انسحبت قوات الاحتلال أخيرا من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد نحو أربعة أشهر من التوغل فيها، ارتكبت خلالها عمليات قتل واسعة للفلسطينيين، وهدم للمباني السكنية وتدمير للبنى التحتية.

ورغم انسحاب قوات الاحتلال من معظم أماكن تمركزها داخل قطاع غزة، التي دخلتها بعد العدوان البري الذي بدأ في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أن قواتها لا زالت موجودة بشكل محدود في أربعة مواقع، معظمها على الأطراف الشرقية والشمالية للقطاع.



مدينة غزة
ووفق مصدر ميداني تحدث لـ"عربي21"، فإن أعمق نقطة يوجد فيها قوات الاحتلال الآن، تقع في جنوب مدينة غزة، وتحديدا المنطقة الفاصلة بين غزة والمحافظة الوسطى، ويسميها الاحتلال "محور نتساريم"، التي تمتد من منطقة جحر الديك، أقصى جنوب شرق المدينة، مرورا بمنطقة المغراقة جنوبا، ثم منطقة البيدر جنوب غرب غزة.

إظهار أخبار متعلقة


ولفت المصدر إلى أن قوات الاحتلال تقوم عبر وجودها في هذه المنطقة، بفصل غزة عن المحافظات الوسطى، عبر شارع يمتد من الحدود الشرقية إلى شاطئ البحر، وجرى إنشاؤه بعد التوغل البري، ويهدف بالأساس إلى فصل القطاع وتجزئته، وتمكين تحرك الآليات العسكرية الإسرائيلية عبره بشكل سهل، في إطار خطة الاحتلال الأمنية الجديدة، التي تهدف إلى تنفيذ عمليات توغل خاطفة وسريعة ضد أهداف للمقاومة في غزة والمحافظة الوسطى.

كما تهدف عمليات فصل غزة عن المحافظات الوسطى عبر هذا المحور، الذي يوجد به لواء ناحال التابع لجيش الاحتلال، إلى منع عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، والتحكم مستقبلا في عملية المرور من غزة إلى الجنوب، وبالعكس.

المحافظات الوسطى
وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة، توجد قوات الاحتلال حاليا في المنطقة الشرقية من مدينة دير البلح، حيث أبقت على مواقع واستحكامات عسكرية، وعدد محدود من الآليات العسكرية، في مساحة تقدر بنحو كيلو متر واحد، انطلاقا من منطقة السياج الفاصل، وغربا نحو عمق المنطقة الشرقية للمدينة. وفقا للمصدر نفسه.

إظهار أخبار متعلقة


شرق جباليا
أما في جباليا، شمال قطاع غزة، أكد المصدر الميداني لـ"عربي21"، أن قوات الاحتلال توجد قرب السياج الفاصل شرق بلدة جباليا، وتحديدا إلى الشرق من عزبة عبد ربه، دون أن يكون لقوات الاحتلال أي وجود في المنطقة الغربية من شارع صلاح الدين، أي باتجاه جباليا البلد أو المخيم.

معبر "إيرز"
وإلى الشمال قليلا، أي في بلدة بيت حانون، والمناطق المحيطة بها، لا يوجد حاليا أي وجود عسكري لقوات الاحتلال، سوى في محيط معبر إيرز أقصى شمال قطاع غزة، ووفقا للمصدر، فإن قوات الاحتلال أخلت المنطقة الشمالية الغربية من بيت لاهيا، وتراجعت نحو السلك الفاصل، ما أتاح عودة بعض سكان المنطقة التي يغلب عليها الطابع الزراعي.

وأعلنت قوات الاحتلال، الأحد، عن سحبها ثلاثة ألوية من منطقة خان يونس، وذلك بعد ساعات على إعلان كتائب القسام، الجناح المسلح في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن قتلها 14 جنديا في عمليات قتالية بالمدينة.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إنه لم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في "ممر نتساريم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قوات الاحتلال غزة فلسطين غزة قوات الاحتلال تمركز المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ورقة بحثية إسرائيلية ترصد المخاطر التي تهدد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رغم التأخير الإسرائيلي الحاصل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لكن التقدير الاسرائيلي أن حزب الله لن يرغب بنسفه، لكن الاحتكاك سيستمر طالما ظلّ جيش الاحتلال يماطل في الالتزام بما تم الاتفاق عليه، الأمر الذي قد يحمل إمكانية للمخاطرة بالتصعيد.

