بوابة الوفد:
2024-06-30@02:35:51 GMT

التكتل الوطنى ضرورة لبناء مصر

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

فى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى حول التكتل والتوافق الوطنى الذى يعد أحد المحاور السبعة فى خطاب التنصيب للرئيس نجد أن هذا التكتل هو الصخرة التى تتحطم عليها كل مؤامرات أهل الشر الذين يريدون خراب ودمار البلاد. وقد تلقيت اتصالات عديدة كلها ترحيب شديد بفكرة التكتل الوطنى التى تحدثت عنها الأسبوع الماضى، ووجدت التفافاً واسعاً حول الفكرة من قوى سياسية وتنظيمات عمالية ومهنية، وأيديولوجيات فكرية وثقافية مختلفة.

فالكل لديه حماس شديد لسرعة التنفيذ ووضع خطة شاملة تهدف إلى دعم مؤسسات الدولة ضد كل من تسول له نفسه النيل منها.. والجميع أعرب عن ترحيبه بالانضمام لأى جبهة تكون سنداً وعوناً للدولة المصرية فى حربها المقدسة التى تخوضها القوات المسلحة والشرطة المدنية، أولاً ضد الإرهاب، وثانياً من أجل تأسيس الدولة الحديثة.
كما قلت من قبل إن فكرة التكتل الوطنى، ليس حزباً سياسياً ولا حركة وقتية، وإنما هى منظومة متكاملة فكرياً وثقافياً تضم كل من لديه قدرة على العطاء فى مجال تخصصه من أجل مكافحة الإرهاب، والتصدى له، والبحث عن وسائل لاقتلاع جذوره، إلى جانب الدور المقدس الذى يقوم به رجالات الجيش والشرطة. فليس من المقبول أو المعقول أن تقف العقول المصرية الفذة فى مجالاتها المختلفة متفرجة على ظاهرة الإرهاب دون أن تشارك فى هذه الحرب من أجل تغيير الأفكار المتطرفة والمدمرة. نحن فى حاجة شديدة لأن يتم التسويق لهذا المقترح حتى يحصل على التأييد الكافى، وليكون عوناً ودعماً للدولة بل بمثابة انتفاضة شعبية يشارك فيها الجميع بكل ما أوتى من رأى سديد وفكر قويم.. ولا يخفى على أحد أن الإرهاب استهدف المجتمع بأكمله وليس مؤسسة بعينها فحسب، وهذا يعنى أنه يريد النيل من كل المجتمع.
هناك أيضاً كارثة يمارسها الإرهاب فى البلاد وهى استخدام الإعلام المضاد خاصة فى الغرب، لتشويه صورة البلاد. وهنا يأتى دور التكتل الوطنى، ليقوم بالرد على المزاعم والأباطيل التى يرددها إعلام الإرهاب، وتشويه صورة مصر ونشر الشائعات لا يقل ضراوة عن أفعال القتل التى يمارسها هؤلاء الإرهابيون، لأن الهدف منها بث ونشر الإحباط بين الناس، ومكافحة هذا النوع من الإرهاب تحتاج إلى هذا التكتل الوطنى، للرد والتصدى لكل المزاعم والأباطيل التى يتم الترويج لها. كما أنه يساعد على توضيح الطرق والسبل التى يتم من خلالها التصدى لكل ما يعرقل مسيرة البلاد وخلق الوعى والدور الذى يقع على كل مواطن وكيفية تأديته دوره لاقتلاع بذور التسمم التى يبذرها الإرهاب.
التكتل الوطنى هو للم شمل المصريين حول مشروع يطمح إلى مؤازرة الدولة فى الحرب التى تقودها من أجل التنمية، إضافة إلى زيادة الوعى لدى المواطنين للتصدى للذين يمارسون أبشع المآسى فى حق الوطن والمواطن، ويصرون على إسقاط الدولة وغرقها فى براثن الفوضى والاضطراب.. والتكتل الوطنى لا يتبنى أيديولوجيات أو انتماءات فكرية وسياسية بعينها، بل يعنى فقط بمصلحة مصر أولاً وقبل كل شىء. كل ما نعنيه هو استراتيجية وطنية شاملة يشارك فيها كل أصحاب الرؤى والأفكار، ولا يستثنى منها أحد، للعمل إلى جوار الدور المصرى الكبير الذى يتم حالياً. نحن فى حاجة شديدة إلى مشاركة كل الأطراف السياسية والشعبية والنقابية ورجال الدين، من أجله ووضع آليات جديدة لمحاربة الفكر الإرهابى والسعى بكل الطرق إلى بناء الدولة الحديثة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي خطاب التنصيب من أجل

