واشنطن بوست: الدعم الدولي لإسرائيل يتحوّل إلى استياء وغضب
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أفاد مقال في صحيفة واشنطن بوست أن الدعم الدولي الذي حظيت به إسرائيل إثر هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تحوّل إلى غضب واتهام دولة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب.
وبحسب كاتبة المقال كارين دي يونغ كبيرة مراسلي واشنطن بوست لشؤون الأمن القومي، فإن كثيرين يرون أن دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية فضح الإدارة الأميركية أخلاقيا، حيث ظهرت متواطئة في الدمار والموت الذي طال قطاع غزة، وفق الصحيفة.
وقد وجد الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه عالقا، في الداخل، بين مطالبة أعضاء في الحزب الجمهوري له بدعم إسرائيل مهما كان الثمن، وبين حث أعداد متزايدة من أنصار الحزب الديمقراطي له على وقف إرسال الأسلحة المطرد إلى إسرائيل، وفقا لكارين دي يونغ.
ونقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن الأمور كانت ستزداد سوءا لو أنهم لم ينجحوا في الضغط من أجل إحداث تغييرات في أساليب الحرب الإسرائيلية، وإقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفع الحظر الذي تفرضه حكومته على إدخال إمدادات الغذاء والماء والوقود إلى قطاع غزة.
مشاكل داخلية
وذكرت الكاتبة أن الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل بزعامة نتنياهو يواجه مشاكل داخلية، مضيفة أن معظم الإسرائيليين، "الذين يتملكهم الغضب والشعور بالصدمة" من هجمات حركة "حماس"، يريدون رؤية غزة مدمرة.
لكن الكثيرين من الإسرائيليين أيضا يلقون باللائمة على رئيس حكومتهم بسبب تلك الهجمات في المقام الأول، ويتهمونه بخذلان الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وقدمت يونغ في مقالها لمحة تاريخية عن مواقف الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل منذ تأسيسها في مايو/أيار 1948، حيث كانت أول دولة في العالم تعترف بها.
غير أن الكاتبة تقول إن ظروف الصراع الحالي، وما أحدثه من دمار في غزة، وطول أمد الحرب، كلها تطورات سلطت ضوءا ساطعا على القيود التي ربما رأت واشنطن أنها تملكها للسيطرة على تصرفات إسرائيل.
ويعتقد آرون ديفيد ميلر، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والدبلوماسي السابق، أن تأثير أي طرف خارجي -بما في ذلك الطرف الذي يتمتع نظريا بقدر هائل من النفوذ على إسرائيل- يبقى محدودا.
وقال إن "الشرق الأوسط لا يزال، فعلا، تحت تأثير ما تبقى من نفوذ للقوى العظمى، التي اعتقدت أن بإمكانها كبح جماح" تصرفات دول المنطقة.
التزام أميركي تجاه إسرائيل
ووفقا لمقال واشنطن بوست، فإن ثمة عوامل كثيرة تجعل الوضع في المنطقة فريدا، إذ يقال إن الرئيس الأميركي لديه التزام راسخ وعميق الجذور تجاه إسرائيل، يعود إلى بواكير عضويته في مجلس الشيوخ، وذلك بغض النظر عن علاقته التي تتسم بالتعقيد مع نتنياهو.
وعلى عكس تدخلات واشنطن السابقة لتحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، فإن الولايات المتحدة ليس لديها أي نفوذ البتة على حركة "حماس"، حسب قول يونغ.
وتتابع دي يونغ بأن الضغوط المتعارضة التي عصفت بالسياسة الأميركية منذ نشوب الأزمة الحالية تجلت في حدثين متزامنين، وهما أول زيارة لبايدن بعد الحرب -تحديدا في 18 أكتوبر/تشرين الأول- التي التقى فيها نتنياهو لإظهار دعم واشنطن له، مع تذكيره بأن "الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمانا عندما نتصرف وفقا لسيادة القانون".
والحدث الثاني -وفق المقال- الذي تزامن مع تلك الزيارة، أن الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي اعترضت على قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار، مستخدمة حق النقض (الفيتو).
ولاحظت دي يونغ في مقالها أن فحوى مناشدات الإدارة الأميركية لإسرائيل تغيرت، بعد مرور 6 أشهر على القتال في غزة، من التأنيب إلى الاستياء المفعم بالغضب.
ورغم كل ذلك، فإن البيت الأبيض يتشبث بالأمل في إمكانية التوصل إلى هدنة في القتال، والدليل على ذلك وجود كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية والأميركية في القاهرة لمواصلة التفاوض على وقف مؤقت جديد لإطلاق النار، وإتاحة المجال للإفراج عن الأسرى، والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة واشنطن بوست دی یونغ
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: حماس ترفض المقترح الأمريكي وتتمسك بالانسحاب الإسرائيلي الكامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة "واشنطن بوست" نقلًا عن مصادر لها، أن حركة حماس رفضت الاقتراح الأمريكي، وأصرت على الانسحاب الإسرائيلي الكامل والوقف الدائم للحرب تزامنا مع الإفراج عن المحتجزين.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية أقترح استئناف المساعدات إلى غزة وتمديد وقف إطلاق النار في القطاع لشهرين مقابل إطلاق سراح بقية المحتجزين وبينهم مواطن أمريكي.
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلًا عن مصادر في الإدارة الأمريكية، أن واشنطن تتهم إسرائيل بالسعي لعرقلة المحادثات الجارية مع حماس بشأن الأسرى الإسرائيليين.
وأوضحت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تعارض بشدة أي تواصل مباشر بين الولايات المتحدة وحماس، معتبرة أن ذلك قد يُضعف موقفها التفاوضي.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين، قررت واشنطن انتهاج هذا المسار بعد تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، حيث عقدت اجتماعًا مباشرًا مع ممثلي حماس دون إبلاغ تل أبيب، خشية محاولتها إفشاله.