صحيفة صدى:
2024-11-22@23:42:50 GMT

شيخ العَطَاء، عبد الوهَّاب شيخ

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

شيخ العَطَاء، عبد الوهَّاب شيخ

د. عدنان بن زايد الفهمي

كانَ الشيخُ عبد الوهَّاب محمد صالح شيخ -رحمه الله- نموذجًا وطرازًا فريدًا من رجَال العَمَل الخيري بهذا البلد المعطَاء، وقد عرفتُه -رحمه الله- لأكثر من عشرين عامًا؛ سخيًّا جوادًا كريم اليدِ نديَّ الروحِ، قريبا من أهل الحَاجة والعَوزِ، سباقًا لمشاريع النَّفع العَام الخَيري.

وأكثر ما لَفَت نظري في هذه السِّيرة العَطرة المعطَاءة، ذلك الفِقه الحاضر والبصيرة الرَّصينة في التَّعاطي مع قَضَايا العَمَل الخيري والتَّطوعي؛ فقد كان حريصًا على التنوُّع والشُّمول في البذل في وجو البر والإحسان، ولا أُبالغ عندما أقول: إني لا أعرفُ عملَ خير ومصرف إحسان إلا وللشيخ عبد الوهاب -رحمه الله- يدٌ ضاربةٌ بأوفر سهمٍ ونصيب، فلم يثنهِ الاهتمامُ بالأوقَاف الدَّائمة وجمعيات البر العامَّة عن أن يَفتح بابه ويُرخي يدَه للحاجات الخاصَّة من أهل العَوَز أو المرَض أو المَدينين.

وكان من حُسن فقهه -رحمه الله- في عَمَل الخير، ترتيبُ الأولويات وتقديمُ مصارف البر المتعدِّية، والتي يعمَّ نفعُها ويعظم وقعُها ويطيب أثرُها؛ مِن الإسهام في بناء المسَاجد وعمارتها، والصَّرف على مَغَاسل الموتى الخيريَّة وإكرام مَن أفضَوا إلى رحمة الله، ووضع السِّقايات ودعم جمعيات البِّر المنتشرة في هذه البلاد المباركة.

وقد ألفيتُه -رحمه الله- على مُستوى العَلاقة الخاصَّة؛ رجلًا عظيمَ التعلُّق بربِّه، قويَّ الإيمانِ بعطائِه، لا ينقطعُ عن الصُّفوف الأُولى في المساجد، ولا يفترُ لسانُه من التَّذكير بالله والتَّبشير بفضله، متردِّدا ما بين حرم مكَّة والمدينة، ومواظبًا على المجاورةِ فيهما.

وقد كانت بيني وبينه زياراتٌ في العشر الأَواخر من رمضان والعشر الأُولى من ذي الحجة؛ كم انتفعتُ بحديثه ووصايَاه، وحسن تدبُّره لعظاتِ القرآن وبشائره؛ لقد كان -رحمه الله- مثالًا بليغا على الشخصيَّة المؤمنة الصَّادقة، التي جَمَعَ الله لها بين طهارة النَّفس وسخَاء اليد وطيب المعشَر وكريم الأثَر.

واليومَ أرثيه رحمه الله، وقد أفضى إلى رحمة ربِّه في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لعام 1445هـ، ودُفن ليلة السابع والعشرين في مقبرة بقيع الغرقد بالمدينة المنوَّرة؛ فخالص التَّعازي لأسرته الكريمة ولمحبيه، وصادق الدُّعاء له بالرَّحمة الواسعة وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين؛ وهذه مرثيةٌ نظمتُها في هذا الحَدَث:

نبأٌ تحدَّر من سحابٍ مُرعد

سَالت لأبرقه عيونُ الأدمعِ

 

صدَّقتُ قولَ محدِّثي لما حَكَى

وددتُّ أني حينها لم أسمعِ

 

نجمٌ هوى حتى استقرَّ بقبره

وغشا السماءَ سوادُ ليل مُفزعِ

 

عطرٌ ذَوَى حتى تلاشى عَرْفُه

بأريجه طابت سُفُوح المهْيَعِ

 

