ووفقًا للمنشورات الأجنبية، تحتوي كل غواصة "دولفين" على 4 صواريخ كروز من نوع " بوباي تيربو".
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب تقارير أجنبية، تعمل إسرائيل على تطوير صواريخ جديدة لغواصات "دولفين" تتضمن نظام إطلاق عمودي. والصواريخ التي ستحملها الغواصة الجديدة هي صواريخ باليستية يتم إطلاقها في نفس وقت إطلاق صواريخ كروز. وسيكون ذلك بمثابة قفزة خطيرة للأمام للقدرات الإسرائيلية في مجال الصواريخ.
أكثر من الصواريخ بعيدة المدى
ومع ذلك، فإن الصواريخ ليست القدرة الهجومية بعيدة المدى الوحيدة التي تمتلكها إسرائيل، إذ تمتلك أيضًا قدرة هجومية بعيدة المدى من الطائرات منذ أوائل التسعينيات، عندما وصلت طائرات "فانتوم" إلى إسرائيل. وفقًا للوثائق التي تمت الموافقة على نشرها من قبل أرشيف الجيش الإسرائيلي، إذ قام الجيش الإسرائيلي ببناء قدرات هجومية لضرب ليبيا واليمن من خلال التزود بالوقود المزدوج بين طائرات الفانتوم.
ويمكن للطائرات المقاتلة التي تمتلكها إسرائيل، وهي من طرز "إف 15" و"إف 16" و"إف 35"، أن تصل إلى مدى يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر، ذهابا وإيابا دون التزود بالوقود.
وتمتلك إسرائيل طائرات للتزود بالوقود من طراز "بوينغ 707"، مما يجعل من الممكن توسيع نطاق الهجوم للطائرات وتغطية كامل منطقة إيران.
واشترت إسرائيل أيضًا طائرات بوينغ KC-46 جديدة للتزود بالوقود، والتي من المقرر أن تدخل الخدمة في عام 2025.
ومن خلال استبدال طائرات بوينغ 707 القديمة، ستعمل هذه الطائرات على ترقية قدرات القصف بعيدة المدى الإسرائيلية بشكل كبير.
قنابل خارقة للتحصينات
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسرائيل قنابل بعيدة المدى خارقة للتحصينات يمكنها ضرب بعض المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، فإن القدرة الهجومية الإسرائيلية لا تقتصر على قصف المنشآت النووية، إذ يمكن لإسرائيل أن تلحق الضرر بمؤسسات ورموز الحكومة في طهران، وأن تلحق الضرر بمحطة الوقود في جزيرة خرج، وأن تشل قدرة إيران على تصدير النفط من خلال الهجوم على ميناء بندر عباس. وستؤدي هذه الإصابات إلى انهيار الاقتصاد الإيراني وتعطيل القدرة على العيش في إيران.
تمتلك إسرائيل قدرات دفاعية مضادة للصواريخ، وسلسلة كاملة من صواريخ الدفاع الجوي، بما في ذلك "القبة الحديدية"، و"مقلاع داود"، و"السهم 2" و"السهم 3"، التي تسمح لإسرائيل بتحييد جزء كبير من الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار والصواريخ لقدرات إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن، كما ثبت خلال الشهور الستة الماضية.
ورغم أنه لن يتم إيقاف جميع الصواريخ من قبل الأنظمة المذكورة، إلا أن أضرارها ستكون أقل من أي تهديدات نسمعها كل يوم في وسائل الإعلام، كما أن الضرر الذي ستلحقه إسرائيل بتلك الدول أكبر بعشرات المرات من قدرتها على الإضرار بإسرائيل.
