حول التهديدات العديدة، التي تواجهها أوروبا قالت فون دي لاين: "روسيا لا تحاول فقط محو أوكرانيا من على وجه الأرض، لكن العدوان الروسي أوسع نطاقا: حيث شن هجمات هجينة ضد أوروبا لسنوات.

اعلان

تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية ومرشحة حزب الشعب الأوروبي المحافظ للانتخابات الأوروبية، أورسولا فون دير لاين بـ "محاربة" أصدقاء بوتين من اليمين المتطرف، الذين يرغبون في "اختطاف" مستقبل أوروبا.

إطلاق حملة الانتخابات الأوروبية في أثينا تزامن مع الذكرى الـ 50 لتأسيس حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم في اليونان. فون دير لاين هاجمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاءه الأوروبيين، مشيرة إلى أنه خلال انتخابات الاتحاد الأوروبي المقبلة في يونيو-حزيران، "تواجه أوروبا الموحدة والمسالمة تحديات من الداخل والخارج".

وحول التهديدات العديدة، التي تواجهها أوروبا قالت فون دي لاين: "روسيا لا تحاول فقط محو أوكرانيا من على وجه الأرض، لكن العدوان الروسي أوسع نطاقا: حيث شن هجمات هجينة ضد أوروبا لسنوات. سواء كان ذلك من خلال الهجمات السيبرانية أو التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي أو استغلال المهاجرين".

وأضافت رئيسة المفوضية: "أصدقاء بوتين هنا في أوروبا يحاولون إعادة كتابة تاريخنا، واختطاف مستقبلنا، سواء تحت ستار الشعبويين أو الديماغوجيين. سواء كان هذا هو حزب البديل من أجل ألمانيا في ألمانيا، أو التجمع الوطني في فرنسا، أو المؤتمر في بولندا، أو غيرهم. قد تختلف الأسماء، لكن الهدف واحد: إنهم يدوسون على قيمنا ويريدون اختطاف مستقبلنا".

المرشحة الرئيسية لحزب الشعب الأوروبي شددت على أنّ مهمتها ومهمة الحزب هي الرد في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

استطلاع حصري يُظهر صعود الشعبويين واليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية المقبلةالانتخابات الأوروبية: بلجيكا تفرض الانتخاب الإلزامي على الشباب دون سن الثامنة عشرة

من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي رشح مع نظيره البولندي دونالد تاسك العرض الثاني لفون دير لاين في مفوضية الاتحاد الأوروبي، إن أوروبا ليس لديها مجال للتجارب.

وأضاف ميتسوتاكيس: "هل لدينا هامش مثل اليونان وأوروبا للتجربة والمغامرات الجديدة في هذه المرحلة؟"، داعياً الناس إلى المشاركة في انتخابات الاتحاد الأوروبي.

وانتقد ميتسوتاكيس في كلمته الأحزاب الاشتراكية واليسارية المعارضة، قائلا إن "الأزمة الاقتصادية استمرت لفترة أطول في اليونان لأن الشعبوية منعتها من الانتعاش".

دفاع الاتحاد الأوروبي: "علامة" المستقبل

وبشأن الدفاع، شددت فون دير لاين على أنه يتعين على أوروبا زيادة الإنفاق بشكل جماعي. وقالت: "يتعين على أوروبا أن تنفق أكثر وبشكل أفضل وأن تنفق أوروبيا"، واستشهدت باليونان كمثال على إنفاق أكثر من 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.

وقالت في معرض توضيحها لأحد وعودها الانتخابية الرئيسية: "بما أن الحرب لم تعد شيئاً من الماضي في أوروبا، فإن التعاون الدفاعي يجب أن يكون علامة المستقبل في أوروبا. وهذا هو بالضبط ما سندافع عنه في هذه الحملة".

على المستوى الاقتصادي، أكدت فون دير لاين أنه ينبغي تعزيز اقتصاد السوق الاجتماعي والقدرة التنافسية في أوروبا، وأيدت الصفقة الخضراء قائلة إنها حولت المعركة ضد تغير المناخ إلى خطة للنمو والصناعة النظيفة والعدالة الاجتماعية وقالت: "إننا الآن بحاجة إلى مواصلة دعم صناعتنا وشركاتنا الصغيرة لتنفيذها".

