معركة الكرامة اهالت عليها التراب : السادس من ابريل.. الذكرى المنسية
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
في صمت تام مرت أمس ذكري السادس من ابريل حيث اعتصم المواطنون في هذا التاريخ من العام 2019 امام مقر القيادة العامة مطالبين حينها بذهاب نظام الرئيس المعزول عمر البشير واختاروا ذلك التاريخ تيمنا بانتفاضة الشعب السوداني فى العام1985.
وامس عبرت الذكري الخامسة للسادس من ابريل فى نسختها الثورية دون ان يشعر بها السودانيون، مرت في صمت.
كيف لا والمواطنون يعيشون تحت وطاة النزوح واللجوء والمعاناة عقب احداث الخامس عشر من أبريل والحرب المشتعلة بين القوات المسلحة مليشيات الدعم السريع.
استلام السلطة
فى (السادس من ابريل) تجمع الالاف من المتظاهرين حيث دخلوا من عدة شوراع جانبية للساحة المواجهة للقيادة العامة للقوات المسلحة واعتصموا حتي الحادي عشر من ذات الشهر حينما اعلنت اللجنة الامنية بقيادة الفريق اول ركن عوض ابن عوف استلام السلطة والتحفظ علي راس النظام علي حد تعبيره في مكان امن.
وظلت قوي ثورة ديسمبر اليسارية تحتفل بالسادس من ابريل باعتباره ذروة سنام الثورة وعبرت امس السبت الذكري الخامسة من اعتصام القيادة العامة دون اي ذكر في الوسائط بالداخل والخارج والاسافير بينما ينشغل جماهير الشعب السوداني بتطورات العمليات العسكرية في حرب الكرامة بشكل عام والجزيرة بصفة خاصة.
حرب الكرامة اهالت التراب علي هذه الذكري حيث تعتبر بمثابة الثورة السودانية الثانية لانها ضد مليشيا الدعم واطرافها المدنية، حيث شهدت تلاحما تاريخيا بين الجيش والشعب وحاول بعض الناشطين امس احياء الذكري عبر رسائل متداولة علي نطاق ضيق ولكن في خضم الازمة انزوت هذه الذكري الي حافة النسيان.
فض الاعتصام
وبالعودة الي الذاكرة فقد استمر اعتصام القيادة العامة منذ السادس من ابريل وحتي 3 يونيو 2019 حيث تم فضه من قبل مليشيات الدعم السريع واظهرت العشرات من الفيديوهات انذاك المليشيا وهي تفض الاعتصام، وتشكلت بعد ذلك لجنة برئاسة المحامي نبيل اديب واخرين لتحديد الاتهام فى مواجهة الجهات التي فضت الاعتصام ولم تعلن اية نتيجة حتي قيام الحرب في الخامس عشر من ابريل ولكن عددا من المصادر العسكرية لاحقا اكدت ان مليشيات الدعم السريع هي من فض الاعتصام وقد شهد رئيس الأركان السابق الفريق اول ركن هاشم عبد المطلب علي القسم امام لجنة نبيل اديب بان قوات الدعم السريع هي التي فضت الاعتصام.
مؤشر النهايات
ويذهب خبراء سياسون الي ان المشهد الماثل بمثابة مؤشر لنهاية حقبة الثورة وذلك لعدة عوامل منها حالات التناحر بين القوي السياسية وليس اخيرا الحرب المشتعلة منذ الخامس عشر من أبريل
وبالمقابل فان مراقبين اعتبروا ان مرور ذكري السادس من ابريل دون ضجيج امر طبيعي نظرا لانشغال السودانيين بازمة الحرب ما بين النزوح واللجوء غير انهم اشاروا الي ضرورة ان تجري القوي الثورية مراجعات وذلك لانهيار شعبيتها فضلا عن انخفاض الاهتمام بذكري 6 ابريل يشير الي ان الثورة اضحت تختفي من وجدان السودانيين بعد حرب الكرامة .
