سيبقى رئيس مجلس الشعب الراحل الدكتور أحمد فتحى سرور نموذجًا وعلامة كبيرة فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية خاصة على مستوى ادائه غير الطبيعى والذى يبدو وكأنه يمشى على أكثر من حبل ويرقص فوق أكثر من عكاز
كان الدكتور فتحى سرور رجل دولة وسلطة وحزب حاكم من الدرجة الأولى، وفى نفس الوقت هو نفس الشخص الذى صنع نجومًا فى المعارضة وامتلك القدرة على كبح جماحها، وإعادة إلى أماكنها المعتادة ساكنة مستقرة.
كان الرجل فى أحيان كثيرة تراه يحنو على احزاب المعارضة وممثليها ويبدو أكثر شدة مع نواب الحزب الوطنى، معادلة صعبة كان يمسك بتلابيبها ويديرها كمايسترو بارع يعزف مقطوعة موسيقية ليس بها نشاز، لقد كان الدكتور فتحى سرور من عجائب عهد مبارك، وكبير ترزية القوانين وكان فوق ذلك حبيب وصديق لأساطين المعارضة.. رجل ينطبق عليه مقطع الأغنية أصاحب كل الخلق البيه صاحبى والفقرى.
ولم تكن المعارضة وحدها هى التى دخلت حاضنة هذا السياسى الكبير بل والصحافة ايصًا بجناحيها الموالى والمعارض كانت تحت جناحه..لم يكسبها بترغيب ولا ترهيب وإنما بجملة قالها لنواب الحزب الوطنى عندما شنوا حملة ضارية داخل البرلمان مطالبين بمعاقبة وإغلاق صحف ورد عليهم الدكتور فتحى سرور: (ما يكتب فى الصحافة يرد عليه فى الصحافة) وهكذا أغلق الباب على مذبحة أعدت فى الغرف المغلقة وخرجت إلى النور عبر البرلمان لوضع اللمسات الأخيرة فاكتسب قلوب الصحفيين بالمجان، هكذا كان فتحى سرور رجلا توافقيا يستطيع اللعب مع الجميع وإجبار الكل على احترام قواعد اللعبة التى وضعها بنفسه.
والتقط الخيط كل من لديه قدرات وذكاء ومارس اللعبة باقتدار فكسب الدكتور سرور السيطرة بشكل كامل على البرلمان لصالح نظام مبارك وكسب أيضًا اللاعبون من المعارضة فى دوائرهم التى كانت تتغنى بشجاعتهم، واحترام رئيس البرلمان لهم نموذج الدكتور فتحى سرور وللحقيقة لم ولن يتكرر فى إجادة إدارة البرلمان، وحاول سعد الكتاتنى أن يحذو حذوه فى برلمان الإخوان ولكنه لم يستطع.
نحن أمام رجل قانون أكاديمى تكنوقراط كان عميدًا لكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ودخل السياسة على كرسى الأستاذية مباشرة بعد أن حول دائرته السيدة زينب إلى ما يشبه الإجماع عليه فى كل انتخابات.. رحمة الله على الدكتور أحمد فتحى سرور استاذ القانون والسياسة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس مجلس الشعب الراحل الدكتور أحمد فتحي سرور الدکتور فتحى سرور
إقرأ أيضاً:
الأنبا إرميا: بيت العائلة المصرية نموذج عالمي يُحتذى به
أكد نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، أن بيت العائلة المصرية يُعد نموذجًا فريدًا للتعايش بين أفراد الوطن الواحد، حيث نعمل فيه معًا انطلاقًا من المبادئ الدينية والقواسم المشتركة التي تجمعنا، وأن نجاح تجربة بيت العائلة المصرية أصبح قدوة تحتذي بها دول عديدة حول العالم.
وقال الأنبا إرميا - في تصريح له اليوم - إن بيت العائلة يهدف إلى تعزيز التقارب في وجهات النظر وتوطيد العلاقات بين الشيوخ والقساوسة، وبناء جسور المحبة بين المسلمين والمسيحيين وترسيخ ثقافة المواطنة، مؤكدا أن مصر دومًا تثبت أن مسلميها ومسيحييها يعيشون فى تآخٍ حقيقي في ظل مجتمع آمن يخلو من العنصرية والطائفية، وتجمعهم وحدة وطنية راسخة القواعد.
وأشار الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية أن مصر أول دولة عرفت الوحدة في التاريخ، مشيرا إلى أن فكرة الوحدة الوطنية نابعة من الأديان،إذ دعا الإسلام إلى علاقة يسودها الود والمحبة بين المسلمين وغير المسلمين، وأوصى بالعدل والإحسان بين الجميع.
ونوه إلى أن مصر ملجأ الأنبياء على مدار التاريخ؛ فهي الأرض التي باركها الله بذكرها فى الكتاب: “مبارك شعبى مصر”، كما جاء ذكرها في القرآن: “ادخلوها بسلام آمنين”، واحتضنت أرضها كافة الديانات السماوية.
وشدد الأنبا إرميا على أن مصر وطن ذو خصوصية فريدة، فقد علم المصريون العالم محبة الأوطان، مستشهدا بكلمات لمؤرخ هنري برستيد الذي وصف المصريين في عصور ما قبل الميلاد بالعظماء في حبهم لوطنهم، لافتا إلى ما قاله الراحل قداسة البابا شنوده الثالث: "مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا".