خلص تقرير لمعهد واشنطن بأن الإمارات لا تتردد بشأن تعميق علاقاتها مع بكين بطرق قد تعرض المصالح الأمريكية لمخاطر.

وسلط التقرير، الذي أعده ثلاثة خبراء اثنان منهم ذوي خلفية عسكرية، على شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية "مجموعة 42 القابضة ("جي 42") وعلاقاتها مع الصين.

وقال التقرير إنه في كانون الثاني/ يناير، طلبت "اللجنة المعنية بالحزب الشيوعي الصيني" في مجلس النواب الأمريكي من وزارة التجارة الأمريكية التحقيق في شركة "جي 42" على خلفية شكوك حول علاقاتها بكيانات صينية مدرجة على القائمة السوداء، وقد جاء ذلك الطلب بعد أشهر من الضغوط الأمريكية في هذا الصدد بعيداً عن الأضواء.



 وفي شباط/ فبراير الماضي، وفي تأكيد واضح على هذه المخاوف، أعلنت شركة "جي 42" بأن ذراعها الاستثماري قد سحب كامل استثماراتها من الشركات الصينية، بما في ذلك أسهما بقيمة 100 مليون دولار في شركة "بايت دانس"، المالكة لتطبيق "تيك توك" المثير للجدل.


وبحسب التقرير فإنه بينما توطد دول المنطقة علاقاتها مع الصين في قطاعات متعددة، سيستمر الكثير منها في اختبار حدود صبر الولايات المتحدة وتقبلها للمخاطر، والإمارات ليست استثناءً.

"جي 42"
تأسست شركة "جي 42" في عام 2018 ويترأسها مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد منذ عام 2021. وهي شركة ذكاء اصطناعي شاملة تركز على الأبحاث المتعلقة بتعلم الآلة والبيانات الضخمة ومعالجة اللغات الطبيعية عبر مجموعة من القطاعات. وتشكل في الأساس الذراع التنفيذي لاستراتيجية وطنية طموحة تدعو الإمارات إلى "بناء اقتصاد الذكاء الاصطناعي" و"أن تصبح من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031". وتحقيقاً لهذه الغاية، دخلت شركة "جي 42" في الاقتصاد الإماراتي إذ وقّعت صفقة مع شركة أبوظبي التنموية القابضة بعد عام واحد فقط من تأسيسها، ثم أطلقت مشروعاً مشتركاً مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" في عام 2020. علاوةً على ذلك، جرى مؤخراً تعيين الشيخ طحنون رئيساً جديداً لـ "مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة" في البلاد.

أما الرئيس التنفيذي لشركة "جي 42" فهو بينغ شياو، شخصية مثيرة للجدل تخلى عن جنسيته الأمريكية مقابل الحصول على الجنسية الإماراتية. وكان يرأس سابقاً شركة "بيغاسوس" التابعة لشركة "داركماتر غروب" التي تتخذ من الإمارات مقراً لها والمتهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة للخصوصية داخل البلاد وخارجها. وقبل تأسيس شركة "جي 42"، أبرم صفقة بين شركة "بيغاسوس" وعملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي"، برزت من خلال ترويج الأخيرة تطبيق "توتوك"، وهو تطبيق مراسلة مثير جداً للجدل مرتبط بكل من "جي 42" و"داركماتر".

وتشمل هذه الشركات الصينية شركة "بي جي آي جينوميكس" التي أدرجتها وزارة الدفاع الأمريكية على القائمة السوداء في عام 2021 باعتبارها كيان عسكري صيني رسمي.

كما أن شركة "جي 42" عقدت خلال جائحة "كوفيد-19" شراكة مع شركة "بي جي آي" للكشف عن الفيروسات كما عملت أيضاً مع شركة صينية أخرى، وهي "سينوفارم"، على إنتاج اللقاحات. وفي آذار/ مارس 2023، دخلت مجدداً في شراكة مع "بي جي آي" في إطار برنامج الجينوم الإماراتي. 

ولا تقتصر التوترات على الصعيد التقني بين الإمارات وواشنطن على شركة "جي 42" فقط. ففي عام 2019، تعاقدت شركة "اتصالات" الإماراتية مع شركة "هواوي" لبناء أبراج الجيل الخامس - وهو الترتيب الذي أثار غضب الولايات المتحدة في ظل إدارتي ترامب وبايدن. وقد تعمقت علاقات الإمارات مع الشركة منذ ذلك الحين وفقاً للصفقات المتعددة التي تم الإعلان عنها في العام الماضي.

