سَخّرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" جهودها لتوفير الحلول الذكية، وتطوير الخدمات والمنتجات الرقمية الآمنة لدعم أعمال الجهات الحكومية المعنية بخدمة قاصدي الحرمين الشريفين، لا سيما خلال موسم العمرة، فضلًا عن تطوير الأبحاث في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بما يعود بالنفع على رفع خدمة الحرمين الشريفين، وذلك انطلاقًا من مهامها المناطة بها بتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير الكوادر الوطنية تقنيًا في ذلك المجال.


وتهدف "سدايا" من هذه الجهود إلى تحقيق التكامل مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوّار، من أجل تقديم أفضل الخدمات لهم تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تؤكد بذل أقصى ما يمكن لخدمتهم في إطار مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030م، وذلك بوصفها المرجع الوطني في كل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي من تنظيم وتطوير وتعامل.
وتأتي هذه الجهود في إطار توجيهات ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الذي يؤكد أهمية توفير كل الوسائل التي تعين على الاستفادة من تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحفيز نموهما وتحقيق الاستفادة منهما لخدمة البشرية.
وتيسيرًا على قاصدي الحرمين الشريفين أتاحت "سدايا" من خلال تطبيق "توكلنا" خدمات عدد من الجهات الحكومية معنية بالعمرة والحج بسبع لغات، ويُمكن الاطلاع عليها من خلال التطبيق عبر تحميله في 77 دولة بالعالم، ومن هذه الخدمات إصدار تصاريح العمرة عبر خدمة بوابة المناسك، ومعرفة حالة الطقس في مكة المكرمة والمدينة المنورة من خلال خدمة بوابة الطقس، ومعرفة اتجاه القبلة، وتحديد مواقيت الصلاة ضمن الخدمات الدينية، وإتاحة خدمتي أسعفني، ونداء الاستغاثة من خلال خدمات الصحة.
وإيمانًا منها بأهمية الدور الذي تضطلع به تقنيات الذكاء الاصطناعي عملت "سدايا" على رفع مستوى الخدمات المقدمة للمعتمرين والمصلين في الحرمين الشريفين بالتعاون مع الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن متمثلة في خدمات: إدارة الحشود، والمتابعة، وانسيابية دخول المعتمرين والمصلين بأعدادهم المختلفة، إضافة إلى الخدمات المقدمة لهم لحظة وصولهم إلى المملكة عبر 15 منفذًا جويًا وبحريًا وبريًا حيث توفر سدايا البنية الرقمية المتقدمة لهذه المنافذ لتعين الجهات الأمنية والحكومية على أداء مهامها، وهيأت 12 موقعًا من مواقع العمرة ونقاط الفرز بالعاصمة المقدسة لأول مرة خلال موسم العمرة هذا العام 1445هـ لتسهيل خدمة قاصدي المسجد الحرام.
وتقدم "سدايا" من خلال منصة "بصير" التي يُشرف عليها كوادر وطنية من باحثين ومهندسين متخصصين في الذكاء الاصطناعي أربعة منتجات تقنية طُورت بخوارزميات وطنية لتمكين تنظيم الحشود في المسجد الحرام وإدارة وضبط انسيابية الحركة وفقًا للطاقة الاستيعابية في كل موقع، إضافةً إلى تقديم عدد من لوحات بيانات التحليلات المتقدمة التي تتيح تحليلات لحظية حول الوضع العام في كل موقع وفقًا لمؤشرات محددة.
وتمثلت أعمال "سدايا" في المنافذ بتنفيذ الاختبارات الدورية لدوائر الاتصال والأنظمة الحدودية الرئيسية والاحتياطية، وترقية الأنظمة التشغيلية لمحولات الشبكة ومحطات العمل بما يتوافق مع التقنيات الحديثة، علاوة على تدريب مستخدمي أنظمة ومنصات "سدايا"، وتنفيذ الصيانة الوقائية لغرف البيانات وأجهزة الشبكة ومحطات العمل قبل وأثناء وبعد موسم العمرة، إضافة إلى رصد الملاحظات والعمل على تحليلها للتطوير والتحسين، وتقديم الدعم التقني على مدار الساعة من خلال كوادر وطنية مؤهلة.
كما عملت عبر منافذ مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحافظة الطائف على تأمين غرفة المساندة الفنية التي تعمل على مدار الساعة لتلقي البلاغات وحل المشاكل التي تواجه القطاعات المستفيدة، بالإضافة إلى توفير الحقائب التقنية المتنقلة، ومباشرة البلاغات في جميع المنافذ وتقديم الحلول السريعة لها، علاوة على تنفيذ أعمال الصيانة الوقائية لجميع محطات العمل وأجهزة شبكات وغرف البيانات لصالات استقبال المعتمرين والزوار.
وشمل دعم "سدايا" للمنافذ تزويدها بالموارد البشرية والأجهزة التقنية اللازمة لتطوير العمل بالمنافذ الحدودية، وتنفيذ الصيانة الوقائية لغرف البيانات وأجهزة الشبكة وأجهزة محطات العمل، إضافة إلى تركيب محطات التقاط وتسجيل السمات الحيوية وتهيئتها في منافذ المملكة مع تهيئة وبرمجة الأجهزة وتنصيب النسخة المعتمدة في "سدايا"، وتدريب منسوبي القطاعات المشاركة على الأجهزة والأنظمة والتحديثات الجديدة

