اكتشاف سبب نسيان بعض الذكريات وتذكر البعض الآخر
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
اكتشفت مجموعة من علماء الأعصاب الأمريكيين أن البشر والثدييات الأخرى لديهم آلية عصبية تسمح لهم باختيار الأحداث المهمة بما يكفي لتبقى في ذاكرتنا، والتخلص من الأحداث غير المهمة.
ووجد علماء الأعصاب أن أحداث الحياة التي تستغرق وقتا للتفكير فيها بعد وقت قصير من حدوثها من المرجح أن تحفر في دماغك كذاكرة طويلة المدى.
وحدد العلماء نمطا ثابتا من الخلايا العصبية، أو خلايا الدماغ، التي تطلق سيمفونية صغيرة من الإشارات الكهربائية المنسقة، بعد وقت قصير من الأحداث التي تم حفظها لاحقا في الذاكرة طويلة المدى أثناء الراحة في تلك الليلة.
وفي حين أن هذه الإشارات من النشاط الكهربائي داخل الدماغ، والتي يطلق عليها اسم "تموجات الموجات الحادة" (sharp wave-ripples)، تكون غير واعية، قال الباحثون إن الشخص يمكن أن يزيد من احتمالية تكوين ذاكرة طويلة المدى من خلال التفكير في حدث ما في يوم وقوعه.
وركز الدكتور جيورجي بوزاكي، أستاذ علم الأعصاب في جامعة نيويورك لانغون هيلث، المؤلف الرئيسي للدراسة، إلى جانب أربعة باحثين آخرين في جامعة نيويورك ومحلل بيانات من معهد ميلا كيبيك للذكاء الاصطناعي، على الحصين في دراستهم الجديدة.
ويقع الحصين في عمق مركز الدماغ، وهو جزء لا يتجزأ من مرور المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
واستخدم علماء الأعصاب مجسات سيليكون مزدوجة الجوانب لتسجيل ما يصل إلى 500 خلية عصبية في وقت واحد في منطقة الحصين لدى فئران المختبر، حيث حاولت المخلوقات الصغيرة التنقل في متاهة بحثا عن مكافآت سكرية ووجبات خفيفة.
إقرأ المزيدولاحظ الفريق أنه تم تسجيل "تموجات موجات حادة"، تتراوح ما بين خمسة إلى 20 في كل مرة، عندما توقف الفأر مؤقتا للاستمتاع بطعامه بعد جولة ناجحة في المتاهة.
وقال الدكتور بوزاكي الأمر: "إن الدماغ يقرر من تلقاء نفسه، بدلا من أن نتخذ القرار طوعا".
وتتكون كل "تموجات موجية حادة" من إطلاق متزامن تقريبا يشبه الموجة بنسبة 15% من الخلايا العصبية الحصينية، حيث تنبه بقية الدماغ إلى حدث لا يُنسى.
وتأخذ هذه التموجات اسمها من الشكل الذي تنتجه عندما يسجل العلماء معلوماتها العصبية من الأقطاب الكهربائية إلى الرسم البياني.
وفي وقت لاحق من تجربة متاهة الفئران، سجلت الأقطاب الكهربائية مجموعة متطابقة من التموجات الموجية الحادة في الفئران أثناء نومها.
ووجد العلماء أن "خلايا المكان" الحصينية نفسها للفئران التي أطلقت بعد أحداث المتاهة أثناء النهار أُطلقت مرة أخرى، وبسرعة عالية، حيث كانت حيوانات المختبر الصغيرة النائمة "تعيد تشغيل الحدث المسجل آلاف المرات في الليلة الواحدة".
وتوصل العلماء إلى أن تكرر "الموجات الحادة" أثناء اليقظة والنوم يسمح بإعادة إنتاج تجربة القوارض الحقيقية، وتحويلها في النهاية إلى ذكريات دائمة، والأحداث التي مرت بها القوارض والتي ولدت عددا قليلا جدا من "الموجات الحادة" أو لم تولد أي "موجات حادة" لم تؤد إلى تكوين ذاكرة.