لماذا أثينا؟

وفقاً لمصدر من حزب الشعب الأوروبي المحافظ، فإن اختيار فون دير لاين لأثينا من أجل إطلاق حملتها يحمل شقين: 

أولا، تزامن ذلك مع الذكرى الخمسين لتأسيس حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم في اليونان، والذي يعد حاليا أقوى حزب يمين وسط في الاتحاد الأوروبي داخل حزب الشعب الأوروبي في حكومة وطنية.

إضافة إلى ذلك، قال المصدر إن اختيار أثينا هو أيضًا "رمزي" حيث يقام الحدث في قاعة زابيون، حيث وقعت اليونان في الـ 28 مايو-أيار 1979 على انضمامها إلى المجتمعات الأوروبية.

الانتخابات الأوروبية ستجرى بين السادس والتاسع من حزيران/ يونيو المقبل امام حشد في بودابست.. أوربان يطلب الدعم لـ "احتلال بروكسل" في الانتخابات الأوروبية المقبلة

وقال ثاناسيس باكولاس، الأمين العام لحزب الشعب الأوروبي: "باعتباري أمينًا عامًا لحزب الشعب الأوروبي وكيوناني، إنه لشرف عظيم للحزب الذي أمثله، أن تبدأ أورسولا فون دير لاين حملتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من أثينا". 

ويبر يشيد بالاقتصاد اليوناني

في حديثه يوم السبت في الذكرى الخمسين لحدث الديمقراطية الجديدة، أشاد رئيس كتلة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي مانفريد ويبر بكيرياكوس ميتسوتاكيس قائلاً إنه أخذ دولة راكدة، وحولها إلى "الاقتصاد الأسرع نمواً في أوروبا".

وقال فيبر: "إن بلدي، ألمانيا، يعاني حاليًا من الركود في ظل الحكومة اليسارية في برلين، بينما تعتبر اليونان إحدى القوى الاقتصادية في أوروبا".

وفقا لتوقعات المفوضية الأوروبية، من المتوقع أن يظل نمو الاقتصاد اليوناني مستقرا على نطاق واسع عند 2.3 في المائة خلال عامي 2024 و2025، ورغم أن الدين العام لا يزال هو الأعلى في منطقة اليورو، إلا أنه يتجه إلى الانخفاض.

ومع ذلك، فقد أدى التضخم إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وفي معظم استطلاعات الرأي، يعتبر اليونانيون أن التضخم هو مشكلتهم الأساسية.

اعلان

وأكد ويبر أيضًا إن ميتسوتاكيس "وقف" في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقام بحماية حدود أوروبا، في إشارة إلى اتفاق الهجرة الأخير بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وقال إن سلطات الدولة هي التي تقرر من يدخل أوروبا وليس المهربين.

انتقادات من المعارضة اليونانية

في غضون ذلك، انتقدت المعارضة اليونانية قرار فون دير لاين إطلاق حملة الانتخابات الأوروبية في أثينا حيث قال كوستاس أرفانيتيس، عضو البرلمان الأوروبي وحزب سيريزا اليساري، إن فون دير لاين اختارت أثينا لإطلاق حملتها وسط مخاوف متزايدة بشأن سيادة القانون في البلاد.

وأضاف: "إنها تطلق حملتها في أصعب اللحظات بالنسبة لسيادة القانون في اليونان، برسالة إدانة واضحة للغاية من البرلمان الأوروبي للحكومة اليونانية".

اعتمد برلمان الاتحاد الأوروبي مؤخرًا قرارًا ينتقد الحكومة اليونانية بسبب النتائج الضعيفة في سيادة القانون مما يثير قائمة طويلة من القضايا: ضعف استقلال وسائل الإعلام وما يسمى بفضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية "ووترغيت اليونانية"، والتي شهدت عمليات تنصت على هواتف سياسيين ورجال أعمال وصحفيين عبر برامج تجسس غير قانونية من طراز "بريداتور" إضافة إلى الجهود المزعومة لمنع هيئة مراقبة الخصوصية المستقلة في البلاد من تسليط الضوء على القضية.

