خبير عسكري: هذه أسباب انسحاب الاحتلال من خان يونس ومستقبل الحرب
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب جميع القوات البرية من جنوبي قطاع غزة، بما فيها الفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر، حيث لم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم لفصل الشمال عن الوسط والجنوب.
وفي هذا الإطار يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن الاحتلال أرجع انسحابه من خان يونس للاستعداد لمعركة رفح، مبينا أنه يريد سحب هذه القطاعات العسكرية لإعادة استعدادها القتالي للفترة المقبلة واستخدامها بمكان آخر.
لكن الفلاحي -خلال فقرة التحليل العسكري للجزيرة- قال إن عملية الانسحاب تعطي فرصة للاحتلال لانتقال المدنيين والنازحين من مدينة رفح إلى خان يونس وصولا للشارع الذي يفصل شمالي القطاع عن الوسط والجنوب.
وأوضح أن هذه المساحة الجغرافية أصبحت كبيرة جدا لاستيعاب أعداد المدنيين والنازحين من رفح تمهيدا للعملية العسكرية المرتقبة.
ومن بين أسباب الانسحاب -وفق الفلاحي- إخفاق الاحتلال في تحقيق أهدافه في تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب القسام واستعادة الأسرى المحتجزين في غزة.
واستدل الخبير العسكري، بعمليتي الزنة وحي الأمل الأخيرتين بمدينة خان يونس، والتي قالت كتائب القسام إنها قتلت خلالهما 14 عسكريا إسرائيليا، وهو ما يعني وجود استنزاف لجيش الاحتلال.
وتوقع الفلاحي، أن تل أبيب أخذت بمشورة واشنطن بضرورة الخروج من المنطقة لأنها تعد بمثابة استنزاف كامل للقوات الإسرائيلية الموجودة داخل المدن.
ماذا بعد الانسحاب؟
وفي رؤيته للمشهد الميداني بعد الانسحاب، يعتقد الفلاحي، أن سيناريو الانسحاب من خان يونس يشبه كثيرا سيناريو الانسحاب من غزة، مؤكدا أن العمليات ستعود إليها بعد الانتقال للمرحلة الثالثة.
وبيّن أن معالم هذه المرحلة تتمثل في وقف الاجتياح البري الشامل والتمركز في المناطق العازلة، ومن ثم القيام بعمليات توغل نوعية محدودة ثم الانسحاب مجددا.
وأضاف أن العمليات ستكون أقل كثافة ولكنها أكثر نوعية وتركيزا بإسناد جوي ومدفعي؛ واستنادا لمعلومات استخبارية، إضافة إلى تفعيل الاغتيالات للقيادات المطلوبة.
إطلاق الصواريخ
وحول دلالات استمرار إطلاق الصواريخ نحو منطقة غلاف غزة، قال الفلاحي، إن العملية العسكرية الإسرائيلية قد تكون أضعفت فصائل المقاومة ولكن لم يتم القضاء عليها قطعا.
وأشار إلى أن الصواريخ تحمل رسائل واضحة مفادها أن مناطق غلاف غزة لن تكون آمنة طالما لا يزال القتال مستمرا، مضيفا أن لدى المقاومة من الإمكانيات ما يمكنها من الوصول لهذه الأهداف.
وحول التوقعات بشأن اجتياح رفح، يعتقد الفلاحي أن العملية قد لا تبدأ بالمنظور القريب في ظل الحاجة لعدة أسابيع لنقل المدنيين في رفح، كما أن العملية تحتاج تنسيقا مع مصر.
وأكمل موضحا: "من المبكر القول إن هناك عملية تجاه رفح، ولكن هناك تحضيرات جارية على قدم وساق"، مؤكدا أن الحديث عنها يندرج أيضا في سياق الضغط على حماس للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات خان یونس
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: صواريخ ومسيّرات اليمن تنغص ما تظنه إسرائيل نصرا إقليميا
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن استمرار الحوثيين بإطلاق المسيّرات والصواريخ الباليستية يشكّل تنغيصا على ما تعتبره إسرائيل "نصرا إقليميا، ومحاولة إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط".
جاء ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، اعتراض سلاح الجو 3 مسيّرات أُطلقت من الشرق، وسط ترجيحات أن المسيّرات التي تسببت بتفعيل صفارات الإنذار في منطقة النقب الغربي مصدرها اليمن.
وأوضح حنا، في حديثه للجزيرة، أن الحوثيين يخوضون حربا ضد أهم جيوش العالم، في إشارة منه إلى جيوش أميركا وبريطانيا وإسرائيل، إضافة إلى تحالف "حارس الازدهار".
ويعد "حارس الازدهار" تحالفا عسكريا بحريا متعدد الجنسيات، تأسس في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة، بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية من إسرائيل وإليها عبر البحر الأحمر.
ووفق حنا، فإن جبهة اليمن هي الجبهة الوحيدة الفاعلة حاليا رغم كونها على مسافة ألفي كيلومتر، لكنها تضع الحوثيين في موقع جيوسياسي مهم، إلى جانب الأهداف المتعلقة بإسناد غزة والقضية الفلسطينية.
ولفت الخبير العسكري إلى أن إطلاق المسيّرات والصواريخ الحوثية بعد منتصف الليل يعني نزول نحو 3 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ. وكذلك يتزامن أيضا مع المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إعلان
وبشأن المعضلات التي تواجه جيش الاحتلال أمام جبهة اليمن، عدد الخبير العسكري بعضا منها مثل المسافة الجغرافية البعيدة، وعدم أولوية هذه الجبهة مقارنة بجبهة غزة ومن ثم الجبهة اللبنانية.
وأعرب حنا عن قناعته بأن الجبهة اللبنانية أصبحت في مكان آخر بعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للبلاد إثر شغور رئاسي طويل، وتداعيات ذلك على التعامل بين الدولة وحزب الله.
ونهاية العام الماضي، أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن اسم "نغمات الكرم"، وهو ما اعتبره الخبير العسكري تحول اليمن إلى جبهة قتال أساسية يتطلب اجتماعات متكررة بين القيادة الوسطى الأميركية والجيش الإسرائيلي.
وقبل يومين، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية أن الاستخبارات جنّدت عشرات اليهود من الأصول اليمنية للتعامل مع ما وصفتها بتهديدات الحوثيين، مشيرة إلى أنهم سيخدمون في شعبة أمان الاستخباراتية، للمساعدة بمواجهة عبر جمع المعلومات الاستخباراتية وفهم الثقافة اليمنية.