صحيفة صدى:
2025-02-03@09:11:55 GMT

شيخ العَطَاء، عبد الوهَّاب شيخ

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

شيخ العَطَاء، عبد الوهَّاب شيخ

د. عدنان بن زايد الفهمي

كانَ الشيخُ عبد الوهَّاب محمد صالح شيخ -رحمه الله- نموذجًا وطرازًا فريدًا من رجَال العَمَل الخيري بهذا البلد المعطَاء، وقد عرفتُه -رحمه الله- لأكثر من عشرين عامًا؛ سخيًّا جوادًا كريم اليدِ نديَّ الروحِ، قريبا من أهل الحَاجة والعَوزِ، سباقًا لمشاريع النَّفع العَام الخَيري.

وأكثر ما لَفَت نظري في هذه السِّيرة العَطرة المعطَاءة، ذلك الفِقه الحاضر والبصيرة الرَّصينة في التَّعاطي مع قَضَايا العَمَل الخيري والتَّطوعي؛ فقد كان حريصًا على التنوُّع والشُّمول في البذل في وجو البر والإحسان، ولا أُبالغ عندما أقول: إني لا أعرفُ عملَ خير ومصرف إحسان إلا وللشيخ عبد الوهاب -رحمه الله- يدٌ ضاربةٌ بأوفر سهمٍ ونصيب، فلم يثنهِ الاهتمامُ بالأوقَاف الدَّائمة وجمعيات البر العامَّة عن أن يَفتح بابه ويُرخي يدَه للحاجات الخاصَّة من أهل العَوَز أو المرَض أو المَدينين.

وكان من حُسن فقهه -رحمه الله- في عَمَل الخير، ترتيبُ الأولويات وتقديمُ مصارف البر المتعدِّية، والتي يعمَّ نفعُها ويعظم وقعُها ويطيب أثرُها؛ مِن الإسهام في بناء المسَاجد وعمارتها، والصَّرف على مَغَاسل الموتى الخيريَّة وإكرام مَن أفضَوا إلى رحمة الله، ووضع السِّقايات ودعم جمعيات البِّر المنتشرة في هذه البلاد المباركة.

وقد ألفيتُه -رحمه الله- على مُستوى العَلاقة الخاصَّة؛ رجلًا عظيمَ التعلُّق بربِّه، قويَّ الإيمانِ بعطائِه، لا ينقطعُ عن الصُّفوف الأُولى في المساجد، ولا يفترُ لسانُه من التَّذكير بالله والتَّبشير بفضله، متردِّدا ما بين حرم مكَّة والمدينة، ومواظبًا على المجاورةِ فيهما.

وقد كانت بيني وبينه زياراتٌ في العشر الأَواخر من رمضان والعشر الأُولى من ذي الحجة؛ كم انتفعتُ بحديثه ووصايَاه، وحسن تدبُّره لعظاتِ القرآن وبشائره؛ لقد كان -رحمه الله- مثالًا بليغا على الشخصيَّة المؤمنة الصَّادقة، التي جَمَعَ الله لها بين طهارة النَّفس وسخَاء اليد وطيب المعشَر وكريم الأثَر.

واليومَ أرثيه رحمه الله، وقد أفضى إلى رحمة ربِّه في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لعام 1445هـ، ودُفن ليلة السابع والعشرين في مقبرة بقيع الغرقد بالمدينة المنوَّرة؛ فخالص التَّعازي لأسرته الكريمة ولمحبيه، وصادق الدُّعاء له بالرَّحمة الواسعة وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين؛ وهذه مرثيةٌ نظمتُها في هذا الحَدَث:

نبأٌ تحدَّر من سحابٍ مُرعد

سَالت لأبرقه عيونُ الأدمعِ

 

صدَّقتُ قولَ محدِّثي لما حَكَى

وددتُّ أني حينها لم أسمعِ

 

نجمٌ هوى حتى استقرَّ بقبره

وغشا السماءَ سوادُ ليل مُفزعِ

 

