زيارة كشيدا للسعودية والإمارات وقطر.. تحول كبير في دبلوماسية اليابان للشرق الأوسط
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن زيارة كشيدا للسعودية والإمارات وقطر تحول كبير في دبلوماسية اليابان للشرق الأوسط، اعتبر أستاذ سياسات العلوم والتكنولوجيا بجامعة طوكيو سوزوكي كازوتو، أن زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للشرق الأوسط، والتي شملت السعودية .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات زيارة كشيدا للسعودية و الإمارات وقطر.
اعتبر أستاذ سياسات العلوم والتكنولوجيا بجامعة طوكيو سوزوكي كازوتو، أن زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للشرق الأوسط، والتي شملت السعودية والإمارات وقطر، بمثابة تحول كبير في دبلوماسية اليابان تجاه المنطقة.
وأضاف كازوتو في مقال نشرته مجلة ديبلومات المتخصصة في شئون منطقة أسيا والمحيط الهادي، أن زيارة كيشيدا التي امتدت لثلاثة أيام من 16 إلى 18 يوليو/تموز يمكن وصفها بالتاريخية.
وأوضح أن زيارات القادة اليابانيين السابقين للشرق الأوسط عادة ما كانت تهدف إلى تثبيت إمدادات الطاقة، مشيرا إلى أن هذا الغرض لطالما مثل أولوية قصوى لليابان نظرًا لاعتمادها الشديد على المنطقة فيما يتعلق بإمدادات النفط والغاز الطبيعي.
لكن بحسب كازوتو، فإن زيارة كيشيدا الأخيرة كانت مختلفة، لأنها تمثل تحولا كبيرا في دبلوماسية اليابان الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، ما يعكس في الوقت ذاته إحساسًا قويًا بالتغير الجذري للوضع الدولي والتغيرات الجارية داخل المنطقة.
استثمارات اليابان ومستقبل الخليج
رأي كازوتو أن الهدف الأول لزيارة كيشيدا يتمثل في مساعدة دول المنطقة في التحول إلي هيكل اقتصادي يتكيف مع إزالة الكربون.
وذكر أن اليابان تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 وتعمل على تطوير سياسات لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
وتابع أن الهياكل الصناعية المتغيرة ستؤدي أيضًا إلى إحداث تحول في اقتصادات دول الخليج، التي طالما اعتمدت على صادرات الوقود الأحفوري.
على هذا النحو، ففي هذه الزيارة، كان كيشيدا يحاول وضع اليابان للعب دور في دعم دول الخليج في جهودها لتحقيق التحول الأخضر بأنفسهم.
تتولى دولة الإمارات حاليًا مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، وعلى الرغم من أن هذا أثار بعض القلق؛ نظرًا لأن الإمارات دولة منتجة للنفط والغاز، لكن في الواقع، تتحرك دول الخليج بالفعل نحو المستقبل.
على سبيل المثال، تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسعى السعودية إلى تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي واجتماعي يسمى رؤية السعودية 2030، حيث بدأت في الاستعداد لعصر إزالة الكربون.
ترى اليابان هذا الاتجاه كفرصة تجارية، ولا تريد فقط التعاون في إنتاج الهيدروجين والأمونيا باستخدام موارد تحت الأرض في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا التعاون في مجالات مثل إنتاج المواد التي لا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون أثناء التصنيع.
مع وضع هذا في الاعتبار، استغل كيشيدا الزيارة لمتابعة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط من خلال ربط التقنيات والاستثمارات اليابانية بمستقبل دول الخليج.
دعم التحول الخليجي
وبحسب كازوتو فإن لزيارة رئيس الوزراء الياباني هدف أخر يتمثل في تزويد دول الخليج بالدعم الذي تحتاجه لتحويل هياكلها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد على صادرات الوقود الأحفوري.
ولكي تنتقل دول الخليج إلى اقتصادات لا تعتمد على الوقود الأحفوري، ستحتاج إلى زراعة صناعات تستفيد من مستويات التعليم العالية، والقوى العاملة، وموارد الطاقة الشمسية الوفيرة.
للمساعدة في تحقيق ذلك، وقعت اليابان اتفاقيات ثنائية في مجالات مثل أشباه الموصلات والفضاء والطب والتعليم والزراعة والسياحة.
وذكر كازوتو مساعدة دول الخليج في تنفيذ تحول في الهيكل الصناعي من خلال الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة تعد أحد المجالات التي يمكن للشركات اليابانية أن تلعب فيها دورًا، من خلال تقديم قدرات تكنولوجية متقدمة وتطوير أسواق جديدة.
ورافق كيشيدا رؤساء صناعة الطاقة التقليدية بالإضافة إلى شركات الفضاء والرعاية الصحية، وتم توقيع أكثر من 50 اتفاقية بين الشركات على مدار الأيام الثلاثة.
علاوة على ذلك، ستبدأ المفاوضات لإبرام اتفاقية تجارة حرة بين اليابان ومجلس التعاون الخليجي في عام 2024، لتوفير مزيد من الدعم لأنشطة هذه الشركات.
بيئة أمنية مستقرة
وبحسب كازوتو فإن الهدف الثالث من زيارة كيشيدا لليابان هو توفير بيئة أمنية مستقرة في المنطقة.
وذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الضامن الرئيس للنظام الأمني في الشرق الأوسط، ولكن منذ ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة، انخفض اعتمادها على الشرق الأوسط.
كما أدت العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، على سبيل المثال من خلال اتفاقيات إبراهيم، إلى تغيير كبير في النظام في الشرق الأوسط.
في غضون ذلك، يتقدم تطبيع العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية بين السعودية وإيران، ويتزايد النفوذ الصيني الروسي في الشرق الأوسط، كما يتضح على سبيل المثال في العلاقات بين إيران وروسيا، والتي تعززت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ونظرًا لأن اليابان أصبحت مهتمة ليس فقط بإمداد مستقر للطاقة ولكن أيضًا في التحول نحو عصر إزالة الكربون، فهي تسعى إلى وضع مستقر لبناء بيئة أمنية وعلاقات ثنائية.
لاعب جيوسياسي
كما تأمل اليابان في تعزيز العلاقات مع دول الجنوب العالمي من منظور الأمن الاقتصادي، ليس فقط من حيث العلاقات بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أيضًا مع منظمة التعاون الإسلامي، كوسيلة لتنويع التوازن الإقليمي.
تتمتع اليابان إلى حد بعيد بأكبر قوة ناعمة في الشرق الأوسط، وذلك بفضل أشياء مثل الرسوم المتحركة والمانجا (رسومات في الكتب والرّوايات المصوّرة)، لكن هذا لم يترجم إلى تأثير سياسي.
ومع ذلك، تحاول اليابان مواجهة التقدم الصيني الروسي من خلال ممارسة نفوذها في المنطقة التي يهيمن الإسلام على ثقافتها.
بالنسبة لليابان، إذن، لن تقتصر العلاقات مع الشرق الأوسط على سياسة الطاقة، بل ستتطور ديناميكيًا عبر مجموعة واسعة من المجالات، من التعاون الصناعي إلى الأمن.
أشارت زيارة كيشيدا إلى تحول في الدبلوماسية اليابانية في الشرق الأوسط، حيث تسعى اليابان إلى تعزيز وجودها كلاعب جيوسياسي في المنطق
185.208.78.254
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل زيارة كشيدا للسعودية والإمارات وقطر.. تحول كبير في دبلوماسية اليابان للشرق الأوسط وتم نقلها من الخليج الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: الإمارات ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الوقود الأحفوری فی الشرق الأوسط زیارة کیشیدا دول الخلیج من خلال
إقرأ أيضاً:
الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة
يرغب الأميركان في شرق أوسط مستقر، وفي سبيل ذلك يتخذون أفضل السياسات الكفيلة بزعزعة استقراره. منذ وقت طويل يراودهم حلم الوصول إلى "الكأس المقدسة"، تلك التي ستأتي بالسلام والاستقرار الأبديين. والكأس المقدسة هي السلام مع السعودية وفقًا للوصف الذي نحته زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في مقال له على صحيفة هآرتس.
استعصت الكأس المقدسة حتى الآن، وستصبح بعيدة المنال مستقبلًا في ظل ازدهار اليهودية الراديكالية، كما يتوقع لبيد. تدرك السعودية أمرين هامين حين يتعلق الأمر بالتطبيع مع إسرائيل: مكانتها الرمزية في العالم الإسلامي، والأصول التوراتية التي تختبئ وراء النفاق الغربي. كما تدرك أيضًا أن سلامًا مفتوحًا مع إسرائيل، دون حل جذري للمشكلة الفلسطينية، لن يسهم في استقرار الشرق الأوسط.
