يصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتوقيع معاهدة واشنطن، أدى هذا الاتفاق التاريخي، الذي لم يوقع عليه في الأصل سوى 12 دولة، إلى إنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي…

عند تأسيسه في عام 1949، لم يكن هناك يقين من أن الناتو كان سيستمر لهذه الفترة الطويلة، ناهيك عن نمو حجمه إلى 32 عضوًا… واليوم، يظل حلف شمال الأطلسي واحدًا من التحالفات الأمنية الأكثر فعالية التي شهدها العالم على الإطلاق.

بعد انتهاء الحرب الباردة في عام 1991، شكك كثيرون في الولايات المتحدة وأوروبا في جدوى حلف شمال الأطلسي من دون التهديد السوفييتي، طوال فترة التسعينيات، خفضت العديد من الدول الأعضاء حجم قواتها المسلحة وخفضت ميزانياتها الدفاعية بشكل كبير.

 وكانت التخفيضات جزءا مما يسمى "عوائد السلام" في ذلك الوقت والتي تبين أنها مجرد خيال، ولا تزال عواقب هذه التخفيضات الدفاعية الكبيرة محسوسة حتى اليوم، حيث لا يزال العديد من أعضاء الناتو لا ينفقون ما يكفي على القوات المسلحة.

وأدت الأزمات المتعددة في البلقان في التسعينيات إلى قيام حلف شمال الأطلسي بإطلاق عمليات عسكرية هناك لوقف الإبادة الجماعية التي تستهدف البوسنيين..وبعد الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة، قام حلف شمال الأطلسي بتفعيل المادة الخامسة من معاهدة واشنطن لأول مرة في تاريخه، والتي تنص على أن الاعتداء على أحد الأعضاء يعتبر اعتداء على جميع الأعضاء.

وفي وقت لاحق، سيقود الناتو جهدًا دوليًا لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، والذي انتهى بشكل كارثي في أغسطس 2021 بعد أن سحب الرئيس الأمريكي جو بايدن جميع القوات من البلاد.

ولم يدرك الناتو أن مهمته الجديدة هي نفس مهمته القديمة: الدفاع عن أراضي دولة الأعضاء إلا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، ومنذ الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022، كان الناتو منشغلًا تقريبًا بتعزيز جناحه الشرقي، وردع المزيد من الهجمات الروسية على أوروبا الشرقية، ومساعدة أوكرانيا في الحصول على الموارد التي تحتاجها للدفاع عن نفسها.

وبينما يجتمع زعماء الناتو في واشنطن هذا الصيف للاعتراف رسميًا بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه في قمة كبرى، فإن الوضع الأمني في أوروبا الشرقية والحرب الروسية ضد أوكرانيا سوف يكون على رأس جدول الأعمال.

أولاً، بينما يفكر زعماء الناتو في المستقبل، فيتعين عليهم أن ينظروا إلى الأيام الأولى للحلف بحثاً عن الإلهام، ولكي يكون التحالف فعّالاً كما كان أثناء الحرب الباردة، فلابد وأن يعود إلى مهمته الأصلية المتمثلة في الدفاع الجماعي.

ثانياً، يتعين على التحالف أيضاً أن يبقي الباب مفتوحاً أمام الأعضاء الجدد، كما حدث خلال العقود القليلة الأولى بعد إنشائه، لقد كان توسع النانو بمثابة قوة من أجل الخير في أوروبا،  لقد نشرت الاستقرار والأمن في مناطق من القارة كانت ستصبح متقلبة لولا ذلك.

وأخيرا، يتعين على التحالف  أن يستمر في التركيز على الدفاع الإقليمي في أوروبا، فإن هذا لا يعني أنه قادر على تجاهل جيرانه، وبالإضافة إلى الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للتحالف، يصادف هذا العام أيضًا الذكرى الثلاثين للحوار المتوسطي والذكرى العشرين لمبادرة اسطنبول للتعاون.

هذه هي المنصات التي تسمح  للتحالف بالتعامل مع الشركاء في شمال أفريقيا والخليج، على التوالي.. إن التعاون الوثيق بين حلف شمال الأطلسي والشركاء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يمكن أن يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن للجميع.

وخلال الحرب الباردة، كانت مهمة حلف شمال الأطلسي هي وقف انتشار الشيوعية في أوروبا الغربية؛ وردع العدوان السوفييتي؛ وإذا لزم الأمر، هزيمة الاتحاد السوفييتي في ساحة المعركة… ولحسن الحظ، تمكن التحالف من إنجاز مهمته دون إطلاق رصاصة واحدة.

