تشاد تُشيد بموقف اليمن الداعم لغزة: يقف “سداً منيعاً وحارساً أميناً” لفلسطين أمام القوى الغربية
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
الجديد برس:
أشاد نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في تشاد، حسين المهاجري داؤود، بالموقف اليمني الداعم لغزة.
وقال داؤود في حوار مع صحيفة “عرب جورنال”، إن اليمن يقف سداً منيعاً وحارساً أميناً لفلسطين أمام القوى الغربية الغاشمة، مشيراً إلى أن الدعم اليمني المُطلق لغزة بحجم تاريخه الحضاري والديني والأخلاقي.
وأوضح أن إرادة الشعب اليمني استجابت لنداء الواجب في غزة وقد نجحت العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، في منع وصول الإمدادات إلى العدو الصهيوني.
وقال نائب رئيس المجلس الوطني الإنتقالي في تشاد، في رسالة موجهة لشعب اليمن: “لقد أرجعتم كرامة، وأحييتم همم، وأعدتم مع أبطال فلسطين أمل الحرية وعودة الحضارة”.
*نص الحوار الذي أجرته “عرب جورنال” مع حسين المهاجري داؤود
-هناك حرب عدوانية ظالمة تقودها “إسرائيل ” بدعم أمريكي غربي على الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من 6 أشهر..ما موقفكم من هذه الحرب العدوانية؟ وما تداعيات هذا الإجرام الصهيوني الغربي على أمن واستقرار المنطقة والعالم؟ وماذا يعني صمود المقاومة الفلسطينية لدول وشعوب إفريقيا؟
لا شك أن موقف أي إنسان اليوم حتى من مواطني الدول الغربية المعتدية، بضميره ذرة من الرحمة، وله نصيب من قيم العدل، وإحترام إنسانية الإنسان، يستهجن ويستنكر السلوك الكيان الصهيوني الذي يقود حرب إبادة جماعية هدفها القضاء على الشعب الفلسطيني بإشتراك أمريكي غربي مباشر وسخي، وبمساعدة بعض الانظمة الإقليمية حتى بالسكوت وغض الطرف عن الأزمة.
هذه الحرب بالرغم من وجهها القبيح إلا أنها كشفت وأكدت للعالم التالي :
– أولاً : مقولة الحضارة والثقافة الغربية القائمة على نفي وإزالة وإلغاء الآخر من الوجود.
-ثانياً : قزامة الكيان الإسرائيلي أمام الإرادة الفلسطينية، الذي هب الغرب وفي مقدمته أمريكا لإنتشاله من الصدمة والهزيمة
_ثالثاً : أحيّت الحرب أمل عظيم في نفوس الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية بأن هزيمة العدو وانتصار المقاومة الفلسطينية مسألة وقت فقط.
-رابعاً : أحيت حرب غزة في نفوس كثير من الشعوب الإفريقية، مآسي الغرب الاستعماري، وتجربة الميز العنصري، ويتوقعون بأن نهاية “إسرائيل” وشيكة لأن دائرة الحرب ستتسع، وتداعياتها لن تقف عند حدود الذهنية الصهيونية، وتكلفتها ستكون باهظة ليس على “إسرائيل” وحدها بل على الغرب نفسه.
-خامساً: لقد فتح الصمود الفلسطيني وتعاطيه مع أحداث الحرب الذي تقوده أقوى ترسانة حربية على رأسها الولايات المتحدةالأمريكية؛ أعين العالم والأفارقة على وجه التحديد، بأن جزءاً كبيراً من القوة السحرية للغرب أغلبها حروب نفسية يقودها الإعلام الغربي المتخصص في تزييف الحقائق، وعلى هذا فإن فك الارتباط مع القواعد الضامنة لوجود هذا الغرب الإمبريالي على الأراضي الإفريقية ممكنة جداً، وإكمال التحرر السياسي الاقتصادي والثقافي بات في الأفق.
– لقد سجلت بعض دول وشعوب القارة الأفريقية وعلى رأسها جنوب أفريقيا موقفا مشرفا للانتصار لمظلومية غزة.. أي أهمية لحضور إفريقيا في هذا الموقف المشرف وهي التي عانت كثيرا ولا تزال من ويلات آلة القتل والاستعمار الصهيونية الغربية نفسها التي تسفك اليوم دماء الفلسطينيين في غزة ؟ وهل تعتقدون أن العالم بحاجة إلي مواجهة شاملة للغطرسة الغربية الصهيونية وملاحقة مجرميها في كل المحافل الدولية؟
رغم تباين المواقف الرسمية الإفريقية بداية الأحداث في غزة، إلا أن الموقف الأكثر تعبيراً للإرادة السياسية الأفريقية، هو موقف الاتحاد الإفريقي الذي حمل توقيع دول الاتحاد (55دولة)، مطالباً بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية.
وعملياً طرد البعثة الإسرائيلية من القمة الأفريقية التي عقدت في فبراير 2024، أعتبرها رسالة تذكير لإسرائيل وللغرب بأن الدور والحضور الإفريقي من القضايا العالمية، بدأ ينحاز إلى ما يخدم الشأن الإفريقي وليس التبعية العمياء.
الآن في ظل السباق المحموم بين القوى العظمى لرسم خارطة النفوذ والمصالح، أعتقد أن الموقف الإفريقي الموحد حول قضية مثل قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، سيكون له تأثير إيجابي لصالح الشعب الفلسطيني، وما قامت به دولة جنوب إفريقيا لوحدها لإثبات إجرامية الكيان الإسرائيلي، يساوي موقف ورسالة قارة في اعتقادي.
الآن الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، كشفت لشعوب العالم بأن الفلسطيني الأعزل في مواجهة دول الغرب العظمى، وهذا يتطلب إعادة نظر في توازن القوى الدولية، ويحتاج من إفريقيا على وجه التحديد إلى إعادة نظر في علاقاتها الدولية.
– هناك تحركات إسرائيلية واضحة للتوغل في إفريقيا تحت غطاء التطبيع مع بعض الأنظمة أو تحت غطاء الحضور الأمريكي الفرنسي.. ما موقفكم منها ؟ وما هي مخاطر التوغل الصهيوني في القارة الإفريقية؟ وكيف يمكن مقاومته على المستوى الرسمي والشعبي ؟
كما تلاحظ في السنوات الأخيرة توجهت بعض الأنظمة الإفريقية الحاكمة إلى تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، ولكن ظل هذا التطبيع حتى الآن من الناحية الواقعية يفتقد إلى الشرعية الحقيقية، لأن الكثير من شعوب القارة الإفريقية لا يشرفهم أن تكون لبلدانهم علاقة بإسرائيل وهذه حقيقة.
وبناءً عليه ظلت علاقة هذه الأنظمة مع الكيان الصهيوني علاقات ذات أغراض محددة غير مرئية للشعوب، أكثرها استثمارات أمنية، وأغلب الشعوب الأفريقية المسلمة بصورة خاصة تتخوف من المد الصهيوني في إفريقيا لاعتبارات دينية وسياسية تتعلق بتعاطفها مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، مقابل مشروع الدولة الصهيونية، هذا المشروع الذي ينجلي فضحه إعلامياً الآن في حرب الإبادة الموجهة ضد الشعب الفلسطيني برعاية أمريكية وغربية منقطعة النظير.
– بماذا تصفون التدخل اليمني العسكري التاريخي لمناصرة غزة بعد منعه سفن الاحتلال من العبور في البحرين الأحمر والعربي وكذلك المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح؟ وأي رسالة توجهونها للشعب اليمني الذي كرس كل جهوده لدعم مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة ويواجه اليوم عدوانا أمريكياً بريطانياً بسبب هذا الموقف المشرف؟
الله تعالى يضع سره في أضعف خلقه، وشعب اليمن الذي يعاني من ويلات الحروب، والمجاعات، والأزمات المركبة، يقف اليوم سداً منيعاً، وحارساً أميناً أمام القوة الغاشمة في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، لمنع إمدادات العدو على الشعب الفلسطيني، وهذه ليست معجزة، بل هي إرادة شعب حر استجاب لنداء الواجب تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، واجب اليمن هو بحجمه الحضاري والديني والأخلاقي الكبير.
ورسالتنا لشعب اليمن: لقد أرجعتم كرامة، وأحييتم همم، وأعدتم مع أبطال فلسطين أمل الحرية وعودة الحضارة.