ويرى المسؤولون الأمريكيون شركة "جي 42" وغيرها من المساعي التكنولوجية الإماراتية مع الصين كمخاطر كامنة تهدد المعلومات والتكنولوجيا المملوكة للولايات المتحدة، وفي بعض الحالات على الأمن القومي أيضاً. ومن وجهة نظرهم، فإن وجود الشركات الصينية ينطوي على مخاطر التجسس المؤسسي والفني ضد الكيانات الأمريكية عندما تعمل ضمن الشبكات نفسها.

العلاقات الإماراتية الصينية
تعد الصين الشريك التجاري الأول للإمارات، إذ ارتفعت تجارتهما غير النفطية بنسبة 20 بالمئة تقريباً بين عامي 2021 و2022، لتتجاوز 70 مليار دولار في ذلك العام.

منذ عام 2022، وفّرت الإمارات 7 بالمائة تقريباً من واردات الصين من النفط الخام و6 بالمائة من وارداتها من المنتجات النفطية.

تُعتبر الإمارات أكبر مركز للشركات الصينية في المنطقة ونقطة عبور لحوالي 60 بالمائة من التجارة الصينية المتدفقة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً لوزارة الخارجية الإماراتية.


وفقاً لبعض التقارير، تحتل الصين المرتبة الثالثة في الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات، بعد بريطانيا والهند.

وبحسب التقرير فإنه "لا يمكن لواشنطن أن تتفاجأ أو تستاء عندما تتخذ الإمارات خطوات لتعزيز علاقتها الاقتصادية القوية مع قوة عالمية مثل الصين".

ولكن في الوقت نفسه، تشير المشاريع مثل شركة "جي 42" إلى أن الإمارات لا تتردد بشأن تعميق علاقاتها مع بكين بطرق قد تعرض المصالح الأمريكية لمخاطر غير مقبولة، وأبرز الأمثلة على ذلك تطويرها لميناء خليفة في أبوظبي، حيث كشفت السلطات الأمريكية في عام 2021 أن الصين كانت تقوم ببناء منشأة عسكرية على مسافة كيلومترات من القوات الأمريكية في "قاعدة الظفرة الجوية". وقد ساهم هذا الاكتشاف في انحراف مسار المفاوضات التي سعت فيها الإمارات إلى الحصول على طائرات "إف-35" وطائرات مسيرة من طراز "إم كيو-9" وذخائر دقيقة بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإمارات الذكاء الاصطناعي الصين امريكا الصين الإمارات الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی علاقاتها مع مع شرکة فی عام

إقرأ أيضاً:

مجلس راشد بن حميد الرمضاني يناقش مستقبل الرياضة الإماراتية

 
عجمان (وام)

أخبار ذات صلة الإمارات تعزز الدعم الإنساني العالمي للاجئين والنازحين من السودان ودول الجوار عُمان تعود بـ «نقطة ثمينة» من كوريا الجنوبية


