جموع المصلين يشهدون ختم القرآن بالمسجد النبوي
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
المناطق_واس
شهد المسجد النبوي اليوم ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في أجواء روحانية يسودها الأمن والأمان والسكينة والاطمئنان، وامتلأت أروقة المسجد وساحاته وسطحه والتوسعات منذ وقت مبكر، كما امتدت الصفوف إلى الطرق والمناطق المجاورة بالمصلين والزوار من داخل وخارج المملكة الذين حرصوا على أن يشهدوا ليلة ختم القرآن الكريم .
وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير الذي دعا للمسلمين في هذا الليلة المباركة بالمغفرة والعتق من النار, وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وبلاد المسلمين، وأن يحفظ علينا قادتنا، وأن يجعل بلادنا آمنة مستقرة وبلاد المسلمين.
أخبار قد تهمك رئيس جمهورية الصومال يزور المعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية 6 أبريل 2024 - 9:59 صباحًا قاصدو المسجد النبوي يُؤدون صلاة آخر جمعة من شهر رمضان المبارك 5 أبريل 2024 - 2:47 مساءًوحرصت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي بالتنسيق مع مختلف الإدارات والجهات ذات العلاقة، على التهيئة الكاملة للمسجد النبوي ووضع كل الترتيبات اللازمة للمحافظة على سلامة وراحة الزائرين، ومساعدتهم على قضاء أوقات مليئة بالذكر والعبادة, والراحة والطمأنينة وفق التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة في تقديم جميع الخدمات للمسجد النبوي وزائريه.
وعملت الهيئة على تنظیم حركة دخول وخروج المصلين والزائرین من وإلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنسیق مع الجھات المعنیة حیث تم من فتح الممرات الرئیسیة وعددها 38 ممراً، والممرات الفرعية عددها 14 ممراً و8 ممرات للطوارئ ليصبح عدد الممرات الكلي 60 ممراً و38 مدخلاً من مواقف السیارات و18 سلماً من السلالم العادیة، بالإضافة إلى 12 سلماً كھربائیاً، كما تم تهيئة الممرات المؤدية إلى سلالم 15 و 27 لضمان الحركة البشریة وفق الخطة المعدة مسبقًا، كذلك جهزت حافظات ماء زمزم ، وتوزيع عبوات ماء زمزم للزوار ، وتعقيم المسجد النبوي وسطحه وساحاته بعدد 70 ألف لتر ، ويبلغ عدد المطهرات 85 ألف لتر، كما وفرت الوكالة 40 ألف كرسي لكبار السن .
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المسجد النبوي المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
الإسراء والمعراج
#الإسراء_والمعراج
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
الإسراء والمعراج حدثان فارقان في تاريخ البشرية، وما جمعا معا إلا لأنهما حدثا في ليلة واحدة، ولشخص واحد أكرمه الله من بني البشر جميعا، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد أجرى الله تعالى كثيرا من الخوارق للسنن الكونية الناظمة لحياة البشر والكائنات، على أيدي من اصطفاهم رسلا وأنبياء، فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما، ومنهم من كلمه مباشرة، وجعل له في البحر طريقا يبسا، ومنهم أحيى على يديه الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص، وما الى ذلك من معجزات، جميعها أراد بها قهر عقول البشر المكذبين بدعواتهم.
معجزتا الإسراء والمعراج أمران مختلفان عن كل ما سبقهما، ففيها نقل الله تعالى رسوله الكريم من الأرض بكامل أدراكه ووعيه الى السموات العلا، ليريه من آياته الكبرى التي جعلها من علم الغيب الخفي على البشر، فلا يرونها الا يوم القيامة، لذلك فالنبي الكريم هو الوحيد من بني البشر الذي رأى ما أراد الله أن يريه إياه في حياته وقبل بعثه.
وميزة هاتين المعجزتين أنهما لم تكونا بهدف إقناع المكذبين بدعوته، بل هما لحِكم أخرى سأبينها لاحقا، لذلك لم يشهدهما الله تعالى أحد من البشر، واقتصرت معرفتهم بها مما جاء ذكره في القرآن، عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، وما حدّث به رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما.
بالطبع وكما مع القرآن، فقد كذب الكافرون بالحادثتين، سواء من عاصروا الدعوة، أو من جاءوا بعدها والى اليوم، لكن العقل المحايد الذي يعرف أن كتاب الله لا يورد إلا الحق، وأن رسول الله لا ينطق الا بالصدق، سيسلم بحصولهما ويصدق بحدوثهما، باستخدام التفكير المنطقي الاستدلالي، مثلما توصل الى الإيمان بوجود الله وبعلم الغيب الذي أخبرنا به، من غير الحاجة الى أدلة مادية.
ورغم ذلك ولقطع الطريق على المكذبين، فقد أجرى الله تعالى لنبيه الكريم دليلين ماديين أخرس ألسنتهم، فسكتوا مغلوبين على أمرهم: الأول وصفه عليه الصلاة والسلام للمسجد الأقصى في بيت المقدس بدقة، رغم أنه لم يزره قبلا، والثاني ما أخبرهم به عن قصة البعير الذي شرد من القافلة، ولما وصلت بعد يومين أكدت صحة ذلك.
ورغم أن العاقل عندما يتيقن من صدق الراوي في الأولى يتوجب عليه أن يصدقه في الثانية، إلا أن المكذبين لأنهم مكابرون، لا يخضعون لسلطان العقل كما يدّعون، بل هم فعليا يستحمرون العقل، فيركبونه ويسوقونه وراء أهوائهم، فهم والى اليوم ما زالوا يكذبون بقصة المعراج، ويريدون دليلا ماديا.
في زمن التنزيل، كانت حكم كثيرة من وراء هاتين الحادثتين الفريدتين خافية على الفقهاء من السلف الصالح، فاعتقدوا أنهما كانتا فقط للتسرية عن نبيه الكريم ولتطمينه أنه على الصراط المستقيم، إثر الشدائد التي تعرض لها خاصة بعد رحلته للطائف، وأنها ليست لعتب من الله عليه، بل هي من ابتلاءات الله لرسله، فكلما كانت مهمة الرسول أشق، والمسؤولية الملقاة على عاتقه أكبر، كانت ابتلاءاته أعظم.
ولما لم يكونوا آنذاك يعلمون أن المسجد الأقصى أراده الله ليكون قطبا ثانيا لخير أمة أخرجها للناس بعد المسجد الحرام، فلم يتعمقوا في البحث في الحكمة التي أرادها الله في المعراج أن يكون من المسجد الأقصى، مع أنه قادر أن يعرج بنبيه الكريم من مكة.
ولم يدرك المفسرون الأوائل الحكمة من إيراد الله تعالى إفساد الظالمين من بني اسرائيل، تاليا لذكره الإسراء بعبده الى المسجد الأقصى، والإخبار عن علوهم مرتين وقصم الله لهم، ولا عرفوا معنى الدخول الأول والثاني لعباد الله المؤمنين له، فلم يكن يدور بخلد أحد أن يتمكن اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة، وشتتهم في الأرض أن يتمكنوا من احتلاله.
الآن نعلم الحكمة من الإسراء من المسجد الحرام الى الأقصى، وبالمعراج منه، فقد أراد الله أن يعلمنا بأن واجبنا الحفاظ عليهما، فأعداء منهجه سيستهدفونهما كليهما.
حاليا غرّهم ترك قادة العرب لمنهج الله وتخليهم عن الأقصى بالتطبيع مع العدو بديلا عن استرجاعه، فيطمحون للاستيلاء على المسجد الحرام بالوسيلة الأقل كلفة وهي التطبيع.
هذه هي الحكمة من الربط بين المكانين، والله أعلم.