بوابة الوفد:
2025-04-29@01:06:20 GMT

لا تبك على الزمن الفائت

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

يمضى فلا يُبالى. سهم حُر. رصاص مباغت. برقٌ خاطف. قطار لا يتوقف فى أى محطات. تتقدم خُطى الزمن دوما للأمام. لا تتباطئ، ولا تتعثر، وكلما مرت سنوات طويلة اندهشنا كيف مرت بهذه السرعة. وهذا ما قد يجعل الإجابة المعروفة لآخر العمر إن سُئل سائل عن ما عاشه، هى أنه لبث « يوما أو بعض يوم».
لقد كانت الحياة أسرع مما نتخيل.

أطفالا حلمنا، ثم مراهقين اختبرنا الأحلام والأوهام، ثم شبابا واجهنا التحديات، ثُم انخطفنا سريعا، وانشغلنا بحيواتنا، وأفقنا فجأة على خريف زاحف تترجمه حبات دواء يومية، وأوجاع عظام متقلبة، ونظرات تقدير وتوقير لأننا كبرنا فى عيون الآخرين.
نحزن على سرعة الزمن، نندهش من كلمة «عمو» التى تقابلنا من فتيات وفتيان شباب نراهم كبارا، ننزعج من كلمة «حاج» التى يمنحنا إياها مَن لا يعرفنا. نُدرك يقينا أننا خرجنا من زمرة الشباب، فنتحسر ونحزن.
لكن ما المردود؟ ما نتاج الحزن سوى الحزن؟ ما بعد الندم؟ سكون؟ كيف ننظر للغد؟ بخوف؟ ثم ماذا بعد؟ لا شيء.
إن علينا أن نستوعب حركة الزمن برضا، ونقاوم وهن النفس بطاقة لا حدود لها. مَن قال إن الشباب مُقيد بعمر، ومّن أجزم أن أوان الألق فات؟ لا أوان يفوت ما دام الإنسان يتنفس، لأن الشيخوخة كما أقول دائما هى مجرد اختيار، وهناك دائما مًن يحققون أحلامهم وهم فى الستين والسبعين، وما بعد ذلك. فهذا هارلند ساندرز الذى نرى صورته فى كل مدينة فى العالم نجح مشروع حياته «كنتاكي» بعد تجاوزه الستين عاما وخروجه إلى التقاعد.
وذاك هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق الذى رحل قبل شهور بعد أن أتم المئة عاما، ظل يعمل حتى النهاية بحثا وكتابة وتفكيرا، وأخرج لنا وهو فى الثامنة والتسعين كتابا يحدثنا عن مستقبل الذكاء الاصطناعى.
وبلغ الطبيب الأمريكى هوارد تاكر، مئة وثلاثة أعوام، ومازال يعمل كاستشارى عظيم فى طب الأعصاب. وعاش المفكر برنارد لويس مئة واثنتين سنة، ولم يتوقف عطاؤه ولم تتعطل روحه عن التفكير والتحليل والعمل.
وكل هذا يدفعنا أن نقاوم الزمن، ببشاشة، وتفاؤل، ودأب مكررين أن الأجمل لم يأت بعد.
إننى أنصح أصدقائى الشباب الذى تجاوزوا الخمسين والستين عاما أن ينطلقوا، فرحابة الحياة تستوعب الانطلاق. أقول لهم: ابتسموا. استمتعوا بالموسيقى، تحركوا، وافعلوا ما لم تفعلوا، واذهبوا حيث لم تذهبوا من قبل. استحسنوا الجمال وتذوقوا الفن واستمتعوا بالمعرفة. لا تتورطوا فى معارك عبثية، ولا تجادلوا جهلاء أو كارهين، ادعوا لهم بالشفاء والهدى.
ضعوا دوما خططا لمشروعات مستقبلية فى العمل، والإبداع، والحياة، وارسموا خطواتكم القادمة لعشرين عاما، وثلاثين عاما وخمسين عاما، ولا تتخلوا عن الأحلام، فهى منبع الطاقات وهى الدالة على الحياة. وتذكروا أن الفنان العظيم يوسف وهبى عندما كتب مذكراته اختار لها عنوانا غريبا هو «عشت ألف عام» تدليلا على صخب وعظم ما رأى وشاهد وأنجز.
