بريطانيا تتحدث عن أخطاء كبيرة لإسرائيل لكن التسليح مستمر
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
قال أوليفر داودن نائب رئيس الوزراء البريطاني إن إسرائيل ارتكبت "أخطاء كبيرة" في حربها على قطاع غزة، نافيا أن تكون بلاده قد أعطتها "شيكا على بياض"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الموقف بشأن تزويد تل أبيب بالأسلحة لم يتغير.
وذكر داودن -خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" اليوم الأحد- أن لندن تتعامل مع إسرائيل على أساس معايير عالية للغاية وتجري معها نقاشات "حازمة"، ولا سيما في أعقاب الغارة الإسرائيلية التي قتلت 7 من العاملين بالمجال الإنساني في غزة الأسبوع الماضي، بينهم 3 يحملون الجنسية البريطانية.
لكن المسؤول البريطاني أضاف أن "المجتمع اليهودي يعيش في حالة تهديد وجودي منذ هجمات حماس (في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)"، وأن على الجميع أن يتفهم الصدمة التي ما زالوا يعيشونها، وفق تعبيره.
ورفض داودن الإفصاح عن فحوى مشورة قانونية تلقتها الحكومة البريطانية بشأن إمداداتها من الأسلحة إلى إسرائيل، وقال إن هذا الرأي القانوني سيظل سريا.
وفي مقابلة أخرى مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قال دوادن إن الرأي القانوني بشأن تصدير الأسلحة إلى إسرائيل لم يتغير، مؤكدا أن تل أبيب تخوض حربا مشروعة، وفق تعبيره.
لكنه أشار إلى أن بريطانيا قد تعلق إمدادات الأسلحة إذا تم التوصل إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي، حسب قوله.
"حمام الدم"وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن المملكة المتحدة "مصدومة من حمام الدم" في غزة، وأكد أن "هذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي"، وذلك في بيان بالتزامن مع مرور نصف عام على بدء الحرب.
لكن سوناك لم يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار، وقال إنه لا يزال يدافع عن "حق إسرائيل في هزيمة تهديد إرهابيي حماس والدفاع عن أمنها".
من جهته، كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في مقال لصحيفة "صنداي تايمز"، أن "دعم بريطانيا لإسرائيل ليس بلا شروط"، واعتبر أن "وفاة عمال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي مأساوية وكان من الممكن تجنبها".
وتتعرض الحكومة البريطانية لضغوط برلمانية وشعبية لوقف دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ تعد لندن من أكبر موردي السلاح لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.
وطالب عدد من أعضاء البرلمان البريطاني بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ولا سيما بعد الغارة التي استهدفت موكب منظمة المطبخ المركزي العالمي في غزة، والتي قتل فيها 3 بريطانيين.
ونشر الصحافة البريطانية تسريبات عن تلقي الحكومة البريطانية مشورة قانونية من محاميها بأن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي في حربها على قطاع غزة، لكن المسؤولين يتكتمون على فحوى هذه المشورة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعاني نقصا بالأسلحة وتقود حملة عالمية لتسليح جيشها
القدس المحتلة- وسعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حملتها السرية حول العالم لتعزيز ترسانتها العسكرية وسد نقص الأسلحة الذي يعانيه جيشها في ظل دخول الحرب عامها الثاني على جبهات متعددة، رغم أن صناعتها العسكرية تعمل على مدار أيام الأسبوع، ورغم وصول مئات شحنات الأسلحة الأميركية إلى تل أبيب.
وبعد أسابيع من معركة "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ ينفد مخزون الجيش الإسرائيلي من الأسلحة والذخيرة والقنابل والصواريخ ومروحيات أباتشي، وحتى المتفجرات المستخدمة في تدمير الأنفاق والمربعات السكنية في قطاع غزة.
وفي الأسبوع التالي للسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فتح ضباط جيش الاحتلال مستودعات المعدات العسكرية في فرقتي الاحتياط الرئيسيتين للقيادة الشمالية والجنوبية، وغضوا الطرف عن نقص معدات قوات الاحتياط.
أزمة متفاقمة
وإلى جانب انعدام أجهزة الاتصال اللاسلكي، والسترات الخزفية، ومئات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة التي لا تصلح للاستخدام، لاحظ الضباط أن أكثر من 50% من القادة العسكريين الميدانيين لن يكون لديهم أجهزة رؤية ليلية، وهي أداة حاسمة للقتال البري في أي جيش حديث، مثل الموجود لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله.
ومع استمرار الحرب وما أعقبها من مرافعات بالمحكمة الجنائية الدولية واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واتساع الحظر العالمي للأسلحة عليها، تفاقمت هذه الأزمة، بحسب تحقيق لملحق "7 أيام" الصادر نهاية الأسبوع عن صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ووفق التحقيق، يعاني جيش الاحتلال نقصا حادا بمخزون الأسلحة وبات يواجه مشكلة بكل ما يتعلق بسير الحرب وخاصة في غزة. وخلص التحقيق إلى أن الأميركيين لا يستطيعون دائما توفير كل شيء، وأعلنت بعض الدول فرض حظر، وهناك أيضا منافسة شرسة مع أوكرانيا، بينما يطلب مصنعون أسعارا باهظة.