عبدٌ لربٍّ واهبٍ متفضلٍ

شيخٌ يحوز قِلَاد مجد أروعِ

 

ترك الحياةَ فأشهبتْ أغصانُها

وَفَنَى النَّدا في طِوال الأفرعِ

 

يمناهُ قد جَادت بكل كَريمة

وبها تطيب جروحُ مرءٍ مُضْجَعِ

 

يُعطي ويَسبق بالعطاء تودُّدًا

تغشاهُ ريحٌ في دويٍّ مُجْمِعِ

 

في كلِّ وادٍ قد أناخَ رحالَه

برٌّ وإحسانٌ وتفريجُ أوجعِ

 

وبنيانُ صرحٍ للصَّلاة وللهُدى

ذكرٌ وقرآنٌ بجوفِ الأضلُعِ

 

هذا وسقياهُ لماءٍ سَاكبٍ

بلَّ نداهُ ثغرَ ذاك الأجوعِ

 

هذا ولا أُحصي محاسنَ بذلِهِ

كالشَّمس قد حلَّت بوقت المطلعِ

 

عشرون عامًا قد شرفتُ بقربهِ

واليوم تخلو منه خُضْرُ المربعِ

 

عهدٌ مَضَى في صدق حُبٍّ عامرٍ

يا طِيب ذاك العَهْد صفوَ المشرعِ

 

أرثي عيونًا قد حُرمن لقاءَكم

أرثي فؤادًا من حرِّ بينٍ مُجْزِعِ

 

لكنَّ ظنِّي في إله الكون أنْ

يغشاك سعدٌ في ظِلالٍ أَفيعِ.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: رحمه الله

إقرأ أيضاً:

«أنت عند الله غالٍ».. نص خطبة الجمعة غدا 22 نوفمبر 2024

نص خطبة الجمعة.. تمثل خطبة الجمعة أهمية كبرى لدى المسلمين، نظرا لوجوب صلاتها على المسلم، فهو مأمورٌ بالسعي إلهيا، وترك الانشغال عنها ببيعٍ أو نحوه عند سماع النداء، كما سمّاها الله تعالى في القرآن الكريم «ذكر الله»، وجعلها شعيرةً من شعائر الإسلام، لذا يتزايد البحث عن نص خطبة الجمعة غدا 22 نوفمبر 2024.

من جانبها، أوضحت وزارة الأوقاف، أن موضوع خطبة الجمعة غدا، وهي الرابعة في شهر نوفمبر، وتوافق 22 من الشهر الجاري الموافق العشرين من جمادى الأول لعام 1446هـجريًا، يأتي بعنوان: «أنت عند الله غالٍ»، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الخطبة هو توجيه جمهور المسجد إلى احترام قدسية الإنسان بنيان الله وصنعته، والتحذير من الانتقاص منه بأي لفظ أو إشارة.

خطبة الجمعة غدانص خطبة الجمعة غدا

وفي ما يلي نص خطبة الجمعة:

أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَهَذِهِ أَنْفَاسٌ شَرِيفَةٌ وَكَلِمَاتٌ مُنِيفَةٌ خَرَجَتْ مِنَ الْفَمِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ لِصَحَابِيٍّ جَلِيلٍ -لَمْ يَكُنْ جَمِيلَ الْوَجْهِ- وَهُوَ سَيِّدُنَا زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) فِي مَوْطِنِ التَّقْدِيرِ وَالْإِجْلَالِ وَالتَّكْرِيمِ لِلإِنْسَانِ «وَلَكِنَّكَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ»، فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ شِعَارٍ يَعْرِفُ لِلإِنْسَانِ قِيمَتَهُ، وَيَقْدُرُهُ قَدْرَهُ، وَيَجْبُرُ خَاطِرَهُ، وَيُسْفِرُ لَهُ عَنْ قِيمَتِهِ وَقُدْسِيَّتِهِ! أَيُّهَا الإِنْسَانُ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.

أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ الكَرِيمُ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَزَكَّى نَفْسَكَ بِمَعْرِفَتِهِ، وَأَنَارَ عَقْلَكَ بِهِدَايَتِهِ، وَأَحَاطَكَ بِعِنَايَتِهِ، وَكَرَّمَكَ وَشَرَّفَكَ، وَحَمَلَكَ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ، وَفَضَّلَكَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكَ مِنْ وَافِرِ رِزْقِهِ وَعَظِيمِ عَطَائِهِ. أَيُّهَا الإِنْسَانُ «أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ»، خَلَقَكَ اللهُ تَعَالَى وَشَرَّفَكَ بِعِبَادَتِهِ وَذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ، وَأَمَرَكَ بِالسَّعْيِ إِلَيْهِ، وَالتَّقَرُّبِ لِحَضْرَتِهِ، وَأَخْرَجَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَسَخَّرَ لَكَ الأَسْبَابَ وَالثَّرَوَاتِ وَالكُنُوزَ، وَفَتَحَ لَكَ آفَاقَ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، وَعَلَّمَكَ مَنَاهِجَ الفِكْرِ وَالتَّدَبُّرِ وَالتَّأَمُّلِ، حَتَّى تُعَمِّرَ الأَرْضَ، وَتَصْنَعَ الحَضَارَةَ، وتَبْنِيَ الدُّنْيَا، وَرَبُّكَ -سُبْحَانَهُ- رَحِيمٌ بِكَ، مُقْبِلٌ عَلَيْكَ، يَلْحَظُكَ بِعَيْنِ عِنَايَتِهِ، فَأَنْتَ عَبْدٌ لِرَبٍّ حَكِيمٍ، يَرْعَاكَ، وَيَتَوَلَّاكَ، وَيَتَوَلَّى هُدَاكَ، فَمَهْمَا ضَاقَتْ فَرَبُّكَ هُوَ الوَاسِعُ، وَمَهْمَا اسْتَحْكَمَتْ فَرَبُّكَ هُوَ الفَتَّاحُ، وَمَهْمَا أَظْلَمَتْ فَرَبُّكَ هُوَ النُّورُ!

خطبة الجمعة غدا

وَهُنَا يَظْهَرُ مَعْنًى جَلِيلٌ، وَأَمْرٌ جَلَلٌ عَظِيمٌ، إِنَّ هَذَا الإِنْسَانَ المُكَرَّمَ المُبَجَّلَ لَا يَجُوزُ الانْتِقَاصُ مِنْهُ بِأَيِّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ إِشَارَةٍ، وَالمُتَأَمِّلُ فِي سُورَةِ الحُجُرَاتِ يَجِدُ نَوَاهِيَ أَكِيدَةً وَزَوَاجِرَ شَدِيدَةً لِكُلِّ مَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ الانْتِقَاصَ مِنَ الإِنْسَانِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.

خطبة الجمعة غدا

هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ فِي مِيزَانِ اللهِ تَعَالَى، هُوَ بُنْيَانُ اللهِ تَعَالَى وَصَنْعَتُهُ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى حُرْمَتَهُ أَعْظَمَ المُقَدَّسَاتِ، والانْتِقَاصَ مِنْهُ مِنْ أَشَدِّ المُحَرَّمَاتِ، فَكَيْفَ يَجْسُرُ إِنْسَانٌ عَلَى أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ عَظَمَةِ مَا عَظَّمَهُ اللهُ؟! إِنَّ كُلَّ صُوَرِ الإِسَاءَةِ لِلإِنْسَانِ مُحَرَّمَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ أَشْكَالِ النَّيْلِ مِنْ كَرَامَةِ الإِنْسَانِ مُجَرَّمَةٌ، إِنَّهَا اعْتِدَاءٌ وَظُلْمٌ وَتَجَاوُزٌ عَظِيمٌ، وَإِذَا أَرَدتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَ الإِنْسَانِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَانْظُرْ هَذَا الرَّدَّ الإِلَهِيَّ الَّذِي جَبَرَ خَاطِرَ سَيِّدِنَا بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحِينَما خَرَجَتْ كَلِمَةٌ نَابِيَةٌ جَارِحَةٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مِنَ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فِي حَقِّ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟)، فَكَانَت ازْدَرَاءً وَتَنْقِيصًا لِعَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ البَشَرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، هُنَا جَاءَتِ الرِّسَالَةُ الإِلَهِيَّةُ لِلدُّنْيَا بِأَسْرِهَا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

