مع اقتراب انتهاء شهر رمضان المعظم، يزداد البحث عن ليلة القدر التي وردت في القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر، ولكن ما هي ليلة القدر؟، وهل تختلف من دولة لأخرى؟، وفي السطور التالية تستعرض «الوطن» هذه الأسئلة بالتفصيل.
ما هي ليلة القدر؟ليلة القدرهي ليلة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي خير من ألف شهر، فيها ينزل الملائكة والروح بإذن الله تعالى في كل أمر، وتعتبر هذه الليلة فرصة عظيمة للمسلمين للتوبة والتقرب إلى الله تعالى.
لا تختلف ليلة القدر من دولة لأخرى، فهي ليلة واحدة تحدث في جميع أنحاء العالم، ولكن قد تختلف من حيث التاريخ نظرًا لاختلاف المطالع.
ففي الدول التي تعتمد على رؤية الهلال لتحديد بداية الشهر، قد تختلف ليلة القدر بيوم أو يومين، ولكن في الدول التي تعتمد على الحساب الفلكي، تكون ليلة القدر في نفس اليوم في جميع أنحاء العالم.
متى تكون ليلة القدر؟لم يحدد الله تعالى موعد محدد لليلة القدر، ولكن وردت أحاديث نبوية تدل على أنها تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان، ووردت بعض الأحاديث التي تشير إلى أنها تكون في ليلة 27 من رمضان، ولكن لا يمكن الجزم بذلك بشكل قاطع.
كيف يمكن للمسلمين إدراك ليلة القدر؟حثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على التماس ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، ووردت بعض الأدعية والأعمال التي يمكن للمسلمين القيام بها في هذه الليلة، ومن أهمها: الصلاة والقيام في الليل، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
ما هي فوائد إدراك ليلة القدر؟لإدراك ليلة القدر فوائد عظيمة، منها: مغفرة الذنوب، والعتق من النار، واستجابة الدعاء، ونيل رضوان الله تعالى.
ليلة القدر هي ليلة عظيمة ومباركة، ويجب على المسلمين التماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان. وإن لم يتمكنوا من تحديدها بشكل دقيق، فعليهم أن يجتهدوا في العبادة والدعاء في هذه الليالي الفضيلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رمضان ليلة القدر الله تعالى شهر رمضان هی لیلة
إقرأ أيضاً:
صفة خص الله بها عباده الصالحين.. الأزهر للفتوى يكشف عنها
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الصدقُ خلُقُ المتقين وصفة الصالحين، من لزمه نجا ومن سلك طريقه فاز.
واستشهد المركز فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ:«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا». [أخرجه مسلم]
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الله سبحانه أخبر أن الكذب فعل الكافرين فقال عز من قائل: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ» (النحل : 105).
وقال «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»، إنه لم يقتصر الأمر على طلب الصدق من المسلم فحسب، بل أمر الله تعالى أن يكون المسلم دائما مع الصادقين فقال سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» (التوبة : 119).
وتابع: وليس الصدق هو قولك الحق وحسب، بل من الصدق أيضًا أن تصدق بالله وكلامه، وقد أمر الله بذلك النوع من الصدق في قوله تعالى: «قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ» [آل عمران : 95].
وواصل: وأخبرنا ربنا أن أعلى درجات الصدق هي كلماته سبحانه: «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ» [الأنعام : 115]، وقال ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم: «عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ» [التوبة : 43].
وأردف: وطلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأله الصدق في المدخل، والمخرج في هذا الحياة الدنيا: «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا» [الإسراء : 80].
وأشار إلى أن الله تعالى أخبر أن الصدق منة يمتن الله بها على عباده الصالحين، وأنبيائه الكرام عليهم السلام فقال: «وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياًّ» (مريم : 50).
واستطرد: وأخبر القرآن الكريم حكاية عن إبراهيم عليه السلام سؤال ربه الصدق دائما: «وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ» [الشعراء : 84]، وأخبر سبحانه حكاية عن موسى أنه يحتاج إلى من يصدقه، ويخشى من المكذبين له ولرسالته، فقال تعالى: «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ» [القصص : 35].
وألمح إلى أن الله سبحانه وتعالى بين أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس، ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال جل وعلا: «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ» [العنكبوت : 3]. وقال سبحانه: «لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا» [الأحزاب : 8]، مؤكدًا أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الصدق.