بوابة الوفد:
2025-02-03@14:49:07 GMT

بلاغة التراث البديل.. أشعار نجم وأوشندري

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

على الرغم من اختلافاتهما فى النشأة واللغة، فإننا نجد أنّ الشاعرين النيجيرى نيى أوشندرى والمصرى أحمد فؤاد نجم، يتشاركان فى التزامهما بقضايا شعوبهما. يستخدم أوشندرى لغة مستوحاة من التراث الشفهى والغنائى لنيجيريا، بينما يستلهم نجم التراث الفلكلورى المصرى وخزانة أشعار العامية من النديم والتونسى وفؤاد حدّاد.


ينتقد الشاعران الفساد السياسى والانانية فى أعمالهما، ويسألان عن دور الشعر: هل يعبر عن مشاعر الفرد أم يعكس هموم المجتمع؟
أوشندرى يرى أن الشعر يجب أن يكون تعبيرا عن معاناة الفقراء، وينتقد الظلم والاستغلال، بينما يرى نجم الشعر وسيلة لتسليط الضوء على الظلم وتحفيز الناس على التحرر.
يقارن اوشندرى بين الزمن الجميل فى طفولته والزمن الصعب والظلم المخيم على مجتمعه النيجيرى فى الوقت الحاضر: «الحقل هو مكان ولادتى والريف هو الذى شكّل نشأتى. كنت ألقى الفجر فى الدهاليز السحرية للغابة وأرضع الرائحة العطرة للاعشاب التى تعالج أمراض الجسد والقطرات اللؤلؤية التى يجود بها القمر. وبالرغم من شظف العيش كانت صحّارات الفلاحين يتكدس فيها خِراج الأرض الذى أتخمه الغيث المنهمر ودفء الشمس الهادئ الآتى من ناحية التلال – كان الديك يدقّ جرس النهار دقّا مصاحبا لقعقعة طاحونة الذرة البعيدة، دقّا جعل النشاط يسرى فى أوصال القرية الناعسة. كنا نملك الارض وكانت الارض تملكنا. كنا نزرع ما نأكل ونأكل مانزرع.» (The Eye of the Earth, 1986: xi).)
ويتهكم فى مكان آخر بقوله لمواطنيه النيجريين: قدّموا طلبا إلى: السيد وزير الشئون المهموسة وزارة الصمت الوطنى، العنوان: 53 شارع المدافن، جمهورية خرصستان (33) جمهورية خرص – ستان – الاصل الانجليزى هو (Dumberia ) التى تشبه فى رسمها اسم نيجيريا Nigeria وطبعا Dumberia توحى بالصمت وكذلك الغباء. فى هذه الجمهورية يسود الصمت والغباء ويغيب العقل وضجيج الحياة.
على عكس شعر الفصحى، يقترب شعر نجم العامى من قلب وعقل الغالبية العظمى من مواطنيه المصريين، حيث انه شعر مستمد من التراث الشعبى ولغة الشارع المعبرة عن حكمه وسخرية الأمة المصرية: وعوّد عيالك فضيلة الرضا/ لأن إحنا طبعا عبيد القضا/ ورزقك ورزقى ورزق الكلاب / دا موضوع مؤجل ليوم الحساب.
إلّا أنّ الشاعرين لا يستخدمان بطريقة آلية التراث الشعبى حتى يسترضيا الجماهير. فهما يمزجان التراث الشعبى بصوتهما الحديث والثورى، وهما يشحنان بطارية التراث الشعبى بتيار قوى الحداثة والثورية والالتزام بقضايا اجتماعية وسياسية لمصلحة الفقراء والمحرومين وكذلك بقضايا التحرير والحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض. وإذا كان الموروث الثقافى يحض العامة للتصالح مع مواقعهم وقدرهم فى الحياة -ولو كان مأساويًا- فإنّ أشعار وأغانى أو شندرى ونجم تحتفل فى أشكال فنية متشابهة وحس شعرى متناغم بقدوم بلاغة جديدة، بلاغة بديلة خارج حدود بلاغة الموروث الثقافى – بلاغة بديلة تنفض عن جسدها قدريّة التراث وتقاليده البالية وكذلك تهويمات الأدب النخبوى.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

