واشنطن- كسر أكثر من 150 شخص صيامهم خارج أسوار البيت الأبيض، وتناولوا وجبه الإفطار معا، في صيغة احتجاجية جديدة للفت الأنظار لاستمرار الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشغل المحتجون الذين تقودهم الناشطة ذات الأصول السورية الفلسطينية حزامي برمدا، أحد الأرصفة وسط حديقة لفاييت المواجهة للبيت الأبيض، حيث أحضر كل مشارك طعام إفطاره، وتشاركوا جميعا في تناول الطعام، في حين وفر المنظمون المشروبات والتمر.

وجاء في الدعوة -التي طُلب من متلقيها عدم نشرها- الاستعداد للجلوس على الأرض وليس على الكراسي، مثلهم مثل أهل وسكان قطاع غزة، حيث إن تصريحهم يشمل تجمع  150 شخص بحد أقصى، ويحصل المنظمون لهذه الفعاليات على كل التصاريح الحكومية المطلوبة، ويتأكدون من توافق فعالياتهم الاحتجاجية مع اللوائح المحلية.

الناشطة حزامي برمدا تحدثت عما يعانيه أطفال وسكان غزة من عدوان وتجويع وحرب إبادة جماعية (الجزيرة) مشهد لافت

وعند وصول عقارب الساعة إلى السابعة و35 دقيقة، أذن أحد الحاضرين لصلاة المغرب، ثم أدى عدد من المشاركين المسلمين صلاة المغرب في وسط شارع بنسلفانيا المغلق أمام مرور السيارات، ومن خلفهم البيت الأبيض، بينما تجمع عدد من أفراد شرطة البيت الأبيض على مبعدة منهم.

جلس الجميع في صورة منتظمة على الأرض وتناولوا وجبة الإفطار معا، وكان المنظر ملفتا للمئات من السياح ممن يتوافدون في ساعات المغرب للتصوير أمام أسوار البيت الأبيض، وجمع الحديث عن هذا المشهد بين الكثير من السائحين من خارج واشنطن والمشاركين الذين أطلعوهم على الهدف من تنظيم هذه الفعالية قبل انتهاء شهر رمضان المبارك.

وقال برايان، وهو أميركي متعاطف مع الحق الفلسطيني، للجزيرة نت "لقد تناولت الإفطار الرمضاني مع المعتصمين أمام منزل وزير الخارجية أنتوني بلينكن في فيرجينيا، وتناولت الافطار كذلك مع المعتصمين أمام مبنى السفارة الإسرائيلية في منطقة فان نيس بواشنطن، واليوم أتناول إفطاري الرمضاني الثالث هنا أمام البيت الأبيض كي يصل صوت احتجاجنا مباشرة إلى الرئيس جو بايدن، المتواجد خلف هذه الأسوار".

وجمعت أحاديث سياسية جانبية بين الحاضرين الذي كرروا أن إدارة بايدن تواطأت، ولا تزال متواطئة، في مقتل ما لا يقل عن 33 ألف فلسطيني، وإصابة ما لا يقل عن 100 ألف أخرين، فيما تدعم إسرائيل بالإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة.

تجمع بعض المشاركين وأقاموا صلاة المغرب أمام البيت الأبيض (الجزيرة) مطالبات بالتغيير

وعلى الرغم من تغير الخطاب الأميركي، ومطالبة الرئيس بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف القتال، إلا أن أغلب المشاركين اتفقوا على عدم "حدوث أي تغيير بعد على الأرض، ويبدو أن ذلك لن يحدث إلا بعد أن تتخذ إدارة بايدن خطوات جادة وعملية للضغط على الحكومة الإسرائيلية".

وتحدثت الناشطة حزامي للحاضرين، موضحة ما يعانيه سكان غزة خاصة من الأطفال والنساء، في ظل الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، على مرأى ودعم من إدارة الرئيس جو بايدن، وقالت "نحن هنا نتناول إفطارنا خارج البيت الأبيض الذي لا يريدنا أن نكون هنا"، وأضافت "علينا العمل بكل جد لتسليط الضوء على الغضب الشعبي، إزاء ما يحدث في غزة".

وقالت أحد المشاركات للجزيرة نت "أنا لبنانية، وأتيت اليوم لمشاركة الإفطار مع بقية المحتجين، وهدفي أن أبرز حجم المعاناة التي يعرفها ويعيشها ضحايا العدوان الإسرائيلي من أطفال ونساء ورجال وشيوخ غزة".

وذكرت سيدة أميركية من أصول أسيوية للجزيرة نت "أنا هنا للمشاركة وللتعبير عن غضبي لما تقوم به حكومتنا بدعم إسرائيل في عدوانها على المدنيين في غزة، لقد صوتت لبايدن عام 2020، ولكني سأمتنع عن التصويت له في نوفمبر المقبل".

