عيد الفطر السعيد.. مناسبة واحدة بطقوس وتقاليد متنوعة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أيام قليلة، ويحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي بعيد الفطر السعيد، الذي يعد أحد عيدين في الدين الإسلامي الحنيف، وكما هو معروف أن هذا الاحتفال السنوي بهذه المناسبة يأتي مثل هذه الأيام المباركة أي بعد انقضاء أيام وليالي شهر رمضان الفضيل الذي يعد شهرًا مباركًا يمتلئ فيه قلب المؤمن بمشاعر الإيمان والتقوى، طلبا ورغبة لنيل رضا الله تعالى والحصول على العفو والمغفرة من الذنوب والخطايا والخيرات والبركات، كما يهذب الصيام سلوك الإنسان المسلم من خلال إقلاعه عن كل من شأنه التقليل من أجره وثوابه أو أن يؤدي به إلى ضياع يومه في الامتناع عن الأكل والشرب فقط.
وتعود تسمية هذه المناسبة بعيد الفطر «لأنه أول يوم لإفطار المسلمين بعد انقضاء شهر كامل من الصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم، لذا فقد حرم الله سبحانه وتعالى على المسلمين صيام أول يوم من أيام العيد. ويأتي عيد الفطر المبارك مباشرة في أول أيام شهر شوال الهجري، ويستمر لمدة ثلاث أيام متتالية.
ويبعث العيد البهجة والسعادة في نفوس الجميع وخاصة الأطفال، الذين ينتظرون قدومه بكل بلهفة وشوق في كلّ عام، أما الكبار فإن العيد يمثل لهم مناسبة جميلة، وفرصة نحو مد جسور التواصل بين إخوانهم، ومن أجل صلة الأرحام والسؤال عن الأحبة والأصحاب الذين شغلتهم عنهم مشاغل الحياة وأعمالها التي لا تنقضي.
ويعد العيد مناسبة عطرة تعمل على تعزيز روح التضامن الأسري والاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم، كما تعمل على توطيد الروابط الاجتماعية والعائلية حيث يعتبر العيد فرصة لا غنى عنها لبث روح التواصل والشعور بالآخرين، والعمل على إدخال الفرحة والسرور إلى قلوبهم، فتأتي هذه المناسبة من أجل الاحتفال بالحياة والاستمتاع بها مع الأسرة والأصدقاء وغيرهم، وأحيانا يحتفل البعض بهذا العيد في محيط العمل بالنسبة لمن يؤدون واجبهم الوطني خلال هذه المناسبة في مقرات أعمالهم.
إن فرحة المسلم بالعيد هي من مظاهر رحمة الله تعالى بالمسلمين جميعا في شرعه ولطفه بعباده، فقد شرع الله لهم بعد مواسم الطاعات أيام فسحة وفرح وسعادة لا توصف، ولهذا يستعد المسلمون في كل مكان لهذه المناسبة بوقت كاف حيث تجهز الملابس الجديدة وغيرها من المستلزمات الأخرى.
ولأهمية هذه المناسبة الدينية فقد ورد في هذا الشأن أحاديث كثيرة من السنة النبوية الشريفة، فقد روى أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قَدِم رسول اللهِ صَلى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المدِينَةَ وَلَهم يوْمانِ يَلْعَبونَ فِيهِمَا فَقال: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كنا نلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلمَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرا مِنْهُما، يَوْمَ الأَضحَى ويومَ الْفِطرِ).
ولذلك فإن أهم أعمال يوم العيد وآدابه إدخال الفرح والسرور على النفس والأهل والأقربين وعموم المسلمين، وهذه الفرحة تتجسد في قلوب الكبار قبل الصغار، وفي المجتمع المسلم هناك عادات وتقاليد تتوارثها الأجيال ويتم أحياؤها بشكل متواصل في مثل هذه المناسبة العظيمة، فالفرحة واحدة لكن مظاهرها عديدة، ولذا فإن الأهالي في البلدان العربية والإسلامية يحرصون على تعريف الزائر إليهم بثقافتهم وأسلوبهم التراثي، وفي كيفية الاحتفال بهذا العيد، فلكل مناسبة مظاهرها المختلفة ولها نمطها الخاص عن غيرها.
إن العيد هو يوم فرحة عامة لأبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يحرص الناس على الاحتفال به قبل أن يبدأ من خلال إرسال بطاقات التهاني «في السابق»، أما اليوم فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي من تقوم بمهمة توصيل رسائل التهاني بشكالها وزخارفها الجميلة، لذا أصبحت جزءا مهما في تواصل الناس خلال هذه المناسبات وشكلا من أشكال فرحة بالعيد. ومهما تعددت مظاهر العيد في أوطاننا، ورغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، إلا أن هناك بعض العادات المتوارثة التي تميز كل بلد عربي عن غيره؛ لأنه يشكل فرصة لإحياء صلة الرحم، وتقوية الروابط الأسرية من خلال الزيارات العائلية، وتقديم التهاني لهم بمناسبة العيد، وحتى مظاهر العيد خلال أيامه الثلاث هناك العديد من الطقوس والأنماط المجتمعية التي لا يزال الناس يتمسكون بها في مثل هذه المناسبات.
كما يتم التعبير عن الفرحة واحتفال المصلين بهذه المناسبة عقب خروجهم من صلاة العيد بتبادل التهاني والمصافحة والعناق، أما في المنازل فهناك شيء مميز في انتظار الأطفال الذين يتنقلون من بيت إلى آخر ووجوههم تشرق بابتسامة عريضة، حيث تم إعداد لهم بعض هدايا وغيرها، وخلال هذا اليوم يكون الناس على موعد مع تناول لحوم الأضاحي وشتى أنواع الحلويات.
كذلك من مظاهر العيد منذ الصباح الباكر تسمع أصوات التكبيرات تنطلق من مآذن المساجد، في مشهد يدل على عظمة هذا الدين الحنيف ويشعر الإنسان بنوع من السكينة وعظمة هذا الدين الإسلامي الحنيف.
كما يعبر المحتفلون بالعيد عن شكرهم وامتنانهم بنعم الله تعالى عليه، وبأن منحهم فرصة صيام شهر رمضان الفضيل، فأكرمهم بعيد الفطر المبارك الذي يتضمن أيضا الوفاء للفقراء والمحتاجين من خلال مساعدتهم وإتاحة الفرصة لكسب الثواب والأجر من خلال تقديم الصدقات والمعونات والمساعدات، وإخراج الزكاة في هذه المناسبة العظيمة.
كما تتميز مكانة العيد بأنه إجازة عامة في الدول الإسلامية وهو يمثل الفرحة الكبرى والسرور لجميع المسلمين حول العالم، وينتظر المسلمون هذه المناسبة بفارغ الصبر؛ لأنها فرصة من أجل الالتقاء بالأهل والأحبة من كل مكان، فالزيارات المتبادلة تزيد من عمق الروابط الإنسانية بين فئات المجتمع.
وكما أسلفت سابقا يتميز عيد الفطر بالعديد من المظاهر الحضارية والتراثية سواء في العادات والتقاليد في مختلف الاحتفالات الشعبية حول العالم، ويعد تقديم الهدايا للأطفال شيئا أساسيا لبث روح الفرحة في نفوسهم، هذه الظاهرة التراثية تسمى في بعض دول الخليج العربي بـ»العيدية» وهي من أهم العادات الشائعة في عيد الفطر والأضحى المباركين، وقد يختلف ذلك المسمى من بلد لآخر.
كما أن الشكل الأساسي للاحتفال بالعيد يتمثل في زيارة الأقارب والأصدقاء، والترفيه عن الأطفال وتوزيع الحلويات والأكلات التي يختص بها هذا اليوم السعيد وفي كل وطن عربي له طابعه الذي يشتهر به والأكلات التي يقدمها الأهالي لضيوفهم أو لأنفسهم خلال هذه المناسبة السعيدة.
لذا درجت العادة في بعض الدول أن يحتفل الناس بعيد الفطر مثلا بتحضير الأطعمة المشهورة محليا وأشكال مختلفة من الحلوى التي تعد جزءا مهما من التراث المحلي والوطني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه المناسبة بعید الفطر عید الفطر من خلال
إقرأ أيضاً:
الحاج حسن: نحتاج إلى انطلاقة إيجابية تتوافر لها الظروف السياسية المناسبة من خلال الشراكة الوطنية
أشار رئيس "تكتل بعلبك العرمل" النائب حسين الحاج حسن، إلى أن "هناك نقاشات تجري حول الحكومة، حول الشراكة والميثاقية، حول موجبات الدستور اللبناني وصيغة العيش المشترك التي تقتضي ممارسة سياسية تؤدي إلى تحقيق هذه الشراكة".
