مرتضى الجرموزي
تسعة أعوام ولا زالت اليمن تخوض أشرس حروب العصر في مواجهة تحالف عربي وإقليمي ودولي تتقدمه أمريكا رأس الشر والشيطان الأكبر وربيبتها “إسرائيل”.
تسعة أعوام كانت إلى ما قبلها اليمن وبالتحديد ما قبل الـ21 من سبتمبر2014 ثورة الشعب المجاهد، كانت اليمن وما قبل الثورة تعيش الذل والهيمنة والتسلط الخليجي والتبعية والولاء والطاعة الأمريكية في كُـلّ مفاصل الحياة، كانت اليمن بمثابة الحديقة الخلفية لقوى البغي والعمالة والاستكبار
أنظمة تتعاقب الولاء وتقديم واجب الطاعة للبيت الأبيض ودويلات الخليج، التي جعلت اليمن بؤرة من الإرهاب، وانتشار واسع للجماعات الإرهابية أدوات الهدم والتدمير الأمريكي تطال كُـلّ اليمن بصور وأشكال الإرهاب الأمريكي، قتلٌ وتفجيرات وعمليات اغتيال استهدفت اليمن ككل بدون تمييز بين فئة وأُخرى.
طالت قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية وسياسية وبرلمانية، استهدفت الجندي والمواطن والشعب والدولة، وحصدت الكثير من الضحايا من عوام أبناء اليمن أمام ناظر الحكومات العملية للسفارة الأمريكية.
سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا استباحة أمريكية لليمن وتواجد لقوات المارينز وبأعداد كبيرة ومتعددة المناطق؛ ففي صنعاء شكلت السفارة الأمريكية مقر مخابرات ومركزاً ووكراً للإرهاب والعمالة، وكان هم معظم المسؤولين آنذاك هو التقرب من السفير الأمريكي الذي كان بمثابة الحاكم الفعلي لليمن.
ومع نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014 والتفاف الشعب حول القيادة الثورية وبتماسك وصمود لا يتزحزح، ورغم التفجيرات التي أتت بعد وأثناء الثورة، ورغم الحرب والحصار والعدوان الذي تعرض له اليمن وفُرض عليه من قبل قوى الاستكبار إلا أن اليمن وبكل الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى، استطاعت الصمود والثبات وزادت ثقة الشعب بقيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد.
ومع التدشين للعام العاشر من الصمود الوطني في وجه العدوان السعوديّ الأمريكي استطاعت اليمن ولله الحمد النهوض من تحت الأنقاض، تجاوزت الصعاب وتحدت المراحل والعقبات، واستحكم القرار اليمن لليمن، بعيدًا عن الوصاية والتبعية لأية جهة وتحت أية عناوين كانت؛ فقد أصبح القرار اليمني للشعب وللقيادة.
استقوى الشعب على جراحاته واتجهت القيادة نحو البناء والتطور في القدرات العسكرية ونحو الاكتفاء الذاتي في مختلف الأشياء، صناعات عسكرية حديثة ومتطورة، بالستية وطائرات مسيّرة كانت ضمن سلاح الرد والردع اليمني لتحالف العدوان، وهي تدك عمق عواصم المعتدين في الرياض وأبوظبي بضربات نوعية أعادت الاعتبار لليمن، وكانت للمجاهدين وقيادة الثورة رزحاً وسنداً مهماً أرغم العدوّ على التراجع وإيقاف عدوانه.
وهو ما تحقّق بفضل الله بعد ثمانية أعوام حين خنعت السعوديّة وأمريكا والمجتمع الدولي وأصبح لليمن دور بارز في تحريك الملفات والتهديد بعودة العمليات العسكرية وبفاعلية أكبر من قبل.