‎اختتم مجلس راشد بن حميد الرمضاني، جلساته المتنوعة بأمسية رياضية، شهدت حضور ومشاركة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، وأصحاب الخبرة من مسؤولي الرياضة بالدولة، ورؤساء الأندية والإعلاميين.‎
ورحب الشيخ راشد بن حميد النعيمي، في مستهل الأمسية التي أدارها الإعلامي مشعل القحطاني، بالحضور، مؤكداً أن المجال الرياضي في الإمارات يضم الكثير من القامات التي تبذل الجهود الكبيرة من أجل وضع الخطط المستقبلية في قطاع الرياضة لرفع راية الإمارات في كافة المحافل الرياضية الدولية.
‎ وثمن الشيخ راشد بن حميد النعيمي، جهود اتحاد الكرة برئاسة معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وإشرافه المستمر وتوجيهاته الداعمة، مشيراً إلى أن المنتخب الوطني يملك الكثير من المقومات والاستقرار الفني، وذلك لما توليه القيادة الرشيدة من دعم ورعاية للقطاع الرياضي، وهو ما أسهم في تأهيل المنتخب في مواجهات مهمة، وسعيهم المتواصل لتحقيق الإنجازات في تصفيات كأس العالم.‎
وتطرق الشيخ راشد، إلى عدد من الملفات الرياضية المهمة التي تخص القطاع، ومنها تاريخ المدرب الفني للمنتخب الوطني، وملف اللاعبين المحترفين، وواجبات الجهاز الفني، وجاهزية اللاعبين المحليين، ودور رابطة دوري المحترفين، داعياً إلى التركيز الكامل وزيادة نسبة الاستعدادات، واستعراض التقارير الفنية ومناقشة وجهات النظر المختلفة لما فيه مصلحة نتائج المنتخب الوطني.
‎ وقال: نثق في أعضاء الفريق الوطني ومستواهم الفني، ونطمح منهم استكمال المشوار وتمثيل الوطن، وحصد الإنجازات في تصفيات كأس العالم، وأتمنى كل التوفيق والأمنيات الطيبة لمنتخبنا الوطني أمام تلك المنتخبات، لافتاً إلى أهمية الاستحضار الذهني والبدني لفريق المنتخب الوطني ودعمه في كافة المواجهات المرتقبة.‎
وأوضح، أن التحسين المستمر والتطوير المنشود يأتي بتكاتف الجهود وتلاحم الأهداف وتبني الأفكار المبتكرة، مضيفاً أن المسؤولية مشتركة بين الأندية وإدارة المنتخب الوطني، من أجل البحث عن كوادر وطنية شابة، بهدف الوصول إلى الاستفادة المشتركة تلبي توقعات الجماهير، إيماناً من الجميع بأهمية وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تمثيل الوطن بأفضل صورة، والتعبير عن الانتماء إليه والاعتزاز به.‎
وبين الشيخ راشد، أن الإمارات لديها ثاني أقوى دوري في منطقة الخليج العربي، وهو ما تحدد من خلال المستوى والأداء الجيد والنتائج الرسمية، منوهاً إلى أهمية تحسين اللوائح التي تدعم الدوري الإماراتي، والبحث عن الفرص الإيجابية للوصول إلى النتائج المنشودة.‎
وأكد أن رؤية القيادة الرشيدة أسهمت في دعم الخبرات وتحقيق الإنجازات بدورة الألعاب الأولمبية في باريس، وفقاً لخطط ومنهجية مدروسة، تم تطبيقها بصورة تدريجية لضمان تحقيق الاستفادة القصوى منها.‎
كما تطرق، إلى التجارب الرياضية الرائدة في عدد من القارات والبطولات الجديدة التي يعلن عنها الفيفا ومنها كأس العالم للأندية و«السوبر ليج» في القارة الأفريقية والتي يمكن الخروج منها بدروس مستفادة لتعزيز وتطوير الرياضة في المنطقة.‎
وأشاد خلفان جمعة بالهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، بمجلس راشد بن حميد الرمضاني وما يتضمنه من جلسات ومبادرات متنوعة، مشيراً إلى الأفكار التطويرية لجذب مزيد من الجماهير إلى الدوري الإماراتي وتحسين منظومة الأندية المحلية.
‎ ودعا عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، إلى مشروع وطني لنهضة الملف الرياضي في الدولة ومواجهة التحديات في القطاع، وتوفير مراكز تدريبية للمنتخبات الوطنية، وتعظيم دور الخبرات في القطاع لرفع راية الإمارات في كافة المحافل الرياضية الدولية.‎
وتحدث الإعلامي راشد الزعابي، عن الاستثمار في الشباب والبحث عن المواهب الجديدة في مختلف الرياضات بطريقة عصرية، خاصة مع دعم المسؤولين الرياضيين للاستفادة من تلك المواهب من خلال التخطيط الجيد تحت مظلة رياضية موحدة.
‎ وقدم المشاركون في الأمسية، جملة من المقترحات والأفكار لتطوير الرياضات في الدولة، مؤكدين وجود العديد من الفرص والدعم المتواصل للمنافسة الفعالة وحصد النجاحات في مختلف الرياضات.

مقالات مشابهة

  • علاقات أخوية وثيقة.. تفاصيل لقاء الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد
  • علاقات تعاون متشعبة على كل الأصعدة.. أخر تطورات الشراكة الاستراتيجية المصرية الإماراتية
  • السيسي: مصر والإمارات يجمعهما تاريخ طويل من علاقات الأخوة
  • من هي الإماراتية المرشحة لمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة؟
  • الإماراتية شيخة النويس تترشح لمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة
  • الصين تندد بالعقوبات الأمريكية على الشركات الصينية وتؤكد عزمها على حماية مصالحها التجارية
  • حمدان بن زايد: الشيخة فاطمة مصدر إلهام لجميع الأمهات والمرأة الإماراتية
  • تعاون بين «الإمارات للتوازن بين الجنسين» و«معهد بوستيرتي»
  • مجلس راشد بن حميد الرمضاني يناقش مستقبل الرياضة الإماراتية
  • معهد واشنطن: لبنان على أعتاب حقبة جديدة بعد تراجع حزب الله وبزوغ الأمل