الأسبوع:
2025-04-22@19:42:52 GMT

المظاهر الرمضانية بالقاهرة في العصر المملوكي

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

المظاهر الرمضانية بالقاهرة في العصر المملوكي

يُعتبر العصر المملوكي في مصر 1249: 1517 من أزهى العهود التي شهدت إحياء سلاطين المماليك للفنون والعمارة وحب العلم والعلماء والميل إلى التقوى والورع وحب الخير والتقرب إلى الله بكثرة الأعمال الخيرة كبناء المساجد والمآذن ودور العلم والزوايا والأضرحة وأماكن تناول الطعام للفقراء " الخنقاة "، والمشافي والمصحات، وأظهروا كذلك ذوقا رفيعا في العمارة والتحف والفنون بكل أشكالها تفوقوا فيها على الدول الأوروبية ولهذا يعد عصر المماليك من أمتع العصور في تاريخ مصر لما اتصف به من الغرائب واحتوى عليه من المتناقضات.

وفي عهد المماليك بلغت العناية بالاحتفال بشهر رمضان حد لا يوصف تفوقوا فيه على من سبقهم وجاء بعدهم بسبب كثرة العادات والتقاليد المرتبطة بالشهر الكريم حتى كانت ليالي رمضان غاية في الأبهة والفخامة، وقد وصفت مصر في عهدهم بسحر الشرق لأنه كان عصر العلم والفن والأدب، بل عصر التدين لاهتمام سلاطين المماليك ومنهم قايتباي وبيبرس وبرقوق وقنصوه الغوري وأبو الدهب وغيرهم من السلاطين والأمراء والموسرين بالاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية وتدل العمارة التي تركوها على عظمة هذا الفن وذوقه الرفيع في حينه، وقد اهتم المماليك بالمظاهر الاجتماعية وعرفوا حياة الترف والنعيم والبذخ حتى جاءت احتفالاتهم بمظاهر رائعة وبخاصة في شهر رمضان كاستطلاع الهلال عندما كان يجتمع الفقهاء من خلال منارة مدرسة المنصور قلاوون بالنحاسين وعند ثبوت الهلال يعودون مع المقربين من أصحاب المهن والطوائف حاملين الفوانيس والشموع التي تتزين بها القاهرة بأزهى أنواع الزينات ثم تعلن الطوائف الصيام، وبعدها يجلس السلطان في الميدان تحت القلعة ويتقدم إليه القضاة الأربعة الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة وكبار رجال الدولة لتهنئته بدخول شهر رمضان.

وقد ارتبط شهر رمضان في عهد المماليك بالكثير من المظاهر الاحتفالية ومنها إقامة المراسم الدينية وإحياء الليالي في الأضرحة ولدى الأولياء وإقامة ليالي السهر وانتشار التزاور بين الناس وانتشار الأطعمة المميزة التي كانوا يعدونها لهذا الشهر كالكنافة والقطايف، وكانت الحلوى الرمضانية تباع بأنواعها المختلفة في سوق الحلاوين، وتباع الشموع في سوق الشماعين وإعداد السحور ومدفع الإفطار ورؤية الهلال والاحتفال الخاص بليلة القدر التي كان يقام لها احتفال كبير يحضره السلطان أو الوالي والقضاة والعلماء ومشايخ وطلاب الأزهر ويتم خلالها توزيع الجوائز، ويؤثر عنهم أنهم أول من فكر في قراءة صحيح البخاري من اليوم الأول في رمضان بالجامع الأزهر ويتم ختمه في العشر الأواخر من الشهر الكريم أو في ليلة العيد يحضره السلطان والقضاة الأربعة ويتم توزيع الخلع والهبات على العلماء والفقهاء وطلبة الأزهر والأيتام والأرامل والمرضى والمهاجرين، ويقال أيضا أنهم أول من رصدوا في حجج أوقافهم العقارات والأطيان الزراعية وخصصوا من ريعها جزءا للصرف منه في شهر رمضان على وجوه البر والإحسان وتعمير المساجد ولإقامة الشعائر الدينية ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام ثم جزءا آخر للأئمة وخطباء المساجد وطلبة العلم ومشايخ التصوف، كما اعتاد سلاطين المماليك إعتاق ثلاثين عبدا في رمضان، وكانوا أول من استخدم المشكوات التي تميزت بالفن والثراء الزخرفي الذي لا يضاهيه فن في الإضاءة ليلا وبخاصة إضاءة المساجد طوال ليالي شهر رمضان، وقد اشتق اسم مشكاة من القرآن الكريم، وخلال الشهر الكريم عبر عهود المماليك كانت تقدم كميات كبيرة من الأطعمة والمأكولات المختلفة وتقدم إلى الشعب كالدقيق والسكر والياميش والذبائح التي كان يتم توزيع معظمها على الفقراء والمساكين، وكانت تنتشر خلال الشهر الكريم أيضا الأسمطة وموائد الرحمن أمام المساجد وفي بيوت الأمراء من أجل الفقراء، ومن أشهر السلاطين الذين ضربوا مثالا في الخير وحب الإنفاق السلطان بيبرس والسلطان برقوق الذي كان ميالا للبر والإنفاق ويوزع الذبائح على الفقراء والمحتاجين، وقد بلغ كمية السكر التي قدمت من جانب السلطان محمد ابن قلاوون سنة 775 هجرية 3000 قنطار تم توزيعها على الفقراء والمحتاجين ليصبح المماليك ورثة الدولة الأيوبية ومن قبلها الفاطمية أشهر من أدخل الكثير من المظاهر الاحتفالية للمناسبات الدينية في مصر وبخاصة في شهر رمضان ظل الكثير منها باق في مصر وبخاصة في القاهرة وأحيائها التراثية والشعبية إلى يومنا هذا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شهر رمضان استعدادات شهر رمضان فضل شهر رمضان شهر رمضان المبارك تعلم شهر رمضان أسئلة عن شهر رمضان شهر رمضان للأطفال دعاء شهر رمضان دعاء دخول شهر رمضان أدعية شهر رمضان دعاء استقبال شهر رمضان ادعية شهر رمضان الصيام في شهر رمضان دعاء شهر رمضان 2024 دخول شهر رمضان دعاء لدخول شهر رمضان ما هو شهر رمضان نهار شهر رمضان دعاء اول شهر رمضان فضل شهر رمضان المبارك العصر المملوكي الشهر الکریم شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس.. رحيل بابا الفقراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس، أمس الإثنين، عن عمر يناهز ٨٨ عامًا، في مقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان.
منذ انتخابه في ١٣ مارس ٢٠١٣ كأول بابا من الأمريكيتين وأول يسوعي على رأس الكنيسة الكاثوليكية، شكّل البابا فرنسيس شخصية استثنائية في عالم يتخبط بالصراعات والانقسامات. باسم “الفقير”، كما اختار اسمه تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، لم يكن بابا الفاتيكان مجرد زعيم ديني، بل صوتًا عالميًا للسلام، والعدالة الاجتماعية، والحوار بين الأديان.


من الأرجنتين إلى الفاتيكان

ولد خورخي ماريو بيرغوليو في ١٧ ديسمبر ١٩٣٦ في بوينس آيرس، الأرجنتين، لأب مهاجر من إيطاليا. دخل الرهبنة اليسوعية عام ١٩٥٨، وكرّس حياته للعمل الديني والاجتماعي. عُرف بتواضعه وبقربه من الفقراء، وكان يتنقل بالحافلة العامة ويعيش حياة بسيطة حتى بعد توليه منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس. هذا النهج بقي ملازمًا له حتى بعد وصوله إلى الكرسي الرسولي، حيث رفض الإقامة في القصر البابوي واختار بيت الضيافة في الفاتيكان.

 

الحوار مع الأزهر.. كسر جليد السنوات

شهدت علاقة الفاتيكان بالأزهر جمودًا دام سنوات، خاصة بعد توترات أعقبت تصريحات سابقة للبابا بنديكتوس السادس عشر. إلا أن البابا فرنسيس أعاد الحياة لهذا الحوار التاريخي، بل وارتقى به إلى مستوى الشراكة الأخلاقية والدينية في مواجهة الكراهية والتطرف. ففي عام ٢٠١٦، استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في الفاتيكان، في أول لقاء من نوعه منذ عقد.
تُوّج هذا التقارب بحدث تاريخي في فبراير ٢٠١٩، حين وقع البابا فرنسيس والإمام الطيب “وثيقة الأخوة الإنسانية” في أبوظبي، والتي دعت إلى السلام العالمي والتعايش، ورفض استغلال الدين لتبرير العنف. مثّلت الوثيقة علامة فارقة في العلاقات الإسلامية-المسيحية، ورسالة قوية ضد التطرّف.


تدخلات إنسانية.. غزة وأوكرانيا


لم يتردد البابا فرنسيس في استخدام صوته ومنصبه للدعوة إلى إنهاء الحروب، لا سيما في غزة وأوكرانيا. خلال الحرب الأخيرة في غزة، وجّه نداءات متكررة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، معبّرًا عن “ألمه الشديد” لسقوط الضحايا، خصوصًا الأطفال. ودعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل حل سياسي عادل ودائم في الشرق الأوسط.
أما في أوكرانيا، فقد اتخذ البابا موقفًا واضحًا منذ بداية الغزو الروسي في فبراير ٢٠٢٢. وصف الحرب بأنها “غير مبررة ووحشية”، وأدان بشدة استهداف البنية التحتية والمدنيين. كما أرسل مبعوثين من الفاتيكان لتقديم المساعدات الإنسانية، وكان من القلائل الذين حافظوا على قناة حوار مفتوحة مع موسكو، في محاولة لاحتواء الصراع.

 

زيارة العراق

في مارس ٢٠٢١، سجّل البابا فرنسيس سابقة تاريخية بزيارته إلى العراق، كأول بابا يزور البلاد التي مزّقتها الحروب. حملت الزيارة رسائل متعددة: دعم للمسيحيين الذين عانوا الاضطهاد، ودعوة للوحدة بين الطوائف، ونداء للسلام.
وزار البابا مدنًا من بينها النجف حيث التقى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، والموصل التي كانت معقلًا لتنظيم داعش. مشاهد زيارته للكنائس المدمّرة، وصلاته وسط الأنقاض، رسّخت صورته كقائد روحي عالمي يقف بجانب الشعوب المتألمة.


جهود السلام

كما تعاون البابا مع طوائف الأنجليكان واللوثريين والميثوديين، ونجح في إقناع رئيسي إسرائيل وفلسطين بالمشاركة معه في صلاة من أجل إحلال السلام.
وشدد البابا فرنسيس في عظة ألقاها، في أعقاب هجمات كان نفذها مسلحون مسلمون، على أنه ليس من الإنصاف وصم الإسلام بالعنف، وأضاف: "إن كنت سأتحدث عن العنف الإسلامي، فلابد أن أتحدث أيضًا عن العنف الكاثوليكي".
وعلى الصعيد السياسي، أظهر دعمه لمطالبة الحكومة الأرجنتينية بجزر فوكلاند، وقال في مناسبة دينية: "نأتي اليوم لنرفع صلواتنا من أجل الذين سقطوا، أبناء الوطن الذين خرجوا دفاعًا عن أرضهم، والمطالبة بما هو حق لهم".
وبحكم كونه متحدّثًا باللغة الإسبانية، ومن أصول أمريكية لاتينية، نهض البابا بدور جوهري في وساطة دبلوماسية عندما بدأت الحكومة الأمريكية خطواتها نحو تحقيق تقارب تاريخي مع كوبا، وهو دور دبلوماسي بارز من الصعب تخيّل بابا أوروبي يؤدي مثله.

 

في خدمة الفقراء

منذ بداية حبريته، أعلن البابا فرنسيس أن “الكنيسة يجب أن تكون كنيسة الفقراء”. وانطلاقًا من هذا الشعار، قام بعدد من الزيارات إلى دول تعاني الفقر والنزاعات، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، وموزمبيق، ومدغشقر، وجنوب السودان. في هذه الزيارات، لم تكن الكلمات وحدها وسيلته، بل كان يصطحب معه مساعدات طبية وإنسانية، ويصلي بين المرضى والمشرّدين.
ففي عام ٢٠٢٣، زار البابا جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، في مهمة دعم للسلام في بلدين مزقتهما الحروب الداخلية. ودعا في خطبه إلى “كسر دوامة العنف” و”التحلي بالشجاعة لبناء المصالحة”.


بابا القلوب


ربما ما يميّز البابا فرنسيس عن غيره، هو حسّه الإنساني العميق. لا يتردد في الحديث عن قضايا مثل اللاجئين، التغير المناخي، المهاجرين، وحقوق المرأة. كما يُعرف بتواضعه، حيث يغسل أقدام السجناء في طقس خميس العهد، ويستقبل الأطفال والمرضى ببساطة الأب لا الزعيم.
رسائله تتجاوز الكنيسة لتطال الإنسانية جمعاء، محاولًا إعادة تعريف دور الدين في العصر الحديث، كقوة للخير والسلام.
 

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي يشيد بدعوة الرئيس السيسي الأئمة إلى ترجمة الأقوال لأفعال وتفعيل دور المساجد
  • السيسي: الإيمان بالله شرف عظيم.. وعلينا استثمار المساجد في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الدينية
  • الرئيس السيسي يدعو لاستغلال المساجد كمراكز تعليمية إلى جانب دورها الديني
  • “تعليم الوادي” تكرم الفائزين في المسابقة الرمضانية "هن عظيمات"
  • الرئيس السيسي للأئمة: ربنا يوفقكم .. ولسه فيه دور يستكمل بيكم
  • محمود مهنا: دعوة الرئيس السيسي لتحويل المساجد لمراكز علمية تجسد سنة النبي محمد
  • بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 22-4-2025
  • مليونا درهم لفرش 40 مسجداً بدبي
  • البابا فرنسيس.. رحيل بابا الفقراء
  • وزارة الشؤون الإسلامية تشارك في المعرض البيئي المتزامن مع أسبوع البيئة بالرياض