شارك الدكتور محمد سالم أبو عاصي، الأستاذ المتخصص في التفسير بجامعة الأزهر، رؤيته حول أهمية التجديد في الفتوى والتشريع الإسلامي.

ودعا أبوعاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، إلى ضرورة التصدي للمفتين الذين يسيئون استخدام مكانتهم، وكذلك الأطباء الذين يفتقرون إلى الكفاءة، والتجار الفاشلين الذين يسعون للتأثير على الناس دون وجه حق.

ومن جانبه، أكد “الباز” ضرورة الحذر من الفتاوى التي قد تضر بالمجتمع، مشددًا على أنه يجب منع الفتاوى التي لا تصب في مصلحة الناس.

وأوضح أبو عاصي أن الإمام أبو حنيفة قد وضع أسسًا للتعامل مع هذه القضايا، مشيرًا إلى أن الزمن قد تغير ومعه تغيرت الظروف، مما يستدعي تحديث الأحكام للحفاظ على الحقوق.

وأشار أبوعاصي إلى مفهوم "المصلحة المرسلة" في الشريعة، وهي مبدأ يسمح بالتجديد في الأحكام الفقهية لتحقيق المصلحة العامة، حتى في غياب نص قرآني أو حديث نبوي صريح.

وتطرق أبوعاصي إلى موضوع توثيق الطلاق، مؤكدًا أهمية النظر في المصلحة العامة ومبادئ الاستحسان والعرف، وهي مبادئ معترف بها في الشريعة والتشريع الإسلامي، وأشاد بجهود الفقهاء الذين يعملون على تطوير الفقه في المسائل التي لا توجد فيها نصوص قطعية، مثل الشيخ عبد الوهاب خلاف، الذي أسهم في تشكيل الفقه الإسلامي المعاصر.

واختتم أبوعاصي حديثه بالتأكيد على أن الشريعة تتسع للتجديد والتطوير، وأن الأحكام يجب أن تتماشى مع القواعد العامة للشريعة التي تهدف إلى حفظ الحقوق وتحقيق المصلحة العامة، مما يجعل التوثيق في مسائل مثل الطلاق أمرًا جائزًا وصحيحًا.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

خلال لقاءه الأسبوعي.. ملتقى الطفل بالأزهر يسلط الضوء على صفات الشخصية المعتدلة

عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من ملتقى الطفل الخلوق الفصيح النظيف،  تحت عنوان "صفات الشخصية المعتدلة" وحاضر في الملتقى الشيخ محمد مصطفى أبو جبل، الباحث بوحدة شئون الأروقة.

 وبين الشيخ محمد مصطفى أبو جبل، أن صفات الشخصية المعتدلة تنبت جذورها وتورق ثمارها من خلال التأسي بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ،مصداقا لقول الله عز وجل (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

واستعرض  الباحث بإدارة شئون الأروقة بعضا من سمات الشخصية المعتدلة التي تأخذ من أخلاق وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتتمثل في القدوة الحسنة في جعل حياة الانسان المسلم من أقوال وأفعال وحركات وسكنات وهيئات كلها مصدقة لقاعدة الخلق الصالح، وقال رسول الله ملخصا بعثته الشريفة "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ  الأخلاق" وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاق، ومنها  التحلي بالصدق والأمانة وعدم الفجور في الخصومة، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم" أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ"، وكذا النصح بطريق اللين وعدم الفضيحة والعلانية.

وأضاف: من الأساليب النبوية التربوية في النصيحة: التوجيه والنصح بطريق التعميم ـ دون ذكر اسم صاحب الخطأ ـ، فكان صلوات الله وسلامه عليه يُعْلِمُ بالخطأ ويذمُّه، وينصح المخطئ ولا يُشهِّر به أمام النَّاس، فكثيراً ما كان يقول صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام؟)، وقال الشافعي: تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي وجنِّني النصيحةَ في الجماعة

واختتم الباحث حديثه، قائلا: إن اختيار الصحبة الصالحة  أمر ضروري ؛ وذلك لأن الصاحب ذو الخلق الحسن هو مقياس الانسان وبه يوزن خلقه قال رسول الله: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً.

مقالات مشابهة

  • الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
  • خلال لقاءه الأسبوعي.. ملتقى الطفل بالأزهر يسلط الضوء على صفات الشخصية المعتدلة
  • مديرية الجمارك في سوريا تلغي 10 رسوم أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد
  • كم عدد المليارديرات الذين يعيشون في إسطنبول؟
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا
  • خطيب الجمعة بالأزهر: أعداء الأمة يعملون على محو هويتها العربية وطمس ملامحها
  • الشرطة الكورية تستجوب الرئيس بالإنابة "هان" في إطار "تحقيقات الأحكام العرفية"
  • منظمة التعاون الإسلامي ترحب باعتماد الجمعية العامة قرارًا يطلب فتوى من العدل الدولية
  • من الأمن العام للمرشحين الذين تقدموا بطلبات للتطوع بصفة ضباط اختصاصيين.. إليكم هذا الخبر