وصف الرئيس الأمريكي السابق، ومرشّح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب، السبت، نفسه بـ"مانديلا العصر الحديث"، في خطوة انتقدها بشدّة معسكر منافسه الرئيس الديمقراطي، جو بايدن.

وخلال العام الماضي، وجّه القضاء إلى الرئيس الأمريكي السابق، جُملة من الاتّهامات، في أربع دعاوى جنائية، تصل العقوبة في كلّ منها إلى السجن.

واحدة منها هي اتهامه بدفع أموال بطريقة مخالفة للقانون إلى نجمة أفلام إباحية للتكتّم على علاقة تقول إنها جمعتهما سويا. وستبدأ المحاكمة في هذه القضية اعتباراً من 15 نيسان/أبريل. 

إلى ذلك، يهاجم ترامب بانتظام، القاضي خوان ميرشان، وهو المكلف بترؤس هذه المحاكمة، وذلك عبر رسائل تحريضية ينشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين فرض القاضي قيوداً على التصريحات الصادرة عن المتّهم والمتعلّقة بهذه الدعوى.

وفي منشور طويل، نشره على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، أوضح ترامب بإسهاب هذه القيود المفروضة عليه، فيما اتهم القاضي بـ”انتهاك القانون والدستور في الوقت نفسه”.


وقال ترامب: "إذا كان هذا الدجّال المنحاز يريد أن يزجّ بي في السجن لقولي الحقيقة الواضحة والجليّة، فسوف أصبح بكل سرور نيلسون مانديلا العصر الحديث، سيكون ذلك شرفاً عظيماً".

تجدر الإشارة، إلى أن ترامب لم يصف نفسه بالزعيم التحرّري الجنوب أفريقي الذي أنهى نظام الفصل العنصري في بلاده في تسعينيات القرن الماضي بعدما أمضى 27 عاماً في السجن، لأول مرة، حيث إنه في تجمّع انتخابي في 2023 قارن ترامب نفسه بالرئيس الجنوب أفريقي الذي رحل في 2013.


وقبل أيام قليلة، نشر ترامب على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي رسما يظهر فيه "السيد المسيح" جالسا بجانبه في قاعة المحكمة، كما لو أنّ الاثنين يحاكمان سوياً. فيما سارعت حملة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، المرشّح لولاية ثانية في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، إلى انتقاد ترامب على هذه المقارنات.

وفي السياق نفسه، قالت المتحدّثة باسم الحملة، ياسمين هاريس، في بيان، حمل نبرة السخرية: "تخيّل أن تكون أنانيا لدرجة أنّك تقارن نفسك بالسيّد يسوع المسيح وبنيلسون مانديلا في غضون أسبوع ونيّف".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الرئيس الأمريكي ترامب بايدن بايدن الرئيس الأمريكي ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل ينسف نتانياهو خطة ترامب ويضرب إيران؟

في خضم كل هذه الضجة في البيت الأبيض، بدا العالم كأنه لم يلاحظ الأسبوع الماضي عندما هدد الرئيس دونالد ترامب بعمل عسكري أمريكي وإسرائيلي ضد إيران إذا لم توافق على إلغاء برنامجها للأسلحة النووية.

إسرائيل تريد اغتنام اللحظة

ويقول الكاتب ديفيد إغناثيوس في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" إنه من المؤكد أن ترامب، الذي ترشح على وعد بوقف الحروب في جميع أنحاء العالم، لا يريد صراعاً آخر في الشرق الأوسط. لكنه يتعرض لضغوط من إسرائيل، التي ترى طهران في فترة من أقصى درجات الضعف بعد هزيمة حلفائها في غزة ولبنان وسوريا - والهجوم الإسرائيلي المدمر على دفاعاتها الجوية ومواقع إنتاج الصواريخ في أكتوبر (تشرين الأول).

ونقل الكاتب عن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن إسرائيل تريد اغتنام اللحظة، وإذا لم توافق إيران على التخلي عن منشآتها النووية على غرار ليبيا، فإن إسرائيل مستعدة لقصف تلك المنشآت - بدعم من الولايات المتحدة أو بدونه.

وأضافوا إن إدارة بايدن كانت تزن في أيامها الأخيرة ما إذا كانت ستدعم هذا الإنذار الإسرائيلي لكنها قررت عدم القيام بذلك، والآن أصبح الأمر في أعلى صندوق بريد ترامب.  

