إسرائيل تسحب قواتها من جنوب غزة “لأسباب تكتيكية”
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أبريل 7, 2024آخر تحديث: أبريل 7, 2024
المستقلة/- قال الجيش الإسرائيلي إنه قام بسحب جميع قواته البرية من جنوب غزة “لأسباب تكتيكية”، مما يثير تساؤلات حول الاتجاه المستقبلي للحرب في الوقت الذي تسافر فيه حماس و وفود إسرائيلية إلى مصر لإجراء جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار.
قال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن لواءين سيبقيان في النصف الشمالي من قطاع غزة و الممر الجديد الذي يقسم الآن الأراضي الفلسطينية في وادي غزة، من أجل “الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي و قدرته.
و يُعتقد أن الهدف من الانسحاب في المقام الأول هو تخفيف قوات الاحتياط بعد ما يقرب من أربعة أشهر من القتال العنيف في مدينة خان يونس الجنوبية المدمرة الآن، و ليس أي تحول كبير في الاستراتيجية.
و قال مسؤول عسكري تحدث لصحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية: “ليست هناك حاجة لبقائنا في خان يونس. و قامت الفرقة 98 بتفكيك كتائب حماس في خان يونس و قتلت الآلاف من أعضائها. لقد فعلنا كل ما في وسعنا هناك”.
و أضافوا أن الفلسطينيين النازحين من المدينة قد يتمكنون الآن من العودة إلى منازلهم.
و قال محللون عسكريون يوم الأحد إن الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يقيم نحو 1.5 مليون شخص، ليس أمرا مستبعدا.
لكن توقيت الإعلان يتزامن مع بداية جولة جديدة من محادثات الوساطة في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف تأمين هدنة ثانية و اتفاق إطلاق سراح الرهائن، و يتم استقباله كمؤشر إيجابي على أن المفاوضات الأخيرة المتعثرة قد تؤتي ثمارها أخيرا.
و أكدت إسرائيل يوم الأحد أنها سترسل وفدا للمشاركة في المفاوضات الأخيرة، بعد أن أكدت حركة حماس الفلسطينية قبل يوم من إرسالها مفاوضين.
و ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وفد الدولة يضم رئيسي الموساد و الشاباك، و يعمل بـ”تفويض موسع”. و من المتوقع أيضا أن يحضر مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز المحادثات التي ستبدأ مساء الأحد إلى جانب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
و رغم إطلاق سراح 100 إسرائيلي في أتفاق وقف لإطلاق النار استمر أسبوع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني مقابل إطلاق سراح 240 امرأة و طفل فلسطينين محتجزين في السجون الإسرائيلية، إلا أن المفاوضات منذ ذلك الحين كانت تهدف إلى هدنة ثانية أطول و إطلاق سراح الرهائن المتبقين في السجون الإسرائيلية الستة.
و قبل بدء المحادثات الجديدة، كررت حماس مطالبها الواردة في اقتراح 14 مارس/آذار، والتي تشمل وقف إطلاق النار الدائم، و انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، و عودة النازحين إلى منازلهم، و اتفاق تبادل “جاد” للأسرى الفلسطينيين. و أضاف البيان أن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض لضغوط دولية متزايدة بشأن سلوك قواته في غزة و الوضع الإنساني اليائس، يوم الأحد إن إسرائيل لن تستسلم لمطالب حماس “المتطرفة” أو توافق على أي وقف لإطلاق النار حتى يتم تحرير الرهائن المتبقين.
و استمرت المخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع نطاقا، حيث حذر الجنرال رحيم صفوي، أحد كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين، إسرائيل من أن أيا من سفاراتها لم تكن آمنة بعد الغارة التي شنتها إسرائيل الأسبوع الماضي على دمشق و التي أسفرت عن مقتل اثنين من جنرالات النخبة الإيرانيين. و قال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لأي رد. و قال: “من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا سنؤذيه”.
و أدت الحرب في غزة إلى مقتل أكثر من 33 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة، وطرد جميع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا من منازلهم.
و قال تقرير تدعمه الأمم المتحدة الشهر الماضي إن المجاعة “متوقعة و وشيكة” في النصف الشمالي من غزة، و وفقا لمنظمة أوكسفام فإن عدد الأشخاص الذين يواجهون “مستويات كارثية” من الجوع تضاعف تقريبا منذ ديسمبر/كانون الأول.
و تنفي إسرائيل منع المساعدات، قائلة إن النقص ناتج عن إخفاقات لوجستية من جانب المنظمات الإنسانية أو قيام حماس بتحويل الإمدادات. لكن وكالات الإغاثة تقول إن عملية التسليم تعرقلت بشدة بسبب مجموعة من العقبات اللوجستية، و الطرق المتضررة، و انهيار النظام العام، و القيود البيروقراطية الطويلة التي فرضتها إسرائيل.
و تقول بعض جماعات الإغاثة إن إرسال قوافل الشاحنات شمالاً كان خطيراً للغاية بسبب فشل الجيش في ضمان المرور الآمن. و أدى هجوم إسرائيلي بطائرة بدون طيار على فريق من عمال الإغاثة الدوليين الأسبوع الماضي، و الذي قتل فيه سبعة أشخاص، إلى بعض أشد الانتقادات الغربية لكيفية إدارة إسرائيل للحرب حتى الآن.
و قال نتنياهو لجو بايدن يوم الخميس الماضي إن إسرائيل ستعيد فتح معبر بري رئيسي إلى غزة، و تسمح بمرور المزيد من المساعدات عبر معبر آخر، و تفتح ميناء إسرائيلي لإيصال المساعدات، بعد تحذير في أعقاب مقتل عمال الإغاثة من أن الدعم الأمريكي المستقبلي لإسرائيل سيعتمد على اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين و العاملين في المجال الإنساني.
و جاء قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في أعقاب تحذيرات من مسؤولي وزارة الخارجية من أنه إذا لم تتم زيادة المساعدات، فإن إسرائيل ستخاطر بفرض عقوبات و حظر على الأسلحة.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: إطلاق النار إطلاق سراح إن إسرائیل یوم الأحد
إقرأ أيضاً:
"القدس للدراسات": إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح لدفع حماس لخرق وقف إطلاق النار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
علق الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، على العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك اعتقال سائقي الشاحنات ومنع الخيام والأدوية والماء والوقود. وأشار إلى أن هذه التصرفات تدفع حركة حماس إلى اختراق اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار" عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، قال عوض إن إسرائيل تسعى بشكل متعمد إلى اختراق الاتفاق أو التلكؤ في تنفيذه، معتقدةً أن منع المساعدات يمكن أن يكون سلاحًا فعالًا تؤثر به على الفلسطينيين.
وتابع: "تحويل المساعدات إلى سلاح هو أمر اعتادت عليه إسرائيل، والآن أصبحت الأمور أكثر حدة. إسرائيل ترغب في دفع حركة حماس لخرق المرحلة الثانية من الاتفاق، لأنها لا تريد تنفيذ هذه المرحلة حتى وإن كان تحت الضغط الأمريكي".