تفاصيل سقوط خلية جديدة لجواسيس الموساد في تركيا
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
إسطنبول- في تطور تكرر عدة مرات في الفترة الأخيرة، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا القبض على 8 مشتبه بهم جمعوا معلومات عن أفراد وشركات في تركيا ونقلوا المعطيات والوثائق التي جمعوها إلى عناصر المخابرات الإسرائيلية "الموساد".
وتُظهر التفاصيل التي ذكرها وزير الداخلية عبر حسابه على منصة إكس، أمس السبت، أن اثنين من المشتبه بهم تم اعتقالهما فعليا، في حين تم إطلاق سراح الموقوفين الـ6 الآخرين مع قرار متابعة قضائية.
وأوضح يرلي كايا أن عملا أمنيا وقانونيا مشتركا بين مكتب المدعي العام في إسطنبول ورئاسة المخابرات، وجهاز الاستخبارات العامة ورئاسة مكافحة الإرهاب، توصل إلى أن المتهمين عقدوا اجتماعات مع عناصر من المخابرات الإسرائيلية.
كما توصل إلى أنهم جمعوا معلومات عن أفراد وشركات في تركيا بتوجيه من مخابرات الاحتلال، ثم نقلوا تلك الوثائق والمعلومات إليها.
وأضاف الوزير "نتابع ونعمل، ولن نسمح أبدا بأنشطة التجسس التي تستهدف وحدتنا الوطنية وتضامننا داخل حدود بلادنا".
وتابعت الجزيرة نت تفاصيل الخلية الجديدة، وما رشح حولها من مصادر في جهاز الاستخبارات التركية عبر وسائل الإعلام المحلية، وأظهرت التفاصيل الأولية أن المحقق الخاص أحمد إرسين توملوجالي وزوجته كانا على صلة بالموساد بين عامي 2011 و2020.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن إرسين توملوجالي عقد عدة اجتماعات مع ضباط بالموساد حملوا أسماء وهمية، وأن كل الاجتماعات تمت في أماكن مختلفة خارج حدود تركيا مثل فيينا، والنمسا، وسويسرا، وفرانكفورت، وميونخ، وبرلين.
اتصالات سرية
ووفق المصادر الإعلامية التركية، تم الكشف عن أن إرسين توملوجالي أجرى اتصالاته مع عملاء الموساد عبر وسائل وأدوات اتصال سرية ومشفرة، وتلقى أيضا أموالا خلال اجتماعاته في النمسا وسويسرا وألمانيا.
كما أظهرت التفاصيل أن المحقق الخاص توملوجالي أشرك زوجته في المهام والأعمال التجسسية، قبل أن يعملا معا على تشكيل خلية للعمل.
وكشفت وسائل إعلام تركية -نقلا عن مصادر في الاستخبارات التركية- أن المتهم توملوجالي قام بأنشطة البحث والاستطلاع والتتبع في تركيا وجورجيا وألمانيا ودول الشرق الأوسط، وفق تعليمات تلقاها من جهاز الموساد.
وأضافت أن المتهم حصل على وثائق رسمية لسيارات أجرة، وشاحنات، وأذونات خاصة لرحلات نقل بري تجارية في عدة دول في الشرق الأوسط.
وأكدت المصادر ذاتها أنها حصلت على وثائق ومقاطع مصورة وتقارير معلوماتية تظهر قيام المتهم وفريقه بمراقبة عدة شخصيات مقيمة في تركيا أو تتردد عليها.
وأوضحت أن المراقبة شملت جمع معلومات تفصيلية عن عناوين المستهدفين وعائلاتهم، وأملاكهم وأصدقائهم وتحركاتهم ودائرة تواصلهم.
السلطات التركية أعلنت خلال الأشهر الماضية تفكيك عدة خلايا تعمل لصالح الموساد (الصحافة التركية) رسائل يقظةمن جانبه، يقول الباحث التركي علي يوسف أوغلو إن العملية التي أطلق عليها "غوستبيك 3" هي الضربة الثالثة منذ بداية العام، وجاءت بعد تهديد إسرائيلي علني باستهداف عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أماكن وجودهم في الخارج.
وأكد يوسف أوغلو أن مثل هذه العمليات جاءت كرد ورسائل عملية على التهديدات الإسرائيلية، وأن الحكومة التركية وأجهزتها تعبر عن موقفها وتحذيراتها اللفظية عبر إجراءات وخطوات عملية وقائية.
وتابع الباحث "أتوقع أن تصعّد وتواصل الأجهزة المختصة التركية في هذا الجهد المبذول، والذي تتعامل معه كقضية سمعة وأمن قومي لا يمكن العبث به".
يُذكر أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التركية نفذت عملية "غوستبيك 1" في شهر يناير/كانون الثاني الماضي واستهدفت 34 مشتبها بهم في 8 ولايات تركية، ثم عملية "غوستبيك 2" في مارس/آذار الماضي، واعتقلت خلالها 7 مشتبه بهم، من بينهم الموظف الحكومي السابق حمزة طورهان أيبرك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
عملاء موساد يروون تفاصيل جديدة عن تفجيرات "البيجر" في لبنان
أدلى اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين بتفاصيل جديدة عن عملية سرية قاتلة كانت تخطط لها إسرائيل على مدار سنوات، واستهدفت قبل ثلاثة أشهر، عناصر "حزب الله" في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة نداء "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية "ووكي توكي" مفخخة.
وبدأ "حزب الله" في ضرب إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة " حماس " في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أشعل الحرب بين إسرائيل وحماس".
إقرأ أيضاً: مفاوضات غزة : أسباب تأخير إعلان الاتفاق - دخلت مرحلة نهائية رغم المماطلة
وتحدث العميلان مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، في جزء من تقرير تم بثه مساء أمس الأحد، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وقال أحد العملاء إن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته. ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة (البيجر).
وأضاف الضابط الذي أطلق عليه اسم "مايكل": "أنشأنا عالماً وهمياً".
أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم جهاز الموساد الإسرائيلي أن "حزب الله" كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان، كما ذكر العميل الثاني.
وزعم أنه كان لا بد من جعل أجهزة "البيجر" أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين.
كما اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم "غابرييل"، إن إقناع "حزب الله" بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، جزئياً باستخدام إعلانات مزيفة على "يوتيوب" تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل.
كما وصف استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة "غولد أبولو" التايوانية لدفعها بشكل غير واعٍ للتعاون مع الموساد.
وكان "حزب الله" أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل. وقال غابرييل: "عندما يشترون منا، ليس لديهم أي فكرة أنهم يشترون من الموساد. كنا نبدو مثل (ترومان شو)، كل شيء تحت السيطرة من وراء الكواليس. في تجربتهم، كل شيء طبيعي. كل شيء كان أصيلاً بنسبة 100في المائة، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء".
وبحلول سبتمبر، كان لدى "حزب الله" 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم.
وشنت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن. وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة.
وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات نحو 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.
وقال غابرييل إن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل عناصر "حزب الله".
وفي الأيام التي تلت الهجوم، ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل الآلاف. وتم اغتيال زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، عندما ألقت إسرائيل قنابل على ملجئه.
وقال العميل الذي استخدم اسم (مايكل) إن اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، كان الناس في لبنان يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً. وأضاف: "كان هناك خوف حقيقي".
وعند سؤاله إذا كان ذلك مقصوداً، قال: "نريدهم أن يشعروا بالضعف، وهم كذلك. لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل. لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي. وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط