وجّه الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، التحية لصناع عمل مسلسل الحشاشين على اختيار هذه الفكرة المهمة.

وأضاف «بلبولة» خلال حواره مع برنامج «الشاهد» مع الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز» بعنوان «الإخوان - الحشاشين»: «أحيي الالتفات لفكرة الحشاشين جدًا، هناك لغط دائر الآن حول مسألة الأخطار التاريخية في المسلسل، والمطلوب من الذي يتعامل مع التاريخ أن يتعامل مع ما تأثر به التاريخ».

اتجاهات مختلفة في التعامل مع التاريخ

وتابع: «هناك اتجاهات مختلفة في التعامل مع التاريخ، هناك اتجاه يميل إلى مسألة كتابة الموروث كتابة حرفية، ولا يضيف كثيرًا والمدرسة الكلاسيكية تنتمي إلى ذلك مثل أحمد شوقي في قمبيز في الميزان، وحافظ إبراهيم».

واستكمل: «نجد ذلك أيضًا في الإلياذة الإسلامية لأحمد محرم، ومسرحية محمد لتوفيق الحكيم، هو يلتزم بحرفية التاريخ ولا يتدخل فيه من قريب أو من بعيد».

وأشار إلى أن الاتجاه الآخر هو الكتابة بالموروث، متابعًا: «هنا أنا لدي قضية عصرية وأريد أن أحدث زخمًا كبيرًا فيها باستدعاء موضوع تاريخي يساهم في تسليط الضوء منه إنعاش للذاكرة التاريخية لدى الأمة ومضاعفة الأثر في الموضوع المعاصر، يعني إسقاط على الواقع، وهناك اتجاه آخر وهو إعادة خلق التاريخ ويتم التعامل بفكرة الوعي الجمعي».

ويقدم الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير «الدستور»، الموسم السادس من برنامج «الشاهد»، يوميًا في الحادية عشرة مساءً.

برنامج الشاهد

برنامج «الشاهد» يُعد أول تعاون إعلامي بين القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والدكتور محمد الباز، يرأس تحرير البرنامج الكاتب الصحفي حازم عادل، ويخرجه أحمد داغر، إعداد البرنامج من قبل هند مختار والبدري جلال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الدكتور أحمد بلبولة

إقرأ أيضاً:

لحفيد الطيب صالح بين فكرة الهِجرة ولا هِجرة..!

لحفيد الطيب صالح بين فكرة الهِجرة و لا هِجرة..!
■-ما تخيلتً أنّ أحفاد الطيب صالح سيهاجرون من جديد للشمال. حسبتهم باقون في وطن كان مأوى لنا من جموع المُهاجرينّ من أصقاع الأوطان المُجاوِرة للسودان الذي كان بلد في شكل قارة متنوعة الأصول جذبت شعوب من اليونان ومصر و نيجيريا و تشاد ومن ارض إثيوبيا وإريتريا لأقصئ بلاد شنقيط و العراق و فلسطين من يهود ومسيحين ومسلمين.
■- بلداً شعوبِها شيدوا إهراماتِهم و ممالكهم من ارض الفور و الفونج و الشُلك و النوبة و البِجة و غيرهم بتعدد السِنح و الطبقات الاجتماعية و اللغات و اللهجات.
■- كيف لهُم الأنّ أن يكون مصير أكثرهم خيار و بحثاً في دروب للهِجرة.
● لستُ هُنا السائل بل أنا المُندهِشّ.

– ■- نعم في مناخ الفوضى الكونية و الأقليمة و الدولية ، و بالرغم من الكثير من عناصر الطرد و النفور و التناقضات التي استوطنت السودان وتاريخه السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، تظل المُعادلة الموضوعية هو خيار السودان الوطن الحديث.