– في ظل التطورات والتحولات الطارئة في المنطقة والعالم.. كيف يمكن لدول وشعوب إفريقيا أن تستغل هذه التحولات اليوم لاستكمال تحرير كامل القارة من الإستعمار الغربي من جهة، وفتح قنوات تواصل مع الدول المناهضة للغرب خاصةً في المنطقة العربية المجاورة كالجزائر على سبيل المثال، من جهة أخرى؟
اليوم نحن نشاهد ولادة جديدة في غرب إفريقيا تقودها مالي والنيجر وبوركينا فاسو، هدفها التحرر من الهيمنة الغربية، وقد رأينا أيضاً الرئيس السنغالي الجديد المنتخب من قبل شعبه الذي أدى اليمين الدستورية وتعهد باستكمال حرية شعبه وبلاده، واستكمال الوحدة الإفريقية، وهذا ممكن جداً.
وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية الراهنة، يتوجب على إفريقيا إجراء تحالفات وشراكات جديدة تحترم الندية في تقسيم المصالح، وهذا جائز مع الروس والصين والهند، والوطن العربي الذي يعتبر جغرافياً واستراتيجياً لا غنى لإفريقيا الحرة عنه.
وبالنسبة للجزائر فيعتبرها الأفارقة مدرسة للحرية، وهي دولة عظمى لا يمكن لأفريقيا أن تتحرر بدون قيادة الجزائر.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يتوقف الأمر على دور سعودي فعال في إنهاء الحرب في اليمن؟
تُجمعُ التوقعات المتفائلة على إمكانية حدوث تطور عسكري هام لتغيير الواقع الذي فرضه انقلاب 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وأطاح بأهم تحول سياسي ديمقراطي سياسي في تاريخ اليمن، على ضوء جملة من المؤشرات تشمل فيما تشمل تحركات ميدانية لافتة، والحديث عن تحديد الساحات المرشحة للمواجهات المقبلة، فيما تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية التي تُمسك بقرار الحرب والسلم وتكرس ما يمكن وصفه بالشلل غير المسبوق للإرادة السياسية لقادة الشرعية اليمنية.
كانت السعودية قد اتخذت خطوات متقدمة نحو إنجاز صفقة تسوية للحرب مع الانقلابيين الحوثيين، بضغط عدائي من الإدارة الأمريكية السابقة، دفع بالرياض إلى القيام بمناورة هي الأخطر، لتسوية قضية في جغرافيا تندرج ضمن أولوياتها الأمنية والجيوسياسية، واضطرت إلى تنفيذها مرغمة تحت طائلة فقدان الشراكة مع الولايات المتحدة، التي غضت الطرف عن الانفلات الخطير لعيار إيران تجاه المملكة خصوصا عام 2019.
كل شيء يبدو اليوم متاحا أمام لإنجاز تسوية مشرفة للحرب في اليمن، إن تم ذلك على أسس أخوية ودينية وأخلاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني الجار، والتعامل الصادق معه ومع دولته، والاستعداد الكامل لشراكة طويلة الأمد تسمح بطي عقود من التعايش القلق والجوار المتربص.
كل شيء يبدو اليوم متاحا أمام لإنجاز تسوية مشرفة للحرب في اليمن، إن تم ذلك على أسس أخوية ودينية وأخلاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني الجار، والتعامل الصادق معه ومع دولته، والاستعداد الكامل لشراكة طويلة الأمد تسمح بطي عقود من التعايش القلق والجوار المتربص
لا يوجد أهم ولا أغلى من بناء الثقة وتعزيزها مع الشعب اليمني واعتبارها واحدة من أهم العوامل التي تدفع باتجاه تسوية الأرضية وإنهاء الحرب، حتى مع وجود العامل الإضافي الإيجابي ذي الأهمية البالغة والمتمثل في التحول الحاد في الموقف الأمريكي تجاه اليمن؛ من رعاية ودعم لمشروع الانقلاب الحوثي الطائفي المرتبط بالأجندة الإيرانية، إلى استهداف هذا المشروع البغيض وتقويض أسسه العسكرية والمادية والتخلي عن دوره الطائفي، الذي كان قد عزز الارتياح الغربي واستجلب دعمه السخي لتقويض عملية ديمقراطية ناجحة في اليمن، وغض الطرف عن إدخال اليمنيين في أتون حرب أتت على ما بقي لهذا البلد من مقدرات وأدخلته في دائرة الحاجة والبؤس والشقاء المعيشي.
إنهاء الحرب في اليمن لن يكون بالأدوات السياسية، أو من خلال الاستمرار في تقديم العروض السخية لجماعة الحوثي، لسبب بسيط للغاية وهو أن التسوية السياسية لن تنتزع من الحوثيين تنازلات جوهرية يعتقدون أنهم احتفظوا بها بالحرب، وبالتالي لن تسمح بإقامة سلطة شراكة حقيقية تُنهي حالة التوتر والشعور بالغبن لدى معظم اليمنيين.
كما أن الاستمرار في تقديم التنازلات لن يسمح بالتأكيد في استعادة الدولة اليمنية وصيانة مركزها القانوني والسيادي، لأن المبدأ الذي سيسمح باستيعاب مشروع الانقلاب الحوثي الطائفي، سيفسح المجال كذلك لمشروع الانفصال الذي لا يقل سوءا ولا غدرا ولا ضررا بالدولة اليمنية وسيادتها وقابليتها للحياة.
الحل العسكري هو الطريق الأمثل لاستعادة اليمن، والحفاظ على كيانه، وهذا الحل يستند إلى إرادة وأدوات وإمكانيات متاحة، وبإمكانه التعاطي بكفاءة وتفوق على التحدي العسكري الذي يمثله الحوثيون، استنادا إلى مقدراتهم التي استحوذوا عليها منذ العام 2014، إلى جانب الدعم السخي الذي حصلوا عليه من إيران ومن شبكة إقليمية ودولية نشطة ساهمت في استمرار خطوط الإمداد بالأسلحة الحديثة إلى هذه الجماعة.
في عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" للتحالف العربي، وبينما كانت دولتاه الرئيسيتان منسجمتين إلى حد ما، واجه التحالف معارضة شديدة، من الدوائر الغربية التي استطاعت أن تؤثر على قرار الحكومات، ووصل الأمر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أنهت تعاونها اللوجستي مع أهم شريك لها في الوطن العربي وهي السعودية، وتمت شيطنة التحالف العربي إلى حد كبير وأُدرج في اللوائح السوداء للأمم المتحدة ومنها لائحة قاتلي الأطفال، التي رأينا كيف أنها أُغلقت تماما خلال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة.
أي عمل عسكري قد يستهدف جماعة الحوثي لن يواجه التحديات نفسها، ولا المستوى نفسه من المعارضة لا من الدوائر الغربية المؤثرة ولا من الحكومات. لكن التحدي الحقيقي الذي يساهم في حرمان الشعب اليمني من إنهاء هذا الفصل المأساوي من الحرب للأسف؛ يكمن في صلب الشراكة الملتبسة بين دولتي التحالف السابقتين؛ السعودية والإمارات
أما اليوم فإن أي عمل عسكري قد يستهدف جماعة الحوثي لن يواجه التحديات نفسها، ولا المستوى نفسه من المعارضة لا من الدوائر الغربية المؤثرة ولا من الحكومات. لكن التحدي الحقيقي الذي يساهم في حرمان الشعب اليمني من إنهاء هذا الفصل المأساوي من الحرب للأسف؛ يكمن في صلب الشراكة الملتبسة بين دولتي التحالف السابقتين؛ السعودية والإمارات اللتين وصلتا إلى مفترق طرق حاد، ولم يعد يجمعهما سوى الإرث المشترك للحرب في اليمن والذي يتمثل في التواجد المادي العسكري والشركاء المحليين التابعين وخصوصا الجماعات المسلحة خارج وزارتي الدفاع والداخلية، وهي القوات التي تعيق استعادة الدولة اليمنية لعافيتها ونفوذها وسيادتها، وتحرف مسار المواجهة باتجاهات سيئة أكثرها سوءا القبول بالانقلاب الحوثي والدفع باليمن نحو التفكك.
لا شيء يقف أمام إنهاء الحرب في اليمن واستعادة السلام والاستقرار والتعافي الضروري لأكبر شعوب الجزيرة العربية سوى هذا التغول المأساوي على القرار السيادي اليمني، من جانب من أشقائنا الذين حملت مهمتهم العسكرية في بلدنا من 23 آذار/ مارس 2015 اسما يفيض بالنبل، هو "تحالف دعم الشرعية".
ومع ذلك ستظل الآمال معقودة على المملكة العربية السعودية، فهي الطرف الإقليمي الذي وضع السلطة الشرعية تحت نفوذه الكامل، في حين يفرض قدرُ الجغرافيا خيارَ التعايش الحتمي معها، هذا القدر الذي اتكأ خلال العقود الماضية على فائض قوة مالية وعسكرية لصالح السعودية، كان حصاده مرّا على البلدين، مما يحتم إعادة النظر في التعايش والشراكة والنظرة الحصيفة للمستقبل، مع الاتكاء على أساس متين من الشعور بالأخوّة والاحترام المتبادل والمصير المشترك.
x.com/yaseentamimi68