تمتلك إسرائيل القدرة على ضرب أي هدف في سوريا أو العراق أو لبنان أو اليمن، من خلال آلاف الطلعات الجوية بالقنابل التي تطلقها الطائرات المقاتلة، ويمكن لهذه القدرة أن تلحق أضرارا غير مسبوقة بهذه البلدان، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بمنشآت الطاقة والجسور والبنية التحتية الحيوية والرموز الحكومية مثل القصر الرئاسي في دمشق.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصواريخ الطائرات المسيرة الحوثيون إسرائيل صاروخ أريحا أريحا 2 صاروخ باليستي صاروخ عابر للقارات الكونغرس أريحا 4 دولفين الطائرات فانتوم إف 15 إف 16 إف 35 إيران القبة الحديدية مقلاع داود السهم 2 السهم 3 حزب الله سوريا العراق لبنان اليمن أخبار إسرائيل أخبار إيران شرق أوسط القدرات العسكرية أسلحة إسرائيلية الصواريخ الطائرات المسيرة الحوثيون إسرائيل صاروخ أريحا أريحا 2 صاروخ باليستي صاروخ عابر للقارات الكونغرس أريحا 4 دولفين الطائرات فانتوم إف 15 إف 16 إف 35 إيران القبة الحديدية مقلاع داود السهم 2 السهم 3 حزب الله سوريا العراق لبنان اليمن أخبار إسرائيل تمتلک إسرائیل بعیدة المدى من خلال بما فی فی عام
إقرأ أيضاً:
إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وضع الدكتور محمد محسن أبو النور بين أيدينا وثيقة فكرية مهمة تؤرخ لحقب متتابعة للحالة التي بدت عليها العلاقات المصرية الإيرانية منذ شاه إيران محمد رضا بهلوي حتى الآن، ووضع لها عنوانًا جذابًا باسم "الاتحادية والباستور" ثم عنوانًا شارحًا يقول "العلاقات المصرية – الإيرانية من عبد الناصر إلى بزشكيان". وعلى الرغم من أن بزشكيان وهو الرئيس الإيراني الحالي لم تمر على توليه المسؤولية فترة طويلة، إلا أنه بات ثاني رئيس يزور مصر بعد أحمدي نجاد، إذ حضر إلى القاهرة وشارك في قمة الدول الثماني النامية وكان في الصف الأول بجوار الرئيس السيسي في الصورة التذكارية للقمة، وهو أمر له دلالته، وله ما بعده.
لقد عرفت إيران من الدكتور أبو النور، الذي هاتفته في مساء الثامن من مايو من عام 2018 اتساءل عما يفعله الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب، وهو التوقيت الذي انسحب فيه ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم "الاتفاق النووي". كنت وقتها محررًا سياسيًا لا أعلم الكثير عن الصراع المرتقب بين واشنطن وطهران، وتساءلت عن قصة "نووي إيران" وشيعيتها وعلاقاتنا معها، ففوجئت به يدرجني ضمن مشروعه الخاص "الغرفة الإيرانية" وذراعها الإعلامي والسياسي والبحثي "المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية" ومن وقتها بدأت أتحسس خطواتي تجاه ذلك الملف المعقد، حتى حصلت على درجة الماجستير في ذلك الملف وبدأت أتحسس خطواتي تجاه الدكتوراه، وأدركت مدى حساسية ما نبحث فيه وعنه.
وفي كل الأحوال فإن كتاب "الاتحادية والباستور" لا يعد مجرد تأريخ لما كانت عليه حالة العلاقات المصرية الإيرانية في السابق، سواء منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي مرورًا بفترة الخميني وما تلاه من رئاسات لإيران، بل إن الكتاب يبدو من محتواه أنه يضع أجندة لما يجب أن يكون عليه شكل العلاقات بين البلدين، مستندًا إلى تاريخ البلدين العريق وجغرافيتها الممتدة، وجيوشهما المنظمة التي تضرب بأصالتها وقدمها في عمق التاريخ.
يحفل الكتاب بالكثير من الأحاديث التي أجراها أبو النور مع المسؤولين المهمين على مستوى الملف الإيراني، ومع زوجة شاه إيران الإمبراطورة فرح ديبا، التي كنت شاهدًا على أحد لقاءاتها معه، فضلًا عن أحاديث وتحليلات عميقة وتفنيدًا كثيرًا لما ذكره الصحفي المصري الأسطورة الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتاباته عن إيران، وهو ما يؤكد على ضرورة أن يحوذ كل باحث في الشؤون الإيرانية لهذا الكتاب الذي تقع بين دفتيه إجابات مستفيضة لكثير من علامات الاستفهام التي تشغل الكثيرين من المتخصصين أو غير المتخصصين، خاصة بعدما شاهد العالم كله صواريخ إيران وهي تعبر الشرق الأوسط كله إلى عمق تل أبيب في صراع متشابك بين قوى إقليمية عقدت المشهد السياسي منذ ما بعد السابع من أكتوبر من عام 2023.
لكن أبرز ما في الكتاب أنه يجيب ضمنيًا عن سؤال طالما شغل بال الكثيرين: "ماذا يعكر صفو العلاقات بين القاهرة وطهران على مر الزمن؟ ويضعنا أمام تفاصيل لأعقد الملفات السياسية والعقائدية على الإطلاق، ويجيب عليها بكل سلاسة ووضوح كأننا نعيش مع شخصيات الحدث.