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الجهات الحكومية مكة المكرمة ملكة البشر أبحاث منتجات منافذ سلمان بن عبدالعزيز

إقرأ أيضاً:

أفريقيا والذكاء الاصطناعي.. فرصة ذهبية لحماية الأمن وبناء المستقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظل الطفرات التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد رفاهية بل أداة استراتيجية حقيقية .

وفي القارة الأفريقية التي تواجه تحديات أمنية وتنموية ضخمة، يظهر الذكاء الاصطناعي كفرصة لا تعوض لتعزيز الأمن القومي، وتحقيق نقلة نوعية في الاستخبارات.

ويرى خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي أن على الدول الأفريقية دمج هذه التكنولوجيا المتقدمة ضمن استراتيجياتها للأمن القومي، نظرًا لتزايد تأثير الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة المجتمعية.

وخلال ندوة إلكترونية نظمها مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، شدد الدكتور جويل أميغبوه، الخبير الأمني بالمركز، على أهمية اعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة محورية في تطوير قطاعات الاستخبارات الوطنية، وإنفاذ القانون، والدفاع، وحتى في دعم النمو الاقتصادي. وقال: "يمكن اعتبار استراتيجية الذكاء الاصطناعي جزءًا من الاستراتيجية الأمنية الشاملة، مما يتيح للحكومات تسخير هذه التقنية لصالحها".

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تحسين القدرات الدفاعية من خلال التنبؤ بالهجمات الإرهابية وتحديد توقيتات صيانة المعدات العسكرية الحساسة. 

كما أثبت فاعليته عمليًا، خصوصًا في رصد هجمات القراصنة بخليج غينيا والرد عليها بكفاءة.

وفي هذا السياق، عقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، أول اجتماع له في عام 2024 لبحث أثر الذكاء الاصطناعي على السلم والأمن في القارة، تلاه اجتماع آخر في 20 مارس من العام نفسه. 

من أبرز المحاور التي نوقشت كانت المخاطر الناتجة عن تسارع تطور الذكاء الاصطناعي في ظل غياب أطر تنظيمية فعالة.

ورغم المزايا المتعددة للذكاء الاصطناعي، فإن عددًا كبيرًا من القادة في أفريقيا لا يزالون يغضون الطرف عنه، إما لعدم فهمهم له، أو لانعدام الثقة فيه.

من ناحيته، يعمل معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، على جمع وتوثيق السياسات والمناهج الوطنية الخاصة بالذكاء الاصطناعي من مختلف دول العالم، عبر بوابة إلكترونية متخصصة.

وخلال نفس الندوة الإلكترونية، أوضحت ياسمين أفينا، الباحثة في برنامج الأمن والتكنولوجيا بالمعهد، أن الأمم المتحدة بدأت في إعداد مبادئ توجيهية تساعد الدول على إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجياتها الدفاعية. 

وقالت، لسنا بصدد فرض قيود، بل نأمل أن تُعد هذه المبادئ أدوات استرشادية يمكن للدول الاستفادة منها، ومكافحة الإرهاب.

وأكدت أن أحد أبرز عناصر هذه المبادئ يتمثل في تأهيل وتدريب الكوادر المحلية، لابتكار وتشغيل حلول الذكاء الاصطناعي، قائلة: "علينا أن نستثمر في الكفاءات المحلية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وتدريبهم على الجوانب التقنية والأخلاقية المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا في مجالات الدفاع والأمن،  كما ينبغي على الدول الأفريقية أن تولي اهتمامًا كبيرًا بالقانون الدولي والأخلاقيات ذات الصلة".

مقالات مشابهة

  • أفريقيا والذكاء الاصطناعي.. فرصة ذهبية لحماية الأمن وبناء المستقبل
  • وزير الطاقة الأميركي: الإمارات شريك استراتيجي ونتطلع إلى تعميق التعاون في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي
  • جامعة الأميرة نورة تمنح حرم خادم الحرمين الشريفين درجة الدكتوراه الفخرية
  • منح حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة فهدة آل حثلين الدكتوراه الفخرية
  • رابط مسابقة أفضل بحث عربي في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
  • تتصل بتعزيز العلاقات.. خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من رئيس ليبيريا
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. سمو الأميرة فهدة آل حثلين تكرم الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميُّز النسائي في دورتها السابعة
  • خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة شفوية من رئيس ليبيريا
  • خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة شفوية من رئيس جمهورية ليبيريا
  • بيل غيتس والذكاء الاصطناعي: فرص واعدة أم تهديدات محتملة؟