بوابة الوفد:
2024-07-06@18:10:17 GMT

بلاغة التراث البديل.. أشعار نجم وأوشندري

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

على الرغم من اختلافاتهما فى النشأة واللغة، فإننا نجد أنّ الشاعرين النيجيرى نيى أوشندرى والمصرى أحمد فؤاد نجم، يتشاركان فى التزامهما بقضايا شعوبهما. يستخدم أوشندرى لغة مستوحاة من التراث الشفهى والغنائى لنيجيريا، بينما يستلهم نجم التراث الفلكلورى المصرى وخزانة أشعار العامية من النديم والتونسى وفؤاد حدّاد.


ينتقد الشاعران الفساد السياسى والانانية فى أعمالهما، ويسألان عن دور الشعر: هل يعبر عن مشاعر الفرد أم يعكس هموم المجتمع؟
أوشندرى يرى أن الشعر يجب أن يكون تعبيرا عن معاناة الفقراء، وينتقد الظلم والاستغلال، بينما يرى نجم الشعر وسيلة لتسليط الضوء على الظلم وتحفيز الناس على التحرر.
يقارن اوشندرى بين الزمن الجميل فى طفولته والزمن الصعب والظلم المخيم على مجتمعه النيجيرى فى الوقت الحاضر: «الحقل هو مكان ولادتى والريف هو الذى شكّل نشأتى. كنت ألقى الفجر فى الدهاليز السحرية للغابة وأرضع الرائحة العطرة للاعشاب التى تعالج أمراض الجسد والقطرات اللؤلؤية التى يجود بها القمر. وبالرغم من شظف العيش كانت صحّارات الفلاحين يتكدس فيها خِراج الأرض الذى أتخمه الغيث المنهمر ودفء الشمس الهادئ الآتى من ناحية التلال – كان الديك يدقّ جرس النهار دقّا مصاحبا لقعقعة طاحونة الذرة البعيدة، دقّا جعل النشاط يسرى فى أوصال القرية الناعسة. كنا نملك الارض وكانت الارض تملكنا. كنا نزرع ما نأكل ونأكل مانزرع.» (The Eye of the Earth, 1986: xi).)
ويتهكم فى مكان آخر بقوله لمواطنيه النيجريين: قدّموا طلبا إلى: السيد وزير الشئون المهموسة وزارة الصمت الوطنى، العنوان: 53 شارع المدافن، جمهورية خرصستان (33) جمهورية خرص – ستان – الاصل الانجليزى هو (Dumberia ) التى تشبه فى رسمها اسم نيجيريا Nigeria وطبعا Dumberia توحى بالصمت وكذلك الغباء. فى هذه الجمهورية يسود الصمت والغباء ويغيب العقل وضجيج الحياة.
على عكس شعر الفصحى، يقترب شعر نجم العامى من قلب وعقل الغالبية العظمى من مواطنيه المصريين، حيث انه شعر مستمد من التراث الشعبى ولغة الشارع المعبرة عن حكمه وسخرية الأمة المصرية: وعوّد عيالك فضيلة الرضا/ لأن إحنا طبعا عبيد القضا/ ورزقك ورزقى ورزق الكلاب / دا موضوع مؤجل ليوم الحساب.
إلّا أنّ الشاعرين لا يستخدمان بطريقة آلية التراث الشعبى حتى يسترضيا الجماهير. فهما يمزجان التراث الشعبى بصوتهما الحديث والثورى، وهما يشحنان بطارية التراث الشعبى بتيار قوى الحداثة والثورية والالتزام بقضايا اجتماعية وسياسية لمصلحة الفقراء والمحرومين وكذلك بقضايا التحرير والحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض. وإذا كان الموروث الثقافى يحض العامة للتصالح مع مواقعهم وقدرهم فى الحياة -ولو كان مأساويًا- فإنّ أشعار وأغانى أو شندرى ونجم تحتفل فى أشكال فنية متشابهة وحس شعرى متناغم بقدوم بلاغة جديدة، بلاغة بديلة خارج حدود بلاغة الموروث الثقافى – بلاغة بديلة تنفض عن جسدها قدريّة التراث وتقاليده البالية وكذلك تهويمات الأدب النخبوى.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

واقع التراث الثقافي الأثري بمحافظة مأرب جديد إصدارات الباحث محمد الحاج

 

صدر كتاب جديد في مجال الآثار والتاريخ اليمني للباحث والأكاديمي والمؤرخ الدكتور محمد بن على الحاج، في مجال الآثار والتاريخ اليمني القديم. وحمل الكتاب الجديد الذي صدر حديثًا عن دار الكتب اليمنية للطباعة والنشر بالقاهرة عنوان: (واقع التراث الثقافي الأثري اليمني في محافظة مأرب باليمن ومقترحات الحماية والتطوير والتنمية السياحية). 

 

وقد جاء الكتاب في 300 صفحة موزعة على أربعة فصول تنطوي على مباحث عدة، سلطت الضوء على أهمية التراث الثقافي الأثري اليمني في محافظة مأرب بكل مديرياتها. ويعد الكتاب من الكتب العلميَّة القيّمة، الذي سعى مؤلفه من خلاله إلى طرح قضايا مهمة في التراث الثقافي الأثري اليمني، وتقديم صورةٍ دقيقة وواضحة عن واقعه الحالي، وما يتعرَّض له من التهامٍ لا مثيلَ له، يجعله في طريقه للعدم، بعد أن أصبح تدميره ونهبه والعبث به أمرًا تقليديًّا وملكًا خاصًّا قابلًا للتصرف به على أيّ نحو، رغم ما يحمله ذلك التراث من تنوعٍ وتجاربَ إنسانيةٍ وقيمٍ ماديَّةٍ ومعنوية، وتشكيلٍ للهويةِ اليمنية والعربية وتعزيزها.

 

ويُعَدُّ هذا الكتابُ الأول من نوعه من حيث تناوله واقع التراث الثقافي الأثري اليمني وإدارته، فقد تضمَّن فصولًا في التعريف بأهمية ذلك التراث، حيث استشعر مؤلفه المسؤولية تجاه ذلك الإرث الثقافي اليمني والتحديات التي يواجهها، واضعًا خططًا استشرافية بالحلول والمقترحات التي من شأنها الإسهام في الحفاظ عليه وتطويره وإدارته والارتقاء به، والتي بات تطبيقها أمرًا ضروريًّا بما يتناسب مع أهمية ذلك التراث وأصالته، حتى يجد مكانته بين مجموع التراث العالمي، وحتى يظل مَعْلَمًا حضاريًّا ورمزًا ثقافيًّا يُظهر الهوية اليمنية وفهمها العميق للمكان وتطويعه. 

 

ومحتوى الكتاب - بما يستعرضه من فصولٍ ومقترحات إدارة وحفاظ وتطوير- بمثابة نداءٍ واستغاثةٍ من مؤلفه إلى كلِّ المهتمين والباحثين ممن يُعنَونَ بالتراث الثقافي الأثري اليمني في ارض سبأ بوجهٍ خاص، واليمن بوجهٍ عام إلى إنقاذ ما تبقى من التراث اليمني الحضاري، والتأكيد على ضرورة حمايته وصونه، واتخاذ استراتيجيات واضحة وحديثة تجاه الحفاظ عليه، وجعله رافدًا متجددًا لكلِّ الأجيال؛ مؤكدًا على ضرورة التصدي لقضية التهام التراث الثقافي الأثري اليمني في مراكزه الحضارية، وبذل الجهود المادية والبشرية والأمنية لتحقيق ذلك.

 

ومؤلفُ الكتاب باحثٌ أكاديمي يمني متمرسٌ في مجال الدراسات الأثرية والتراثية والتاريخية، وله إسهاماته الكبيرة في هذا الميدان، عُرِفَ عنه المنافحة عن تراث بلاده، وأرومة حضارته، وإذكاء الوعي حول قِيمه وأصالته، والخطورة التاريخية والوطنية المترتبة على ضياعه، فوضَعَ مبادرات وتدابير قانونية وتقنية وإدارية في حماية التراث الثقافي الأثري اليمني وصونه، وكان عضوًا فاعلًا في الفريق اليمني، الذي أسهم في تسجيل مواقع آثار سبأ على قائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو. 

ويشغل الدكتور محمد بن علي الحاج حاليًا درجة أستاذ مشارك في تخصص الآثار والنقوش اليمنية القديمة بقسم السياحة والآثار جامعة حائل، وهو حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من قسم الآثار - جامعة الملك سعود، وواصل دراساته لأبحاث ما بعد الدكتوراة في جامعة فريدرش شيلر – يينا بجمهورية ألمانيا خلال الأعوام من 2019- 2024م بعد حصوله على منحة الزمالة الألمانية للباحثين الخبراء، وهو عضو مساهم في الجامعة نفسها في رفد المعجم السبئي الإلكتروني.

له من المؤلفات ما يربو على خمسين بحثًا وكتابًا باللغة العربية والأجنبية، في حقل الآثار والكتابات العربية القديمة والتراث الثقافي الأثري اليمني والعربي، ومثَّلَ اليمنَ في العديد من المؤتمرات الدولية المعنيَّة بالآثار والتراث الثقافي الأثري، وحاصلٌ على مِنَحٍ وجوائزَ علميَّةٍ عديدة؛ أبرزها: جائزة التميُّز العلمي من جامعة الملك سعود، ومنحة المعهديْن الأمريكي والألماني في مجال الآثار والتراث الثقافي، وقد تولَّى الإشراف والمشاركة على عددٍ من الحفائر والأعمال الأثرية في اليمن والمملكة العربية السعودية؛ أبرزها: التنقيبات الأثرية في مدينتي ثلا، وشبام كوكبان، والجامع الكبير بصنعاء، والمذيلات والمدافن الحجرية في منطقة الحائط، ومدينة فيد الأثرية لستة مواسم.

مقالات مشابهة

  • السليمانية.. قائممقام بينجوين يستقيل من منصبه طوعاً ويقترح البديل
  • ميرينو: أنا «ميت» والأدرينالين يؤثر الآن!
  • إسبانيا تطيح ألمانيا (2-1) بعد التمديد وتبلغ نصف نهائي كأس أوروبا
  • إسبانيا تطيح ألمانيا في «يورو 2024»
  • واقع التراث الثقافي الأثري بمحافظة مأرب جديد إصدارات الباحث محمد الحاج
  • من قد يكون البديل النهائي لجو بايدن؟
  • أنا جندي سعودي.. عمل فني جديد لـ عمر العبد اللات
  • «تراثنا الأصيل».. تعزز الوعي بالهوية الإماراتية
  • وزير إسرائيلي ينشر تغريدة تدعو إلى احتلال سيناء
  • أدباء وفنانون: الأغنية الشعبية إبداع عابر للفنون