ومن جانبهم، دعا الاشتراكيون في الاتحاد الأوروبي حزب الشعب الأوروبي إلى "التوقف عن تغطية" رئيس الوزراء اليوناني حيث علّق زعيم حزب اليسار الجديد المعارض ألكسيس تشاريتسيس قائلاً: "إن السلوك المناهض للمؤسسات لرئيس المفوضية الذي يعمل كزعيم حزبي في خدمة السيد ميتسوتاكيس هو سبب آخر لإدانته وحزب الديمقراطية الجديدة في صناديق الاقتراع".

اعلان

المصادر الإضافية • عن موقع يوروأكتيف

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المناخ والمساواة والأمن: أولويات الشباب الذين سيدلون بأصواتهم لأول مرة في الانتخابات الأوروبية شاهد: مظاهرة حاشدة في فيينا ضد اليمين المتطرف والعنصرية وكره الاجانب ضد اليمين المتطرف.. المسيرات تجتاح مدينة هامبورغ الألمانية الشعبوية اليمينية حملة انتخابية أورسولا فون دير لايين اليونان الانتخابات الأوروبية يمين متطرف اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة في يومها الـ 184: إسرائيل تسحب ثلاثة ألوية من خان يونس استعدادا لدخول رفح يعرض الآن Next "القلق يتصاعد في واشنطن والفضل يعود لموسكو".. أوكرانيا تتحول إلى ساحة لاختبار صواريخ كوريا الشمالية يعرض الآن Next بعد مقتل عمال الإغاثة البريطانيين.. المملكة مصدومة من "حمام الدم" في غزة يعرض الآن Next ليلة ساخنة في تل أبيب.. عملية دهس ومواجهات وغانتس يستنكر وصف المتظاهرين بالأعداء يعرض الآن Next شاهد: مظاهرة حاشدة في بودابست ضد رئيس الوزراء فيكتور أوربان اعلانالاكثر قراءة في مشهد مهيب.. 200 ألف مصل يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى ماكدونالدز تشتري 225 مطعماً في إسرائيل.. صفقة سرية تحت تأثير المقاطعة حرب غزة: ضغوط أمريكية للتوصل إلى هدنة وإسرائيل تعلن فتح معابر لدخول مساعدات إلى شمال القطاع مباشر. حرب غزة: القسام تعلن قتل 14 جنديا إسرائيليا في خان يونس واستئناف محادثات الهدنة في القاهرة غدا نيويورك تدفع 17.5 مليون دولار لتسوية دعوى بسبب إجبار الشرطة سيدتين على خلع الحجاب

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين محادثات - مفاوضات الوقود روسيا الصين إيطاليا فيضانات - سيول Themes My EuropeالعالمBusinessالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين محادثات - مفاوضات My Europe العالم Business السياسة الأوروبية Green Next الصحة سفر ثقافة فيديو كل البرامج Job Offers from Amply Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقس English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية حملة انتخابية اليونان الانتخابات الأوروبية يمين متطرف إسرائيل حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين محادثات مفاوضات الوقود روسيا الصين إيطاليا فيضانات سيول السياسة الأوروبية إسرائيل حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين محادثات مفاوضات السياسة الأوروبية الانتخابات الأوروبیة الدیمقراطیة الجدیدة حزب الشعب الأوروبی الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next فون دیر لاین فی الیونان فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي وسوريا.. ما الخطوة التالية؟

عززت التصريحات الأخيرة لزعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز التي دعا فيها حكومة بلاده لتعزيز العلاقات مع النظام السوري من جدية المعلومات التي تتناقلها مصادر غربية عن تحركات دبلوماسية أوروبية لإحياء العلاقات مع سوريا، بعد أن قطع الاتحاد الأوروبي تعاونه الثنائي في مايو/أيار 2011.

ومع أن النظام السوري لم يمتثل للشروط التي حددها مجلس الاتحاد الأوروبي في وقت سابق لعودة العلاقات، فإن فيلدرز حث الحكومة الهولندية على تعزيز حراكها الدبلوماسي مع دمشق، بهدف تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى مناطق آمنة في بلادهم يجري تقييمها من جديد، طالما أن الرجل -يقصد الأسد- لن يختفي.