وبعد الانتهاء من تناول الإفطار، لوّح العديد من المشاركين بالأعلام الفلسطينية، وتجمعوا للهتاف ضد الرئيس بايدن ومواقفه، وكرر المحتجون هتافات تطالب بـ"وقف إطلاق النار الآن"، وكرروا "دعوا غزة تعيش"، وأن "جو بايدن يقوم بإبادة جماعية".

وبحلول الساعة 8:30 مساء، بدأت عملية التنظيف، حيث تم تنظيف كل المنطقة التي تم شغلها وتناول الطعام فيها، وانتهت الليلة بتجمع الكثير من الحاضرين لالتقاط صور جماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات البیت الأبیض قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

شبح النظام الأبوي يلاحق النساء إلى "أروقة العدالة".. لبناني يقتل زوجته داخل أسوار المحكمة وينتحر

في حادثة مروعة تضاف إلى سلسلة الجرائم ضد النساء في لبنان، أقدم المواطن اللبناني خليل مسعود اليوم على قتل زوجته الإعلامية عبير رحال داخل المحكمة الشرعية ببلدة شحيم في إقليم الخروب، بينما كانا يتابعان إجراءات طلاقهما.

اعلان

بعد ارتكاب الجريمة، فرّ القاتل إلى جهة مجهولة، ليعثر عليه لاحقاً جثة هامدة داخل سيارته بعد أن أطلق النار على نفسه بسلاح كان بحوزته. وقبل انتحاره، نشر مقطع فيديو عبر "فايسبوك" حاول فيه تبرير جريمته المروعة.

اتهم القاتل زوجته بالخيانة ووجه إليها سلسلة من الادعاءات التي تتعلق بسلوكها الشخصي ومهنتها، محاولاً تصوير نفسه كضحية. هذه التبريرات التي تتكرر في معظم جرائم قتل النساء، تسلط الضوء على المفهوم السائد المرتبط بـ"الشرف"، والذي يُستخدم كذريعة لتبرير العنف ضد النساء، حتى في أماكن يُفترض أن تكون ملاذاً لحقوقهن. 

عبير رحال، أم لثلاثة أطفال وإعلامية تعمل في مواقع إخبارية إلكترونية، قُتلت في مكان من المفترض أن يُشكّل رمزاً للعدالة، ولكن حتى في حرم المحكمة، لم تكن عبير آمنة من العنف الذكوري الذي أودى بحياتها.

وهذه الجريمة، التي أثارت موجة من الاستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليست حادثة معزولة بل تأتي في سياق منظومة اجتماعية ترسخ هيمنة الذكور وتُضعف مكانة النساء، مما يؤدي إلى تصاعد العنف الأسري والجرائم ضد النساء.

جرائم قتل النساء في لبنان: أرقام صادمة ومسؤولية غائبة

يشهد لبنان تزايداً مقلقاً في جرائم قتل النساء، وقد أشارت منظمة "كفى" عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن عدد جرائم قتل النساء في عام 2024 بلغ 17 جريمة حتى الآن، مع احتساب جريمة قتل عبير رحال. 

وفي تعليقها على الجريمة، كتبت المنظمة: "جريمة أخرى تُرتكب باسم المجتمع الذكوري والقوانين الطائفية الذكورية، التي تمنح الرجل شعوراً بأنه يملك حياة المرأة، سواء كانت زوجة أو ابنة أو أختاً أو حتى أماً، ويعطيه الحق في إنهاء حياتها متأكداً أن المجتمع الذكوري سيبرره ويصوره بطلاً". 

وفي هذا السياق، علّقت علياء عواضة، الناشطة اللبنانية في مجال حقوق المرأة والمديرة التنفيذية لمنصة "نقطة - المختبر النسوي"، في مقابلة مع "يورونيوز"، قائلة: "هذا العام، شهدنا جرائم قتل ضد النساء كل شهر تقريباً. حتى خلال فترات الحرب وفي أماكن النزوح، وقعت جرائم قتل بحق النساء في لبنان".

وأضافت: "لدينا أحد أهم القوانين في العالم العربي لحماية النساء، لكن للأسف، العقلية المجتمعية التي تعزز هيمنة الرجل وتمنحه شعوراً بالسيطرة الكاملة تتيح له اللجوء إلى العنف أو القتل باعتبار النساء جزءاً من ملكيته". 

وأشارت عواضة إلى أن هذه الجرائم لا يمكن فصلها عن السياق العام لارتفاع وتيرة العنف الموجه ضد النساء، موضحة أن عام 2023 شهد 29 جريمة قتل، جميعها ارتكبها الشريك أو الأقرباء مثل الزوج أو الأب أو الأخ. 