وقال خلال لقاء إعلامي في بعلبك: "طبعا الحكومة يتقدم بتشكيلها رئيس الحكومة إلى فخامة رئيس الجمهورية، بعد التفاهم مع من يجب التفاهم معهم، من كتل نيابة وأحزاب سياسية وقوى وشخصيات بما يحقق موجبات الدستور والشراكة وصيغة العيش المشترك والمصلحة الوطنية، ويتشاور رئيس الحكومة ويتباحث مع رئيس الجمهورية الذي يصدر مرسوم تشكيل الحكومة".
وتمنى "انطلاقة متيسرة للعهد وللحكومة لمواجهة التحديات المطروحة أمام الجميع، على رأس هذه التحديات انسحاب العدو المحتل من كل الأراضي اللبنانية، وانطلاق ورشة الإعمار، تطبيق الطائف، الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إصلاح البنى التحتية، إصلاح عجلة الإقتصاد ، الحفاظ على أموال المودعين، إصلاح القطاع المصرفي، وكثير من الملفات المطروحة من الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إلى التعليم والصحة والشؤون الإجتماعية، إلى الفقر والكثير من الملفات الضاغطة والمتراكمة".
ورأى "أننا جميعا نحتاج إلى انطلاقة إيجابية، نأمل أن تتوافر لها الظروف السياسية المناسبة من خلال الشراكة الوطنية الحقيقية، فلا يستطيع أحد أن يقصي أحدا، ونحن جزء من التكوين السياسي والمجتمع اللبناني".
وتطرق إلى التطورات في غزة، فقال: "بعد سنة وثلاثة أشهر وما يزيد من العدوان الصهيوني على غزة، وصل العدو إلى إخفاق كبير في تحقيق أهدافه في العدوان. الهدف الأول الذي كان يطمح إليه العدو هو سحق حركات المقاومة، لم يستطع أن يسحقها، حماس بقيت في طليعة حركات المقاومة مع باقي الفصائل، وهو الآن يفاوض حماس ووقع اتفاقا مع حماس. ثانيا العدوان لم يستطع الإستمرار في غزة، أهدافه العسكرية لم تتحقق، وهو يدفع كل يوم خسائر بسبب عمليات المقاومة، وبالتالي أصبح أمام مأزق حقيقي. ثالثا لم يستطع إطلاق سراح الأسرى بالقوة، وحسب كل المعلومات ان فصائل المقاومة انتشرت اليوم في قطاع غزة، وبموجب الإتفاق هناك تراجع كبير في ما كان يطلبه العدو، سواء لناحية تناقل السكان أو لناحية المعابر أو لناحية حركة البضائع أو المساعدات أو لكل النواحي".
وأردف: "هناك انتصار حقيقي للمقاومة وشعبها في قطاع غزة بمنع العدو من تحقيق الأهداف من خلال العدوان المتمادي والإجرامي والبربري والهمجي المخزي أميركيا وغربيا، وللأسف مع التخلي من معظم الدول العربية والإسلامية عن قطاع غزة".
وأضاف: "مبروك للشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين، مبروك لمحور المقاومة والإسناد الذي قدم تضحيات كبيرة وجسيمة في طريق المقاومة. في لبنان قدمنا أعز ما نملك سماحة الأمين العام الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله السيد الأقدس والأسمى رضوان الله تعالى عليه، السيد هاشم صفي الدين وعددا من القادة والكوادر، وعددا من الشهداء، إضافة إلى التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني والجيش اللبناني والقوى الأمنية، وهذا الإسناد أثر كثيرا في المعركة إلى جانب إسناد الشعب اليمني والشعب العراقي والدعم الإيراني والدعم السوري".
وتابع: "كان هناك مساهمة حقيقية من كل قوى المقاومة في المنطقة في دعم الإنتصار الذي حصل في غزة، وأحد تجليات الإنتصار وما يتردد الآن في وسائل إعلام العدو على لسان سياسييهم هو إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، الذين بعضهم لديهم رمزية معينة وسيكون لهم دور في استمرار المقاومة في الضفة وفي غزة".
وختم الحاج حسن: "هذا الإنتصار العظيم للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة هو خطوة بل خطوات على طريق القدس وعلى طريق الحرية لفلسطين وللشعب الفلسطيني، على رغم حجم التضحيات الكبير، وعلى رغم الدماء الطاهرة التي سالت بفعل المجازر والقتل، وعلى رغم الدمار هذه هي ضريبة الدم والتضحية ضريبة المقاومة في مقابل الإحتلال والنازية الجديدة المتمثلة في الكيان الصهيوني. مبروك للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية ولغزة ولكل أحرار العالم، ومن ضمنهم الشعوب العربية والإسلامية وكل مسيحيي ومسلمي العالم وأحرار العالم".