تدمير ممنهج للبنية التحتية في غزة
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
البلاد – واس
قالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى الشفاء في مدينة غزة، أصبح مجرد هيكل فارغ بعد الحصار الإسرائيلي الأخير، حيث دُمرت معظم مبانيه أو لحقت بها أضرار بالغة، وأصبحت غالبية المعدات غير صالحة للاستخدام أو تحولت إلى رماد.
ووفقًا لتقييم منظمة الصحة العالمية أمس التي وصفت بأنها بالغة التعقيد، فإن المستشفى أصبح معطلاً تمامًا عن العمل، مما يُقلص فرص الحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة في غزة.
وأفادت المنظمة بأن أقسام الطوارئ والجراحة والولادة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب المتفجرات والحرائق، حيث أُحرق ما لا يقل عن 115 سريرًا في قسم الطوارئ، ودُمرت 14 حضانة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وتم تدمير مصنع الأكسجين بالمستشفى، مما يجعل مستشفى كمال عدوان المصدر الوحيد لإنتاج الأكسجين الطبي بشمال قطاع غزة.
وطالبت المنظمة بإجراء تقييم إضافي شامل لعمل المعدات الحيوية، مشيرة إلى أن هذا الوضع أدى إلى ترك شمال غزة بدون قدرات المسح المقطعي وبقدرة مختبرية مُقلصة، مما يحد بشكل كبير من كفاءة التشخيص.
وأوضح تقرير منظمة الصحة العالمية أن المرضى كانوا محتجزين في ظروف مزرية أثناء الحصار، حيث عانوا من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية والنظافة ، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 20 مريضًا بسبب عدم توفر الرعاية ومحدودية الحركة المسموح بها للعاملين في المجال الصحي.
وفي ظل هذه الظروف، دعت منظمة الصحة العالمية إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة ، وإلى وقف إطلاق النار، وحثت على فتح مزيد من المعابر البرية للسماح بالوصول إلى غزة وجميع أنحائها بشكل أكثر أمانًا.
من جهتها، وثّقت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية في تقرير لها اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 8080 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأشارت الهيئة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 45 أمس، في الضفة الغربية، بينهم ثلاث نساء وأسرى سابقون، وتركزت الاعتقالات في القدس ورام الله وجنين، لافتة النظر لتعرض الأسرى أثناء اعتقالهم لعمليات تعذيب جسدي ونفسي.
إلى ذلك، شدد وكيل الأمين العام لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيثس إن الحرب على مدى الأشهر الستة الماضية، جلبت الموت والدمار والاحتمال الوشيك لمجاعة مخزية من صنع الإنسان لسكان غزة.
وأشار غريفيثس، في بيان أصدره، إلى الحدث الفظيع حيث قال: نادراً ما كان هناك مثل هذا الغضب العالمي إزاء حصيلة الصراعات، مع عدم بذل الكثير من الجهد لوضع حد لها، وبدلا من ذلك هناك الكثير من الإفلات من العقاب. وتابع أن لحظة من التذكر والحداد ليست كافية، وحث بدلا من ذلك على المحاسبة بينما يواجه سكان غزة “الموت والدمار والآن الاحتمال المباشر لحدوث مجاعة مخزية من صنع الإنسان.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: غزة منظمة الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟
بعد 5 سنوات من انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة الملايين ودمر الاقتصاد العالمي، يرى خبراء ومنظمة الصحة العالمية أن العالم لا يزال غير جاهز لمواجهة جائحة أخرى رغم كونه أفضل تحضيرا.
ما رأي منظمة الصحة العالمية؟هل العالم مستعد بشكل أفضل؟ قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التي كانت في قلب المعركة لمكافحة كوفيد-19 "الجواب هو نعم ولا".
وقال "إذا حدثت جائحة جديدة اليوم سيواجه العالم نقاط الضعف نفسها".
وأضاف "لكن العالم استخلص أيضا دروسا مؤلمة من الجائحة واتخذ خطوات مهمة لتعزيز دفاعاته".
وفقا لماريا فان كيرخوف عالمة الأوبئة الأميركية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية "تحسنت أمور كثيرة بفضل وباء الإنفلونزا عام 2009 (H1N1) وأيضا بفضل كوفيد".