ولكن من جهة أخرى، تشكل عودة الارتباط -التي جرى الإعداد لها كما يبدو خلف الكواليس منذ سنوات- حراكا مزعجا، وفق الكاتب البريطاني تشارلز ليستر، كشف عن تذبذب الموقف الغربي وشقوق في الاتحاد الأوروبي من الدولة السورية والرئيس بشار الأسد.

فيلدرز: دعا الحكومة الهولندية لتعزيز العلاقات مع النظام السوري (غيتي) من الشراكة إلى المواجهة

تميزت علاقة الاتحاد الأوروبي بسوريا بداية من فترة حكم الأسد الأب بمحطات كان من أبرزها:

في عام 1977، وقع الاتحاد الأوروبي وسوريا اتفاقية تعاون شكلت أساس الشراكة بين الطرفين. في عام 1995، انضمت سوريا إلى عملية برشلونة وسياسة الجوار الأوروبي وكان الاتحاد يهدف من ورائها نقل دمشق إلى موقع متقدم على مستوى السياسة والاقتصاد. بين عامي 2004 و2008، وقع الطرفان مزيدا من الاتفاقيات الثنائية، وانضمت سوريا من خلالها إلى "الاتحاد من أجل المتوسط". وفي عام 2009 وقع الطرفان مشروع اتفاقية الشراكة بشكل رسمي لتبدأ مرحلة جديدة منذ ذلك التاريخ.

ظل استقرار سوريا يحمل أهمية إستراتيجية بالنسبة للاتحاد الأوروبي سنوات طويلة، وأرجع الباحث في مركز "كارينغي أوروبا" مارك بيريني هذا الاهتمام إلى عام 1995، وهو العام الذي أدرجت فيه دمشق بالشراكة "الأورومتوسطية" المعروفة باسم عملية برشلونة، نسبة إلى مكان إطلاقها.

واستندت الشراكة على سياسة غربية تخص الحافة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، ترى فيها أن الاستقرار والازدهار في جنوب أوروبا هما ركنان أساسيان لرفاه الاتحاد، ولتحقيقهما لا بد لدول الجنوب -أغلب الدول العربية- من تعزيز الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، وتسهيل التجارة، والبدء بتبني سياسات اقتصادية واجتماعية ليبرالية، وتشجيع المجتمع المدني والتبادل الثقافي بشكل مشترك.

لكن، عندما تولى بشار الأسد رئاسة سوريا في يونيو/حزيران 2000 بشر العديد من المعلقين المتفائلين ببداية "ربيع في دمشق"، واستمرت الآمال في التغيير قائمة حتى حلول مارس/آذار 2011 الذي اندلعت فيه احتجاجات مدنية في جنوب سوريا ضمن حراك الربيع العربي.

ومنذ ذلك التاريخ، انطوت -بحسب بيريني- وعود الإصلاح ودخلت كلها طي النسيان، حين جاء رد فعل الأسد على المتظاهرين عنيفا جدا، وكان واضحا أن النظام -بحكم طبيعته- لن يفكر بأي إصلاح اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي ذي شأن، على حد قوله.

وإثر ذلك جمد الاتحاد الأوربي اتفاقية الشراكة التي كان يطمح من خلالها إلى تحسين الحياة السياسية والاقتصادية في سوريا وعلق تعاونه الثنائي مع الحكومة السورية.

كما فرض الاتحاد عقوبات محددة تطال كيانات لها صلة مباشرة بأعمال القمع أو بتمويلها، علاوة على قطاعات في الاقتصاد تقع في صلب الشبكات الممولة للأسد، من قبيل التسليح والسلع والتكنولوجيات المستخدمة في أعمال القمع، واستيراد النفط الخام.

 وفي فبراير/ شباط 2020 اعتمد عقوبات جديدة ثم مددها مجددا في مايو/أيار من العام الحالي. وربط -في بيان له- سبب تمديدها، بمواصلة نظام دمشق سياسته القمعية تجاه شعبه، وانتهاكه حقوق الإنسان والأعراف الدولية.

الاتحاد أمام تدفق اللاجئين

خلال تلك الأعوام، استقبل الاتحاد الأوروبي -على غرار دول الجوار السوري- موجات لجوء تدفقت مع تعثر ربيع سوريا على وقع الرصاص الحي والقصف الجوي والبري الذي استخدمه النظام لسنوات من أجل الحفاظ على سلطته.