كانت تصرفات روسيا الأخيرة في أوكرانيا بمثابة نداء تنبيه… ربما تكون الحرب الباردة قد انتهت... ولم يعد الاتحاد السوفييتي موجودا… ولكن هناك الكثير مما يجعل حلف شمال الأطلسي مشغولا... والقرارات التي سيتخذها الحلف الآن ستحدد مدى نجاحه في المستقبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی الحرب الباردة فی أوروبا فی عام

إقرأ أيضاً:

بعد تجديد حبسه.. نجل عبد العزيز مخيون يواجه هذه العقوبة

قرر أحمد هاني، وكيل نيابة مركز أبوحمص في محافظة البحيرة حبس صلاح الدين عبدالعزيز صالح عبدالرحمن مخيون طالب بكلية التجارة إنجليزي جامعة دمنهور نجل الفنان عبد العزيز مخيون ومقيم عزبة مخيون أبو حمص، 4 أيام على ذمة التحقيقات، التي أجريت تحت إشراف المستشار محمد الحسينى، المحامي العام لنيابات وسط دمنهور.

وذلك بعد اصطدام المتهم بثلاثة أشخاص أثناء قيادته سيارته الخاصة على الطريق الزراعي السريع بنطاق المركز مما أدي لوفاة أحدهم وإصابة 2 آخرين، كما قررت عرض المتهم على الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات له، والتحفظ على السيارة.

تلقى اللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، اخطارًا من شرطة النجدة بوقوع حادث تصادم على طريق «القاهرة – الإسكندرية» الزراعي السريع عن مدخل قرية القناوية، مما أدي لوفاة أحد الأشخاص وإصابة 2 آخرين.

وانتقل ضباط مباحث مركز شرطة أبوحمص إلى مكان الحادث، وانتقلت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، وتبين من الإنتقال والفحص إصطدام سيارة ملاكي البحيرة، قيادة «صلاح الدين» نجل فنان شهير، 23 سنة، طالب بكلية التجارة، بعدد من المواطنين تصادف تواجدهم بمكان الحادث.

وأسفر الحادث عن وفاة «لؤي محمد وصفي يعقوب» مقيم القناوية، أبوحمص، وإصابة كل من «أحمد .ح .أ«و»تامر .ف«يقيمان بمركز أبوحمص وتم حجز المصابين بمستشفى دمنهور التعليمي، وتم نقل المتوفي إلى ثلاجة حفظ الموتي بمستشفي أبوحمص، والمصابان إلى مستشفي دمنهور التعليمي لتلقي العلاج اللازم.

وتمكن ضباط مباحث المركز برئاسة المقدم شريف عبدالعال، من ضبط المتهم، وكلف اللواء أحمد السكران، مدير المباحث، مباحث المركز بالتحري عن الواقعة، توصلت التحريات المبدئية إلى أن سبب الحادث هو السرعة الزائدة.

تحرر محضرًا بالحادث بمركز شرطة أبوحمص وتولت النيابة العامة بمحافظة البحيرة التحقيق في الواقعة والتى أصدرت قرارها السابق.

ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة القتل الخطأ طبقا لقانون العقوبات.

عقوبة القتل الخطأ

ونصت المادة 238 من قانون العقوبات على أن كل من تسبب خطأ فى موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئاً عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه، أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تتجاوز 200 جنيه أو بإحدى العقوبتين.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • بعد تجديد حبسه.. نجل عبد العزيز مخيون يواجه هذه العقوبة
  • قائمة محدثة بأسماء المناطق التي قد تشهد تساقطا للثلوج الخميس
  • د. محمد بشاري يكتب: الإمام أحمد الطيب .. خمس سنوات من ترسيخ الأخوة الإنسانية والتسامح
  • وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكرية
  • درجة تقاضى أخيرة أمام اللاعب أحمد ياسر المحمدى بعد حكم حبسه 3 سنوات
  • دعم عسكري وزيارات متتالية.. هل تعود أوروبا للساحل عبر بوابة موريتانيا؟
  • خروج عبدالله حسين ضربة موجعة ضد المليشيا التي وجدت نفسها محاصرة من كل النواحي
  • أحمد ياسر يكتب: تطبيق DeepSeek  تهديد أم فرصة !
  • قادة أوروبا وحلف الناتو يبحثون التصدي لروسيا والرد على ترامب