إقرأ المزيدوقال الدكتور بوزاكي: "توصلت دراستنا إلى أن تموجات الموجات الحادة هي الآلية الفسيولوجية التي يستخدمها الدماغ لتقرير ما يجب الاحتفاظ به وما يجب التخلص منه".
وكانت الأبحاث السابقة قد حددت بالفعل أن التموجات كانت جزءا لا يتجزأ من تكوين الذاكرة أثناء النوم، لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Science، كانت الأولى التي تربط نشاط الدماغ الليلي بسلوك الحصين أثناء النهار.
ووفقا للعلماء، فإن التوقف والتأمل مباشرة بعد تجربة ما أمر ضروري لتنشيط "الموجات الحادة" وتسجيل الأحداث في الذاكرة طويلة المدى.
وتأمل الدكتورة ويني يانغ، قائدة الدراسة الأخرى، وهي طالبة دراسات عليا في مختبر بوزاكي، أن يتم استخدام النتائج الجديدة في علاجات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التذكر، أو في حالة أولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وصعوبة في التذكر.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية طویلة المدى
إقرأ أيضاً:
4 فوائد صحية للتثاؤب
أميرة خالد
كم مرة وجدنا أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة؟
غالبا ما نربط التثاؤب بالشعور بالتعب أو الملل، أو نجد أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة لكن العلم يكشف لنا عن جوانب أخرى مدهشة لهذه الظاهرة الجسدية الشائعة.
فخلافا للاعتقاد الشائع بأن التثاؤب هو مجرد إشارة من الجسم للحاجة إلى الراحة، هناك عوامل أخرى تؤدي في النهاية إلى التثاؤب، والتي تعرفنا على ماذا تدل كثرة التثاؤب؟ وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب التثاؤب؟
يعد من أبرز أسباب التثاؤب، استعادة الانتباه، فلا يقتصر التثاؤب على أوقات الشعور بالنعاس فقط، بل قد يحدث أيضا عند الشعور بالملل أو حتى عند التعرض لمحفزات مفرطة، قد يتباطأ نشاط الدماغ، في هذه الحالات، ويأتي التثاؤب كآلية لإعادة تنشيطه واستعادة الانتباه.
وفقا للتقارير العلمية، يؤدي التثاؤب إلى تمدد عضلات الوجه والصدر، وتحسين تدفق الدم، وإعطاء الجسم دفعة طاقة بسيطة، إنها طريقة الجسم الطبيعية لإزالة “الضباب العقلي” والحفاظ على اليقظة، حتى في غياب الشعور بالتعب، لذا، إذا وجدت نفسك تتثاءب أثناء اجتماع ممل، فقد يكون ذلك مجرد محاولة من دماغك لإعادة ضبط نشاطه.
تشير دراسة نشرت عام 2014 في مجلة “Physiology & Behaviour” إلى دور محتمل للتثاؤب، وهو تبريد الدماغ وتحسين أدائه، فعندما ترتفع درجة حرارة الدماغ نتيجة لجو حار أو لعدم الانشغال الذهني الكافي، قد يبدأ في العمل ببطء.
هنا يأتي دور التثاؤب العميق، الذي يسحب كمية كبيرة من الهواء البارد إلى الجسم، مما يساعد على خفض درجة حرارة الدماغ وبالتالي تحسين القدرة على التفكير والتركيز، وهذا يفسر سبب زيادة التثاؤب في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة أو عند الشعور بالملل.
أما عن سبب التثاؤب عند رؤية شخص يتثاءب، أو ما يطلق عليها ظاهرة التثاؤب المعدي ليست مجرد رد فعل تقليدي بسيط، بل هي سلوك متأصل بعمق في طبيعتنا الاجتماعية.
وأوضح العلماء أنه عندما نشاهد شخصا يتثاءب، تنشط خلايا عصبية متخصصة في الدماغ تعرف باسم الخلايا المرآتية، وهي الخلايا التي تجعلنا “نشعر” بما يفعله الآخرون، هذا التنشيط يؤدي بدوره إلى تحفيزنا على التثاؤب تلقائيا.