ابتسموا وتعلموا ثم انظروا إلى الغد، فلم يفت الأوان، ولن يفُت.
والله أعلم.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد قطار

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام

من أحاجي الحرب ( ١٧٦١١ ):
○ كتب: د. إدريس عبدالله الله ليمان
□□ والغفلة تصنع الفوضى.
□ لم تعرف الدولة السودانية على إمتداد تأريخها إنزلاقات مجتمعية خطيرة كما تَجَسَّدَتْ فى أعمال الإبادة التى تقوم بها مليشيا آل دقلو الإرهابية بالسلاح الإماراتى والتى خرجت من كهوف الجبال وكثبان الصحراء الأفريقية ووصلت إلى حواضرنا وهى تعتريها حالة من الإعاقة النفسية لعدم تقبل المجتمع السودانى لوجودهم بينهم فهم غرباء فى لسانهم المتفرنس وفى مشاعرهم المتبلدة وطقوسهم البهيمية وثقافتهم الوثنية وجميع تفاصيل حياتهم البائسة .. فأسروها فى أنفسهم لحين إندلاع الحرب التى فجَّرَتْ المشهد السياسى المختَّل أصلاً بصورة كبيرة وأظهرت حقيقة كل القوى السياسية الفاعلة ، فهنالك من وقف مع القوات المسلحة الموقف الوطنى والأخلاقى الذى يشبهه ، ومجموعة أخرى عميقة الوضاعة شديدة الوضوح والصراحة فى دعمها للإرهابيين والسعى للنيل من بركة آل دقلو ومن بيده المال والقوة والسلاح فتهافتوا لإرضاء المجتمع الدولى المنافق والتزلف إليهم بهذا الصنيع وعدم إغضابهم ولاندرى كيف نشأوا وعلى أى شئ قامت شهرتهم ولا إلى أين تمضى أهدافهم وقد لوَّثوا ضمائرهم وأخلاقهم وعزائمهم بتلك المواقف الإماء ..!!؟ ، وفئةً أخرى إلتزمت الصمت المعيب والحياد المصطنع والمفضوح مع دعمها للمليشيا سراً من الباطن .
فكيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان وآخرها التى حدثت بالأمس فى الصالحة أن يعيشوا معهم بسلام وقد تعاظم البناء والحاجز النفسى ..!!؟ وكيف يمكن لأهل السودان أن يتعايشوا معهم بسلام وقد حولوا مساجدهم وبيوت الله إلى منصَّاتٍ للإعدام وبيوتاً للدعارة *وإندايات* يمارسون فيها المُنكر ..!!؟ كيف يمكننا أن نسامحهم وقد أسرفوا فى سفك الدماء والبطش والإيذاء ..!!؟ *كيف ..!!؟* لقد حفرت هذه الحرب الظالمة أخاديد عميقة فى الذاكرة الجمعية لأهل السودان من الصعب محوها بسهولة لاسيما بعد جريمتهم التى يندى لها جبين الإنسانية بالأمس القريب ، وبعد الذى تفوه به مستشار الهالك فى حديثه لقناة الجزيرة مباشر ..!!؟ إنهم وبصراحة ودون مواربة لايشبهوننا أبداً ، وأصبح المرء يجد صعوبة فى مجرد التفكير أن يعيشوا معنا فى دولةٍ واحدة وأن تُقِلَّنا أرضٌ وتُظَّلنا سماء تحت دستور واحد وقوانين تنظم الحياة ..!! فكيف نعيش مع تلك الكائنات التى دمَّرت بنيتنا التحتية وبيوتنا ومساجدنا ومؤسساتنا الصحية والتعليمية والثقافية ونهبت ثرواتنا ومدخراتنا وتراثنا وتأريخنا وأسرفت فى الدماء ..!!؟ *كيف ..!!؟*
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من تورط فى دماء السودانيين وسجله حافل بالمخازى والدماء ولايزال يتوعدنا ..!! بل من الصعب التعايش حتى مع من يُنكر علينا منازلة المليشيا والسعى لإمتلاك عناصر القوة للدفاع عن إرادتنا وحقنا فى الحياة ممن كُنَّا نُحسن الظَّن بهم ونَعُدَّهم من بنى جلدتنا ..!!؟