دار الكتب تتيح نسخة نادرة من فهارس المخطوطات بمعرض الكتاب

تعلن دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، عن توفير عدد محدود من فهارس " مجاميع المخطوطات العربية بدار الكتب المصرية". تضم الفهارس مجمل مجاميع المخطوطات وهى من تحرير ومراجعة الدكتور عبد الستار الحلوجي. وصدرت في طبعة محدودة عام ٢٠٠٨ بالتعاون بين دار الكتب والوثائق القومية ومؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، من تصدير  الشيخ أحمد زكي يماني وتقديم الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق.

إن دار الكتب والوثائق القومية وهي تعتزم فهرسة المخطوطات المودعة بها، فإنها تستهدف التعريف بالمجاميع التي تقتنيها الدار فهرسة وتحليلاً، وقد سبق للدار أن نشرت عددا من الفهارس التي تضم ما بين مخطوط ومطبوع، لكن بقيت المجموعات المخطوطة الصغيرة دون تعريف رغم أهميتها الجماعة الباحثين والمحققين فالمخطوط لا يقاس من حيث أهميته بعدد صفحاته، وإنما يمكن أن تكون هناك مخطوطات صغيرة الحجم قليلة الصفحات لكنها ذات أهمية علمية عالية.

ولقد جاء ترحيب دار الكتب بالتعاون مع مؤسسة الفرقان في نشر هذه القوائم التعريفية وفق القواعد العلمية العالمية المتعارف عليها، لتسهيل مهمة الباحثين والمستفيدين تحقيقا لرسالة دار الكتب في أداء وظيفتها خدمة للتراث العربي.

ومع أن تراث العرب ظل مخطوطا - كتراث غيرهم من الأمم - إلى أن ظهرت الطباعة، إلا أن التاريخ لم يعرف لغة من اللغات احتفظت بنقائها وحافظت عليها شعوبها وقاومت كل محاولات التحديث والتغيير كاللغة العربية. فهذه اللغة التي نتكلم بها اليوم هي التي كان يتكلم بها عرب الجاهلية منذ أكثر من ستة عشر قرنا من الزمان، بألفاظها ونحوها وصرفها، بل وإملائها. ولهذا فليس من قبيل المبالغة أو المفاخرة أن نقول إن التراث العربي المخطوط هو الأطول عمرا بين تراث الأمم، وإن هذا التراث نبت وترعرع في بقاع شتى، شرقية وغربية، وأبدعته شعوب عدة ودول كثيرة، وإن هذا التراث الذي تراكم عبر السنين يمثل حلقة ذهبية في تاريخ الحضارة الإنسانية، ذلك أن الإبداعات العربية لم تقتصر على مجالات اللغة والأدب والدين التي تفرد بها العرب فلم يسبقوا فيها ولم يُلحقوا فيها أيضًا، وإنما تجاوزت ذلك إلى المجالات العلمية في الطب والصيدلة والجبر والهندسة والكيمياء والفيزياء والفلك وغيرها من العلوم.

مقالات مشابهة

  • النسيج للأطفال .. ورشة عمل في المتحف اليوناني الروماني
  • اليافعي يلتقي رئيس المركز اليمني للمخطوطات وإحياء التراث
  • نقل مواقف السيارات العشوائية في رمسيس.. 11 صورة للمكان البديل
  • دياكو إيلامي.. حين يتواءم الشعرُ والشاعر
  • محافظ المجمعة يستقبل وفد جمعية سفراء التراث
  • «التنمية الصناعية» يطلق مركز البيانات البديل ببرج العرب
  • «البديل أوزون» ينقذ فرانكفورت من السقوط
  • مشاركة فاعلة لـ «الشارقة للتراث» في «القاهرة للكتاب»
  • دار الكتب تتيح نسخة نادرة من فهارس المخطوطات بمعرض الكتاب
  • المسرح الشعبي والفنون الغنائية مرآة التراث ووجدان المجتمع المصري.. عبد الرحمن الشافعي شيخ طريقة