خبير إيراني: السوداني عازم على إزالة التهديدات الأمنية التي تواجه تركيا وإيران
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - طهران
أشاد الخبير الإيراني في شؤون المنطقة "محمد مهدي ملكي"، بجهود حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في إزالة التهديدات الأمنية التي تواجهها تركيا وإيران بسبب أنشطة الأحزاب الكردية المعارضة التي تنشط في جبال إقليم كردستان شمال العراق.
وقال ملكي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق إذا كان يريد دولة مستقرة وسلمية، ويريد تحسين وتطوير العلاقات مع جيرانه الأقوياء، بما في ذلك إيران وتركيا، فيجب عليه بالتأكيد معالجة مخاوفهم الأمنية فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني وفروعه".
وبين إن "العراق يجب عليها معالجة التهديدات التي تشكلها الجماعات الإنفصالية الكردية الأخرى مثل منظمة خبات الثورية لأكراد إيران، و حزب الحياة الحرة الكردستاني (بجاك) و الحزب الشيوعي الكردستاني الإيراني (كومله) وغيرها من الجماعات الإنفصالية".
وحظرت الحكومة العراقية حزب العمال الكردستاني قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أبريل/نيسان الجاري.
وقال الخبير الإيراني إن "قادة حزب العمال الكردستاني يدركون جيداً الوضع الذي هم فيه، وبغداد والسيد السوداني عازم على حل وإزالة التهديدات الأمنية التي تواجه تركيا وإيران (تنفيذ الاتفاقية الأمنية مع إيران)، وهذا يعني السلام والاستقرار للعراق والمنطقة، فضلا عن الحد الأقصى من إضعاف تلك الجماعات الإنفصالية والتوجه نحو تدمير بنية تلك الجماعات المسلحة الكردية".
وعن خطوة حظر حزب العمال الكردستاني من قبل حكومة بغداد، رأى ملكي إن "هذه الخطوة من شأنها أن توفر المزيد من الاستقرار والأمن في الدول المذكورة أعلاه كبنية تحتية للتقدم والتنمية في المجالات الأخرى يمكن أن يزيد التبادل التجاري بينها، وهو أحد الأهداف والأجندات المهمة لبغداد وطهران وأنقرة".
ووصف ملكي الهجمات التي يشنها الجيش التركي على الأراضي العراقية في الشمال بسبب تواجد قوات حزب العمال الكردستاني بأنها انتهاكاً لسلامة أراضي العراق وسيادته الوطنية كما تسبب تلك الهجمات بحالة من الاستياء لرجال الدولة العراقيين وللشعب.
وقال "في كل هجوم تركي يفقد أيضاً عدد كبير من المواطنين العراقيين (المدنيين) حياتهم، وهي حالة أخرى من حالات انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أنقرة، وبالطبع تعتبر أيضاً إحدى حالات التوتر المتزايد وانعدام الأمن في المنطقة"، مبيناً إن "تواجد ونشاط الجماعات التي تهدد أمن الدول الأخرى محظور في الدستور العراقي".
ولفت إلى أنه "في الزيارة الأخيرة آذار/مارس الماضي لوفد أمني تركي رفيع المستوى إلى العراق على شكل الاجتماع الأمني المشترك الثاني بين البلدين، نشرت سلطات بغداد وأنقرة بياناً من 7 نقاط، أهمها هو تحقيق نموذج مناسب لمحاربة حزب العمال الكردستاني باعتباره أحد مصادر انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة".
وأضاف "النقطة المهمة الأخرى هي أن العراق اعتبر حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية في هذا الاجتماع، وهو ما رحبت تركيا بموقف بغداد وأعلنت إنشاء مركز مشترك للعمليات ضد تلك الجماعة".
وفي وقت سابق، وصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الجماعة المذكورة بأنها إرهابية (تأسس حزب العمال الكردستاني في شمال العراق منذ الثمانينيات)، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من القيود على هذه المجموعة.
وتابع "يبقى أن نرى ما إذا كان تعزيز التعاون الأمني بين العراق وتركيا سيؤدي إلى المزيد من الهجمات العسكرية التي تشنها أنقرة ضد مواقع حزب العمال الكردستاني وإضعاف هذه المجموعة إلى أقصى حد أو تدميرها بالكامل؟".
وختم ملكي قوله "رغم أن الطرف في الاتفاقيات والحسابات الدولية للعراق هي الحكومة المركزية في بغداد، إلا أنه يجب الانتباه إلى دور ونفوذ حكومة أربيل بكل الدعم الذي تحظى به من أمريكا وإسرائيل، فضلا عن إمكانية ضبط حدودهاً أمام أنشطة الجماعات الكردية الإنفصالية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
تركيا تواجه تحديات هيمنتها على زراعة الشعر مع انخفاض تكلفتها في أوروبا
إذا كنت من بين ملايين السياح الذين يزورون إسطنبول سنويا، فمن المؤكد أنك لاحظت رجالا يتجولون في شوارعها المزدحمة وقد غُطِّيت فروة رؤوسهم بضمادات طبية، مما قد يثير التساؤلات لدى غير الملمّين بالأمر. هؤلاء الرجال لم يأتوا لمجرد السياحة، بل قصدوا المدينة خصيصا لإجراء عمليات زراعة الشعر، بعدما أصبح الصلع يؤرقهم.
تعدّ إسطنبول مركزا عالميا رائدا في مجال زراعة الشعر، إذ تضم نحو 5 آلاف عيادة متخصصة تستقبل المرضى من مختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من شهرتها الواسعة، فإن هناك تساؤلات عن مدى قدرتها على الاحتفاظ بهذه الصدارة في المستقبل.
يشهد فصل الشتاء ذروة الإقبال على عيادات زراعة الشعر في إسطنبول، حيث تعمل هذه المرافق بأقصى طاقتها خلال هذه الفترة. ومن بين الراغبين في الاستفادة من خدماتها، الشاب آيدين كيستي القادم من زيورخ السويسرية، وعمره 27 عاما.
استلقى كيستي مسترخيا على أريكة العلاج بينما يزرع الطاقم الطبي بصيلات الشعر بدقة في رأسه، متحدثا عن رغبته في تحسين مظهره، وواصفا تجربته في العيادة بأنها "رائعة تماما". وللاستفادة من رحلته، اغتنم فرصة زيارته المدينة للاستمتاع بجولة سياحية.
لم تقتصر خدمات عيادات إسطنبول على زراعة شعر الرأس فقط، بل توسعت لتشمل زراعة شعر اللحية والشارب والحواجب، وأحيانا شعر الصدر، وفقا لتقارير طبية. إلى جانب ذلك، تقدم بعض المراكز عمليات تجميلية أخرى مثل جراحات الأنف وتحسين الملامح.
تشير عيادة "سيركان آيغين" إلى أن الإقبال على زراعة الشعر شهد ازديادا كبيرا في الأعوام الأخيرة. ويجلس المرضى داخل مقهى العيادة في انتظار استكمال مراحل علاجهم، بينما يكشف مظهر فروة رؤوس بعضهم عن مراحل التعافي من الجراحة.
إعلانوقد كانت زراعة الشعر تُجرى سابقا في سرية، لكنّ الأمر تغيّر مع انتشارها الواسع، حتى صار معتادا أن يُشارك الأشخاص تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كما لجأت العيادات إلى الاستعانة بالمؤثرين على هذه المنصات للترويج لخدماتها.
وعلى عكس الاعتقاد السائد أن هذه العمليات تقتصر على الرجال، فإن الطلب المتزايد من النساء على زراعة الشعر غير هذه الصورة النمطية.
وتعد تركيا إحدى الوجهات الرائدة في مجال السياحة العلاجية، إذ استقبلت خلال عام 2023 نحو 1.5 مليون زائر لهذا الغرض، وفق بيانات هيئة السياحة التركية "تورساب"، وتأتي زراعة الشعر في المرتبة الثانية من حيث الطلب.
ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء في قدرة تركيا على الحفاظ على هذه المكانة، ومنهم مؤسس عيادة "أسميد" الطبيب كوراي أردوغان، إذ أشار إلى تفاوت جودة العيادات بين الممتازة والمتواضعة.
التقنيات الحديثة ودور تركيا في تطويرهاعند تأسيس أردوغان عيادته عام 2001، كانت زراعة الشعر تعتمد على إزالة شرائح من الجلد، مما يترك ندبات واضحة. لكن مع حلول العقد الأول من الألفية الجديدة، تطورت التقنيات إلى زراعة البصيلات الفردية دون ترك آثار ملحوظة.
وصف أردوغان هذه الطريقة بأنها "ثورة في زراعة الشعر"، مشيرا إلى أن تركيا تبنتها بسرعة، في حين قابلتها أوروبا والولايات المتحدة بشكوك.
وعندما قدمها في بوسطن عام 2011، لم تحظ بقبول فوري، لكن هذا التردد منح تركيا ميزة تنافسية، بفضل تبنيها الابتكارات وانخفاض تكاليف العمليات مقارنة بالدول الغربية.
مخاوف من نهاية العصر الذهبيورغم الدور البارز الذي لعبته تركيا في مجال زراعة الشعر، فإن مستقبل هذه الهيمنة يواجه تحديات، حيث لم تحقق السياحة العلاجية في البلاد التوقعات المرجوة. وتُظهر بيانات وزارة الصحة التركية تراجعا في أعداد السياح القادمين لهذا الغرض مقارنة بما كان متوقعا.
كما تشير أرقام الهيئة الوطنية للإحصاء إلى أن عائدات تركيا من السياحة العلاجية بلغت 2.3 مليار دولار عام 2023، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات التي وضعتها "تورساب" قبل 10 سنوات، والتي كانت تتراوح بين 21 و26 مليار دولار بحلول العام ذاته.
أردوغان لفت إلى أن بعض المستشفيات في أوروبا أصبحت توفر زراعة الشعر بأسعار تصل إلى 2000 دولار فقط، وهو تطور لم يكن متاحا قبل سنوات قليلة.
ومع تنامي البدائل داخل أوروبا، أصبحت الحاجة إلى السفر إلى تركيا لهذا الغرض أقل إلحاحا، مما يعزز الاعتقاد بأن "العصر الذهبي لتركيا في مجال زراعة الشعر قد يكون في طريقه إلى الأفول" بحسب أردوغان.