وأضافت "لكنني أعتقد أن العالم ليس مستعدا لمواجهة جائحة أخرى أو وباء جماعي".
العالم غير مستعد
يقول فريق الخبراء المستقلين المعني بالتأهب والاستجابة للأوبئة الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية بصراحة "في عام 2025، لن يكون العالم مستعدا لمكافحة تهديد وبائي جديد"، بسبب انعدام المساواة الذي لا يزال قائما في الوصول إلى التمويل والأدوات اللازمة لمكافحة الأوبئة مثل اللقاحات.
إعلانأوضحت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز لوكالة الصحافة الفرنسية أن نجاح وسرعة إنتاج اللقاحات التي تستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال قد "يغير قواعد اللعبة" خلال الأزمة الصحية العالمية المقبلة.
لكنها تشعر بالقلق من أن استخدامها في التصدي لتهديد مستقبلي سيواجه "مشاكل كبيرة" خصوصا بسبب المستوى "الضخم" من المعلومات المضللة.
ورأى توم بيكوك عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج في لندن، أن احتمال انتشار جائحة إنفلونزا الطيور H5N1 يجب أن يؤخذ "على محمل الجد". في الوقت الحالي، لا ينتقل الفيروس بين البشر لكنه ينتشر على نطاق واسع في الكثير من الأنواع الحيوانية.
وذكرت ميغ شيفر عالمة الأوبئة في معهد ساس الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية "لا أعتقد أننا أكثر استعدادا مما كنا عليه مع وباء كوفيد".
وترى أننا سنحتاج بين 4 و5 سنوات أخرى حتى تتمكن سلطات الصحة العامة من رصد وتقاسم المعلومات بسرعة أكبر.
لكنها "تثق" في الدروس التي تعلمها العالم خلال تفشي جائحة كوفيد-19 للحماية كالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة.
خطوات ملموسة ومستوى إنذار
تم افتتاح مركز منظمة الصحة العالمية الجديد للوقاية من الأوبئة عام 2021 في برلين، وهو مخصص لجمع المعلومات لكشف التهديدات وتخفيفها بشكل أفضل.
وافق صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي الذي تأسس عام 2022، حتى الآن على تمويل بقيمة 885 مليون دولار، مخصص لنحو 50 مشروعا تغطي 75 دولة.
تم افتتاح مركز نقل التكنولوجيا لتطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال في جنوب أفريقيا عام 2023 بدعم خاص من منظمة الصحة العالمية، وكذلك عام 2022 مركز تدريب عالمي للتصنيع الحيوي في كوريا الجنوبية لتحفيز إنتاج شركة الأدوية المحلية.
في 30 يناير/كانون الثاني 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ صحية عامة ذات أبعاد عالمية، وهو أعلى مستوى تأهب لكن بترتيبات بيروقراطية للغاية.
إعلانولم تتحرك معظم البلدان والشعوب إلا عندما استخدم رئيس منظمة الصحة العالمية مصطلح "جائحة" لأول مرة في 11 مارس/آذار 2020.
ولتحفيز تعاون دولي أكثر فعالية، اتفقت البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على مفهوم "حالة الطوارئ الوبائية" الذي هو الآن أعلى مستوى إنذار عالمي.
معاهدة
في ديسمبر/كانون الأول 2021، قررت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وضع اتفاقية بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد لمواجهتها لتجنب الأخطاء الجسيمة خلال جائحة كوفيد-19.
لكن الأسئلة الرئيسية تظل بلا جواب، منها مسألة تبادل البيانات حول مسببات الأمراض الناشئة والفوائد الناتجة عنها، أي اللقاحات والفحوص والعلاجات وكذلك مراقبة الأوبئة.
وحدد المفاوضون مايو/أيار 2025 موعدا نهائيا لإيجاد توافق.
كذلك، قام أكثر من 200 عالم من أكثر من 50 دولة بتقييم البيانات المتعلقة بـ1652 مسببا للأمراض -معظمها فيروسات- مما سمح لمنظمة الصحة العالمية بوضع قائمة هذا العام تضم حوالي 30 مسببا للأمراض قد تتسبب بأوبئة في المستقبل، مثل كوفيد-19 وحمى لاسا وفيروسات إيبولا وزيكا وماربورغ.