So #Arab partners have been asked to present a #PeacePlan! Just as I had argued in my piece in @moneycontrolcom. Trump wants the region, including Israel to take initiative to establish PEACE in the #MiddleEast.https://t.co/BYDTl9cZez https://t.co/NhRi2SDDAr

— Anju Gupta (@india_anju) February 13, 2025

وكان ترامب صريحاً بشأن المواجهة مع إيران في مقابلته الأخيرة مع بريت باير من قناة فوكس نيوز. وقال: "يعتقد الجميع أن إسرائيل، بمساعدتنا أو موافقتنا، ستدخل وتقصفهم. أفضل ألا يحدث ذلك. أفضل أن أرى صفقة مع إيران حيث يمكننا أن نبرم صفقة - الإشراف عليها، والتحقق منها، وتفتيشها ثم تفجيرها أو التأكد من عدم وجود المزيد من المنشآت النووية".

المساومة

ولخص ترامب دبلوماسية التهديد بالسلاح على هذا النحو: "هناك طريقتان لوقفهم: بالقنابل أو بقطعة ورق مكتوبة. وأفضل أن أبرم صفقة".
ويأمل ترامب أن يجبر الضعف طهران على المساومة. وقال: "أعتقد أن إيران متوترة للغاية. أعتقد أنهم خائفون. أعتقد أن إيران ستحب إبرام صفقة، وسأحب أن أبرم صفقة معهم دون قصفهم".

وأشار إلى أنه بعد هجوم إسرائيل على إيران "اختفى دفاعهم الجوي إلى حد كبير".

وناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع ترامب عدة مستويات محتملة من الدعم الأمريكي، تتراوح من الدعم العسكري النشط لضربة حركية - مثل الاستخبارات أو إعادة التزود بالوقود أو غير ذلك من المساعدات - إلى الدعم السياسي الأكثر محدودية لإنذار قسري.

وزودت الولايات المتحدة بالفعل إسرائيل بذخائر خارقة للتحصينات يمكن أن تلحق أضراراً بالغة بأجهزة الطرد المركزي الإيرانية ومعدات تخصيب اليورانيوم الأخرى المدفونة في حصن جبلي في فوردو بالقرب من قم. 

Trump wants to play peacemaker. Israel may have other plans. https://t.co/YHKferLTfP

— マグベス1973 (@gruberova1973) February 14, 2025

وخلص محللو الاستخبارات العسكرية الأمريكية في تقييم إلى أن إسرائيل ستضرب على الأرجح المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر الستة الأولى من عام 2025، في حال غياب الاتفاق، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأربعاء.

ونقلت عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز وصف موقف ترامب: "بينما يفضل التفاوض على حل سلمياً، فإنه لن ينتظر إلى أجل غير مسمى إذا لم تكن إيران على استعداد للتعاون قريباً".

وناقشت كل من إدارة بايدن وترامب المدة التي قد تؤخر فيها الضربة الإسرائيلية البرنامج النووي الإيراني، ويقول مسؤولون أمريكيون إن المدة قد تصل إلى 6 أشهر على أفضل تقدير، لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن التأثيرات قد تستمر لمدة عام أو أكثر.

صفقة تاريخية

ويقول إغناثيوس إن ترامب، صانع الصفقات الدائم، تصور صفقة تاريخية مع إيران منذ ولايته الأولى.

ومع أنه ألغى في عام 2018 الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه الرئيس باراك أوباما، إلا أنه زعم أنه يمكنه الحصول على صفقة أفضل وأكبر.

وعمل مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع إيران - تحت ضغط العقوبات - بالموافقة. 

واتسمت الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية بنهجه الصارم في المفاوضات، القائم على التعطيل أولًا ثم التوصل إلى اتفاق.

ومع ذلك، فإن خيار العمل العسكري ضد إيران يبدو مستبعداً حتى بالنسبة له، ومن الواضح أن نتانياهو لا يسعى إلى الحرب، لكن القرار النهائي قد يكون بيده، وليس بيد ترامب. 

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: ترامب ميكافيلي العصر.. لا تتوقع منه الفضيلة
  • قمة الشعوب العربية ترفض وعد ترامب.. وتؤكد: فلسطين ليست للبيع
  • باحث سياسي: تناقض تصريحات الرئيس الأمريكي ليست أمرًا جديدًا
  • بين الأصالة والحداثة والتفرد في العصر الحديث ودور المرأة في رؤية السعودية العظمى 2030
  • سوريا.. هل سيتعلّم الغرب من الدروس المستفادة هذه المرّة؟
  • الحل سياسي وليس عقاريّا.. ماكرون يعارض خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين ويصفها بـالخطيرة
  • هل ينسف نتانياهو خطة ترامب ويضرب إيران؟
  • أستاذ دولي: ضغوط عربية أجبرت ترامب على الحديث عن خطط جديدة لغزة
  • بيسكوف: بوتين وبن سلمان يقضيان ساعات طويلة في الحديث عن المشاكل العالمية
  • هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك