محمد إبراهيم نقد (١٩٣٠-٢٠١٢): قنديل سماوي
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
من أدق ما وُصف به الراحل محمد إبراهيم نقد أنه راهب سياسي. وتنبع قيمة هذا الوصف من أنه يوطن الفقيد في الجيل اليساري الأربعيني. وهو جيل “مفطوط” في التأرخة للفكر السوداني. فمؤرخو الفكر ينطون من جيل الثلاثينات، جيل الهوية، إلى جيل الستينات، جيل الهوية الآخر. وجيل الأربعينات أخطر وأنفذ. فهو الذي جاء بسنة التفرغ لوجه القضية الوطنية من موقع الكادحين.
وفر جسد نقد المسجى الآن، وجسد التجاني قبله، للسودانيين أن يقرأوا كتاب ذلك الجيل بما لم توفره مذكراتهم الغائبة إلا التي لكامل محجوب وعلي محمد بشير ومصطفى السيد. ولا حملت فدائيتهم للناس أدوات الفن والتسجيل التي يبرع فيها الشيوعيون غالباً. ووجد الناس على بينة الجسد المسجى في الشيوعيين ما عرفوه عنهم من وطنية في قرارة أنفسهم وأنكروه لجاجة بالخوض في “عمالتهم” و”غربة” أو استيراد فكرهم. واللجاج حبله قصير. فجسد نقد المسجى يشع الآن كالقناديل السماوية على خلفية ظلام مطبق لاقتصاد للباطل: ” لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ” استعبد فيه “القرش” من ولدتهم أمهاتهم أحراراً. ولا مهرب من هذه القراءة المنصفة الآن لنص جسد نقد والناس يرونه يترك الفانية ولم يعلق به منها شيء بينما يتفانى فيها القوم: يتطاول المعمار ويشحُب الوجدان. وجعل سادة هذا الاقتصاد منها حقاً “داراً للخنا والتبذل” في قول عبد الله الطيب.
الجسد نص قح في معنى أنه سيد الأدلة في القضية. وسبق لي في هذا السياق أن عرضت جسد المرحوم محمود محمد طه كمحكمة لقتلته. فليس منهم من ترهبن رهبنته في طلب الحق وجهر بما عرف منه. وتدلى جسده من المشنقة كالمانجو لمعة ونضجاً فأخذى مغتاليه إلى يوم الدين. كذلك ينصب جسد نقد (الذي لم يدخل غمده بعد) مجتمع اقتصاد الباطل في محكمة. فيرى سادة هذا الاقتصاد بأم عينهم جسداً، رقيق خيط شلة، احتسب (في عبارة موفقة لمحمد عبد الماجد) عمره للكادحين. لم يضق بعقيدته ٦٠ عاماً حسوما بينما يخلع آخرون عقائدهم عند كل بارقة.
بزهادة نقد المبدئية والتزامه المستضعفين لعقود استطالت صاهل أقانيم الصوفية العتيقة:
دنيا يملكها من لا يملكها
أغنى أهليها الفقراء
طبت حياً وميتاً يا رفيق.
“من كتابي القادم وعنوانه مؤقتاً “فانوس البندر: الماركسية السودانية”
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تأجيل القضية المرفوعة ضد عمدة إسطنبول
أنقرة (زمان التركية) – أجلت المحكمة القضية المرفوعة ضد عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بتهمة التلاعب في المناقصات.
ويحاكم أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، بتهمة ”التلاعب في المناقصات“، بسبب منحه مناقصة لشركة لم تستوفِ الشروط، خلال فترة رئاسته لبلدية بيليك دوزو، مع المطالبة بالسجن من 3 سنوات إلى 7 سنوات، في محكمة بويوك تشاكمجا الابتدائية العاشرة الجنائية.
وحضر الجلسة محامو 7 متهمين حوكموا دون اعتقال، ومحامي وزارة الداخلية المتدخل في القضية.
وتم تأجيل الجلسة إلى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
Tags: تركياأكرم أوغلوأنقرةإسطنبولالقضاء