تلعب الخلايا المرآتية دورا محوريا في قدرتنا على “الشعور” بتجارب الآخرين. فعندما نرى شخصا يتثاءب، تبدأ هذه الخلايا في إطلاق إشارات عصبية في دماغنا، مما يحفزنا على تقليد هذا الفعل.
وفقا لتقرير صادر عن صحيفة هندوستان تايمز، فإن التثاؤب يكون أكثر عدوى بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات عاطفية متينة، وهذا يعني أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد التقليد الآلي، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهومي التعاطف والتواصل الاجتماعي.
لذلك، كلما كانت العلاقة بين شخصين أقوى وأكثر حميمية، كما هو الحال بين الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة، زادت احتمالية انتقال التثاؤب بينهم.
يعود ذلك إلى الميل الطبيعي لأدمغتنا إلى التزامن مع سلوكيات الأشخاص الذين نشعر تجاههم بالود والمحبة، لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تتثاءب لا إراديًا بعد رؤية شخص آخر يفعل ذلك، تذكر أنها علامة خفية تدل على قوة الرابطة الاجتماعية التي تجمعكما.
سببا أخر النضج والنمو، الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات غالبا ما يتثاءبون بشكل أقل استجابة لتثاؤب الآخرين، وذلك لأن مهاراتهم في التعاطف لا تزال في مراحل النمو والتطور، لذلك، مع تقدمنا في العمر واكتسابنا المزيد من النضج العاطفي، تصبح أدمغتنا أكثر حساسية لتقليد سلوكيات الأشخاص المحيطين بنا، بما في ذلك التثاؤب.
وأثبتت الأبحاث أن ظاهرة التثاؤب المعدي ليست دائمة، فلدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من تدهور في الوظائف الإدراكية أو الخرف، قد يصبح التثاؤب المعدي أقل تكرارا، مما يشير إلى وجود علاقة بين القدرات الإدراكية والاستجابة لهذا السلوك الاجتماعي المثير للاهتمام.
ما هي فوائد التثاؤب؟
هناك العديد من فوائد التثاؤب والمزايا التي تعود على الشخص من وراء التثاؤب، أبرزها:
تحفيز الجهاز العصبي
يمكن أن يحفز الشهيق العميق والتمدد المصاحب للتثاؤب الجهاز العصبي الودي. هذا الجهاز المسؤول عن استجابة الكر أو الفر لزيادة اليقضة.
زيادة الأكسجين
يساعد التثاؤب على إدخال كمية كبيرة من الأكسجين إلى الجسم، والتي يمكن أن تساهم بدورها في تنشيط الدماغ وجعل الشخص يشعر بمزيد من الانتباه.
تخفيف الضغط في الأذنين
عندما تتثاءب، تنفتح القناة السمعية، أو الأنبوب الذي يربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق، مما يسمح للهواء بالدخول أو الخروج من الأذن الوسطى وموازنة الضغط.
تغيير الحالة
يمكن أن يكون التثاؤب بمثابة إشارة للجسم بأنه يمر بمرحلة انتقالية، مثل الانتقال من اليقظة إلى النعاس أو العكس، بمعنى آخر، يمكن أن يكون وسيلة الجسم لتهيئة نفسه إلى هذه الحالة الجديدة.
متى يكون التثاؤب خطيرا؟
لا يكون التثاؤب خطيرا، في الغالب، ونادرا ما يعتبر تكراره أو الإفراط فيه مرتبطا بشيء يستدعي التدخل، ومع ذلك، يمكن الانتباه في بعض الحالات منها:
التكرار المبالغ فيه
إذا كنت تتثاءب مرات عديدة في الساعة دون سبب واضح للشعور بالتعب أو الملل. أو إذا لاحظت فجأة وبشكل ملحوظ زيادة مفاجئة وكبيرة في عدد مرات التثاؤب.
أعراض أخرى
مع وجود أعراض أخرى مثل ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، أو تسارع ضربات القلب، أو الدوخة، يمكن أن يشير ذلك إلى وجود مشاكل في القلب أو الرئتين.
اقرأ أيضا:
التثاؤب المتكرر: مؤشر على مشاكل صحية خطيرة