عثمان أبوزيد: حملات إعلامية أم ألعاب نارية؟!
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
○ كنت أسمع في مدينة الرياض عند وقوع مصيبة أو حادثة محزنة؛ كلاما يردده بعض كبار السن من أهل نجد قولهم: “الله لا يبردها بأحر منها”…
○ استأثرت أحداث ولاية الجزيرة باهتمام الناس في الأيام الفائتة، وظلت تتوالى الفواجع من قرى الجزيرة وصور الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، وأخبار القتل واختطاف الأطفال والنساء على أيدي قوات التمرد.
○ وانشغلنا بردود فعل قوية على قناة سكاي نيوز وكذبها العاري، وما تلا ذلك من إيقاف ترخيصها ومعها قناتان أخريان.
○ وكانت في مساء أمس الثلاثاء حادثة الإعتداء الآثم من مسيرة انتحارية على الإفطار الجماعي في مدينة عطبرة.
وسوف تملأ أصداء هذه الحادثة الحيز الأكبر من مساحة التغطية الخبرية وتعليقات وسائل الاتصال والتواصل في الساعات القادمة، حتى تأتي حادثة أخرى (تبردها)، ونرجو ألا تكون (أحر منها).
○ أذكر عند صدور قرار الجنائية الدولية ضد الرئيس السابق عمر البشير، كنت في مؤتمر بمدريد. استأثر الخبر باهتمام كبير وسط المؤتمرين، فكانت الأسئلة تنهال على السودانيين في المؤتمر. من الأسئلة التي تلقيتها من صحفي أجنبي مرموق يكتب في صحيفة دولية مهمة: هل تظن أن الإعلام السوداني قادر على إدارة حملة إعلامية للتعامل مع هذا القرار؟
باغتني السؤال فرددت السؤال عليه، قلت: ماذا تظن أنت أهو قادر أم غير قادر؟
صمت لحظة، وقال لي: عموما الإعلام العربي يشتغل بطريقة الألعاب النارية. أول وقوع الحدث يحصل اهتمام مبالغ به، تنشغل به جميع الوسائل ويتركون ما عداه، ويؤدي الاهتمام الزائد بالحدث إلى ابتذاله إن لم يكن إحراقه.
واستطرد قائلا: الصحيح هو أن تتعاملوا في تغطية كل حدث بجرعات مثل جرعات الدواء، كل جرعة في ميعادها، حبة كل كذا ساعة… قبل الأكل أو بعده.
وقال ضاحكا: أنتم تبلعون الحبوب المصروفة لكم دفعة واحدة.
تأملت حديث ذلك الصحفي وسألت نفسي: هل نحن نمارس أشياءنا كلها بطريقة (الفزع) وهي الطريقة الشعبية الأثيرة لإنجاز الأعمال لدينا؟ ربما…
○ إدارة الحملات الإعلامية الناجحة تقوم على تخطيط يراعي التوقيت وتحليل الجمهور المستهدف وصناعة المحتوى الملائم…
ولا يناسب التعمق بالموضوع في عجالة كهذه.
○ لكن أهم ما نلتفت إليه هو تقدير الحدث وأهميته ومدى تأثيره لتحديد نوع التعامل المناسب معه. وقد يكون الحدث من الأهمية بحيث نخطط له أخطر أنواع الحملات الإعلامية وهي تلك التي يسمونها حملات الذعر الأخلاقي وبالإنجليزية (مورال بانيك)، التي يدعو لها نوع من الشعور الجماعي بوجود تهديد متعاظم للمجتمع بسبب ذلك الحدث أو القضية.
لا نعرف منذ استقلال بلادنا أحداثا أشد خطورة من التي نواجهها هذه الأيام. أحداث تستهدف الوطن في وجوده وبقائه.
ونرجع نقول: الله لا يبردها بأحر منها.
عثمان أبوزيد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي تثمن التزام القنوات والبرامج بالضوابط التي أصدرها المجلس الأعلى للإعلام
عقدت لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي، التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة المستشار عبدالسلام النجار، نائب رئيس مجلس الدولة وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اجتماعها الدوري، بحضور المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس.
وثمنت اللجنة استجابة والتزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية – بدرجة كبيرة - بالضوابط التي أصدرها المجلس، منذ بداية سريانها في الأول من يناير الجاري، وذلك وفقًا للتقارير التي قدمتها إدارة الرصد بالمجلس حول متابعة البرامج الرياضية.
وأكدت اللجنة أن مقدمي البرامج والعاملين في مجال الإعلام الرياضي عليهم دور كبير في تثقيف وتنوير المواطنين باعتبارهم قادة للرأي العام والجماهير خاصة وأن قطاع الرياضة مهم ومتابع يوميًا من المواطنين، وأضافت اللجنة أنها ستعمل بالتعاون مع مقدمي البرامج والقنوات الرياضية على أن يكون عام 2025 عامًا لاستعادة الروح الرياضية والتنافس الشريف ونبذ العنف والكراهية والتعصب وتعزيز الانتماء للمنتخبات الوطنية.
وأشارت اللجنة إلى أنها تتابع على مدار الساعة كافة البرامج والمواقع وصفحات السوشيال ميديا والتي تقدم محتوى رياضي حتى تسير في الإطار القانوني والمحدد في لوائح الضوابط والمعايير والجزاءات والتدابير الصادرة عن المجلس عام 2019 خلال فترة تولي الكاتب الصحفي الراحل مكرم محمد أحمد رئاسة المجلس.
وقررت اللجنة توجيه الدعوة إلى عدد من القنوات للمشاركة في حوار مفتوح حول سبل تطوير البرامج الرياضية والالتزام بالمبادئ الإعلامية، وذلك في إطار حرصها على الارتقاء بالمستوى المهني والموضوعي للإعلام الرياضي، في ظل ما تشهده الساحة الرياضية من تطورات تتطلب تكاتف جهود جميع أطراف المنظومة الإعلامية الرياضية وصولًا لإعلام هادف وملتزم بالمعايير المهنية والضوابط المعمول بها.
وتضم اللجنة في عضويتها كلًا من الأستاذ محمد إبراهيم، مسئول البرامج الرياضية بالتليفزيون المصري، ود. محمد فضل الله، أستاذ التربية الرياضية بجامعة حلوان، والمهندس شريف أمين، خبير الإدارة الرياضية، والكاتب الصحفي إبراهيم ربيع، والكاتب الصحفي أيمن بدرة، والكاتب الصحفي أيمن أبو عايد.