■- لهذا الأمر كان الخيار أن يكون الماضي محاولات في أن يبحث السودانيونّ عن خيارات من [ الواقع ومن غيره ]في محاولة بناء الأمة في إطار حدود صنعها التاريخي القومي ضمن تطوره الذاتي و مراحل التجربة الإلحاقية أو ” الكونيالية ” التي ساهم فيها المُستعمر من شمال أفريقيا و أوريا و البحر المتوسط حتى أصبح السودان بلد المليون مُربع و سلة الغذاء العالمي اليت أصبحت عاصمتها الخرطوم ذات تاريخ منسي للكثيرين ببلد الآلات الثلاثة و ثورة أكتوبر بعد برلمانهم الذي أتى بنتائج دولة 1956 و مراحل الانقلابات و الثورات وجيل ” السبتمبريون” التي لم تكُن الفكرة فيها أبداً أن يهاجروا و إن اغتربوا ذات طفرة البترول في التاريخ المعاصر للاغتراب المبتور .

■- نعم؛ كُنا دوما ما نسمع لهم وهُم يتغنوا” رجع البلدّ”. الأن باتت الصورة لسيت من شاكلت صمود كرري و لا بقامة جيل ” القُرشي ” و صوت ” مهيرة” و بروز على عبد اللطيف و صحبُه و أناشيد ” أصبح الصُبح” ، حيثُ اللغة تغيرت فيها ” المُفردة” و الشعار قد تمزق، و نهضة لا دودة ” الموت البليد و السحل و الغدر و رداء العار ” تأتي بعد صوت كان مُستحب في صباحات السودان برفع أذان” الله أكبر” الذي أصبح الأن يأتي لنا بموت الأطفال و الكُهل في مضاجع نومهم و كأن داحس و الغبراء تندب على مهزلة التاريخ في السودان العظيم أمام مأساتِها.
بينما ” الله اكبر” هو صوت بلال الحبشي التي قال عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أرحنا بِها يا بِلال”

■- أدرك كما أعرف أن الحروب أحد عناصرها أن يُهاجر البعض في مرحلة ، و أن تغادر منزلك و تترك مدرستكً و حقلك و مصنعك و حتى ظل تلك الشجرة و تعود للشارع الذي تعرف فيه كُل لحظة جميلة وطريفة و مبدعة بل و خلاقة مع عالمك الخاص العام.

– إليك تجربة شعبنا في إريتريا ، بالرغم من حقيقة ” الهِجرة” يجب أن يقابل ذلك فكرة أن تصمُد مع من صمَد ، وأنّ تُعيد فهم واقعك و نتائج تلك الأخطاء المُورثّة حيث – ما أنت غير مُهاجر يؤمن في تاريخه بحقيقة العودة بجانب اللذين تبعثروا هُناك في أماكِنّ و أزمِنة خاصة و عامة – حيث يعيشون و يتجرعون الفاقةِ في هذه اللحظة خلف عتمة المتاريس و عبر و داخل الحدود و في عُمقّ وجدان الوطن القديم و الحديث معاً و في تناقض مُخيف وعدائي حد الإقصاء. بينما أن التاريخ المُستنير و الفكر الإجتماعي السوداني المُتأصل الموسم بعرق و نضالات – الفلاح و العامل و نقابات السكة الحديد و شرائح الوسط و المرأة السودانية المناضلة – و الملفحة بجزور الإنسانية المُنتمية للأديان تؤكد في جزءٍ معاني كانت تنتمي للمعرفة و السلام و العدل الإجتماعي و الديمقراطية الليبرالية و النظام التعليمي المتفاعل مع عموم الفكر الإنساني في عقولنا وقلوبنا الذي خبرنا فيه السودان الكبير و العظيم .

■- تعلم أن القضية و المشكل ليست فقط في ظل التاريخ بل في الواقع الذي حاول أن يرتبط بالمستقبل. وأنَ المسؤولية حتماً تتوزع بين الفردية والجماعية تلك الثُنائية الجدلية في ذات الحين و المرتبطة بفكرة ضرورة تغيرُها ؛ إذ لا يُمكن الفصل بينهما لكونهما متلازمتان – كالصبح و الليّل – كما ارتبط نهر أبيض بالإزرقّ – و تغنوا في تلك البُرهة من التاريخ للمقرن في صفاء.

■- الأن و في محاولة للتفاعل مع رسالتك لجدك و نبي الرواية السودانية أستاذنا الطيب صالح أذكرك ونفسي بهذا المقطع من روايته ” موسم الهِجرة للشمال لنعيش معاً دهشة الرؤية عندما كتب .

○●○ ” ومضيت أسبح وأسبح وقد استقر عزمي على بلوغ الشاطئ الشمالي. هذا هو الهدف، كان الشاطئ أمامي يعلو ويهبط، والأصوات تنقطع كلية ثم تضج. وقليلًا قليلًا لم أعد أسمع سوى دوي النهر. ثم أصبحت كأنني في بهو واسع تتجاوب أصداؤه. الشاطئ يعلو ويهبط ودوي النهر يغور ويطفو. كنت أرى أمامي نصف دائرة ثم أصبحت بين العمى والبصر، كنت أعي ولا أعي، هل أنا نائم أم يقظان؟ هل أنا حي أم ميت؟ ومع ذلك كنت ما أزال ممسكًا بخيط هن حتى كاد ينقطع، ووصلت إلى نقطة أحسست فيها أن قوى النهر في القاع تشدني إليها.. وفجأة، وبقوة لا أدري من أين جاءتني، رفعت قامتي في الماء. تلفت يمنة ويسرة فإذا أنا في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب. لن أستطيع المضي ولن أستطيع العودة. كنت أريد أن أبقى طافيًا على السطح، وكنت أحس بقوى النهر الهدامة تشدني إلى أسفل، وبالتيار يدفعني إلى الشاطئ. إن عاجلًا أو آجلًا ستشدني قوى النهر إلى القاع. وفي حالة بين الحياة والموت رأيت أسرابًا من طيور القطا متجهة شمالًا. هل نحن في موسم الشتاء أو الصيف؟ هل هي رحلة أم هجرة؟ ●○●

◇■◇
□في ختام القول الحنون أعلم أنني لا أملك الحق في أن لا ” تُهاجر؛ كما لا أضمن لك العودة الأمِنة” بين الواقعين أُعلن لك عن عجزي الكامل في أن أصون المعاني بقدرة العارف حيث نحن مصدمون حد الدهشة معك و السودان في عمومه.

□لكني مُدرك بأن ما قمت به من عمل هو نتاج و تعبير صارم بل هو واضح في التشكُل المعرفي و سردية من أتون التيه المُدمر جاءت لتيقظ فينا الضمير و تبحث في السؤال و ليس الإجابة على الفوضى العارمة في دولة كانت هي النموذج للقارة الجديدة ذات تاريخ.
□ و في ذات المقام قد أكون “رب أخِ أكبر لم تلده أُمك ” ، و قد أكون أو نكون ذلك ” مصطفى سعيد” لكن المؤكد أنت هو جيلك و قدرك هم مركز الإجابة على السؤال فما انا غير إنسان اصبح مُندهشّ فيما يحدث للسودان.

#إبراهيم_إدريس 30 يونيو 2024 مدينة دينفر ولاية كلورادو ”
مهاجر للمرة الثانية و مازلت مؤمن بالعودة وأن طال السفر “.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
  • وزير التعليم العالي يعلن صدور عدة قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية
  • صدور عدة قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد بعيدًا عن عائلتي
  • عميد «علوم جازان»: نسعى لشراكة مع جامعات أوروبية لإلحاق الطلاب ببرامج دراسات عليا دون اشتراطات
  • أحمد أبو الغيط لـ«الشاهد»: 25 يناير ليست ثورة لأنها أتت برئيس إخواني
  • لحفيد الطيب صالح بين فكرة الهِجرة ولا هِجرة..!
  • بداية من الأربعاء.. محمد الباز يقدم برنامج «الحياة اليوم»
  • انطلاق فعاليات مناقشة مشروعات تخرج طلاب الهندسة بأسوان
  • مظهر شاهين لـ"الشاهد": مشهد تسمم طالبات الأزهر كان مُفتعل لإقالة الإمام الطيب