الشيخ أحمد البوني: العلم من أفضل العبادات والإسلام يحتفي بكل فروعه
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
يقول الشيخ أحمد مزيد البوني، عضو هيئة العلماء في موريتانيا، إن الأمة الإسلامية خصها الله بالعلم، الذي هو من أفضل العبادات، لافتا إلى أنها تحتفي به كله من حيث هو علم نافع للبشرية، سواء كان علم طبيعة أو علما شرعيا.
وتناول البوني، في حلقة اليوم الأحد (2024/4/7) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، فضل طلب العلم ومكانته في الإسلام بصفة عامة والعلم الشرعي بصفة خاصة، وذلك بين مرحلتي التكوين وأساليبه في الماضي والحاضر، والعطاء وآدابه وفنونه.
وساق عضو هيئة علماء موريتانيا الأدلة الشرعية على فضل العلم ومكانته، وفي مقدمة ذلك أن أول ما نزل من القرآن الأمر بالقراءة، كما أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أمر أمته بالاستزادة من العلم والدعاء بذلك، وأقسم الله في كتابه بالقلم، وامتن الله على الأمة المسلمة بالعلم والبيان.
وأشار إلى أن العلم مركزي في حياة الأمة، فجميع أوجه النشاط البشري هي فرع عن العلم، حيث لا يجوز لأحد أن يقدم أو يحجم عن أمر إلا في ضوء العلم، مشددا على أن المقصود هو العلم كله بمختلف فروعه مما فيه نفع للبشرية.
العلم النافعوفي هذا السياق، يؤكد البوني أن الشريعة دعت إلى تعلم أي علم نافع وتعليمه وتطويره والبراعة فيه، وأنه عندما كان المسلمون يمتثلون لتلك الأوامر قديما كانوا سادة الأمم وقادتها، وكان الغربيون يأتون لجامعاتهم لأخذ العلوم الطبيعية، وكانت نشأة الطفرة العملية لديهم نواتها ما تحصلوا عليه من المسلمين.
ويرى الشيخ أحمد البوني أن عزوف المسلمين وتركهم العلم الشرعي، نجم عنه تركهم العلوم الدنيوية، فعندما كان المسلمون يلتزمون مقتضيات العلم الشرعي كانوا يسيرون بالتوازي في طلب باقي العلوم، مشيرا إلى أن هذا التقسيم في الميزان الشرعي هو تقسيم منهجي وإجرائي فقط.
وأوضح أن جميع علماء المسلمين متفقون على أن جميع العلوم الدنيوية طلبها فرض كفاية، فأي تخصص تحتاجه الأمة يجب على المسلمين أن يكون فيهم من يقوم به، وإن كان دنيويا بحتا ليس له صبغة شعائرية، لأنه في النهاية ستؤول مخرجاته عند استخدامها لخدمة الدين ومقاصده العامة والخاصة.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن الأمة عامة لو كانت طبقت ذلك في مجال الإعداد الحربي، ما كان العدو المحتل في فلسطين تجرأ على ارتكاب ما يرتكبه من مجازر في قطاع غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية، لكن تفريط المسلمين في ذلك ترتب عليه ما يحدث، وتتحمل جموع الأمة إثم ذلك.
وحول حكم العلم الشرعي، يرى الشيخ البوني أنه من الفروض الكفاية كذلك كالعلوم الدنيوية، لكن أشار إلى وجود مستويات للعلم الشرعي يتعين على آحاد المسلمين الإلمام بها، فما لا يتم الواجب الشرعي إلا به فهو واجب معرفته، ومن ذلك هيئة الصلاة المفروضة، وأحكام الزكاة لصاحب المال وأحكام البيع والشراء للتاجر.
أساليب التكوينوحول الفرق بين أساليب التكوين في الماضي والحاضر، يرى البوني أن جوهر العلوم واحد، إلا التغير في القوالب والأنماط، لافتا إلى أن الوسائط الأساسية لا تزال حاضرة وفي مقدمتها الحواس من سمع وبصر وفؤاد، وكذلك الآليات لا تزال موجودة من حفظ وضبط وفهم واستحضار للمحفوظ.
وأكد عضو هيئة علماء موريتانيا على أن طلب العلم لا بد أن يكون على شيخ، لأنه إذا طُلب من الكتب ربما يُصاب المتعلم بالعجب والغرور، كما يمكن أن يفهم أمورا على غير المراد منها، والشيخ يكون عصمة من كل ذلك.
وأرجع البوني تهوين بعض أصحاب المناهج الجديدة آلية الحفظ، بسبب غلو آخرين في حفظ نصوص شارحة وليست أساسية دون وعي ولا إعمال عقل في تحليلها والبناء عليها، ومن ثم ظنوا أن المشكلة في الحفظ، لكن في حقيقة الأمر الخطأ في الاقتصار على الحفظ دون إعمال باقي آليات التكوين.
وعدد الشيخ البوني ضمن عوائق التكوين ظروف المتعلّم الخاصة من سعة وغنى وضيق، وعدم تفرغه اللازم لطلب العلم، وإهدار الأوقات وشيوع التصحيف والتحريف وكذلك التعالم، وتصدر من ليس أهلا للتعليم، وضعف الهمة بسبب شيوع الترف والمغريات وعوائق علمية بالانشغال بالمفضول عن الفاضل.
وقال إن العالم الحق هو من يحسن توظيف المعلومات وأصول العلم، ومن يتقي الله في علمه فلا يذله ولا يهينه، مشددا على أنه يجب على العالم اتباع الحق وألا يجعل علمه تحت طلب الحكام، ولا العوام والجماهير، لأن العالم يتبع ما دله عليه العلم ويدعو إليه حتى ولو لم يكن معه أحد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات العلم الشرعی إلى أن على أن ما کان
إقرأ أيضاً:
ويبينار علمي بعنوان "حياة أفضل لمرضى السكري".. السبت
أعلنت صباح اليوم الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية برئاسة الدكتور أحمد طه عن تنظيم أول ويبينار علمي بعنوان:"حياة أفضل لمرضى السكري" يوم السبت المقبل الموافق ١٦ نوفمبر، في تمام الثامنة مساءً ولمدة ساعتين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكر.
رئيس الرقابة الصحية يبحث مع رئيسة معهد الجودة التركي سبل التعاون في مجال السياحة العلاجية رئيس الرقابة الصحية يتابع مع محافظ أسوان ورئيس الجامعة جهود تأهيل المنشآت الصحيةيناقش الويبينار التحديات الرئيسية والحلول الاستراتيجية للعناية بمريض القدم السكرية في مصر، وأهم الجوانب التثقيفية والوقائية من الإصابة بمرض السكر للحفاظ على الصحة العامة، ويلقي الضوء على الدلائل الاسترشادية الوطنية لمرضى السكري، وكذلك كيفية وضع وتنفيذ خطة الرعاية التمريضية لمريض السكري، وذلك بحضور نخبة من خبراء جودة الرعاية الصحية والصحة العامة.
وأوضح بيان الهيئة أن حضور الويبينار الذي تنظمه اونلاين مجاني تماما من خلال التسجيل بالرابط: https://forms.gle/YfqL9xRibQVKYb5A7
وفي سياق متصل، شارك د.أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بالجلسة الافتتاحية للملتقى الافتراضي الأول لجودة الرعاية الصحية، الذي نظمته مستشفيات شفاء الأورمان لعلاج الأورام، بمناسبة الأسبوع العالمي للجودة، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين في مجال جودة الرعاية الصحية من مصر، الولايات المتحدة، السعودية، الأردن، الإمارات، والكويت.
وأكد طه خلال كلمته أن الجودة هي حجر الزاوية في تطوير النظام الصحي المصري، تماشياً مع الدستور المصري وتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا على أهمية الالتزام بتطبيق معايير الاعتماد الوطنية الصادرة عن "جهار" والمُعتمدة دولياً من منظمة "الإسكوا" في ضمان تقديم خدمات صحية تتماشى مع أعلى المستويات العالمية وتلبي تطلعات المواطنين.
وأشار د.أحمد طه إلى الدور الهام الذي تقوم به "جهار" في نشر ثقافة الجودة، ودعم المؤسسات الصحية لتحسين خدماتها وتطبيق أفضل الممارسات الدولية التي تضمن أمان وسلامة المريض.
وأضاف د. أحمد طه أن تطبيق معايير الجودة في الرعاية الصحية يلعب دوراً محورياً في الحد من الوفيات بين المرضى، من خلال تحسين مستوى الرعاية الصحية، وتقليل الأخطاء الطبية، وضمان تقديم الرعاية وفقاً لأعلى معايير السلامة العالمية.
وتابع، أن التأمين الصحي الشامل يعد مشروعاً وطنياً محورياً يهدف إلى توفير الأمان الصحي للأسرة المصرية، من خلال تقديم خدمات صحية متكاملة وذات جودة عالية، وبأسعار عادلة، مما يسهم في تحسين تجربة الرعاية الصحية للمواطنين.
واستعرض د.أحمد طه، إصدارات هيئة الاعتماد والرقابة الصحية لعدد 7 حزم من المعايير المختلفة والمعتمدة من منظمة الاسكوا الدولية، والتي تتناسب مع طبيعة كل منشأة، وتهدف إلى توفير خدمات صحية وفقا لأعلى معايير الجودة العالمية، إلى جانب الحصول على الاعتماد الدولي لبرنامج تدريب مراجعي ومقيمي الهيئة من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية ( ISQUA ) بنسبة نجاح بلغت 96%، بما يضمن استدامة الالتزام بتطبيق المعايير بالمنشآت الطبية المعتمدة.
وأضاف د.أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الاحتفال بالأسبوع العالمي للجودة يمثل فرصة لتعزيز الجهود المشتركة مع كافة المؤسسات الصحية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للرعاية الصحية في مصر.
وتوجه د. أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالشكر لمستشفى شفاء الأورمان على تنظيم هذا الملتقى الهام، الذي يعكس دور المستشفى الرائد في مجال علاج الأورام، وحرصها على تعزيز الجودة وتقديم رعاية صحية متكاملة وآمنة للمرضى، مشيدا بالجهود المبذولة من إدارة المستشفى في رحلة حصولها على شهادة الاعتماد كأول مستشفى خضراء وفقا للمتطلبات الوطنية للتميز البيئي الصادرة عن الهيئة، كخطوة هامة نحو دعم توجه الجمهورية الجديدة لتحقيق مستويات عالية من الجودة في الخدمات الصحية، بما يسهم في تحسين حياة المرضى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
شارك بالجلسة، د.محمد هاني حسين، المدير التنفيذي لمستشفيات شفاء الأورمان، د.باتريشيا رينسك، الرئيس التنفيذي لهيئة NAHQ الأمريكية ، و د.أحمد صفوت، مدير إدارة الجودة بمستشفيات شفاء الأورمان، والتي شهدت حضور عدد 720 مشاركا من مختلف الدول ومن المهتمين بجودة الرعاية الصحية.