صعّد نتنياهو الأسبوع الماضي بخطوات غير محسوبة العواقب تؤكد تخبطه وتهوره للبقاء في السلطة على حساب حتى مصالح كيانه المحتل. ليؤخر مستقبله المحتوم حتى لا يشهد محاكمته على الجرائم الجنائية قبل طوفان الأقصى بالفشل الأمني والعسكري والاستخباري ولاحقاً سوء إدارة الحرب وارتكاب جرائم حرب وحرب إبادة وحرب ضد الإنسانية على سكان غزة الملاحقين والنازحين والنازفين والمحاصرين والجائعين، وينتهي سياسياً.



برغم تحذير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووكالة الأونروا التي شيطنها نتنياهو ـ من خطر المجاعة ـ بحصار إسرائيل الظالم ومنع دخول المساعدات ومهادنة إدارة بايدن والدول الفاعلة بدل الضغط لإجبار إسرائيل على رفع الحصار وإدخال المساعدات الضرورية لإنقاذ المدنيين المحاصرين، يستمر نتنياهو بعناده!

وبرغم خضوعه الأسبوع الماضي لعملية جراحية ـ نفذ عمليتين خطيرتين بتداعيات خطيرة ليس على حرب الإبادة على غزة-ولكن تهددان بتوسيع نطاق الحرب وتمددها لحرب إقليمية.

الأولى: بسبب تهور نتنياهو وتصعيده ضد إيران يترقب كيان الاحتلال ومعه الولايات المتحدة والمنطقة ما تسربه الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية عن رد إيراني عسكري انتقامي واسع ومتعدد الجبهات بالمسيرات والصواريخ البالستية يشنه الحرس الثوري الإيراني ـ بعد تهديدات المرشد الأعلى بخطبه وبتغريدة له بالعبرية «سنجعل الصهاينة يندمون على جريمة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق ومثيلاتها، بحول من الله وقوة»! وتهديدات الرئيس الإيراني وقيادات الحرس الثوري! رداً على اعتداء قصف القنصلية الإيرانية في قلب العاصمة دمشق المكتظ بالسكان ومقتل قيادات في الحرس الثوري أدت إلى مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي ونائبه و14 آخرين بينهم 5 مستشارين عسكريين في الحرس الثوري، وكان زاهدي أرفع قيادي تغتاله إسرائيل في الحرس الثوري منذ اغتيال ترامب قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي في مطار بغداد في يناير 2020، في اعتداء سافر على سيادة سوريا وإيران بصواريخ مقاتلات F-35 الأكثر تطوراً على مبنى القنصلية الإيرانية…متجاوزة الخطوط الحمراء وتحويل حرب الظل وبالوكالة مع إيران إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران على أرض عربية. ما يدفع المنطقة نحو المجهول حيث يحبس الجميع أنفاسه بانتظار تنفيذ إيران تهديد قياداتها العليا بالرد الانتقامي على العدوان الإسرائيلي المباشر.
صعّد نتنياهو الأسبوع الماضي بخطوات غير محسوبة العواقب تؤكد تخبطه وتهوره للبقاء في السلطة على حساب حتى مصالح كيانه المحتل

التهور الثاني تمثل باستهداف قوات الاحتلال موكب جمعية المطبخ المركز العالمي الخيرية التطوعية وتوزع وجبات الطعام على أهالي غزة من المساعدات التي تصل إلى غزة عن طريق البحر في شمال القطاع، حيث قصفت المسيرات المسلحة ـ ثلاث عربات «جيب» للجمعية برغم علم القيادة العسكرية بمهمة الجمعية توزيع وجبات الطعام، وتسببت بمقتل 7 من عمال الإغاثة المتطوعين وأمنيين يرافقونهم من جنسيات أجنبية بينهم ثلاثة مواطنين بريطانيين ـ وأمريكي ـ كندي وأسترالية وبولندي وفلسطيني. وذلك أحدث ردة فعل وحالة غضب من حلفاء إسرائيل ومطالبات بالتحقيق ودفع تعويضات وعقاب المتسببين. واتصال مسؤولين بنتنياهو وتوبيخه من الرئيس بايدن-ولأول مرة تلويح بريطانيا بوقف التسويف وقتل الأبرياء وإلا ستغير الولايات المتحدة موقفها من إسرائيل ولوح بوقف شحنات السلاح.

فيما هددت بريطانيا بإعلان إسرائيل تخرق القانون الدولي الإنساني! خاصة بعد تحذير ثلاثة قضاة في المحكمة العليا البريطانية سابقين بينهم رئيستها السابقة الليدي هايل ومعهم أكثر من 600 قاض ومحام وأكاديمي بارزين متقاعدين نقلوا تحذيرا إلى رئيس الوزراء البريطاني سوناك أن بريطانيا تنتهك القانون الدولي بمواصلة تسليح إسرائيل ويجب وقف الحرب على غزة فوراً! وإلا تعتبر بريطانيا متواطئة مع إسرائيل بارتكاب جرائم حرب!