وتقدر منظمات أممية وإغاثية عدد السوريين الفارين إلى خارج البلاد بنحو 6 ملايين لاجئ سوري، استضافت أوروبا أكثر من مليون منهم، وبلغت حصة ألمانيا 35%، في حين استقبلت النمسا أكبر نسبة مقارنة بعدد سكانها. ولا تزال قوارب اللجوء تبحر إلى شواطئ أوروبا الجنوبية المطلة على البحر المتوسط حتى الآن.

وتسبب تدفق اللاجئين خلال العقد الأخير-برأي الخبير في قضايا الهجرة واللجوء غالب مارديني- بمشكلات طارئة منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو سياسي، كما تحول بالنسبة إلى اليمين المتطرف الصاعد في انتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات التشريعية المحلية لمصدر قلق بسبب احتمال استمرار الصراع وحالة الاضطراب التي تشهدها سوريا لموعد غير معروف، لا سيما أنه ينظر لقضية اللجوء والهجرة بشكل عام نظرة استهجان وعداء.

ولفت مارديني -في حديثه للجزيرة نت- إلى وجود عوامل أفسحت المجال أمام اليمين -الذي سجلت أحزابه حضورا مؤثرا في البرلمان الأوروبي- ليتحدث عن أوضاع متغيرة في سوريا وما حولها، ويشدد على ضرورة إجراء مراجعة لإستراتيجية الاتحاد تجاه الوضع في سوريا، وتبني سياسة مرنة نحوها، ومن بين هذه العوامل:

 تعثر الحل السوري وفشل نهج خطوة مقابل خطوة الذي تم تبنيه عربيا وأمميا. عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وعودة العلاقات العربية السورية. نجاح تجربة الاتحاد في خفض أعداد المهاجرين لدول الجنوب مقابل دعم مالي واقتصادي تتلقاه دول المنشأ والعبور أو الوسيطة لوقف اللجوء غير الشرعي، مثل نموذج لبنان وتونس وليبيا ومصر.

وتتزعم إيطاليا -الدولة الأوروبية السابعة التي أصبحت لها علاقات دبلوماسية مع النظام السوري إلى جانب رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص والتشيك والمجر- هذا الاتجاه، مما يعكس -بحسب مارديني- وجود تحول واضح وصريح ينشط وفق تقييم "ما دام النظام باقيا، فمن الأفضل المضي قدما في العلاقة معه، بطريقة منسقة، بدلا من تركه لسيطرة روسيا وإيران".

تذبذب الموقف الغربي

ينظر محللون إلى المشهد السوري بعد مرور 13 عاما على بداية الصراع على أنه أشبه برقعة شطرنج مفككة تتحرك أحجارها وفق مسارات متغيرة تهيمن عليها سياسات عربية وإقليمية ودولية.

ففي الوقت الذي تعد فيه سوريا دولة هشة غير آمنة يُمارس العنف الرسمي فيها بأشكال تتنافى مع حقوق الإنسان -وفقا لتقارير البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة- شهد عام 2023 استئناف العلاقات العربية-السورية، وعودة دمشق لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، على أمل أن يعزز الوضع الجديد مناخ الاستقرار في المنطقة.

وبالتزامن، انتقل الحديث عن وجود ارتباط أوروبي سوري جديد، تسعى فيه دول أوروبية عديدة، إلى خطوات عملية جرى الإعداد لها خلف الكواليس لتكشف عن تذبذب الموقف الغربي تجاه الدولة السورية والرئيس شخصيا، وفق ليستر الذي نقل عن مصادر متعددة رفيعة المستوى عزم حكومات اليونان وقبرص وإيطاليا والمجر والنمسا وبولندا منذ عامين استخدام ثقلها داخل الاتحاد للضغط عليه ومطالبته بتغيير سياسته تجاه دمشق.

ورغم تشدد الاتحاد الأوروبي إزاء عودة العلاقات الشاملة، ما لم يمتثل النظام لشروط مجلس الاتحاد وفي مقدمتها التوصل لحل سياسي وفق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بهذا الخصوص، فإن ليستر أشار في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي إلى وجود شقوق بدأت في الظهور بين الدول الأعضاء، أدت إلى خلافات خطيرة وجوهرية، وفقا لـ4 من كبار المسؤولين الغربيين الذين التقاهم.

