كتبت سابين عويس في" النهار": لبنان، في إطار الإجراءات التي اتخذتها سلطاته، يرفض استعادة أي نازحين بلغوا حدود دول أخرى، ومنها قبرص، على قاعدة أن الدولة لا تستعيد إلا حاملي الجنسية اللبنانية، وأن الهاربين من الجنسية السورية تتحمّل مسؤولية استردادهم الدولة السورية وليس لبنان.
هذا الأمر كان قد بحثه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي زارت لبنان قبل أسبوع، وكان تفاهم على أن تعرض الأخيرة هذا الاقتراح أمام الدول المشاركة في مؤتمر دعم النزوح المقرر عقده في بروكسيل في السابع والعشرين من الشهر الجاري.

 

تكتسب زيارة الرئيس القبرصي اليوم أهمية مشتركة للبنان كما لقبرص، نظراً إلى ما ستتناوله من ملفات شائكة وعالقة تهدد العلاقات بين البلدين، وقد نبّه إلى أهميّتها ميقاتي في كلمته أمام الوزراء في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عندما قال إن أزمة المهاجرين غير الشرعيين تنذر بملامح أزمة ديبلوماسية مع الجزيرة الصغيرة. لكن الأمر لا يتوقف عند هذه المشكلة، إذ هناك ملف آخر لا يقل أهمية ويحتاج إلى المعالجة ويتصل بملف ترسيم الحدود البحرية الذي أتمّه لبنان مع إسرائيل في تشرين الاول ٢٠٢٢، فيما لا تزال هناك نقاط أو ثغرات تحتاج إلى إعادة النظر فيها في ما يتعلق باتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة الموقعة مع قبرص عام ٢٠٠٧. وكان هذا الأمر على جدول زيارة ميقاتي في آذار ٢٠٢٣ لنيقوسيا، حيث أبلغ السلطات القبرصية موقف لبنان الرسمي الداعي إلى إعادة النظر في الاتفاقية، ولكن من دون الوصول إلى نتائج، ولا سيما أن الموضوع مرتبط كذلك بالاتفاق مع سوريا على تحديد النقاط. 
وكان ميقاتي قد شكّل قبيل إنجاز اتفاقية الترسيم مع إسرائيل لجنة برئاسة وزارة الأشغال العامة والنقل وعضوية ممثلين عن وزارتي الخارجية والطاقة وهيئة إدارة البترول، مهمتها إعادة قراءة اتفاقية تحديد المنطقة الخالصة مع قبرص ووضع تقرير في شأنها. وقد خلصت تلك اللجنة إلى اعتبار ذلك الاتفاق مجحفاً في حق لبنان واضعة توصية تطلب من الجيش اعتماد آلية ترسيم جديدة. 

وهكذا، بدأت مرحلة جديدة من التفاوض، وزار وفد قبرصي لهذه الغاية بيروت وبدأت سلسلة محادثات خلصت إلى إعلان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عن التوصّل إلى صيغة تم الاتفاق على تنفيذها وفق الإجراءات القانونية المتبعة والمتعلقة بتعديل الحدود البحرية وفق الخط ٢٣. 

وتأتي زيارة المسؤول القبرصي الاول لبيروت غداة زيارة قام بها وزير خارجيته كوستانتينوس كومبوس لبيروت قبل نحو ثلاثة أسابيع خصصت للبحث في موضوع الهجرة غير الشرعية وسبل التعاون في هذا المجال فضلاً عن مسألة الممر البحري الذي أنشأته قبرص إلى غزة. وهو الموضوع الذي لن يغيب عن محادثات خريستودوليد أيضاً نظراً إلى المخاوف لديه من مخاطر توسع الحرب في لبنان ومدى انعكاساتها أيضاً على الجزيرة. 
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التشيك تعتزم نشر ألف جندي إضافي بالمناطق المتضررة من الفيضانات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية يانا تشيرنوخوفا، أنه سيتم نشر ما يقرب من ألف جندي إضافي بالمناطق المتضررة من الفيضانات للمساعدة في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.


ونقل راديو براغ الدولي اليوم /الاثنين/، في نشرته الناطقة بالإنجليزية، عن تشيرنوخوفا قولها "إنه بعد اجتياح الفيضانات لأجزاء من البلاد، سارع الجيش بنشر 900 جندي في المناطق المتضررة، كما أرسل 200 قطعة من المعدات للمساعدة على الأرض".
وأوضحت الوزيرة أن الجيش يبذل قصارى جهده لمساعدة المواطنين على التعاطي مع تداعيات الفيضانات بأسرع وقت ممكن، وأن مدة مهمته ستعتمد على احتياجات المناطق المتضررة.
وكانت وزارة الدفاع التشيكية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عزمها بناء 20 جسرا مؤقتا في المناطق التي غمرتها الفيضانات، مشيرة إلى أنه تم نشر مهندسين ومسعفين وطيارين وخبراء في مجال الأرصاد الجوية في المناطق المنكوبة للمساعدة في جهود الإغاثة.
وكانت الأمطار الغزيرة والفيضانات قد عصفت مؤخرا بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى منها بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والنمسا.
 

مقالات مشابهة

  • القيادة تهنئ رؤساء الصين ونيجيريا وقبرص وبالاو
  • جحيم الجنة الموعودة.. الهجرة غير الشرعية باب الاتجار بالبشر وسماسرة الأحلام المستحيلة
  • موجة إجلاء.. الدول الغربية تستعد لعمليات الإخلاء من لبنان
  • دول تجهز خطط طوارئ لإجلاء رعاياها من لبنان.. تفاصيل العملية
  • دول عدة تجلي رعاياها من لبنان مع ارتفاع حدة التصعيد
  • من فرنسا إلى كندا..دول تجلي مواطنيها من لبنان
  • إبراهيم عيسى: فتح مصر الباب أمام الهجرة غير الشرعية دون ضابط "خطر جبار"
  • التشيك تعتزم نشر ألف جندي إضافي بالمناطق المتضررة من الفيضانات
  • تنفيذ 3 دورات بالغربية والبحيرة حول البدائل الإيجابية الآمنة للحد من الهجرة غير الشرعية
  • أشعر بالقلق المتزايد على وطني.. إليسا تعلن تأجيل حفلتها الغنائية بسبب أوضاع لبنات