التهور الثالث: حالة الصدمة بعد اكتشاف 300 جثة بعضها متحلل ودمار هائل متعمد وممنهج بعد أسبوعين من احتلال وتنكيل جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي كبرى المستشفيات في قطاع غزة، ما يكشف حجم الخرق الصارخ للقانون الدولي الذي لا يزال البعض يشكك بأن إسرائيل ترتكبه يشكل متعمد وبلا رادع بسبب الغطاء الذي توفره الدول الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب!

التهور الرابع: إعلان نتنياهو أن قناة الجزيرة، التي تنشر مقاطع فيديو لعمليات المقاومة، قناة إرهابية، والمصادقة على قانون في الكنسيت الإسرائيلي بوقف عمل قناة الجزيرة في إسرائيل. وتفاخر نتنياهو أن «قناة الجزيرة الإرهابية لن تبث بعد اليوم-وحان الوقت لطرد بوق حماس». ما يجعل سلوك إسرائيل شبيها بسلوك الدول القمعية الديكتاتورية، ترفض الرأي الآخر! وهو شعار قناة «الجزيرة» التي تعمل بمهنية.

والأخطر أن سلوك إسرائيل العدواني بات يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين وحتى مصالح أمريكا في المنطقة. واحتواء توسيع رقعة الحرب التي سعت إدارة بايدن لمنعها منذ بداية حرب الإبادة بفتح جبهات لبنان وسوريا والعراق واليمن وصولاً لإيران وأذرعها في تلك الدول. وخاصة بعد شن جماعة الحوثيين هجمات على السفن وناقلات النفط وصلت إلى إيلات. وشن المقاومة الإسلامية في العراق 160 هجوماً على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والأردن-أودت بحياة 3 جنود أمريكيين بمسيرة انتحارية. ردت الولايات المتحدة بقصف 85 موقعاً عسكريا بضربات انتقامية واغتيال قيادي من كتائب حزب الله في بغداد، ليتم التوصل بعد ذلك لاتفاق مع إيران لوقف هجمات كتائب حزب الله ضد القوات الأمريكية في المنطقة. ولم تقع هجمات ضد القوات الأمريكية منذ اتفاق وقف الهجمات.

نتيجة لتهور وغطرسة نتنياهو-العقبة أمام وقف الحرب، وأسوأ رئيس وزراء بتاريخ الاحتلال- جعل إسرائيل تواجه العالم وحيدة، خاصة بعد الغضب والانتقادات والاصطفاف الغربي، وتبني مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو غزة تهور إيران إيران غزة نتنياهو دولة الاحتلال تهور مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

فالنسيا المأزوم يُعين مدربا جديدا له

 

سيشرف كارلوس كوربران على تدريب فالنسيا الإسباني قادما من وست بروميتش ألبيون الذي يلعب في الدرجة الثانية من الدوري الإنجليزي، حسبما أعلن الناديان الأربعاء.

فالنسيا المأزوم يُعين مدربا جديدا له

واستغل فالنسيا المهدد بالهبوط بندا في عقد كوربران مع فريقه الإنكليزي للحصول على خدماته بعقد يستمر حتى عام 2027 بعد أيام قليلة من إقالة مدربه السابق روبن باراخا.

وكان كوربران، حارس مرمى شباب فالنسيا السابق، قاد وست بروميتش إلى خوض تصفيات الدرجة الثانية في الدوري الإنكليزي نهاية الموسم الماضي من دون أن ينجح في انتزاع بطاقة الصعود إلى الدرجة الممتازة.

وأمضى كوربران ما يزيد قليلًا عن عامين في النادي الذي أعرب عن "امتنانه وأطيب تمنياته له".

وسبق لكوربران (41 عامًا) الاشراف على تدريب هادرسفيلد تاون الإنكليزي وأولمبياكوس اليوناني كما عمل مساعدا للأرجنتيني مارسيلو بييلسا عندما كان الأخير مدربا لليدز يونايتد الإنكليزي.

ويواجه كوربران تحديا صعبا لإنقاذ فالنسيا من الهبوط.

ولم يسقط بطل إسبانيا ست مرات، إلى الدرجة الثانية منذ موسم 1986/87، لكنه يحتل حاليا المركز التاسع عشر بفارق أربع نقاط عن منطقة الأمان، برصيد 12 نقطة فقط من 17 مباراة.

 

مقالات مشابهة

  • “تحريض وتشويش وتهديد” .. هذه هي التهم التي تلاحق سارة نتنياهو في المحكمة وقد تدفع بها لدخول السجن
  • خبير: جرائم حرب إسرائيل وفتح تحقيقات مع عائلة نتنياهو تكشف الحقائق في غزة
  • فالنسيا المأزوم يُعين مدربا جديدا له
  • نتنياهو وكاتس يُعرقلان مفاوضات صفقة التبادل
  • نتنياهو يعلن الحرب على الحوثيين
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • نتنياهو ووقف إطلاق النار
  • عائلات أسرى إسرائيليين تهدد نتنياهو
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)