قائد الثورة: الإمام الحسين قدم في كربلاء أعظم الدروس للأمة في الثبات على الحق والنهوض بالمسؤولية
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن قائد الثورة الإمام الحسين قدم في كربلاء أعظم الدروس للأمة في الثبات على الحق والنهوض بالمسؤولية، قائد الثورة الإمام الحسين قدم في كربلاء أعظم الدروس للأمة في الثبات على الحق والنهوض بالمسؤوليةفي يوليو 28, 2023 9يمني .،بحسب ما نشر يمني برس، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات قائد الثورة: الإمام الحسين قدم في كربلاء أعظم الدروس للأمة في الثبات على الحق والنهوض بالمسؤولية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
قائد الثورة: الإمام الحسين قدم في كربلاء أعظم الدروس للأمة في الثبات على الحق والنهوض بالمسؤولية
في يوليو 28, 2023 9
يمني برس|
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الإمام الحسين عليه السلام قدم في معركة كربلاء أعظم الدروس للأمة على امتداد تاريخها إلى يوم الدين في الثبات على الحق والوفاء للإسلام والنهوض بالمسؤولية في الوقت الذي انكشف فيه الوجه القبيح الجاهلي للطغيان الأموي.
وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم بذكرى عاشوراء أن إحياء هذا الذكرى والحديث عن نهضة سبط رسول الله صلى الله وآله وسلم واستشهاده وواقعة كربلاء يدل على الأثر الكبير والعميق والممتد لنهضته ولشهادته.
وقال ” إن إحياء هذه الذكرى يدل أيضا على صدمة الفاجعة الكبرى التي ظلت تهز الضمائر الحية لأبناء الأمة الإسلامية عبر الأجيال لما تحمله من دروس وعبر نحن في أمس الحاجة إليها في واقعنا العملي، وفي مواجهة التحديات، وقبل كل ذلك ما يعنيه لنا الإمام الحسين عليه السلام الذي تحرك من موقع الهداية والقدوة والامتداد الأصيل للإسلام وقيادة الأمة وبكماله الايماني وبما عبر عنه رسول الله صل في قوله حسين مني وأنا من حسين”.
وتطرق قائد الثورة إلى فاجعة كربلاء وما حدث بحق سبط رسول الله وأهل بيته ورفاقه الأبرار والتي كان أبرز تجلياتها الانحراف الكبير والخطير الذي أوصل زمرة الشر والطغيان من بني أمية إلى سدة الحكم وموقع القرار والتحكم برقاب الامة ومصائرها والسيطرة عليها وارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء الأمة وفي مقدمتهم الصفوة الأخيار من أصحاب رسول الله.
وأكد أن مسار نهضة الإمام الحسين عليه السلام امتد بعد استشهاده ووجدت الأمة أنه لا خيار لها إلا التحرك الجاد والثورة الحاسمة للخلاص من الطغيان الأموي، فتحقق ذلك بعد سلسلة من الثورات والتضحيات.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الأمة في هذا العصر تواجه الطغيان والشر والإجرام اليزيدي المتمثل في اللوبي الصهيوني وأمريكا وإسرائيل وحلفائهم وأعوانهم، حيث أصبحت حربهم صريحة ضد القرآن الكريم، وما يقوم به اللوبي اليهودي عبر عملائه في عدة دول غربية من إحراق وتمزيق للمصحف الشريف هو ذروة الكفر والاعتداء ضد الإسلام والمسلمين.
وأوضح أن المساعي الشيطانية التي تقودها أمريكا علنا للترويج للفاحشة والشذوذ الجنسي وكل الخطوات التي تضرب القيم الأخلاقية هي تتويج لمسارهم في الانحراف بالمجتمعات البشرية عن نهج الله وهديه، وما جاء به رسله وأنبيائه بهدف إخضاع البشر واستعبادهم والسيطرة التامة عليهم، إضافة إلى حروبهم وحصارهم واعتداءاتهم المستمرة على الشعوب بالحروب واثارة الفتن والحصار ونهب الثروات والتجويع كما يفعلون في فلسطين وضد الشعب اليمني وفي أقطار أخرى من العالم الإسلامي.