فبخلاف الدول التي عززت حراكها الدبلوماسي مع دمشق بهدف تسهيل عودة اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها إلى مناطق آمنة في بلادهم، أعلن 18 وزير خارجية تحمل دولهم مسؤولية مكافحة إفلات مرتكبي جرائم الحرب في سوريا من العقاب والمطالبة بمحاكمتهم بصرف النظر عن هوياتهم.

واعتبروا في بيان مشترك، مكافحة الإفلات من العقاب شرطا من شروط إحلال السلام الدائم في سوريا، إذ "لن يتمكن الشعب السوري من التفاؤل بمستقبل أفضل ما لم تتوقف انتهاكات حقوق الإنسان على نحو تام ومؤكد، ولن تتمكن سورية من التصالح مع ماضيها ما لم يحاسب المجرمون على الجرائم التي ارتكبتها أيديهم".

سوريا: الاتحاد الأوروبي يكرر الأكاذيب

من جهة أخرى، وصف النظام السوري الموقف الغربي والعقوبات التي تم تمديدها بالإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "مرة جديدة يصر الاتحاد الأوروبي على تكرار الأكاذيب حول الأوضاع في سوريا، في انفصال تام عن الواقع، وتجاهل تام للتطورات الإيجابية التي شهدتها البلاد ولا تزال، وفي مقدمتها الإنجازات الكبيرة في مكافحة الإرهاب، وتوطيد الاستقرار، وتوسيع المصالحات الوطنية، وتسوية أوضاع الكثير من المواطنين من خلال مراسيم العفو".

وحمل البيان، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مسؤولية معاناة السوريين جراء إجراءاتهما القسرية أحادية الجانب.

ومن جانبها، نفت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا بريجيت كورمي ما ذهبت إليه الخارجية السورية، من أن يكون السكان المدنيون هم أول ضحايا العقوبات الدولية، وقالت في مقابلة مع الكاتب الفرنسي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط ألان غريش إن هذا ليس صحيحا، بل هو "خطاب النظام وداعميه المسؤولين عن الحالة الكارثية التي أوصلوا إليها سوريا وسكانها".

وأكدت المبعوثة أن العقوبات الأوروبية والأميركية لا تستهدف بأي حالة من الأحوال السلع والخدمات الضرورية لتلبية الحاجات اليومية للسكان ودعمهم، مشيرة إلى أن "قرار رفعها يكون بين يديه وأيدي إيران وروسيا اللتين أعربتا لنظام دمشق عن دعمهما الكامل عندما كان أكثر عرضة للخطر".

وأشارت كورمي إلى أن إيران حاضرة في سوريا منذ أكثر من 30 عاما، وقد اختارت معسكرها منذ بداية النزاع، دافعة النظام السوري إلى عدم التنازل، وإلى اختيار القوة العسكرية ضد الشعب الذي طالب بحقوق أساسية.

وأضافت أن "روسيا جعلت من سوريا حقل تجارب لها، يمكننا رصد تبعاته اليوم في أوكرانيا، وذلك من خلال مواكبتها القمع الذي يمارسه النظام، ومن خلال قصف الشعب السوري بلا هوادة ولا تمييز، وكذلك عبر إنقاذ الأسد من أجل الحصول على رافعة جغرافية وإستراتيجية في المتوسط".

كورمي: قرار رفع العقوبات الأوروبية والأميركية عن سوريا يكون بين يدي النظام السوري وإيران وروسيا (الأناضول) ما الخطوة التالية؟

لطالما أكد الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي في جهود التعافي المبكر -ترسيخ الاستقرار- إلا في حالة سريان انتقال سياسي شامل وحقيقي وموسع، تتفاوض عليه الأطراف السورية في الصراع، على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف لعام 2012.

كما أكد عدم دعمه عودة اللاجئين -المقيمين في أوروبا- إلى سوريا، ما لم تكن هناك ضمانات ملموسة، بأنها تتم بشكل طوعي وآمن وكريم، تحت رقابة دولية.