وذكر الجنرال كوبي ماروم خبير في الأمن القومي والساحة الشمالية، أن "نهاية الستين يوماً من الاتفاق الموقع بين لبنان والاحتلال برعاية أمريكية من المفترض أن ينسحب خلالها جيش الاحتلال من جنوب لبنان، ويعيد انتشاره على الحدود، على ان ينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان بين الليطاني والحدود مع فلسطين المحتلة، وتدمير البنية التحتية للحزب في المنطقة، خاصة في المناطق التي لم يعمل فيها الاحتلال على الأرض".

وكشف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "جرت في الأيام الأخيرة مناقشات مكثفة مع رئيس آلية التنسيق الجنرال غاسبر ومع إدارة ترامب فيما يتعلق بتمديد فترة بقاء قوات الجيش في نقاط معينة جنوب لبنان حتى اكتمال نشر وتدمير البنية التحتية للحزب، حتى قررت حكومة الاحتلال أن الجيش سيبقى هناك حتى يتم الانتهاء من الاتفاق من قبل لبنان، وهو قرار تم تنسيقه مع إدارة ترامب".



نشر الجيش اللبناني
وزعم أن "الجيش اللبناني يُظهر ضعفاً وبطئاً في الانتشار، فهو جيش صغير، وهذه المهمة معقدة بالنسبة له، وهو بحاجة لتجنيد آلاف المقاتلين الجدد، وهناك مشاكل تتعلق بالتعاون مع الحزب، وبالطبع التحدي المتمثل في الحدود مع سوريا بعد تغيير النظام هناك، وهذا هو التحدي الكبير الأول الذي يواجهه الاحتلال منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

وأشار أن "الاحتلال مطالب بأن يصرّ على التنفيذ الكامل للاتفاق، بما فيه التنسيق الوثيق مع إدارة ترامب في هذا الشأن، حتى على حساب المخاطرة بالتصعيد، فيما يشكل انتخاب الجنرال جوزيف عون رئيسًا للبنان، تحت رعاية الإنجازات المهمة التي حققها جيش الاحتلال ضد الحزب، فرصة لأن يفرض على الاحتلال أن يحترم التزاماته".

وأضاف أن "الحزب يعكس تغييرات مهمة في تركيبة القوى على الساحة الداخلية اللبنانية، لكن انتخاب رئيس ورئيس وزراء ليسا من أنصاره أمر مهم، ولكن لا ينبغي لنا أن نتصور أنهما سيطلقان حملة لتفكيكه، أو منعه من محاولة إعادة تأهيل نفسه، فهناك فجوة واضحة بين تصريحات عون بأن جيشه سيكون القوة المسلحة الوحيدة في البلاد، وبين التنفيذ الفعلي للأمور".

وأشار إلى أن "الحزب تعرض بالفعل لضربة شديدة، وأصبح ضعيفاً، ويحاول التعافي، دون قيادة ذات رؤية استراتيجية، مع قطع رابطه الحاسم مع سوريا، مما خلق ضغوطاً كبيرة عليه، وهو يحاول إعادة بناء نفسه في ظل واقع لبناني معقد، ويواجه صعوبة كبيرة في تلقي المساعدة من إيران، ولذلك تتجه قيادته لإصدار تصريحات عدائية، لكني أشك في أنه يريد أو لديه مصلحة في انتهاك الاتفاق، والعودة للقتال، بل سيرغب بدعم الاتفاق الذي يقضي بانسحاب قوات الاحتلال بالكامل، ثم البدء بإعادة الإعمار".

إعادة بناء حزب الله
واستدرك بالقول أننا "قد نشهد إطلاق صواريخ مدروسة على مناطق مفتوحة، أو احتكاكات مخططة بين اللبنانيين العائدين لمنازلهم، وجنود الاحتلال في الجنوب، والحزب بذلك يهدف لإرسال رسالة مفادها أنه غير راض عن قرار الاحتلال بالبقاء في جنوب لبنان، مع العلم أن مستوطني الشمال يشعرون بقلق بالغ إزاء الواقع الأمني، لأن مشكلتهم الرئيسية منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر تمثلت بفقدان الثقة في المنظومة الأمنية والحكومة في مواجهة الواقع على الحدود اللبنانية".

كما تساءل الكاتب كيف أن "الحكومة والجيش سمحا ببناء هذه الترسانة العسكرية الضخمة للحزب قرب المستوطنات الشمالية عشية الحرب، دون أن يفعلا شيئا لمنعها، وكيف سمحا بهذه السياسة المتهورة، مما يجعل من تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتمديد بقائه، أمرا بالغ الأهمية لإحساس المستوطنين بالأمن، ورغم أنه في نهاية الهدنة المؤقتة التي استمرت 60 يوما، يستطيع سكان جنوب لبنان العودة لمنازلهم، لكن نظرا لتمديد بقاء الاحتلال هناك، فإن الطرفين لا يزالان في حالة تأهب، مما يثير قلقاً كبيراً لدى مستوطني الشمال".

وأكد أن "التطورات الأمنية والسياسية لن تدفع الحكومة لدعوة مستوطني الشمال الذين تم إجلاؤهم للعودة لمنازلهم إلا في الأول من مارس، فيما تستمر بالتلعثم في قضية الخطة الطارئة لإعادة إعمار مستوطنات الشمال، لأن المقارنة مع نموذج التعويض في مستوطنات الجنوب تبدو سخيفة، والأضرار التي لحقت بمستوطنات الشمال بعد عام ونصف هائلة، وعلى الحكومة أن تكون أكثر سخاءً معهم، بما فيها الحوافز الاقتصادية الكبيرة بشكل أكبر".



عدم عودة مستوطني الشمال
وأشار إلى أن "حوارات مستوطني الشمال مع القيادة السياسية والعسكرية ضعيفة، بل غير موجودة تقريبا، رغم ما عاشوه خلال عام ونصف من حرب صعبة ومؤلمة، مما سيصعب للغاية إقناعهم، وإعادتهم لديارهم، ومن أجل جسر الشعور بعدم الثقة في النظام الأمني، يجب أن يكون هناك وجود مكثف لجيش الاحتلال مع عناصر أمنية معززة لفترة طويلة من الزمن، في المستوطنات وعلى الحدود، لإعطاء المستوطنين شعوراً بالأمن، لأننا سنكون أمام اختبار مهم للغاية فيما يتعلق بالمستقبل حول الواقع الأمني الناشئ بعد الحرب".

وختم بالقول إن "الأمريكيين سيضغطون على الجانبين للتوصل لتسوية، حيث سينسحب الاحتلال من معظم الأراضي اللبنانية، على أن يبقى في ثلاث أو أربع نقاط خاضعة للسيطرة في جنوب لبنان لبضعة أسابيع، فيما سيضغط الجنرال غاسبر والإدارة الجديدة على الجيش اللبناني لتسريع انتشاره في مختلف أنحاء الجنوب، بما فيها تدمير البنية التحتية للحزب من أجل مواصلة عملية وقف إطلاق النار الدائم والهدوء، ومنع نقل الأسلحة مع مرور الوقت، ومنع إعادة انتشار الحزب، وإعادة تأهيل قدراته في الجنوب، في محاولة لإقناع مستوطني الشمال بالعودة لمنازلهم".

مقالات مشابهة

  • ورقة بحثية إسرائيلية ترصد المخاطر التي تهدد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل تقيم منطقة أمنية داخل سوريا
  • كشف خطير.. الاحتلال يقيم منطقة أمنية بسوريا ويبني 9 مواقع عسكرية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • القنل بقصد القتل .. جيش الاحتلال يوسع أوامر إطلاق النار بالضفة الغربية
  • إسرائيل تنشئ 9 مواقع عسكرية جديدة جنوب سوريا
  • 4 شهداء فلسطينيين برصاص العدو الصهيوني شرق غزة وخان يونس
  • متى ينتهي الفحص الأمني على حاجز نتساريم جنوب مدينة غزة؟
  • شهيدة برصاص الاحتلال في منطقة القرارة شرقي مدينة خان يونس
  • الاحتلال يستهدف موقعا جنوب سوريا بزعم وجود مخزن سلاح لحماس