بعد أربعة عقود من السلام مع مصر يتساءل المثقفون الإسرائيليون عن قيمة ذلك النوع من "السلام البارد". الحال بين مصر وإسرائيل بات أكثر خطرًا من سلام بارد. فقد اعترضت إسرائيل مؤخرًا على الإنشاءات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، وسبق لها أن وصفت ثورة 25 يناير/ تشرين الأول بالطاعون المصري.
داخل النقاش الجاري هناك – حول النشاط العسكري المصري في جزيرة سيناء – علّق تامير موراج، المراسل الدبلوماسي للقناة 14 الإسرائيلية، مطلع هذا الشهر قائلًا: ".. على قيادتنا العليا أن تبقى مستيقظة في الليل. مباشرة أمام أعيننا، وتحت ستار اتفاقية السلام، قامت مصر ببناء جيش هائل يعتمد على الأسلحة الأميركية، وجميع تدريباته تحاكي سيناريوهات غزو إسرائيل [..]. قوات بحرية قوية، وقوة جوية قادرة على تحدي وتعقيد الأمور بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي. هذه القوة العسكرية برمتها، التي تنتهك وتقوض اتفاقات كامب ديفيد بشكل متكرر، تتدرب من أجل هدف واحد: الحرب مع إسرائيل".
إعلانشيء واحد في حكم المؤكد، وهو أن إسرائيل – الحصن الغربي- كيان تأسس على عجلة استعمارية، وأن الزمن يعقد عليه الأمور من كل جانب. ما من كأس مقدسة في الشرق الأوسط، وحتى السلام البارد مع القوة العربية الكبرى في طريقه لأن يصبح سلامًا خطرًا، سلامًا يتدرب على غزو الجار، كما تخبرنا القناة 14 المعروفة بتطرفها وقربها من المنظومة اليمينية.
الخفة في التعاطي مع الشرق الأوسط صارت إلى علامة فارقة في السياسة الغربية التي نحَت، مؤخرًا، منحى توراتيًّا وباتت ترى الدولة الإسرائيلية شأنًا إلهيًّا، بعد أن كانت "حصنًا غربيًا" كما في تصوّر كونراد أديناور، مؤسس ألمانيا الحديثة.
القول إن المقاربة الغربية لمسألة الصراع العربي- الفلسطيني أخذت بعدًا توراتيًا ليس رجمًا بالغيب، ولا هو حديث مرسل. في يونيو/ حزيران 2001 دُعي بيل كلينتون للاحتفال بكتاب "كيف تخوض حربًا حديثة"، للجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق للناتو. كان قد مرّ نصف عام على مغادرة كلينتون للبيت الأبيض، وعام كامل على انهيار مفاوضات كامب ديفيد.
لساعة كاملة تحدث كلينتون – لأوّل مرّة- عمّا دار في المفاوضات. تسبب عرفات، يقول كلينتون، في انهيار المفاوضات حين أقدم على الخطأ الذي لا يغتفر. إذ شكّك في "الحقيقة التاريخية" التي تقول إن الهيكل اليهودي يوجد هناك، أسفل المجمَع الإسلامي المكوّن من المسجد الأقصى، قبة الصخرة، وحائط البراق.
بالنسبة لكلينتون فإن هذا التشكيك أمر لا يحتمل. قال للحاضرين "أخبرت عرفات، قلتُ له أنا أعرف أن الهيكل هناك في الأسفل". في الواقع فقد سمع عرفات ما هو أكثر خطورة من هذه الجملة. في الرواية التي دوّنها إيهود باراك، قائد الوفد الإسرائيلي، عن الساعات الأخيرة من المفاوضات نقرأ أن كلينتون انتفض ونهر عرفات صارخًا في وجهه "أخبرني القس سولومو وأنا طفل في نيويورك أن الهيكل هناك تحت المسجد". قبل أن يغادر الحفلة قال كلينتون للحاضرين "أعتذر، لقد أفسدتُ ذلك الشيء في الشرق الأوسط"، كما نقلت مجلة نيوزويك في حينه (يونيو/ حزيران، 2001 ).
