عندما كنت أقرأ هذه الآية (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) كنت أتصور أن الرزق في السماء، والسماء بالنسبة لي هذا الغطاء الأزرق الذي يغطي الأرض، بالتالي هو بعيد جدًا عنا بعد السماء، حتى غيّرت طريقة قراءتي للقرآن الكريم في السنوات الأخيرة، وبدأت أقرأه بمعزل عن التفسير فبدأت تتكشف لي معانٍ جميلة لم أنتبه لها.
عرفت أن السماء ليست فوقي، السماء تحيط بي يمنة ويسرة، من فوقي ومن أسفل مني، فكوكبنا الصغير الذي استخلفنا فيه هو يدور مع غيره من الأجرام والكواكب والشموس في هذا الحيز المسمى بالسماء، بالتالي الرزق أيضًا يحيط بي طالما أن رزقي في السماء.
لست بحاجة للذهاب بعيدًا بحثًا عنه، ولست بحاجة للانتظار طويلًا، وعندما يقول لي القرآن (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا) السماء تمطر بشكل متواصل، ومطرها لا يتوقف أبدًا، كل ما عليّ هو الاستعداد لاستقبال هذه الأرزاق المتدفقة، التي تأخذ أشكالا عدة، الرزق ممكن أن يأتي على شكل (زلة لسان) تفوه بها أحدهم أمامي ففتحت لي أبوابًا من الرزق، الرزق فكرة تباغتني فجأة وتدفعني إلى تنفيذها فأجدها تفتح لي أبوابًا من الرزق لا نهائية، الرزق أعداد لا متناهية من البشر تظهر في حياتي من آن لآخر، تعطيني مفاتيح خزائن أرزاق لا متناهية، الرزق في معلومة قرأتها صدفة فوجدتها تحيلني إلى أرزاق لم تكن في الحسبان.
الرزق لا يتوقف عندما أترك وظيفتي التي كنت أعتقد يومًا ما جهلًا أنها مصدر الدخل الذي سينقطع لو تركتها، فوجدت أن الدخل لا يتوقف على وظيفة، فهو رزق يرسل به الرزاق الكريم السماء عليّ مدرارًا.
هذا العام قررت أن أفعّل أسماء الله الحسنى على صفحتي في (الانستجرام) مع متابعيني، المتعلقة بالغنى والثراء، فدهشت بكم الغنى والثراء الذي نعيشه بدون وعي منا، وبدون أن نستشعر، من مرافق متعددة نستخدمها مجانًا دون أن نضطر لأن ندفع مقابلًا لها، كما يحدث في الدول التي زرتها، وعلاقات جميلة تثري الحياة حقًا، وشعور بالأمان والاطمئنان في هذا البلد الجميل، الذي تطالعني شبكات التواصل على الدوام بنظرة الآخرين لما أعتبره من المسلّمات فيه، فتبارك الرزاق الكريم.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم
جدة : البلاد
تشهد سماء الوطن العربي منتصف ليل اليوم، شروق القمر في طور التربيع الأخير لشهر جمادى الآخرة، وسيبقى مشاهدًا لبقية الليل.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القمر سيصل لحظة التربيع الأخير الساعة 01:18 بعد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة، ويكون أكمل ثلاثة أرباع مداره حول الأرض لهذا الشهر.
وأشار أبو زاهرة، إلى أن فترة التربيع الأخير يظهر نصف القمر ونصفه الآخر مظلمًا، حيث إن الوقت المثالي لرصد تضاريس سطح القمر بواسطة المنظار أو التلسكوب؛ لأن الجبال والفوهات تكون واضحة جدًا خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانب النهاري والجانب الليلي على القمر، نظرًا لتداخل الضوء والظلال مما يعطي منظرًا ثلاثي الأبعاد وهي فرصة التصوير الفلكي.
يذكر أنه خلال بضعة أيام مقبلة ستتقلص المسافة بين القمر والشمس إلى أن يصبح القمر في مرحلة هلال نهاية الشهر ويرصد قبل فترة وجيزة من شروق الشمس استعدادًا لوصوله منزلة الاقتران لشهر رجب.