غير أن مصادر إعلامية غربية، تشير إلى أن ما يطالب به بوريل، لا يجد اليوم صداه المرجو في دول ترى أن الظروف المتغيرة تتطلب زيادة في الاتصالات مع سوريا، وإجراء مفاوضات فنية على الأرض مع شخصيات غير مدرجة على قوائم العقوبات لتهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين إلى بلادهم.

ويظهر التقدم الأكثر وضوحا عبر الجهود التي تبذلها في هذا الاتجاه إيطاليا والنمسا، إذ تنقل المصادر ذاتها إصرار رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني على إقناع قادة دول الاتحاد بتطبيع علاقتهم مع النظام السوري من أجل وقف الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

واللافت، وفق صحيفة لوموند الفرنسية، أن يشيد رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر بسياسة ميلوني المتشددة في حين يعتزم وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو تشكيل جبهة موحدة مع إيطاليا وألمانيا لتبني قوانين أوروبية أكثر صرامة، مع أن فرنسا انتقدت سياسات ميلوني، وشهدت العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية إثر منع روما سفينة أوشن فايكنغ التي أنقذت لاجئين من الغرق من دخول الموانئ الإيطالية في عام 2022 واضطرت فرنسا لاستقبالها.

وبهذا الصدد، يؤكد عضو حزب النهضة الفرنسي المحامي زيد العظم أن الموقف الرسمي لفرنسا بشأن التطبيع مع النظام السوري لا يزال ثابتا، إذ ترفض فرنسا أي خطوة على هذا الصعيد قبل أن تلتزم السلطات السورية بشكل كامل بقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأكد في حديثه للجزيرة نت، أن جدية الموقف الفرنسي ظهرت بوضوح عندما حاول النظام السوري استغلال كارثة الزلزال الذي ضرب مناطق في شمال سوريا وجنوب تركيا في فبراير/ شباط 2023 لإعادة تأهيل نفسه عبر دبلوماسية الزلازل، ووقفت فرنسا موقفا صارما تجاهه.

وأقر العظم بوجود إجماع أوروبي على أهمية التنسيق التقني مع جميع الدول المصدرة للاجئين، بما فيها سوريا، خاصة بعد أن تدهور الوضع الأمني في لبنان جراء الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه، ونزوح آلاف الأشخاص، لكنه يرى أن التعاون مع النظام السوري سيكون تقنيا بحتا ولن يرتقي إلى مستوى التطبيع السياسي.

والسؤال الذي يفرض نفسه إذا ما أخذنا تطورات المشهد الأوروبي الأخيرة بعين الاعتبار هو: ما خطوة الاتحاد المتوقعة تجاه سوريا ونظام الأسد في المرحلة القادمة؟

تشير مواقف الدول الأوروبية إلى وجود تباين واضح على هذا الصعيد، فبين تصريحات جوزيب بوريل، وخطط جورجيا ميلوني، ثمة مسافة تبدو بعيدة، لكن المبعوثة الفرنسية إلى سوريا بريجيت كورمي اختصرتها في مقابلة مع الجزيرة نت في فترة سابقة، بقولها "نواجه الآن خيارا مستحيلا، فإما المضي قدما نحو التطبيع دون القيام بأي تنازلات أولية أو القبول بالوضع الراهن، ولا يشكل أي من هذين الخيارين حلا مقبولا".

مقالات مشابهة

  • يستطيع ضرب أوروبا.. بوتين يتوعد: سنواصل تضمين صاروخ أوريشنيك في ظروف القتال
  • الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة مأساة من صنع الإنسان
  • هواوي تطلق مبادرة لإحداث نقلة نوعية في التحول الرقمي الأوروبي
  • ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية فرصة لليبيا لتعزيز إنتاجها وتصديرها للطاقة
  • «قادربوه» يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • الاتحاد الأوروبي يجمع 7 مليارات يورو من بيع سندات مجمعة
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين: ندعم استقرار المنطقة عبر حل الدولتين
  • المشاط تستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة.
  • الاتحاد الأوروبي وسوريا.. ما الخطوة التالية؟
  • المشاط: الاتحاد الأوروبي داعم أساسي للعديد من المشروعات الحيوية في مصر