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من يُبرًَرُ للمليشيا الإرهابية جرائمها وفظاعاتها الدموية ويروِّجُ للسردية البائسة التى تقول أن جيش الإسلاميين هو من أشعل الحرب ويشوه صورة المقاومة الشعبية التى إنتظمت البلاد من أجل أهدافهم القذرة ويهلل فرحاً مع كل تدميرٍ بالمسيرات للمنشآت المدنية ومحطات الكهرباء ويُعظِّم فعل المليشيا المجرمة ويمارس حقده على الشعب السودانى المكلوم الذى يصفه بالكيزان والفلول ودولة ٥٦ المفترى عليها بكل أشكال الشماتة وقلة الأخلاق وإنعدام المروءة .!!؟
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من يمارس الصمت تجاه جرائم آل دقلو الذين دمروا المدن والقرى ودفعوا بمئات الآلاف إلى النزوح واللجوء
لدول الجوار بل وينتظر إنتصارهم على الشعب السودانى وإنهيار الدولة إرضاءًا لنزولتهم الإنعزالية ..!!؟
إنهم لا يشبهوننا بل إن أهل السودان الذين حملوا أرواحهم فى أكفهم ويقاتلونهم بكل بسالةٍ وفدائية لايشبهونهم .. فمعركة الكرامة القائمة تمثل عنواناً لسودانٍ جديد يَتَخلَّق الآن مهما علت أصوات الراجمات الهاونات والمدافع الثنائية والرباعية ومهما علت أصوات العملاء فلاصوت يعلو فوق صوت الكرامة .
*هذا من ناحية* .. ومن ناحيةٍ أخرى هل يا تُرى أن دولتنا على ما يُرام فى تعاملها مع هذا الإنسان المكلوم ، وأنها قادرة على ملامسة جروحه ومكامن التضييق عليه ..!!؟
وهل ياتُرى أن دولتنا تُدرِك أن من حق هذا هذا الإنسان السودانى الكادح المعروق من القهر اليومى أن يعيش ولو بقليلِ حُلمٍ وبعض إهتمام ليعَوِّض زمَنَاً أغبَرَ بزمنٍ قابلٍ للحياة وأنَّ من حقِّه الخروج من الوحل الأمنى والوحل الصِحِّى والمعيشى وإنعدام الخدمات الضرورية أو ضعفها الذى إنغرست أقدامه فيه ..!!؟
وهل ياتُرى أن دولتنا تُدرِك أنها وحدها من يَحِقُّ لها إمتلاك القوة القاهرة والباطشة ، وأنها وحدها من يسمح لها القانون بإستخدام تلك القوة ولاينبغى لها أن تتنازل عنها إلاَّ وفق وضوابط صارمة كشرط من شروط الإباحة المسموح بها ..!!؟
وهل ياُترى أن دولتنا إستمعت لذلك الخطاب الفوضوى المتحدى لمؤسسات الدولة ولمشاعر الناس وكل شروط الإستقرار أم أنها غافلة ولاهية ..!!؟ وآمل أن يخيب ظنَّى وأنَّ الدولة ليست بضعيفة ولا غائبة بل هى واعية لكل المحاذير الأمنية وأنَّ عينها *لاتنام* ولن تُفَرِّط فى هيبة الدولة *والأنام*.. !! فمثل تلك الخطابات التى تطحن الدولة وتهرسها فى طاحونة القبلية وتُذيبها فى ماء المناطقية علناّ ودونما حَرَجْ فيه خطر كبير يجب أن لاتصبِر أو تصمت عليه الدولة مهما كان الثمن .. *فالتأريخ لايُعيد نفسه إلاَّ عندما لايفهمه الناس ولايستلهمون منه العِبَر .. !!* فلو أضحى كل من يملك البندقية ورصاصاتها هو صاحب الصوت الأعلى ولو كان فاقداً للتمييز وجاهلاً بأمور الدنيا والدين ، وهو الذى يُقرر فى شأن الدولة ويطرح شروط وطنيته وشروط إنضباطه وشروط إحترامه لقانون الدولة وإن لم تكن الدولة دولة قانون ستكون فوضى وخروج عن التنظيم والأعراف والإنضباط .. *فالفوضى ليست صُدفة والغَفلَة تصنعُ الفوضى ..!!* .
فعندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن وأمنه وإستقراره فعلى الجميع أن يلتزموا السمع والطاعة دون تذمر أو إحتجاج ومن غير نقاش لأن الوطن وبعيداً عن كل المطامع فى السلطة والثروة يجب أن يظل فى منأى عمَّا قد يمس هيبته وسمعته وكبريائه وكرامته *وإلاَّ فالعازة ستكون فى خطر*.. ومن أجل ذلك يجب أن تكون المرحلة القادمة هى مرحلة الرجال الصادقين الذين عهدناهم أبطالاً أيام المحنة وسنوات الحرب لتتجاوز بلادنا هذا التحدى وليحقق كل مواطن أمله فى مستقبل أفضل .. وكُلنا يقين وثقة برب العالمين أنه وعلى الرغم من كل تلك المنغصات والمُسيَّرات الغادرة التى إستهدفت الإستقرار والأمن المجتمعى فالأحوال تُبَشِّر بفجرٍ جديد ملؤه الثقة والإصرار على النهوض من جديد وستستعيد الدولة عافيتها وقوتها وقواها وسنوات مجدها بحول الله وقوته وبتكامل وتكاتف وتضحيات أبنائها فليس بعد المخاض إلاَّ ميلاد الفرح .. !! وكل الذى يرجوه أهل السودان من حكامهم أن يُعلوا من مشروع دولة المواطنة الحَقَّة والعدالة الإجتماعية والمساواة والقانون وأن يَعمَلوا على نقض بناء مشروع المحاصصة .. كما يأملوا منهم أن يقودوا سفينة الدولة السودانية إلى شاطئ الأمان ، والاَّ يجعلوا منهم جسراً للعبور نحو المستقبل .. وأن يتلطفوا بهم ويُنعِموا عليهم بإعفاءات جمركية لجميع مدخلات الإنتاج وتشجيع الإعمار مهما تسبب هذا الأمر فى عجز الميزانية .. فأهل السودان دفعوا ثمن غفلة الحكام مع الهالك وجنوده دماءًا ودموعاً وجوعاً ومسغبة ونزوحاً ولجوءًا وهم راضون بقدر الله ومحتسبون الأجر عند الله .. فهل المواطن المنكوب بعد كل الذى حدث له يستحق قسوة الدولة التى تنظر إلى جيبه الخالى فى سنوات القحط والسنبلات اليابسات ..!!؟
إنها أسئلة لاتنتظر إجابات بل لتغيير الحال .
نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍???? *لواء شرطة (م) ????
*د . إدريس عبدالله ليمان*
*الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥م*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المتهم لا يعمل بالمدرسة.. مشادة بين لميس الحديدي ومديرة مدرسة الكرمة الخاصة
  • المنتخب الوطني تحت 20 سنة يتدرب بالإسماعيلية استعدادا لسيراليون
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
  • واتساب لن يعمل على هذه الهواتف بدءا من 5 مايو .. هل تليفونك منها؟
  • جمال شعبان يكشف وصفة الحياة الصحية ويُحذر من أخطاء تهدد الشباب ..فيديو
  • لذا لزم التنويه: الزمن في السجن (4-8)
  • لذا لزم التنويه: الزمن في السجن (4)
  • المخبز الأردني المتنقل في غزة يعمل 19 ساعة يوميا / فيديو
  • وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عاما بالفوز على جنوب أفريقيا
  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة