حقوقية مغربية لـعربي21: تسريبات مدونة الأسرة مجرد حرب نفسية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
قالت الأكاديمية والحقوقية المغربية، الدكتورة نزيهة امعاريج، إن "ما نُشر مؤخرا في بعض وسائل الإعلام المغربية حول أبرز التوصيات التي انتهت إليها الهيئة المُكلّفة بإصلاح مدونة (قانون) الأسرة مجرد تسريبات غير دقيقة، وحرب نفسية يشنّها الطرف الآخر (في إشارة إلى مَن يوصفون بالحداثيين) من أجل جس نبض الشارع بشأن هذه القضية بالغة الحساسية".
وأضافت، في تصريح خاص لـ"عربي21": "التوصيات النهائية للمدونة لم تصدر بعد، وسيعلن عنها رسميا الملك محمد السادس بن الحسن خلال الأيام المقبلة"، متابعة: "قانون المدونة لا يمر للمصادقة في البرلمان، ولا علاقة للحكومة بإقراره، بل يتم ذلك من خلال الملك؛ فالمقتضيات الشرعية من اختصاص عاهل البلاد باعتباره أمير المؤمنين".
والجمعة، نشرت وسائل إعلام مغربية توصيات هيئة تعديل المدونة التي كان من بينها نصف الإرث للمرأة، وتسهيل إجراءات الطلاق، وإزالة اختلاف الدين من ضمن موانع الزواج.
وأردفت امعاريج: "التكليف بإصلاح المدونة جاء بأمر من الملك شخصيا، وبالتالي الإعلان عن التوصيات النهائية سيكون من قِبل الملك، والشعب يترقب كلمة جلالته، ولا ثقة لنا إلا في الملك"، لافتة إلى أنه "عندما احتدم الخلاف المجتمعي سابقا قبيل إقرار مدونة الأسرة لأول مرة تدخل الملك وحسم هذا الخلاف آنذاك".
وكان ملك المغرب قد دعا، في أيلول/ سبتمبر 2023، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، لإعادة النظر في "قانون الأسرة"، وهو ما أثار جدلا واسعا داخل البلاد فيما يخص العديد من القضايا ذات الصلة مثل حقوق المرأة، وزواج القاصرات، والإرث، وتحقيق المساواة.
وينص قانون الأسرة المغربي، الذي جرى إقراره منذ نحو 19 عاما، على المساواة بين الزوجين، وتحديد سن الزواج لكل من الزوجين بعمر 18 سنة (مع استثناءات يوافق عليها القاضي)، ووضع الأسرة تحت رعاية ومسؤولية الزوجين، ووضع الطلاق تحت مراقبة القضاء.
وواصلت امعاريج حديثها بالقول: "مدونة الأسرة من ثوابت الأمة المغربية وستُعبّر عن الانتماء الحضاري لأمتنا العربية والإسلامية، والخطاب الملكي سبق وأن أكد بشكل جلي لا لبس فيه أنه لا مساس بالشريعة الإسلامية ولا مساس بالنصوص الشرعية قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وشعبنا لن يقبل مطلقا بأي خروج عن ذلك".
واستطردت أستاذة مادة العقيدة ومقارنة الأديان والفكر الإسلامي، قائلة: "مَن يريد مدونة حداثية تتصادم مع شريعتنا الإسلامية فعليه أن يبحث عنها في أي دولة أخرى. هذا خط أحمر ولعب بالنار، وسنقف له بالمرصاد من أجل صيانة ثوابتنا المغربية والفقه المالكي وإمارة المؤمنين".
وقالت: "نحن نرتب حاليا لأنشطة وندوات جديدة وتحركات مختلفة ستنطلق بعد عيد الفطر من أجل مدونة الأسرة، وحراكنا لن يتوقف حتى نطمئن أن التعديلات جاءت في إطار المرجعية الإسلامية، والإشكالات الموجودة نبحث لها عن الحلول والمقاربات الأسلم والأقرب للصواب".
ونوّهت امعاريج، وهي رئيسة جمعية حوار النسائية (غير حكومية)، إلى أنهم طالبوا سابقا بـ "إيجاد حلول قانونية مبتكرة لتفادي الاختلالات التي كشف عنها التطبيق العملي للمدونة خلال السنوات المنصرمة، بشرط أن يتم ذلك من خلال الاجتهاد الخلاق في نطاق الشريعة الإسلامية الغراء".
وشدّدت على أن "تعديلات مدونة الأسرة لا بد أن تراعي دستور البلاد الذي يعتبر المغرب دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، كما يعتبر الهوية المغربية تتميز بتبوء الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء".
وفي 30 آذار/ مارس الماضي، تسلّم رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، تقرير الهيئة المكلفة بمراجعة "قانون الأسرة"، على هامش استقباله أعضاء الهيئة المكلّفة بذلك، على أن يتم رفع خلاصة ونتائج عمل تلك اللجنة إلى الملك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربية الملك محمد السادس مدونة الأسرة المغرب الملك محمد السادس حقوق المراة مدونة الأسرة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدونة الأسرة
إقرأ أيضاً:
مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة
كشف مصدر خاص لـ"عربي21"، الثلاثاء، اطلاع تركيا على وثيقة الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والدولة السورية، لافتا إلى أن أنقرة تشعر بالارتياح لهذا التطور.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرق سوريا، لكن خطاب زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان الداعي إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح فتح الباب أمام العملية السياسية.
وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحدة منها إلى "قسد"، التي تعتبرها انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لديها.
ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.
قبل ذلك بساعات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له عقب اجتماع للحكومة في العاصمة أنقرة إن الشرع ينتهج سياسة شاملة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي دون الوقوع في "فخ الانتقام"، مشيرا إلى أنه "إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا".
وشدد على أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الخرائط في سوريا، موضحا أن "من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو حبيس التعصب الأعمى"، بحسب وكالة الأناضول.
وقال باحث في الشؤون السورية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن التطورات في تركيا بخصوص إمكانية إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ساهمت في دفع "قسد" لتوقيع الاتفاق مع دمشق.
في سياق متصل، كشف مصدر آخر لـ"عربي21" إن الولايات المتحدة أخبرت حلفائها الأكراد أنها ستنسحب من سوريا.
وتعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
كما تحظى هذه القوات التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، بدعم عسكري من واشنطن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا في تصريحات أدلى بها في كانون الثاني /يناير الماضي، الجميع إلى رفع أيديهم عن سوريا، في إشارة إلى القوات الأمريكي في سوريا.
وشدد أردوغان على قدرة بلاده على "سحق" التنظيمات "الإرهابية" في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلون الأكراد، الذين تراهم أنقرة خطرا على أمنها القومي.