وبعد عام وشهر من الحرب، تحتاج إسرائيل إلى كل شيء تقريبا، من قذائف الدبابات إلى قنابل وصواريخ الطائرات من طراز "إف-15"، حيث تخوض وزارة الدفاع في تل أبيب سباقا عالميا للحصول على أكبر قدر ممكن من الأسلحة في أسرع وقت ممكن وبأقل قدر ممكن من المال.
وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعاد سلاح الجو الإسرائيلي سرب طائرات أباتشي إلى الخدمة، ومنذ ذلك الحين، ظلت طائرات الهليكوبتر القديمة في السماء بشكل شبه مستمر، وبات استخدام المروحيات القتالية مكثفا للغاية بما في ذلك بالمناورات في لبنان، وأثبتت الحرب أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى المزيد من الطائرات القديمة.
واتصلت وزارة الدفاع الإسرائيلية بالأميركيين وطلبت شراء المزيد من مروحيات أباتشي بشكل عاجل حتى لو كانت مستعملة، لكن واشنطن طالبتها بالانتظار في الطابور بحسب النظام المعمول به من قبل الشركة المصنعة "بوينغ"، حيث رفض رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون طلبات البيت الأبيض نقل المروحيات إلى جيش الاحتلال.
حاجة ماسةإن هذه الجهود، بحسب الصحيفة، تعكس مجرد مثال واحد على النقص الشديد بأسلحة الجيش الإسرائيلي الذي كان بحاجة ماسة إلى القذائف المدفعية والدبابات في بداية التوغل البري في غزة، حيث أطلق الجنود النار والقذائف والقنابل بشكل مفرط وشبه عشوائي، ومن دون أن يكون هناك أي هدف مشبوه.
ولكن بسرعة كبيرة، في ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأ سلاح البرية الاهتمام بالمخزون والاقتصاد في استعمال السلاح المخصص أيضا لحملة برية كاملة في لبنان، حيث توجهت إسرائيل إلى الولايات المتحدة لتلقي القذائف، فوافقوا بالإيجاب، ووصلت الشحنة بعد عدة أسابيع.
وفي الوقت نفسه، توجهت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أيضا إلى دولة في البلقان لشراء آلاف القذائف التي طلبت سعرا باهظا قفز بنسبة 50%، إلى نحو 4500 دولار للقذيفة الواحدة للدبابة، بينما وصلت قذيفة المدفع إلى 6 آلاف دولار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية شارك في عملية شراء القذائف: "لقد طالبوا أيضا بدفعة مقدمة. لقد عدنا إلى تل أبيب للتداول والتحقق من لوائح الأسعار، عندها تلقينا اتصالا منهم يقول، لقد سبقتكم أوكرانيا دفعت واشترت هذه الطلبية قبلكم".
وهكذا، فمنذ نهاية العام الماضي وحتى الآن، يقوم ضباط الجيش الإسرائيلي وممثلو وزارة الدفاع برحلات لشراء الأسلحة في جميع أنحاء العالم. ووفقا لمنشورات مختلفة، فإن بعض هذه الدول صديقة لروسيا مثل صربيا التي أصبحت موردا رئيسا للأسلحة لإسرائيل، وربما تفضلها على أوكرانيا.
تحت الطاولةووفقا لتحقيق الصحيفة، فإن بعض الدول الأخرى تورد الأسلحة لإسرائيل رغم الصعوبات الداخلية. على سبيل المثال، أصبحت دولة تقيم علاقات مع إيران ومئات الملايين من سكانها مسلمون، موردا رئيسيا للمتفجرات لتل أبيب وباعت مئات الآلاف من الأطنان لقوات الهندسة التابعة لجيش الاحتلال.
ويقول مسؤول في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: "هناك دول بأفريقيا والعالم الثالث لا تصر فقط على السرية التامة، أو تطالب بثمن باهظ، إنهم يستغلون المأزق الذي تعيشه تل أبيب للمطالبة بالعائد الذي كان هناك شك كبير في الماضي فيما إذا كانوا سيحصلون عليه، وهو الحصول على وسائل تكنولوجية متقدمة من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية".
وأضاف المسؤول: "دولة أفريقية طالبت وحصلت على تقنيات عسكرية إسرائيلية، شملت مركبات متقدمة، ومضادات للطائرات، وأنظمة قتالية محوسبة، مقابل تزويد الجيش الإسرائيلي بالمتفجرات والقذائف وعبوات أخرى منخفضة التقنية".
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية التي تحدثت مع "يديعوت أحرونوت"، فإن بعض تلك المعاملات لم تكن رسمية بالكامل، وبعض الصفقات أبرمت من تحت الطاولة وبخطوات سريعة كالبرق، وذلك بضوء أخضر وموافقة الجهات الرقابية في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وبررت المصادر ذلك بالقول: "هذا هو الحال في سباق التسلح الإسرائيلي الجديد الذي أصبح حربا في حد ذاته، فالسلاح يقدس وسائل الحصول عليه، حتى لو كان عبر طرق غير شرعية ومصادر مشكوك فيها، ولو من بلدان بعيدة، المهم هو أن يكون لديك ما تطلقه".
وفي الأشهر الأخيرة، تحولت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أيضا، بحسب الصحيفة، إلى "سماسرة الأسلحة" العالميين الذين هم خبراء في صفقات الوساطة على مدار الساعة. وتعترف هذه المؤسسة: "الجميع يفعل ذلك في سنوات كهذه في سباق عالمي للحصول على السلاح، ليس كل الوسطاء جديرين بالثقة، ولكن في بعض الأحيان لا يوجد خيار آخر".