ولفت إلى أن تمادي قوى الشر والطغيان لا يوقفه إلا التحرك الجاد بوعي واستشعار للمسؤولية والثقة بالله والتوكل عليه.
واعتبر ثبات الشعب اليمني العزيز على مدى تسع سنوات من الحصار والحرب والحملات الدعائية ومساعي إثارة الفتن الداخلية وصرف الاهتمام عن قضاياه المهمة توفيقا إلهيا كبيرا وسيرا على منهج الإسلام الحق واقتداء بالأعلام العظماء ومنهم الإمام الحسين.. وقال ” بالثبات والصبر والإيمان والعمل نصل إلى النصر ويتحقق لنا وعد الله تعالى”.
ودعا قائد الثورة أبناء الأمة الإسلامية إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرتقي إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم، وإحراق وتمزيق للمصحف الشريف.. مبينا أن أقل ما يمكن القيام به هو قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية، وإذا لم يرق موقف الأمة إلى هذا السهل الممكن فذلك تقصير كبير تجاه أهم مقدس للمسلمين.
وتوجه بالنصح والتحذير للمجتمعات الغربية، بأن اللوبي اليهودي يدفع بهم نحو الهاوية، وإلى حيث ينالون سخط الله وعذابه.. وقال” لقد ابتعد بكم هذا اللوبي عن قيم الانبياء ورسالة الله سبحانه وتعالى، ووصل بكم إلى الاساءة لله وإلى أنبيائه وكتبه في الوقت الذي تمنعون فيه أي انتقاد لليهود”.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الحالة التي وصلت إليها المجتمعات الغربية هي حالة سيئة ومتخلفة، وحالة رهيبة من العبودية.. وقال “إنني أدعوهم للتحرر من عبودية اليهود، وأن يعودوا للرسالة الإلهية”.
وذكر أن الواقع الذي يعيشه المجتمع البشري مأزوم وخطير، في حين أن وضع المجتمعات الغربية يتجه على المستوى العالمي نحو حالة خطيرة جدا.. مبينا أن تلك الحضارة الهمجية التي تنكرت للقيم والأخلاق ولم ترع أي مبادئ إسلامية ولا ضوابط شرعية لم تبالي بما تفعله بالناس، كما أن الواقع الذي يعيشه كل البشر نتيجة لما يسمونه “الاحتباس الحراري” والإفساد للبيئة هو نتاج للتنكر للقيم والمبادئ الإلهية.
ولفت إلى أن الحضارة الغربية حضارة همجية تتنكر للأخلاق والقيم والكرامة الإنسانية وتظلم وتبطش وتجور ولا ترعى للحق وللمقدسات أي حرمة.. داعيا المجتمعات الغربية إلى إعادة النظر في تعاملهم مع القرآن، كما دعاهم إلى الإسلام لأن فيه وحده النجاة للمجتمعات البشرية.
وأكد قائد الثورة على موقف اليمن الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والسعي المستمر لتعزيز للتعاون والتنسيق مع الإخوة في فلسطين ومحور الجهاد والمقاومة.
وقال” ما نأمله من التعاون مع محور الجهاد والمقاومة هو الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود بتطهير فلسطين وإنقاذ الشعب الفلسطيني”.. مؤكدا الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في مختلف الأقطار الإسلامية.
ودعا قائد الثورة تحالف العدوان إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار، والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
كما دعا الشعب اليمني إلى الجهوزية الدائمة والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء لردعهم وإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم و
185.208.78.254
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل قائد الثورة: الإمام الحسين قدم في كربلاء أعظم الدروس للأمة في الثبات على الحق والنهوض بالمسؤولية وتم نقلها من يمني برس نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس قائد الثورة رسول الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
بيان الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة
أجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"أيهما أفضل الصلاة في أول وقتها منفردا أم في آخر وقتها جماعة؟ فهناك مجموعة من الرجال يعملون في مزرعة بعيدة عن العُمران، ويسأل أحدهم: حين يدخل وقت الصلاة وأريد أن أصلي في أول الوقت في جماعة، يطلب مني زملائي في العمل الانتظار لمدة من الزمن حتى يفرَغوا مما في أيديهم ونصلي معًا في جماعة، فأيُّ الأمرين أفضل لي ثوابًا وأقرب امتثالًا لأمر الله عَزَّ وَجَلَّ بإقامة الصلاة والمحافظة عليها: الصلاةُ منفردًا في أول الوقت، أم انتظار الجماعة وإن تأخَّرَت عن أول الوقت؟".
لترد دار الافتاء؛ موضحة: ان مراعاة صلاة الجماعة والحرص عليها في أول الوقت أعظمُ في تحصيل الثواب والأجر من صلاتها جماعة في آخر الوقت أو منفردًا في أوله، فإن تعذرت الجماعة في أول الوقت فالمستحب للمنفرد والأكثر ثوابًا له أن يبادر بالصلاة في أوَّلِ الوقتِ إبراءً لذمته، فإن تيسر له حضور الجماعة بعد ذلك استُحب له ألَّا يفوِّتها، اغتنامًا لفضلها، وتحصيلًا لعظيم ثوابها، فإن شق عليه الجمع بين الأمرين فله أن يختار أيَّهما شاء وما يناسب حاله، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.
بيان سماحة الشريعة الإسلامية في جعل وقت الصلاة موسَّعا
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس بعد الشهادتين، وهي أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة، فإن صلُحت صَلح سائر الأعمال، وإن فسدت فَسد سائر الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ: صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» أخرجه الأئمة: الترمذي -واللفظ له- والنسائي والبيهقي.
ومن نِعَمِ الله علينا وتخفيفه بعباده أن جعل للصلاةِ وقتًا تؤدى فيه وجَعل له بدءًا ونهايةً وما بينهما وقت لأداء الصلاة، ولم يقصره على وقتٍ واحدٍ، كما في "شرح مختصر الإمام الطَّحَاوِي" للإمام أبي بكر الجَصَّاص (1/ 519، ط. دار البشائر).
وما ذلك إلا ليرفع اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الحرجَ عن العباد ويَسْهُل عليهم أداؤها في أوقاتها، فمَن حافَظ عليها امتثالًا لأمر الله عَزَّ وَجَلَّ في قوله: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ [البقرة: 238]، ولم يَسْه عنها، حَفِظَتْهُ في دِينه ونفسه، وصرفَته عن الذنوب والمعاصي، كما قال جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]. ينظر: "تأويلات أهل السُّنة" للإمام أبي منصور المَاتُرِيدِي (2/ 209، ط. دار الكتب العلمية).
بيان فضل أداء الصلاة في أول وقتها
قد رغَّب الشرع الحنيف في الإسراع والمبادرة لأداء العبادات والطاعات عامَّةً، ومنها: الصلاة على أول وقتها، فقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]، وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133].
قال الإمام فخر الدين الرَّازِي في "مفاتيح الغيب" (4/ 115، ط. دار إحياء التراث العربي) عند تفسير هذه الآيات: [والمعنى: وسارعوا إلى ما يوجب المغفرة، ولا شك أن الصلاة كذلك، فكانت المسارعة بها مأمورة] اهـ.
ومِن الـ"معلوم أن مَن بادَر إلى طاعة ربه أفضلُ ممن تأخَّر عنها وتأنَّى عنها"، كما قال الإمام ابن رُشْدٍ الجد في "المقدمات" (1/ 150، ط. دار الغرب الإسلامي).
ولما كانت الصلاة من أهم العبادات وأجلها منزلةً، فإن الإسراع إليها يتحقق بأدائها على أكمل الأوصاف، ومن ذلك: أن تؤدَّى في أول وقتها مع الجماعة.
وأفضلية أول الوقت ظاهرة من حَثِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أداء الصلاة فيه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفق عليه.
وفي رواية عنه رضي الله عنه: «الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجها الأئمة: ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين. وقد روي هذا اللفظ أيضًا من حديث أم فَرْوَة رضي الله عنها. أخرجه الإمامان: أبو داود والطبراني. كما روي عنها بلفظ: «الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجه الأئمة: أحمد والترمذي والحاكم.
وهذه الألفاظ كلُّها متقاربةُ المعنى متحدةُ المفهوم من أن الصلاة على أول وقتها يُعد من أحب الأعمال إلى الله عَزَّ وَجَلَّ وأَجَلِّهَا، وأكثرها ثوابًا وقُربةً، كما في "فتح الباري" للإمام الحافظ زين الدين بن رجب (4/ 207-209، ط. دار الحرمين)، و"مرقاة المفاتيح" للمُلَّا عليٍّ القَارِي (2/ 310، ط. دار الفكر)، و"ذلك لأن صيغةَ "أَحَبُّ" تقتضي المشارَكة في الاستحباب، فيحترز به عن آخِر الوقت"، كما قال الإمام سراج الدين ابن المُلَقِّن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (6/ 130، ط. دار النوادر).
كما أن الصلاة في أول الوقت رضوان الله، وفي وسطه رحمة الله، وفي آخره عفو الله، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوَقْتُ الْأَوَّلُ مِنَ الصَّلَاةِ رِضْوَانُ اللهِ، وَالْوَقْتُ الْآخِرُ عَفْوُ اللهِ» أخرجه الإمامان: الترمذي والدار قطني.
قال الإمام شرف الدين الطِّيبِي في "شرحه على مشكاة المصابيح" (3/ 890، ط. مكتبة نزار الباز): [قوله: «مِنَ الصَّلَاةِ» بيان للوقت، و«رِضْوَانُ اللهِ» خبر، إمَّا بحذف المضاف أي: الوقت الأوَّلُ سببٌ لرضوان الله، أو على المبالغةِ، وأن الوقت الأول عَينُ رضى الله كقولك: رجلٌ صَوْم، ورجلٌ عَدْل "حس": قال الشافعي: «رِضْوَانُ اللهِ» إنما يكون للمحسنين، والعفو يشبه أن يكون عن المقصرين] اهـ. والمقصود بـ"حس": كتاب "شرح السنة" للإمام أبي الحسين البَغَوِي.
ويروى عن سيدنا أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لَمَّا سمع هذا الحديث قال: "رِضْوَانُ اللهِ أَحَبُّ إلَيْنَا مِنْ عَفْوِهِ"، كما ذَكر الإمام الحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلَانِي في "التلخيص الحبير" (1/ 460، ط. دار الكتب العلمية)، ذلك أن الرضوانَ أكبرُ الثواب؛ لقول الله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].
بيان فضل صلاة الجماعة
أمَّا أفضلية صلاة الجماعة فبيانها في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وفي روايةٍ: «بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» أخرجها الإمام البخاري من حديث أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه.
قال الإمام أبو الحسن بن بَطَّال في "شرح صحيح الإمام البخاري" (2/ 272، ط. مكتبة الرشد): [قوله: بسبعٍ وعشرين درجة، وخمسٍ وعشرين ضعفًا، وخمس وعشرين جزءًا، يدلُّ على تضعيف ثواب المصلِّي في جماعة على ثواب المصلِّي وحده بهذه الأجزاء وهذه الأوصاف المذكورة] اهـ.
والمراد بالجماعة التي ينال بها هذا الفضل والأجر العظيم: كلُّ صلاةٍ اجتمع فيها مع الإمام واحدٌ أو أكثر في غير الجمعة والعيدين، سواء كان ذلك بالمسجد أو غيره كالبيت ومقر العمل ونحوهما، كما في "الاستذكار" للإمام ابن عبد البَرِّ (2/ 335، ط. دار الكتب العلمية)، مع استصحاب أن الصلاة في المساجد أعظم أجرًا من غيرها من المواضع لما فيها من أجر الخطوات إليها والمكث والانتظار فيها، كما ورد في السُّنة.
الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردا أو أدائها في آخر وقتها جماعة
إن تعارضت الفضيلتان: المحافظة على أداء الصلاة في أول وقتها، والحرص على أداء الجماعة، فقد اختلف الفقهاء في أفضيلة أيٍّ منهما وأيهما أكثر مثوبةً وأجرًا، وذلك على عدة أقوال ترجع في مجموعها إلى اختلافهم في حكم صلاة الجماعة.
فمَن ذهبوا إلى أنَّ صلاة الجماعة واجبة وجوبًا عينيًّا -وهو مذهب الحنابلة، والحنفية على الراجح في المذهب، ووجه عند الشافعية، نَصُّوا على أنه يجب على المنفرد أن يؤخر صلاته إلى وقت الجماعة، ولا تصح صلاته منفردًا إلا بعذر، حيث إنه إذا تعارض واجب ومستحب قُدِّمَ الواجب على المستحب؛ لأنه أقوى وآكد منه في العمل، فلزم تقديم الواجب وهو صلاة الجماعة على المستحب وهو فضيلة أول الوقت.
قال الإمام أبو الحسين القُدُورِي الحنفي في "التجريد" (1/ 380، ط. دار السلام): [اختلف الناس في أن الصلاة في أوَّلِ الوقت أفضل أو في آخره، والتفضيل يقع بين المتساويين: إما واجبين أو ندبين، فأمَّا أن يفضل بين مندوبٍ وواجبٍ فلا] اهـ.
وقال الإمام أبو السعادات البُهُوتِي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 555، ط. دار الكتب العلمية): [وتُقدَّمُ الجماعةُ مطلقًا على أوَّلِ الوقتِ؛ لأنها واجبةٌ، وأوَّلُ الوقتِ سُنَّةٌ، ولا تَعارُضَ بين واجبٍ ومسنونٍ] اهـ. أي أنه إذا تعارض الواجب والمسنون لزم تقديم الواجب.
ومَن ذهبوا إلى أنَّ صلاة الجماعة سُنة مؤكَّدة، وهو قول عند الحنفية، والمالكية في المعتمد، والشافعية في وجهٍ ثانٍ، أو فرضٌ على الكفاية وهو الأصح عند الشافعية، ووافقهم الإمامان الكَرْخِي والطَّحَاوِي من الحنفية، ونقله الإمام المَازِرِي عن بعض فقهاء المالكية، اختلفوا فيما بينهم في الأفضلية والمفاضلة بين الصلاة على أول الوقت للمنفردِ، أم التأخير والانتظار لأدائها جماعة، أم الجمع بينهما، وذلك على أربعة أقوال:
القول الأول: أن أداء الصلاة على أول وقتها للمنفرد أفضلُ من الانتظار لأدائها في آخر الوقت جماعة مطلقًا، وإليه ذهب المالكية، والشافعية في وجه، وذلك لما ورد في أفضلية الصلاة في أول الوقت، وأن أول الوقت رضوان الله، وآخره عفو الله.
قال الإمام الخَرَشِي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 215، ط. دار الفكر): [(ص) والأَفضلُ لفذٍّ تَقديمُها مطلقًا (ش) يعني أن تقديم الصلوات صبحًا أو ظهرًا أو غيرهما في صيفٍ أو شتاءٍ في أوَّلِ الأوقات بعد تحقُّقِ دخوله وتمكُّنه أفضلُ في حقِّ المنفرد... والأفضلُ لفذٍّ تقديمها على تأخيرها منفردًا، وعلى تأخيرها جماعةً يرجُوها آخرهُ] اهـ.
وقال الإمام النَّوَوِي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 95، ط. المكتب الإسلامي): [أمَّا تَعجيلُ المتوضِّئ وغيرهِ الصلاةَ في أوَّلِ الوقتِ مُنفردًا، وتأخيرُها لانتظارِ الجماعةِ، ففيهِ ثلاثةُ طُرقٍ: قيلَ: التَّقدِيمُ أفضلُ] اهـ.
القول الثاني: أن انتظار صلاة الجماعة أفضلُ من الإتيان بها في أول الوقت منفردًا، وهو قول عند الحنفية، ووجه ثانٍ عند الشافعية، وذلك لتحصيل شعيرة صلاة الجماعة والتي تزيد على فضيلة الصلاة على أوَّلِ الوقتِ.
قال الإمام أبو العِز الحنفي في "التنبيه على مشكلات الهداية" (1/ 461-462، ط. مكتبة الرشد): [وأمَّا إذا أخرها بسبب يقتضي التأخير مثل المتيمم يؤخرها ليصلي آخر الوقت بوضوء، والمنفرد حتى يصلي آخر الوقت في جماعة، والعاجز عن القيام حتى يصلي آخر الوقت قائمًا، ونحو ذلك مما فيه فضيلة تزيد على فضيلة الصلاة في أوَّلِ الوقتِ، فالتأخير لذلك أفضل] اهـ.