إقرأ أيضاً:

دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله

فى البداية دعونا نتفق على أمر جد مهم على الأقل من وجهة نظرى، هذا الأمر، هو أن كل مفكر حقيقى لابد أن يكون مهموما بقضايا وطنه بل ويجب عليه أن يوظف جل فكره بكل ما اتيحت له من أدوات لتقديم حلول لقضايا بلده.
ولعل من أبرز أسباب التطرف، الفقر الذى يتفشى بين أفراد المجتمع والذى يتم استغلاله من قبل المتطرفين، فيضربون على هذا الوتر الحساس مستغلين هؤلاء الفقراء وتجنيدهم فى أعمال عدوانية ضد أفراد المجتمع، ضد الدول، بل استغلالهم فى القيام بعمليات إرهابية تتسبب فى إزهاق أرواح الأبرياء مقابل إغرائهم بالأموال، فيشذون عما هو مألوف ويحيدون عن الطريق المستقيم ويصبحون قتلة وإرهابيين وسارقين، وحدث ولا حرج، بل يصب جم غضبه على المجتمع، ولماذا هؤلاء عندهم ونحن لا نجد حتى ما نتقوت به.
أيضا من الأسباب المهمة التى تشكل شخصية المتطرف، الظلم الذى يتعرضون له، كأن يعزل من عمله دونما سبب، أو لا يجد فرصة عمل وغيره من ذوى الوساطة والمحسوبية يجدونها بسهولة ويسر، أو قد يكون متفوقا فى دراسته ولا يعين فى وظيفته المرجوة ويعين آخر أقل منه فى الكفاءة، فيشعر بظلم وقع عليه، ويشعر بالاضطهاد، فيبدأ بسلوك عدوانى متطرف، يضرب فى ناحيتين، ناحية نفسه، فينطوى ويعزل نفسه عن القوم وقد يصاب بالأمراض النفسية التى قد ينهى معها حياته بالانتحار وكل يوم نسمع ونشاهد حالات كثيرة وبالتحرى عنها نجد أنها تعرضت لظلم أو جور أو اضطهاد وقع عليها، فتضيق الأرض عليهم بما رحبت ولا يجدون وسيلة للخلاص إلا إنهاء حياتهم.
أما المنحى الثانى، فيصب جم غضبه على المجتمع ويبدأ فى إثارة الفتن ونشر الفوضى بين الناس، كأن يقول وما الفائدة من التعليم، ولماذا نتعلم طالما أننا لا نقدر، ويقع فريسة سهلة ولقمة سائغة للمتطرفين يستغلونه أبشع استغلال.
الأزمات السياسية التى تتعرض لها الدول، ولم يكن ذلك جديدا فمنذ وفاة النبى صل الله عليه وسلم، وبدأ النزاع حول الخلافة، فهناك من تطرف واعتزل الناس، وهناك الخوارج الذين أحدثوا شروخات وتصدعات فى جدار الدولة الإسلامية عن طريق إثارة الفتن التى حتى لم تنتهى بمقتل عثمان وعلى، بل استمرت إلى الآن، فكل عصر خوارجه ومتطرفيه.
أيضا من الأسباب المهمة، المشاكل الاجتماعية التى تنتشر بين أفراد المجتمع والتى تدعو لحصول حالات تطرف لدى إحدى الجماعات، ومشاكلنا الاجتماعية كثيرة لا يمكننا حصرها هنا ولكن نضرب مثالا كمشكلة البطالة، مشكلة التسرب من التعليم، الزيادة السكانية وضوابط الاستفادة منها، الزواج المبكر وما يترتب عليه من بلايا ورزايا. مشكلة الأمية وما يترتب عليها من تفشى الجهل المرضى، وهذا تعبيرى، نعم لأن هناك جهلا صحيا، بمعنى جهل يقود صاحبه إلى التعلم والبحث عن سبل تعليمه، أما الجهل المرضى فهو استفحال مرض الجهل وتغلغله فى النفوس، فمهما حاولت تعليمه لا ولن يتعلم لأنه أصبح لدى الجاهل قناعات شخصية أنه هو كذلك متشبث بهذه القناعة متشبث برأيه وأنه هو الصواب، فهذا جهل مرضى.