وتابعت: "عدد شكاوى العنف الأسري التي تم الإبلاغ عنها يعكس عمق المشكلة. فقد تلقى الخط الساخن التابع لقوى الأمن الداخلي حوالي 800 شكوى العام الماضي. أما هذا العام، وحتى شهر أيلول، فقد بلغ عدد الشكاوى 600 شكوى، ما يشير إلى ارتفاع في حالات العنف الأسري، لكن التأخير في الأحكام القضائية وعدم محاسبة الجناة بالشكل المناسب يؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة". 

Relatedعشرات النساء يقدمن شهادات مروعة ضد محمد الفايد: اتهامات بالاغتصاب تلاحق الملياردير المصري الراحلمطالبة بتحقيق دولي بعد "فزع" أممي من تقارير تشير إلى تعرض فلسطينيات للاغتصاب والإعدام تعرضت للاغتصاب من زوجها و50 رجلاً: كيف أصبحت جيزيل بيليكوت رمزاً فرنسياً لمكافحة العنف الجنسي؟

وفي تعليقها على جريمة مقتل عبير رحال، قالت عواضة: "المفارقة الكبرى هي أن الجريمة وقعت داخل المحكمة، المكان الذي يُفترض أن يكون رمزاً للعدالة والحماية. فكرة دخول القاتل إلى قاعة المحكمة بسلاح تشير إلى غياب كامل للأمان بالنسبة للنساء في لبنان". 

وأكدت عواضة أن هذه الجريمة تحمل رسالة خطيرة مفادها أن النساء في لبنان لا يجدن مكاناً آمناً، ما يدفع كثيرات منهن إلى تجنب الإبلاغ عن العنف خوفاً من العواقب. حتى اللواتي يقدمن بلاغات يتعرضن في كثير من الأحيان لمزيد من العنف نتيجة التبليغ. 

واختتمت عواضة حديثها مع "يورونيوز" بالتأكيد على أن المنظومة المجتمعية والقانونية في لبنان تساهم في استمرار هذا النوع من الجرائم. وشددت على أن المطلوب بشكل عاجل هو تسريع المحاكمات وتطبيق عقوبات صارمة وعادلة تكون رادعة لمنع وقوع جرائم مشابهة في المستقبل. 

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اسمه باتمان ولم تغنه 20 زوجة عن اغتصاب بنات 9 سنين.. الحكم بالسجن 50 عاما على أب روحي لطائفة أمريكية بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتصاب مروعة داخل مركز للشباب في أمريكا هل تكفي 20 عاما من السجن؟ كأقصى عقوبة لفرنسي خدر زوجته وجعلها فريسة لاغتصاب جماعي! جريمةمحكمةقتلعنفنساءلبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة وهجوم إسرائيلي واسع على اليمن يعرض الآن Next يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان يعرض الآن Next فرنسا: حكومةٌ تولد بعد طول مخاض ومأزقٌ سياسي ليس وليد الساعة فما هي أسباب الأزمة ومآلاتها؟ يعرض الآن Next بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا يعرض الآن Next حكومة البشير في سوريا ما بعد الأسد.. من هم الوزراء وماذا نعرف عنهم؟ اعلانالاكثر قراءة فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى 38 قتيلا و29 ناجيا هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحايابشار الأسدروسياعيد الميلادقطاع غزةوفاةسورياتركياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةفيلم سينمائيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • شبح النظام الأبوي يلاحق النساء إلى "أروقة العدالة".. لبناني يقتل زوجته داخل أسوار المحكمة وينتحر
  • "الأبيض" يتأهب لمواجهة حاسمة أمام عُمان في "خليجي 26"
  • ‏لافروف: روسيا مستعدة للتشاور مع إدارة ترامب بشأن أوكرانيا وتأمل أن يتفهم البيت الأبيض الأسباب الجذرية للصراع
  • فيلا آشورية ضعف مساحة البيت الأبيض.. علماء يكتشفون قصرا في خورس آباد
  • خبير سياسي: بايدن منشغل بتنفيذ قرارات داخلية سياسية قبل الخروج من البيت الأبيض
  • «الأبيض» يتعثر أمام «الأزرق» وينتظر «جولة الحسم»
  • بأخطاء دفاعية.. "الأبيض" يخسر أمام الكويت
  • إصابة طالبة بحروق أثناء إعداد وجبة الإفطار بطوخ
  • هل إفطار الحامل في رمضان يتطلب القضاء والكفارة أم أحدهما يكفي.. دار الإفتاء توضح
  • «الأبيض» يُطارد «الفوز الأول» في «خليجي 26» أمام «الأزرق»