رواندا.. ذكرى مرعبة لـ "التطهير" الإفريقي وحقبة الإبادة المروعة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
مرت 30 عامًا منذ تحولت رواندا إلى نسخة أكثر رعباً من فيلم "التطهير"، حيث قتل ما يقرب من 800 ألف شخص وتعرضت 250 ألف امرأة للاعتداء.
أصبحت البلاد ساحة للقتل - حيث أُجبر الأزواج على إعدام زوجاتهم، وتحول الراهبات والكهنة إلى قتلة، واستخدم المسلحون المتعطشون للدماء المناجل لتقطيع المدنيين.
قد يكون بعض قرائنا أصغر من أن يتذكروا أيام الفوضى المأساوية التي استمرت 100 يوم في عام 1994، وفيما يلي نلخص أحداث الإبادة الجماعية المروعة.
لفهم سبب الابادة، نحتاج إلى لمحة موجزة عن الأغلبية العرقية الهوتو والأقلية التوتسي التي تشكل حوالي 15% فقط من سكان البلاد.
على الرغم من كونهم أقل عددًا، إلا أن التوتسي حكموا البلاد لفترة طويلة قبل الإطاحة بالملكية في عام 1959، مما تسبب في فرار التوتسي.
ومع ذلك، شكل المنفيون التوتسي قوة متمردة تسمى الجبهة الوطنية الرواندية (RPF) قبل غزو البلاد في عام 1990 من قاعدتهم المجاورة في أوغندا.
تم الاتفاق على السلام في النهاية بعد ثلاث سنوات، لكن إسقاط طائرة تقل الرئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا تسبب في اندلاع موجة من العنف الوحشي.
ألقى المتطرفون الهوتو باللوم على الجبهة الوطنية الرواندية التي اتهمت بدورها نظراءها الهوتو باستخدام الحادث كذريعة لارتكاب الإبادة الجماعية.
100 يوم من الرعببغض النظر عمن كان مسؤولاً في النهاية عن تحطم الطائرة، فإن ما حدث بين 7 أبريل و 15 يوليو كان يفوق التصور.
بعد يوم واحد فقط من سقوط الطائرة، شرعت القوات الهوتو في حملة إرهاب استمرت 100 يوم استهدفت التوتسي بوحشية ودقة مزعجة.
تم تزويد المسلحين بقوائم بأسماء المعارضين الذين يمكنهم إبادتهم، وتلقوا تعليمات بقتل أفراد عائلاتهم أيضًا، باستخدام المناجل والبنادق في الغالب.
كما تم وضع حواجز على الطرق - ولسوء حظ التوتسي، كانت بطاقات هويتهم تحمل عرقهم، لذلك تم التعرف عليهم بسهولة.
تعرضت نساء التوتسي للاعتداء واستخدمن كرقيق للجنس، وأجبر بعض الرجال على قتل زوجاتهم بينما قتل الجيران جيرانهم.
بحث بعض التوتسي المذعورون عن ملجأ في الكنائس، ليتم اغتيالهم من قبل الراهبات والكهنة.
وفي عام 2016، اعتذرت الكنيسة الكاثوليكية في رواندا عن دورها في الإبادة الجماعية، واعترف البابا فرانسيس أيضًا بالفظائع التي ارتكبها بعض رجال الدين الكاثوليك.
خلال 100 يوم من القتل، تم تشجيع المواطنين على المشاركة في عمليات القتل التي نفذتها في الغالب ميليشيا "إنترهاموي" التابعة للحزب الحاكم.
وتم بث أسماء التوتسي على قوائم القتل عبر الراديو، وقتل ما يقدر بنحو 5000 شخص في كنيسة ناتاراما الكاثوليكية في أغسطس من ذلك العام.
صمت دولي وعواقب مأساويةفشلت الدول بالخارج في اتخاذ إجراءات لوقف الإبادة الجماعية، حيث كانت الولايات المتحدة حريصة على عدم التدخل بعد مقتل بعض قواتها في الصومال قبل 12 شهرًا.
أودت الإبادة الجماعية بحياة التوتسي في الغالب، لكن حصيلة القتلى شملت أيضًا بعض الهوتو المعتدلين.
وانتهت في النهاية عندما اقتحمت الجبهة الوطنية الرواندية العاصمة كيجالي في 4 يوليو 1994، قبل أن يفر ما يقدر بمليوني من الهوتو إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
لا تزال الجبهة الوطنية الرواندية في السلطة في رواندا حتى يومنا هذا، وتم توجيه الاتهام إلى 93 شخصًا بعد محاكمات الإبادة الجماعية بعد سنوات.
أصبح الحديث عن العرق الآن غير قانوني في رواندا، ويتم عرض رفات الأشخاص الذين تم إعدامهم في مركز مورامبي التذكاري للإبادة الجماعية.
ولا تزال رواندا تعاني من آثار الإبادة الجماعية، وتحاول بناء مستقبل أفضل، وتذكر العالم بمخاطر الكراهية والعنف العرقي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة فی عام
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأفريقي يطلق خطة تسريع حرية التنقل بين دوله
أطلق الاتحاد الأفريقي خطة إستراتيجية متكاملة تهدف إلى تسريع تنفيذ بروتوكول حرية تنقل الأشخاص بين الدول الأعضاء، في خطوة تعكس تنامي الوعي بأهمية حركة الأفراد كدعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا.
المراحل الثلاثفي اجتماع رسمي عُقد مؤخرًا بأديس أبابا، استعرضت مفوضة الاتحاد للشؤون السياسية والسلام والأمن، ميناتا ساماتي سيسوما، ملامح الخطة الجديدة، والتي تقضي بتطبيق بروتوكول حرية التنقل على 3 مراحل:
1- الدخول إلى الدول الأفريقية دون تأشيرة مسبقة أو عبر إجراءات مبسطة.
2- الإقامة المؤقتة لأغراض العمل أو الدراسة أو الاستثمار.
3- الاستقرار الدائم، بما يشمله من ترتيبات قانونية وأمنية.
وأكدت المفوضة أن هذه الخطة تستلهم تجربة الاتحاد الأوروبي، حيث لعب التنقل الحر دورًا محوريًا في تحقيق التكامل.
بطء في التصديق والتنفيذورغم اعتماد البروتوكول في قمة الاتحاد عام 2018، فإن وتيرة المصادقة عليه ما تزال بطيئة؛ إذ وقّعت عليه حتى أبريل/نيسان 2025، 33 دولة من أصل 55، في حين لم تصدق عليه رسميًا سوى 4 دول فقط هي رواندا، النيجر، مالي، وساوتومي وبرنسيب.
هذا التفاوت يعكس فجوة ملحوظة بين الالتزام السياسي والتنفيذ العملي، ما دفع الاتحاد إلى اعتماد نهج أكثر شمولًا يشمل دعم الإصلاحات التشريعية والإدارية على المستوى الوطني.
إعلان رواندا: نموذج يُحتذى بهتُعد رواندا مثالًا متقدمًا في تطبيق حرية التنقل، إذ أتاحت منذ عام 2018 تأشيرة الدخول عند الوصول لجميع المواطنين الأفارقة، ما أسهم في تعزيز السياحة، وتحفيز الاستثمار، وتسهيل تبادل الكفاءات عبر القارة.
ركائز داعمة لإنجاح المبادرةتشمل الإجراءات المصاحبة للخطة:
1- توحيد أنظمة التأشيرات بين الدول الأعضاء.
2- تطوير البنية التحتية على المعابر الحدودية.
3- تدريب الكوادر الإدارية والأمنية.
كما يُسابق الاتحاد الزمن لاعتماد جواز السفر الأفريقي الموحد، بهدف تسهيل الحركة بين الدول، مع دعوات لتوسيعه ليشمل كافة المواطنين وليس فقط المسؤولين والدبلوماسيين.
آفاق وتحدياترغم التحديات الأمنية والهواجس المتعلقة بالسيادة الوطنية، يظل المشروع طُموحًا واقعيًا قابلًا للتحقيق، شرط توفر الإرادة السياسية والتعاون الجاد بين الدول الأعضاء، إلى جانب الدعم الفني واللوجستي اللازم لتحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس.