تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ويعيش أبو الطيب المتنبي أعمارًا فوق عمره، لأنه إذا قال صار قوله مثلًا وحكمة وأيقونة عابرة للزمان والمكان، المضروبين بالشأن العام والمهتمين بما يحيطهم والمهمومين بصناعة مستقبل أفضل للإنسان، تراهم دائما لا يقيمون وزنًا للأعياد والمناسبات التي من المفترض أن يبتهج بها الإنسان.

وكلما صاح واحد بأن العيد بعد أيام يرد صاحب الهم المقيم بما قاله المتنبي

"عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ"

وبرغم اختلاف السياق وتغير الحالة عن اللحظة التي كتب فيها المتنبي هذا السطر الشعري الخالد إلا أن هذا السطر هو أول ما ينطق به المهموم والمهتم إذا أشار مجالسيه نحو اقتراب العيد.

عيدنا هذا العام يأتي والضمير الإنساني يواجه أكبر اختبار له بسبب حرب غزة الطاحنة والتي شهدت معاناة أكثر من 2 مليون إنسان لا ذنب لهم إلا أنهم فلسطينيون ولدوا في غزة، هؤلاء قدموا على مدار ستة أشهر ما يزيد عن مئة ألف ضحية ما بين شهيد ومصاب. 

نحن في مصر الجار الأول لغزة الصامدة، ونحن كذلك البوابة الأولى لهم نسمع بوضوح صرخاتهم ونتألم ونصرخ معهم، لذلك نقول بأية حال عدت يا عيد، العيد الذي لا يحتوي على لم شمل أسرة هو ليس عيدًا على الإطلاق، والعيد الذي يأتي ولا يخجل من أنهار الدم التي تجري في شوارع غزة هو ليس عيدًا على الإطلاق.

عيدنا الذي نعرفه هو عيد وديع ومسالم فكيف يأتي وفوهات المدافع مشرعة نحو ما كانت بيوتا قبل أشهر ستة، عيدنا صاحب الكسوة الجديدة والكعكة يأتي هذا العام بوجهه ليبكي معنا وهو يرى الكسوة الجديدة في صورة أكفان الأطفال وحرائق الأبنية ومئات الأطنان من الركام، فهل شاهد الضمير العالمي ذلا أكثر من هذا؟.

لم يعد من حق الغرب أن يتكلم بعد الآن عن اختراع اسمه حقوق الإنسان وليس من حقهم اللجوء لميثاق الأمم المتحدة الحقوقي لكن يعايروا دولة من دول العالم الثالث لأنها أخفقت في الحق الفلاني وتهدد تلك الدولة بالويل والثبور وفظائع الأمور، على الأقل دول العالم الثالث وإن كان إخفاقها غير مقبول إلا أننا لم نسمع أن دولة فقيرة شنت حرب إبادة على جارتها الفقيرة، ولكننا سمعنا وتأكدنا أن أمريكا ضربت اليابان بالقنبلة النووية وسمعنا وتأكدنا أن أمريكا استطاعت إبادة سكان أمريكا الأصليين وسمعنا وشاهدنا وتأكدنا أن أوروبا الاستعمارية نهبت ثروات الشعوب الإفريقية وشعوب آسيا في جرائم ممنهجة وموثقة تاريخيًا.

وها نحن اليوم نرى بأم عيوننا منهج الإبادة الجماعية المنظمة يفعل مفعوله في شعب غزة الصامدة، فهل يصح أو هل من اللائق للعيد السعيد أن يأتي مبتسما؟ بأية حال عدت ياعيد.

وإن كانت خصومة أمريكا وإسرائيل ضد الشعوب العربية واضحة وصريحة فهل يجوز لنا أن نعلن على الأقل احتجاجنا بالكلمة وهذا أضعف الإيمان؟، الحسرة التي يتم تأسيسها الآن في وجدان الأجيال الجديدة هي مجرد إعلان رسمي عن هزائم متكررة، الأنظمة العربية تحاول جاهدة ومصر على رأسهم بذل الجهد تراكميًا من أجل وقف العدوان ولكن شاء من بين ظهرانينا من يؤجج الصراع ومن يرى أن حربا مثل هذه هي انتصار لتنظيمه، علينا المكاشفة أنه بقدر ما اجرمت إسرائيل إلا نحن أيضا لدينا اخطاؤنا، قد نكتبها عندما تحط الحرب أوزارها، ولكن الآن لا نملك إلا عض الأصابع ندما على حلم وحدة الشعب الفلسطيني الذي لم يتحقق وأن نذرف الدمع على عتبة العيد الذي يأتي وأطفالنا قد حفظوا كلمة النزوح من منازلهم ليقضوا عيدهم في خيمة جاء بها متبرعون لستر عوراتنا، أيها العيد بأية حال عدت يا عيد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أمريكا

إقرأ أيضاً:

«البنك الأهلي الكويتي مصر» يرعى احتفالات العيد الوطني 64 للكويت

شارك البنك الأهلي الكويتي - مصر في فعاليات الاحتفال بالعيد الوطني الرابع والستين لدولة الكويت وذكرى التحرير الـ 34، والتي أقيمت في القاهرة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لدعم العلاقات المصرية الكويتية.

جرى تنظيم الحدث من قبل السفارة الكويتية في القاهرة، بحضور سفير دولة الكويت في مصر، غانم الغانم، وبمشاركة عدد من الوزراء والدبلوماسيين المصريين والكويتيين، بالإضافة إلى ممثلين من المؤسسات العامة والخاصة الكويتية، والمجتمعات التجارية، والبنوك، والشركات الكبرى العاملة في مختلف القطاعات في كلا البلدين.

وأعرب البنك عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفال البارز الذي يعزز ويقوي الروابط بين البلدين من خلال تسليط الضوء على الإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسات الكويتية العاملة في مصر، وتسريع النمو الاقتصادي بشكل إيجابي.

جديرا بالذكر، أن البنك الأهلي الكويتي مصر حقق نتائج مالية قوية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024 بما يعكس النمو المطرد بقطاعات أعمال البنك وقاعدة عملائه، حيث سجل البنك ارتفاعاً ملحوظاً في صافي الأرباح بنسبة 137% ليصل إلى 6.6 مليار جنيه في نهاية 2024 وذلك مقارنة بـ 2.8 مليار جنيه بنهاية عام 2023، وبلغ صافي الدخل من العائد 6.5 مليار جنيه مقارنة بـ 4.1 مليار جنيه في عام 2023 بزيادة قدرها 59%، ونمى صافي الدخل من الأتعاب والعمولات بنسبة 23.7% ليبلغ 1.5 مليار جنيه مقارنة بـ 1.2 مليار جنيه مصري بنهاية عام 2023.

سجلت أرباح البنك الأهلي الكويتي مصر قبل الضريبة نحو 8 مليار جنيه بنسبة نمو 111.7% وذلك مقابل 3.8 مليار جنيه مصري عن عام 2023.

اقرأ أيضاًالبنك المركزي التركي يخفض أسعار الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس

عند مستوى 3%.. البنك المركزي في ماليزيا يبقي على سعر الفائدة دون تغيير

البنك المركزي الأوروبي يتجه لتخفيض الفائدة للمرة السادسة

مقالات مشابهة

  • «البنك الأهلي الكويتي مصر» يرعى احتفالات العيد الوطني 64 للكويت
  • حريق يأتي على محطة للطاقة النووية جنوب تايوان.. فيديو
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • قبل العيد.. أزمة الألعاب النارية في تحرك برلماني عاجل
  • تدشن مشاريع كسوة العيد لأبناء الشهداء والمفقودين
  • قبل العيد.. موعد صرف مرتبات شهر مارس 2025
  • رسالة دعم ومساندة للرئيس السيسي من أبناء قنا خلال احتفالات العيد القومي
  • بمناسبة العيد القومى..محافظ قنا يفتتح توسعات مصنع خشب بقفط الحرة..صور
  • عطلة العيد قد تمتد لـــ 9 أيام متتالية / تفاصيل
  • ضمن احتفالات العيد القومى.. محافظ قنا يفتتح الوحدة البيطرية بقرية البراهمة