وبعيدًا عن الوصاية والتطبيع وقفت اليمن قيادة وجيشاً وشعباً وبكل حزم مع مظلومية أبناء فلسطين في قطاع غزة وهو يتعرض لأبشع وأشرس عدوان عالمي صهيوني وأمريكي، وسط تخاذل وصمت عربي وعالمي، إلَّا أن اليمن كان له الصوت المسموع وهو يعلن مساندته وتضامنه الكامل مع شعب ومقاومة غزة، من خلال العمليات العسكرية الكبيرة والمهولة، استهدف من خلالها مواقع وأهدافاً هامة في فلسطين المحتلّة، وتصعيده لعملياته البحرية استطاع من خلالها حصار الكيان الصهيوني ومنع الملاحة الصهيونية من المرور من باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وهو تحول استراتيجي وموقف يتبناه يمن الـ21 من سبتمبر المجيد.
وهنا يمكن القول إن اليمن اليوم وفي ظل قيادة السيد القائد -يحفظه الله- أصبح غير الأمس، بات يمتلك القرارات السيادية دون الأمر من الغرب والبيت الأبيض أَو عبر الرياض ودويلات الخليج، وأصبح يفرض قراراته على كُـلّ قوى الاستكبار، ولا يزال يعاني العدوّ الإسرائيلي من المرور الملاحي وفقاً للقرار اليمني بمنع الملاحة الصهيونية وما يتعلق بالعدوّ الصهيوني عبر مضيق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، بل وتجاوزت التهديدات اليمنية إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، انتصاراً ودعماً لغزة الشعب والمقاومة في فلسطين، وكواجب ديني ووطني وأخلاقي لقيادة الثورة والشعب والجيش اليمني، والقادم أعظم بعون الله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مجلس الشورى: الإرهاب الصهيوني لن يتثنى الشعب اليمني عن نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني
الثورة نت|
أكد مجلس الشورى، أن هجمات الكيان الصهيوني الارهابية على الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية والموانئ في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة تعد خرقا واضحا للقانون الدولي وانتهاكا للسيادة اليمنية، وتؤكد نزعة الكيان الاجرامية وعدم اكتراثه بحياة المدنيين.
وأشار المجلس، في بيان له اليوم، أن العدوان الصهيوني الذي أسفر عن تعطيل محطتي توليد الكهرباء في العاصمة صنعاء، واستشهاد وجرح عدد من المدنيين في مينائي الحديدة والصليف ومنشأة رأس عيسى النفطية يأتي في إطار تضييق الخناق على الشعب اليمني نتيجة موقفه الإنساني والديني إزاء حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الغاصب في غزة.
وحذر البيان الكيان الصهيوني من مغبة التصعيد ومواصلة انتهاك السيادة اليمنية، مؤكدا أن الشعب اليمني لن يتراجع أو يثنيه الإرهاب الصهيوني عن دعم واسناد غزة ونصرة مظلومية الشعب الفلسطيني، والدفاع عن سيادة واستقلال أراضيه.
واستهجن الصمت الدولي والعربي والإسلامي إزاء استمرار المجازر النازية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكشفت عن حجم بشاعتها مشاهد الكلاب الضالة وهي تنهش جثث المدنيين في قطاع غزة.
وأشاد مجلس الشورى بالعملية الصاروخية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس واستهدفت هدفين حساسين للعدو في يافا المحتلة بصاروخين بالستيين فرط صوتي (فلسطين2).
واعتبر العملية التي جاءت عقب الهجمات الصهيونية مباشرة تؤكد امتلاك القوات المسلحة اليمنية الإرادة الصلبة والقدرة في استخدام الحق في الدفاع عن النفس تجاه كل من تسول له نفسه انتهاك السيادة اليمنية، أو الاضرار بمصالح وحياة الشعب اليمني.
ودعا البيان كافة أبناء الشعب اليمني إلى رص الصفوف وحشد الجهود لمواجهة العدوان الصهيوامريكي ودعم خيارات القوات المسلحة والأمن واسنادها في الدفاع عن الوطن ومقدرات الشعب.
وطالب مجلس الشورى رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي إلى الوقوف خلال أعمالها على مستوى الرابطة أمام الهجمات الإرهابية للكيان الصهيوني على اليمن وإدانتها ومطالبة المؤسسات الدولية بإيقاف وحشية إسرائيل المستمرة وجرائمها التي ترقى إلى جرائم حرب في قطاع غزة وانتهاكاتها المستمرة بحق شعوب المنطقة.