عطرٌ ذَوَى حتى تلاشى عَرْفُه

بأريجه طابت سُفُوح المهْيَعِ

 

عبدٌ لربٍّ واهبٍ متفضلٍ

شيخٌ يحوز قِلَاد مجد أروعِ

 

ترك الحياةَ فأشهبتْ أغصانُها

وَفَنَى النَّدا في طِوال الأفرعِ

 

يمناهُ قد جَادت بكل كَريمة

وبها تطيب جروحُ مرءٍ مُضْجَعِ

 

يُعطي ويَسبق بالعطاء تودُّدًا

تغشاهُ ريحٌ في دويٍّ مُجْمِعِ

 

في كلِّ وادٍ قد أناخَ رحالَه

برٌّ وإحسانٌ وتفريجُ أوجعِ

 

وبنيانُ صرحٍ للصَّلاة وللهُدى

ذكرٌ وقرآنٌ بجوفِ الأضلُعِ

 

هذا وسقياهُ لماءٍ سَاكبٍ

بلَّ نداهُ ثغرَ ذاك الأجوعِ

 

هذا ولا أُحصي محاسنَ بذلِهِ

كالشَّمس قد حلَّت بوقت المطلعِ

 

عشرون عامًا قد شرفتُ بقربهِ

واليوم تخلو منه خُضْرُ المربعِ

 

عهدٌ مَضَى في صدق حُبٍّ عامرٍ

يا طِيب ذاك العَهْد صفوَ المشرعِ

 

أرثي عيونًا قد حُرمن لقاءَكم

أرثي فؤادًا من حرِّ بينٍ مُجْزِعِ

 

لكنَّ ظنِّي في إله الكون أنْ

يغشاك سعدٌ في ظِلالٍ أَفيعِ.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: رحمه الله

إقرأ أيضاً:

إلا مصر.. يا هولاكو العصر

هو طبعة جديدة من "هولاكو" أحد أشهر سفاحي التاريخ  .. و"هولاكو" – قائد المغول في القرن الثالث عشر- كان سفاحاً قاتلاً دموياً متغطرساً حقيراً، وهولاكو العصر عنده ذات الصفات وزاد عليها أنه تافه مختل العقل أهوج أخرق، وضعيف أمام النساء.

 سنوات عمره الطويلة وشعره الثلجي الأبيض لم تزده إلا تهوراً وجنونا وضعفاً أمام النساء !

صوَّر له خياله المريض أنه حاكم كوكب الأرض، فتوهم أنه إذا قال شيئاً، فعلى الدنيا السمع والطاعة، وإذا أراد فلا بد أن يستجيب القدر!

هذا السكرير العربيد الراكع بين أفخاذ البغايا راح يقسّم بلاد العرب ويأمر بنقل بعض الشعوب العربية من مكان لآخر، وكأن بلاد العرب قطعة شطرنج يعبث بما شاء من رقعها، وكأن الشعوب العربية مجرد أحجار شطرنجية ينقل ما يشاء منها أينما شاء.

 العجوز  الخِرب منهوك العقل، والذي لاحقته تهمٌ بالاعتداء الجنسي، والتهرب الضريبي، والتشهير والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية والتآمر على الحقوق.. راح يتقمص دور الرجل القوي، ويقول إن على مصر أن تفعل كذا وكذا وعلى الأردن أن تفعل كذا وعلى الفلسلطينيين أن ينتقلوا من هنا إلى هنا.. ولو كان يعلم أو يعقل لما قال مثل هذا الهراء.

فلو كان هذا العجوز قد قرأ صفحة من التاريخ لعرف أن مصر لم تركع أبداً لغير الله، وأنها وقفت ضد كل عتاة التاريخ وأجهضت كل مخططاتهم وقطعت عليهم كل أحلامهم وأنهت تماماً كل هلاوس عقولهم.

لو كان يقرأ أو يعلم لعرف أن رؤوس المصريين لم تنحنِ إلا لله وأنها مرفوعة إلى السماء مهما كان حجم مرارتها وآلامها، وحتى لو كانت مخضبة بالدماء.

  ليته يقرأ -فقط-  ما فعله المصريون مع رسل شبيهه التاريخي "هولاكو"  .. هولاكو الذي كان قبل حوالي 8 قرون قد احتل نصف العالم ، وأراد أن يبتلع مصر ويضمها إلى حظيرة مملكته فبعث بـ4 رسل يحملون رسالة تهديد إلى حاكم مصر  -آنذاك- " سيف الدين قطز" يطلب منه التسليم أو القتل وتدمير البلاد.

أتدري أيها العجوز ماذا فعل " قطز" برسل هولاكو؟.. ذبحهم وعلق رؤوسهم على باب زويلة، ثم خرج إلى المصريين وقال خطبته الشهيرة التي يسجلها التاريخ، قال:" يا أهل مصر عندما بايعتموني على السلطة كان ذلك لأن جيش هولاكو قد اقترب منا وأصبحوا على أبواب بلادنا، وإنما دفعكم إلى مبايعتي هو عهدي لكم بحماية الأرض والعِرض، وحماية البلاد والعباد وحماية أمتنا وديننا وكرامتنا ولكن مهما امتلكت من القوة والحكمة، فلن أستطيع أن أردهم وحدي، إنني بحاجة إلى أذرع الرجال تحمل سيوفاً ورماحاً وسهاماً، وبحاجة إلى أذرع النساء ترتفع لنا بالدعاء.. أيها الناس لقد أرسل إلينا هولاكو رسلاً مطالباً إما التسليم أو الهرب خارج البلاد، وأراد أن يزرع خوفاً في قلوبنا لما معه ومن معه، وإذا كان معه الجند والرماح والمنجنيق، فإن معنا ما هو فوق كل هذا  معنا الله عز وجل ، وما هذا إلا امتحان من الله -سبحانه تعالى- فإما النصر وإما الشهادة".

 وبالمناسبة كانت مصر في ذلك الوقت تعاني فقراً وقلة في الزاد وصعوبة في الحياة،  ولكن هذا لم يمنع المصريين من تجهيز جيشهم والخروح لملاقاة التتار وهزموهم شر هزيمة ومزقوهم كل ممزق ، وقتلوا قائد المغول في المعركة.. أتدري أين كانت تلك المعركة؟.. كانت فوق أرض فلسطين.

هذه مجرد صفحة من تاريخ مصر ، وهؤلاء هم المصريون الذين لم تعرفهم حتى الآن.

وإن شئت أن تسمع رسالة واحدة من مصري فاسمع ما قاله ابن شبرا  الشاعر عبد الله شمس الدين:

يا هذه الدنيا أطِّلي واسمعي.

جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي.

بالحق سوف أرده وبمدفعي.

فإذا فنيت فسوف أفنيه معي.

 

وتلك هي الخلاصة: "إذا فنيت فسوف أفنيه معي".. والله فوق الغادر المتكبر.

مقالات مشابهة

  • عن نقل أموال إلى حزب الله.. هكذا علّقت إيران
  • القيادة تعزي أمير الكويت بوفاة الشيخ دعيج إبراهيم الدعيج الإبراهيم الصباح
  • خادم الحرمين الشريفين يُعزي أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ دعيج إبراهيم الدعيج الإبراهيم الصباح
  • سمو ولي العهد يُعزي ولي العهد بدولة الكويت في وفاة الشيخ دعيج إبراهيم الدعيج الإبراهيم الصباح
  • القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ دعيج إبراهيم الدعيج الإبراهيم الصباح
  • لا تحرق أعصابك
  • فضل العمرة في شهر شعبان
  • اب عُشر في النشنكة????
  • إلا مصر.. يا هولاكو العصر
  • بن رحمه ينضم رسمياً إلى نيوم