خطبة الجمعة غدا

إِنَّ هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ، قَالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:

فَيَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ، احْذَرْ أَنْ تَتَعَدَّى عَلَى أَخِيكَ الإِنْسَانِ بِأَيِّ صُورَةٍ، وَتَأَمَّلْ هَذِهِ الزَّوَاجِرَ النَّبَوِيَّةَ وَالرَّوَادِعَ المُصْطَفَوِيَّةَ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ»، أَرَأَيْتَ أَخِي الكَرِيمَ عِظَمَ ذَنْبِ مَنِ احْتَقَرَ إِنْسَانًا أَوِ انْتَقَصَ مِنْهُ! إِنَّ ذَلِكَ المُتَعَدِّيَ عَلَى الإِنْسَانِ قَدْ وَقَعَ فِي الشَّرِّ كُلِّهِ! وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ»، أَرَأَيْتَ النَّهْيَ المُؤَكَّدَ عَنْ إِحْزَانِ الإِنْسَانِ وَإِلْحَاقِ الضَّرَرِ النَّفْسِيِّ بِهِ!

خطبة الجمعة غدا

أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ، إِذَا كُنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الهِمَمِ فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإِنَّ دِينَنَا الحَنِيفَ لَمْ يَكْتَفِ بِتَكْرِيمِكَ وَإِجْلَالِكَ، بَلْ جَعَلَ حَالَكَ تِرْيَاقًا مُجَرَّبًا، وَدَوَاءً شَافِيًا، وَسَبَبًا كَافِيًا فِي نُصْرَةِ الأُمَّةِ وَسَعَةِ رِزْقِهَا، وَإِلَيْكَ هَذَا البَيَانُ النَّبَوِيُّ العَجِيبُ الَّذِي يَتَقَطَّرُ جَمَالًا وَيَفِيضُ نُبْلًا حِينَمَا يَتَكَلَّمُ عَنِ الإِنْسَانِ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟»، وَاعْلَمْ أَنَّ التَّارِيخَ حَافِلٌ بِمَنْ حَوَّلَ الضَّعْفَ إِلَى قُوَّةٍ وَنَجَاحٍ وَإِنْجَازٍ وَتَفَوُّقٍ، وَتُرَاثُنَا حَافِلٌ بِالعُلَمَاءِ وَالمُفَكِّرِينَ وَالمُخْتَرِعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الهِمَمِ، أَيُّهَا الإِنْسَانُ «أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ».

اللَّهُمَّ أَفِضْ عَلَى بِلَادِنَا الخَيْرَاتِ وَالبَرَكَاتِ

وَابْسُطْ فِيهَا بِسَاطَ الأَمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّخَاء.

اقرأ أيضاًالأوقاف تعلن عن مسابقة لتعيين 3 آلاف إمام ومدرس وخطيب.. الموعد والتفاصيل

وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة

بـ «مديريات الأوقاف الإقليمية».. التنظيم والإدارة يفتح باب التقدم في وظيفة «مدير إدارة التحقيقات»

مقالات مشابهة

  • وفاة شقيقة الشيخ صالح كامل
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم.. «أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَال»
  • كراكتير عمر دفع الله
  • «أنت عند الله غالٍ».. نص خطبة الجمعة غدا 22 نوفمبر 2024
  • نائب أمير منطقة الرياض يعزي في وفاة عبدالعزيز النوفل رحمه الله
  • "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ" موضوع خطبة الجمعة.. غداً
  • الأمير فيصل بن بندر يعزي في وفاة عبدالعزيز النوفل رحمه الله
  • الأمير تركي يقدم نصيحة حفظها عن والده الملك فيصل رحمه الله .. فيديو
  • في شمع... إشتباكات بين حزب الله وقوّة إسرائيليّة
  • علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها