إقفال مكاتب أونروا مستمر والمديرة تهدّد بتأخير الرواتب
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
كتبت فاتن الحاج في" الاخبار": للأسبوع الثالث، تنجح تحركات تحالف القوى الفلسطينية واتحاد المعلمين الفلسطينيين في إقفال المكتب الرئيسي لوكالة «أونروا» ومكاتب مديري المناطق ومديري المخيمات ومكاتب الشؤون، احتجاجاً على اجراءات عقابية اتخذتها إدارة الوكالة بحق موظفين فلسطينيين بسبب «خرقهم مبدأ الحيادية» بإعلانهم تضامنهم مع غزة.
وفي بيان لها، ادعت «أونروا» أن الإغلاق المستمر لمكاتب الوكالة من محتجين، اعتراضاً على «الإجراءات الإدارية التي اتخذتها الوكالة بحق أحد الموظفين، بدأ يؤثر على خدمات الوكالة المقدمة للاجئين». وتذرعت بعدم قدرة الموظفين على الوصول إلى المكاتب للتلويح بحدوث تأخيرات في مدفوعات المقاولين والموردين، ما يؤثر على المشاريع الجارية، إضافة إلى حدوث تأخيرات في تعيين الموظفين وتحضير كشوفات رواتب الموظفين المقبلة، فضلاً عن المدفوعات للاجئين من ذوي الحالات الصعبة.
وأدرجت قوى التحالف بيان «أونروا» في إطار حملة تحريض وافتراء على المحتجين، «فالادّعاء بأن إغلاق المكاتب الإدارية تسبّب بتأخير المشاريع غير صحيح، لأن عدداً من المشاريع يأخذ وقتاً طويلاً يمتد لسنوات بسبب البيروقراطية التي تمارسها الإدارة، إضافة إلى سياسة التسويف والمماطلة في تحسين الخدمات التي لا تزال قائمة حتى الآن، والشواهد كثيرة على ذلك. أما التبرير حول التمويل المالي فغير صحيح لأن عدداً من الدول المانحة أعلنت استمرار تقديم المساعدات».
كذلك استمر إقفال مدارس الوكالة في مخيم البص، ومنها ثانوية دير ياسين التي يديرها رئيس اتحاد المعلمين، فتح شريف، الذي قررت الوكالة تجميد عمله، فيما نظم الاتحاد اعتصامات تضامنية داخل مدارس أونروا ومسيرات جابت الشوارع المحيطة بها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة
البلاد – رام الله
أربعة تقارير متزامنة أطلقتها منظمات دولية ووكالات أممية وطبية، ترسم صورة قاتمة لأوضاع غزة، حيث يتعمد الاحتلال قصف خيام النازحين، وتنهار البنية الصحية، وتفتك المجاعة بالأطفال، بينما تصرخ الأمم المتحدة و”أونروا” و”أوكسفام” وبرنامج الأغذية العالمي في وجه الصمت الدولي المريب، مطالبة بوقف النار ورفع الحصار فورًا.
أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن الاحتلال يستخدم أسلحة فتاكة ترفع نسبة الحروق إلى مستويات غير مسبوقة، ويستهدف خيام النازحين بشكل مباشر، مما يضاعف أعداد الأطفال القتلى. وقال إن كثيرًا من المستشفيات قد دُمّرت بالكامل أو أُخرجت عن الخدمة، محذرًا من أن “عددًا كبيرًا من الأطفال يفارقون الحياة بسبب سوء التغذية”، في ظل “صمت دولي مريب من المنظمات الدولية”، على حد وصفه.
من جانبه، قال الدكتور فادي المدهون، المدير الطبي في منظمة “أطباء بلا حدود” بغزة، إن الوضع الصحي في القطاع شبه منهار تمامًا، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 50 ألف مريض وجريح بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة، وآلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية، في ظل نقص فادح في الإمدادات الغذائية والطبية.
أما وكالة “أونروا”، فأكدت أن غالبية سكان غزة من المدنيين الذين “يعانون معاناة لا يمكن وصفها”، مضيفة أن “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، داعية إلى وقف إطلاق النار فورًا. وتدير “أونروا” حاليًا 115 مركز إيواء يؤوي أكثر من 90 ألف نازح، وسط أوضاع إنسانية تتدهور بسرعة بفعل القصف واستمرار الحصار.
وفي سياق متصل، وصفت منسقة الشؤون الإنسانية بمنظمة “أوكسفام” في غزة، كليمونس لاجواردات، الوضع الإنساني في القطاع بأنه “الأسوأ منذ بداية الحرب”، مؤكدة أنهم يعملون في “بيئة غير آمنة”، وسط صعوبات هائلة في توفير المياه والغذاء بسبب الغارات والتدمير المنهجي للبنية التحتية.
أما برنامج الأغذية العالمي، فأكد أن العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية، وسط حصار خانق مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع. وحث البرنامج كافة الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، مشددًا على ضرورة السماح بدخول المساعدات فورًا. وأرفق منشوره بلافتات كتب عليها: “المخبز مغلق حتى إشعار آخر” و”غزة بحاجة إلى الغذاء”.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر غزة بالكامل، ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والبضائع، ما فاقم من الكارثة الإنسانية، وفق تقارير حقوقية وأممية، بينما تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 420 ألف شخص مجددًا منذ منتصف مارس، بعد أن استأنف الاحتلال عدوانه عقب تهدئة هشة خرقها مرارًا.
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل مسرح لإبادة جماعية بطيئة تتغذى على الجوع والخوف والدمار. ومع تواطؤ الصمت الدولي، تبقى نداءات المنظمات شاهدة على جريمة مستمرة، لا يغفرها التاريخ ولا يسامح عليها الضمير الإنساني.