تقرير _ محمد جمال قندول
الكرامة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع عشر من
إقرأ أيضاً:
هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟
في سابقة هي الأولى من نوعها، قام رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان بجولة دبلوماسية في غرب أفريقيا شملت مالي، وغينيا بيساو، وسيراليون، واختتمت بكل من موريتانيا والسنغال.
تأتي هذه الجولة، التي انتهت في 14 يناير/كانون الثاني 2025، في خضم العديد من التطورات التي شهدتها الساحة السودانية على المستوى السياسي والميداني، حيث سبقها إعلان واشنطن فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتهم ارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور.
كما تزامنت الزيارة مع انتصارات متتابعة للجيش السوداني توجت باستعادة السيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة الإستراتيجية.
وخلال لقائه بالجالية السودانية في محطته قبل الأخيرة بنواكشوط، أوضح البرهان أنه قدّم شرحا للقادة في دول غرب أفريقيا، وأبلغهم أن السودان "يواجه غزوا واستعمارا جديدين"، وأن "قوى استعمارية جديدة تقف خلف الدعم السريع، وتدعمها بالمال والسلاح والمرتزقة"، وأكد أن الشعب السوداني سيقاتل هذه المليشيات مهما بلغ الدعم المقدم لها من هذه القوى.
وبينما يذهب بعض المراقبين إلى أن هذه الزيارة تمثل انفتاحا سودانيا على العمق الأفريقي بعد عقود من التركيز على العلاقات مع العالم العربي، يرى آخرون أن هذه الجولة تندرج في إطار رغبة البرهان في إقامة نوع من التوازن في العلاقات الأفريقية، من خلال تطوير الروابط مع غرب القارة في ضوء العلاقات التي تربط الدعم السريع مع عدد من دول الشرق الأفريقي كإثيوبيا وكينيا وغيرهما.
إعلان 3 عصافير بحجر واحدتأتي هذه الجولة امتدادا لزيارة سابقة قام بها الفريق شمس الدين الكباشي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى كل من مالي والنيجر في يونيو/حزيران الماضي، حيث تركزت جهوده على شرح أبعاد الحرب و"انعكاساتها على دول المنطقة" وبحث سبل التعاون مع دول الساحل الأفريقي في "مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود".
ويرى الكاتب السوداني والباحث في الشؤون السياسية محمد المبروك أن البرهان يحاول اصطياد عدة عصافير بحجر واحد، في إطار ما سمته الدولة بتصفير العداد مع الدول ذات الصلة بالحرب في السودان.
ويقول المبروك في تصريحه للجزيرة نت إن أول أهداف البرهان من هذه الزيارة يتمثل في "تجفيف منابع المرتزقة الأفارقة القادمين للقتال في السودان، حيث إن العديد من التقارير الموثوقة وذات المصداقية تتحدث عن قدوم هؤلاء المقاتلين من بعض الدول التي شملتها الزيارة".
ويعتقد العديد من المتابعين أن الجانب الأمني والعسكري هيمن على الجولة، بالنظر إلى الوفد المرافق للبرهان، والذي شمل مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس، ووكيل وزارة الخارجية حسين الأمين.
بيان مجلس السيادة بقيادة البرهان (يسار) أكد دعم رئيس مالي للسودان في مواجهة ما يتعرض له (الأناضول)كما أن هذه الزيارة تعد فرصة لتطوير السودان شراكات أمنية من خلال عرض رؤيته فيما يتعلق بالدعم السريع كمشروع لا يهدد السيادة الوطنية للسودان فقط، وإنما هو قابل للتحول إلى مهدد أمني لدول الجوار والساحل التي تضم امتدادات للمكونات الاجتماعية الفاعلة في تلك المليشيا، وهو ما قد يشجع على توظيفها من قبل القوى التي عانت من هزائم جيوسياسية في منطقة الساحل لضرب التحالف الثلاثي (مالي، بوركينا فاسو، النيجر) الذي يرتكز في خطابه على أولوية السيادة الوطنية في مواجهة القوى الاستعمارية.
إعلانوأكد بيان لمجلس السيادة الانتقالي في السودان دعم رئيس مالي آسيمي غويتا للسودان في مواجهة ما يتعرض له، لافتا إلى أن هناك "جماعات إرهابية ومرتزقة من دول عدة تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى استعداد بلاده للتنسيق مع السودان لمحاربة الجماعات الإرهابية ورغبتها في تبادل الخبرات معه.
أما الهدف الثاني فيتعلق -وفقا للمبروك- بحشد الدعم على المستويين القاري والدولي، من خلال الدعوة لعودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، حيث إن موريتانيا التي ختم بها البرهان جولته تترأس الدورة الحالية للمؤسسة القارية، في حين أن سيراليون تشغل منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن وقادرة على دعم الموقف السوداني من هذا المنبر العالمي.
وقرر الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية السودان بالتكتل القاري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد يومين من فرض رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان "إجراءات استثنائية" منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ، ورغم تكرار القيادة السودانية تطلعها إلى إنهاء التجميد فإنها جوبهت بالرفض.
تحالف مقرب من روسيااهتمام البرهان بمالي والنيجر وبوركينا فاسو يفسره للجزيرة نت الصحفي المختص بالشأن الأفريقي محفوظ ولد السالك بأنه متعلق بالحضور الروسي القوي في هذه الدول، في ظل التقارب الحاصل بين موسكو والخرطوم.
وشهدت العلاقات الروسية السودانية تطورا ملحوظا مؤخرا، حيث أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، في زيارة إلى بورتسودان في أبريل/نيسان العام الماضي، دعم بلاده لسيادة السودان والشرعية القائمة، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونه ومخططات تمزيقه.
وهو تفسير يوافقه فيه المحلل السياسي السوداني محمد تورشين الذي يرى في مقال له أن جولة البرهان تشير إلى انحياز السودان بشكل واضح للمحور المدعوم من روسيا في أفريقيا، مشيرا إلى أن السودان في سعيه لتعزيز هذه العلاقة يبدو أنه سيصبح جزءا من التحالف الروسي في القارة.
إعلانفي حين أن زيارة مالي تحديدا تحمل رسائل واضحة بأن السودان يدعمها في مواجهة العقوبات الدولية وضغوط الاتحاد الأفريقي، والعمل على دفع المؤسسة القارية إلى إعادة عضوية السودان والدول التي تم تعليق عضويتها مثل مالي. وإذا فشل هذا المسعى -يعتقد تورشين- فإن هذه الدول قد تتجه إلى تشكيل تحالف أفريقي جديد خارج مظلة الاتحاد الأفريقي، كما حدث مع تحالف دول الساحل الثلاثي.
وعقب نهابة الجولة فرضت وزارة الخزانة الأميركية في 16 يناير/كانون الثاني 2025 عقوبات على البرهان متهمة الجيش السوداني تحت قيادته بارتكاب هجمات مميتة بحق المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الغذاء سلاحا.
حالات الاغتصاب والعنف الجنسي سجلت ضمن انتهاكات الدعم السريع في شرق الجزيرة وسط السودان (مواقع التواصل) الجولة من الضفة الأخرى للنهرفي النظر إلى ردة فعل الأطراف المستضيفة لهذه الجولة يشير بعض المتخصصين في شؤون غرب أفريقيا إلى وجود مزاج مرحب بالسودان، حيث رفعت بعض القنوات الإعلامية في المنطقة فور إعلان الزيارة عبارة "Accueillir ne suffit pas"، وتعني باللغة العربية "الترحيب لا يكفي"، وهي جملة غالبا ما ترددها بعض النخب السياسية في الغرب الأفريقي كلما قصدتهم قيادة سياسية تحظى بالقبول الشعبي والنفسي، لكن محفوظ ولد السالك يرى أن الدول التي شملتها زيارة البرهان لا تمتلك سوى التعبير عن الاستعداد للعمل من أجل إنهاء الحرب.