لبنان وقبرص ضحيّتا الهجرة غير الشرعية والحلّ بالمناطق السورية الآمنة
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": لبنان، في إطار الإجراءات التي اتخذتها سلطاته، يرفض استعادة أي نازحين بلغوا حدود دول أخرى، ومنها قبرص، على قاعدة أن الدولة لا تستعيد إلا حاملي الجنسية اللبنانية، وأن الهاربين من الجنسية السورية تتحمّل مسؤولية استردادهم الدولة السورية وليس لبنان.
هذا الأمر كان قد بحثه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي زارت لبنان قبل أسبوع، وكان تفاهم على أن تعرض الأخيرة هذا الاقتراح أمام الدول المشاركة في مؤتمر دعم النزوح المقرر عقده في بروكسيل في السابع والعشرين من الشهر الجاري.
تكتسب زيارة الرئيس القبرصي اليوم أهمية مشتركة للبنان كما لقبرص، نظراً إلى ما ستتناوله من ملفات شائكة وعالقة تهدد العلاقات بين البلدين، وقد نبّه إلى أهميّتها ميقاتي في كلمته أمام الوزراء في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عندما قال إن أزمة المهاجرين غير الشرعيين تنذر بملامح أزمة ديبلوماسية مع الجزيرة الصغيرة. لكن الأمر لا يتوقف عند هذه المشكلة، إذ هناك ملف آخر لا يقل أهمية ويحتاج إلى المعالجة ويتصل بملف ترسيم الحدود البحرية الذي أتمّه لبنان مع إسرائيل في تشرين الاول ٢٠٢٢، فيما لا تزال هناك نقاط أو ثغرات تحتاج إلى إعادة النظر فيها في ما يتعلق باتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة الموقعة مع قبرص عام ٢٠٠٧. وكان هذا الأمر على جدول زيارة ميقاتي في آذار ٢٠٢٣ لنيقوسيا، حيث أبلغ السلطات القبرصية موقف لبنان الرسمي الداعي إلى إعادة النظر في الاتفاقية، ولكن من دون الوصول إلى نتائج، ولا سيما أن الموضوع مرتبط كذلك بالاتفاق مع سوريا على تحديد النقاط.
وكان ميقاتي قد شكّل قبيل إنجاز اتفاقية الترسيم مع إسرائيل لجنة برئاسة وزارة الأشغال العامة والنقل وعضوية ممثلين عن وزارتي الخارجية والطاقة وهيئة إدارة البترول، مهمتها إعادة قراءة اتفاقية تحديد المنطقة الخالصة مع قبرص ووضع تقرير في شأنها. وقد خلصت تلك اللجنة إلى اعتبار ذلك الاتفاق مجحفاً في حق لبنان واضعة توصية تطلب من الجيش اعتماد آلية ترسيم جديدة.
وهكذا، بدأت مرحلة جديدة من التفاوض، وزار وفد قبرصي لهذه الغاية بيروت وبدأت سلسلة محادثات خلصت إلى إعلان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عن التوصّل إلى صيغة تم الاتفاق على تنفيذها وفق الإجراءات القانونية المتبعة والمتعلقة بتعديل الحدود البحرية وفق الخط ٢٣.
وتأتي زيارة المسؤول القبرصي الاول لبيروت غداة زيارة قام بها وزير خارجيته كوستانتينوس كومبوس لبيروت قبل نحو ثلاثة أسابيع خصصت للبحث في موضوع الهجرة غير الشرعية وسبل التعاون في هذا المجال فضلاً عن مسألة الممر البحري الذي أنشأته قبرص إلى غزة. وهو الموضوع الذي لن يغيب عن محادثات خريستودوليد أيضاً نظراً إلى المخاوف لديه من مخاطر توسع الحرب في لبنان ومدى انعكاساتها أيضاً على الجزيرة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: عصابات الإتجار بالبشر تقف وراء متلازمة الهجرة غير الشرعية
أكد الدكتور أحمد زايد; مدير مكتبة الإسكندرية أن الهجرة غير الشرعية، تفاقمت كظاهرة دولية فى السنوات العشر الأخيرة بسبب ارتفاع معدلات الفقر فى دول العالم الثالث، إضافة إلى الحروب والنزاعات والتوترات.
وقال الدكتور إن الاحصاءات تؤكد إرتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن الأرقام تقول لنا إن 42 ألف مهاجر غير شرعى وصلوا إلى شواطىء أوروبا خلال عام 2023 بزيادة نسبتها 292% مقارنة بنفس الفترة عام 2022، هذا غير عدد من فقدوا حياتهم فى رحلة الهروب والتى تقدرهم الإحصاءات بنصف مليون شخص.
جاء ذلك خلال مشاركته فى ندوة "جهود اللجنة الوطنية التنسيقية فى مكافحة تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر" ضمن النشاط الثقافى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى تتواصل فعالياته فى مركز مصر للمعارض، شارك فيها كل من السفيرة نائلة جبر، والدكتور أحمد سعدة؛ مساعد وزيرة التضامن، والكاتبة سماح أبو بكر، والأستاذة بسمة فؤاد عنتر؛ مؤسس والمدير التنفيذي جمعية المستقلين الدولية، وأدارها الدكتور خالد سعدة.
وقال مدير مكتبةالإسكندرية إن الأمم المتحدة اهتمت مؤخراً بتنشيط وانعاش دور منظمة الهجرة غير الشرعية، رغم أنها أنشئت فى عام 1951 بسبب خطورة وتداعيات الظاهرة فى السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن مصر انضمت مبكراً للمنظمة، وبلورت نشاطها وخبراتها فى مكافحة الظاهرة فى استراتيحية متكاملة لمعالجة ومكافحة الظاهرة من جذورها بالتعاون مع الإتحاد الأوروبى.
ولفت الدكتور أحمد زايد إلى أننا بإزاء خطر شديد متفاقم يمكن أن نطلق عليه "متلازمة الهجرة" غير الشرعية يقف وراءها تجار البشر، مشيراً إلى أن هناك أسباب تقف وراء الظاهرة فى مصر، وقال إن هناك شبكات غير قانونية وغير مرئية للأجهزة تقف وراء التشجيع والإيقاع بالضحايا.
وأضاف زايد، أن التقليد الأعمى لمن نجحت تجاربهم تقف كسبب مهم وراء تشجيع غيرهم على أن يسلكوا نفس المسلك وهو ما يمكن نعتبره "ثقافة منحرفة"، مطالباً بتغليظ القانون لمواجهة وردع الشبكات والعصابات التى تقف وراء الظاهرة، محذراً من تنامى القيم المادية، فالنجاح ليس مادياً فقط ولكن النجاح المعنوى مهم أيضاً، فالنجاح المعنوى الذى حققه اللاعب المصرى محمد صلاح لايقل أهمية عن نجاحه المادى ترى ذلك وتلمسه فى سعادته بتحقيق أى هدف وإدخال السعادة على متابعيه.