أما أشكال التطرف فهى كثيرة، أذكر منها ما يلى: التطرف الفكرى، ومعناه الميل بالكلية إلى فكرة معينة واعتناقها والعمل على نشرها بكافة السبل المتاحة وغير المتاحة، أو الإفراط فى اعتناق مذهب فكرى معين على الرغم من مخالفة القوم له، كاعتناق الخوارج لمبدأ الولاء والبراء، أو اعتناقهم لمبدأ التكفير، أو اعتناق الشيعة لفكرة التقية والرجعة، وهذا مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، أو تأصيل المعتزلة لفكرة الحرية المطلقة، وأن الإنسان حر حرية مطلقة دونما ضوابط.
أو التطرف فى اعتناق الإلحاد، والوجودية الملحدة، أو الميل بالكلية إلى إتجاه اليسار أو الاتجاه الاشتراكى أو الماركسى أو العلمانى، أو الليبرالى، أو الميل إلى الاتجاه الصوفى والمغالاة فى التصوف مغالاة تقود إلى الشطح والخزعبلات، كاتحاد اللاهوت بالناسوت، وكالحلول والاتحاد وكوحدة الوجود، والفناء وغيرها من الشطحات المخالفة لروح الإسلام السمح الذى يرفض التطرف ويدعو إلى الوسطية والاعتدال وعدم التشدد، فالدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، أو كظهور بعض الجماعات التى تنتسب زورا وبهتانا إلى الإسلام، وتشرعن للقتل وسفك الدماء بحجة الجهاد، وهم أبعد ما يكونون عن الجهاد، فالمجاهد الحق هو الذى يجاهد نفسه ويتغلب عليها ولا يجعل للشيطان سبيلا عليه، ولا يجعل نفسه تقوده للوقوع فى براثن التطرف، بحجة نصرة الإسلام، فهل يعقل أن نرفع السلاح فى وجه من شهد لله بالوحدانية، والنبى وضح ذلك، لأن تهدم الكعبة وهو يعلم حرمتها على الله، لأن تهدم حجرا حجرا أهون عند الله من أن تلوح لأخيك بحديدة فى وجهه، فما بالكم ممن يفخخون السيارات، ويتربصون بالجنود المرابطون على الحدود، والحجة أنهم مارقون خارجون عن الدين، والله أنتم المارقون والخارجون عن الدين ورب الدين منكم براء.
كذلك من أشكال التطرف، التطرف العنصرى والتطرف الطائفى، وهذا النوع خطير جدا، لماذا لأنه يضرب المجتمعات فى صميمها، فكل الأديان نبذت العنصرية والطائفية ودعت إلى التعايش السلمى بين أفراد المجتمع دونما إفراط، بل ونبذت التعصب لجنس على حساب جنس آخر، فلا فرق بين الأجناس، كلكم لآدم وآدم من تراب، فالجميع أصلهم وأحد وتربتهم واحدة، فلا عنصرية ولا طائفية فلا فرق فى المواطنة بين المسلم والقبطى، الكل يعيش فى وطن واحد، يستظل تحت سماء واحدة، يمشى على تراب واحد، فالدين لله والوطن للجميع، كل يعبدالله على دينه فلا إكراه فى الاعتقاد، (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين)، فلماذا أيها المتطرفون تتربصون لإخوانكم فى الوطن لماذا تتربصون لهم أمام دور عبادتهم وتقتلونهم.
لماذا أيها العنصريون المتطرفون، تتربصون لإخوانكم أمام مساجدهم وتقتحمون عليهم مصلاهم وتقتلونهم، لماذا تحرقون الكتب المقدسة، لماذا تسبون الأنبياء وتتطاولون عليهم.
لماذا لا تعاملون الإنسانية ممثلة فى شخوصكم، لماذا نزعات العنصرية هذه وخطابات الكراهية والتحريض، لماذا لا تعاملون الإنسان كذات فعالة، لماذا لا تعاملونهم بما تحبون أن يعاملونكم به، ما هذه النظرة أحادية الجانب.
أليس هذا شكل من أشكال التطرف الدينى، أليس هذا دعوة مفادها عدم قبول أية طائفة دينية للتعايش مع غيرها ومعاداة طوائف دينية أخرى والتحريض كما ذكرت آنفا على إلحاق الضرر بها.
أيضا نجد نوعا آخر من التطرف هو التطرف الثقافى ونقصد به تجاوز حد الاعتدال والوسطية فى الأفكار والأحكام والنظر للطرف المختلف حيث يتبع الأفراد مذهب ثقافى معين بطريقة متعصبة، لماذا لا نتناقش على طاولة واحدة نقاشا عقليا منطقيا يقوم على الدليل والحجة والبرهان لماذا الاحتكار الثقافى للآراء والأفكار، أما تعلمون أن الفكر لا دين له ولا وطن، لو تعلمون ما صرتم إلى هذه الحالة.
ثم التطرف الاجتماعى ويقصد به التعصب لأفكار معينة مهما تكون بسيطة، وتحصل فى كآفة القطاعات سواء التعليمية أو الصحية أو غيرهما، وقد تكون الأفكار متعلقة بخلفيات الأفراد التاريخية أو الثقافية أو غير ذلك.
وينمو على ذلك حصول حالة من التطرف الاجتماعى تجاه فرد أو مجموعة من الأفراد بسبب حدث ما.
وهناك نوع آخر من التطرف هو التطرف النسوى والتطرف الذكورى.
بمعنى النشاطات النسائية والذكورية التى تتجاوز الحد والمعقول والمنطق، مما يقود إلى معادة كل طرف للآخر، فنجد بعض متطرفى النساء يتفنن فى إيقاع الأذى والتربص بالرجال عن طريق الحيل والمكر والدهاء.
وكذلك يظهر هذا التطرف جليا عند كثير من الرجال فيتفننون فى ابتكار وسائل يقمعون من خلالها النساء، دونما سبب اعتماداً على مبدأ أحقية الرجال بالعيش والحقوق أكثر من النساء.
ونحن نرفض ذلك بل وكل ذى بصر وبصيرة يرفض ذلك، فالنساء لهن حقوقهن، كفلتها لهن التشريعات السماوية، النساء شقائق الرجال.
وبعد أن قدمنا تعريفات لغوية واصطلاحية للتطرف، وتحدثنا عن أسبابه وأنواعه، وشخصنا الداء الذى قد يظن البعض أنه داء عضال، لكن ليس ثم داء إلا وله دواء.
والدواء الذى نقدمه ليس علاجا بالعقاقير الطبية وإنما دواءنا كلماتنا، دواءنا عن طريق خطاب توعوى بناء نوضح فيه خطر التطرف الذى يقود إلى الوقوع فى براثن الرذيلة والوقوع فى المحظور الذى يؤدى إلى الإرهاب، الإعلام المرئى، المسموع، المقروء، الإعلام الإليكترونى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى ومنصاته المعتمدة، شريطة أن يقوم بذلك عقل واع متفتح مفوه حتى لا يضل ويضلل القوم.
كذلك المؤسسات الثقافية، المجلس الأعلى للثقافة، إتحاد الكتاب، الصالونات الثقافية الحقيقية، عليهم جميعا دور فاعل فى التوجيه والإرشاد عن طريق عقد الندوات وإقامة المؤتمرات التى تتوصل إلى توصيات لا توضع فى أدراج المكاتب بل ترفع إلى أولى الأمر للشروع فى تنفيذها.
كذلك المؤسسات التعليمية، الجامعات، التربية والتعليم، المعاهد، عليهم جميعا دور فاعل بخطاب مفيد ناجع فليس دورهم مقصور على العملية التعليمية فقط.
أيضا المؤسسات الدينية دور العبادة جميعها لا نستثنى أحدا، فالكل لابد أن يشارك قدر استطاعتنا فى خطاب توعوى يوضحون فيه خطورة التطرف وموقف الأديان منه وكذلك يشرحون للناس وسطية واعتدال الأديان، فالوسط والاعتدال ما دخل شيئا إلا زانه، وما خرج عن شيء إلا شانه.

أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

مقالات مشابهة

  • بعد عقد اجتماعاته.. ننشر اختصاصات مجلس أمناء التحالف الوطنى
  • سميرة لوقا تكتب: وتستمر مسيرة بناء الجمهورية الجديدة
  • 30 يونيو.. ثورة الإنجازات والحوار الوطنى أبرز مكاسبها
  • تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة
  • أيمن عقيل يكتب: ثورة 30 يونيو.. ما الذي تغير؟
  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • الترشيد
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)