إعلانيعمل كل الغرب، لقناعات توراتية – كولونيالية، على إفساد "ذلك الشيء" في الشرق الأوسط، ولم يكن كلينتون استثناء. الإبادة الجارية في غزة كشفت عن رؤية غربية للصراع تقع القصة التوراتية في مركزها. حتى الغرب الثقافي انخرط في ذلك الخيال التوراتي. ولم يعد مستغربًا أن يرى المرء مفكرًا سياسيًا مرموقًا مثل نيال فيرغسون، الذي يقدّم نفسه بوصفه ملحدًا يرسل أولاده إلى الكنيسة، وهو يتحدث عن "المهمة الإسرائيلية فائقة النجاح" في غزة. فـ "تلك الأرض"، يقول فيرغسون، هي مكان وهبه الإله – الذي لا يؤمن بوجوده- لليهود.
الشرق الأوسط حقيقة جيوسياسية بالغة التعقيد، تتصارع حوله ثلاث رؤى، كما يذهب الباحث الإسرائيلي عاموس يلدين في مقاله الأحدث على فورين أفيرز: رؤية المقاومة الفلسطينية (حماس)، الرؤية الإيرانية، والرؤية الأميركية.
لا يمكن العثور على تصور عربي متجانس لمسألة الشرق الأوسط، لا لماضيه ولا لمستقبله. ثمّة خيالات وأحلام متناقضة ومتصارعة. غير أن مشروعًا عربيًا مكتملًا، بما يوازي ويماثل المشاريع المتجانسة التي تنظر إلى المنطقة من خارجها، لا يزال بعيد المنال.
تقوم الرؤية الأميركية، في تقدير يلدين، على تحقيق استقرار في الشرق الأوسط عبر إستراتيجيات متعددة: إنتاج فرص سياسية للإسرائيليين والفلسطينيين معًا، التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ومن خلال اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض.
السؤال الإسرائيلي كان دائمًا هو سؤال الاستقرار، وهذا ما تدركه كل المقاربات الأميركية للصراع. فالمجتمع الإسرائيلي سيتعين عليه، في آخر الأمر، أن يتجاوز سؤال البقاء إلى أسئلة أخرى لا تقل أهمية، منها سؤال الاندماج مع الجوار.
فما من مثيل واحد في العالم لحالة النبذ والقطيعة التي تعيشها "الدولة" الإسرائيلية مع كل الجيران. لا تتجاوب إسرائيل كثيرًا مع تكتيكات الاستقرار التي تبتكرها السياسة الأميركية، ومع اتجاهها يمينًا فإن استجابة إسرائيل للرؤى والتقديرات القادمة من خارج المنطقة ستصبح أكثر ندرة.
إعلانفي مذكراته قال كيسنجر إن المسؤولين الإسرائيليين شكروه في وقت متأخر جدًّا على تكتيكاته التي حمَت دولتهم إبّان الصدام العسكري العربي- الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي.
لم تكن المصلحة الإستراتيجية التي تنطوي عليها "حلول" كيسنجر واضحةً في العقل الإسرائيلي أوّل الأمر. كان كيسنجر بالنسبة لهم أميركيًا أكثر من حقيقته اليهودية، ولم تكن الحميمية الإسرائيلية- الأميركية قد بلغت الحد الذي نراه الآن، بأن تعمل دولة عضو في مجلس الأمن على رعاية إبادة بشرية على الهواء. وحتى الآن، في أوج الحميمية التوراتية بين البلدين، فثمة هامش مناورة واسع تستطيع إسرائيل من خلاله تمرير مشاريعها العدوانية بما فيها تلك التي تأخذ شكلًا إجراميًا مروّعًا.
الرؤيتان الأخريان؛ رؤية حماس ورؤية المحور الإيراني، تختلفان وتتفقان. وجه اتفاقهما هو في استنزاف إسرائيل وحشرها في زاوية الدخيل والغريب على المنطقة. يواصل يلدين تقديره لما يراه قائلًا: فشلت المقاربات الثلاث ونجحت إسرائيل في فرض رؤيتها الواقعية. إذ أدت العمليات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى سلسلة من النجاحات انتهت بسقوط النظام السوري من جهة، وإلى تقويض "الكوريدور الممتد من غرب إيران وحتى الحدود الإسرائيلية، ذلك الطريق الذي عكفت إيران على بنائه لأربعة عقود"، بحسب يلدين.
نجحت إسرائيل من خلال أعمالها العسكرية على جبهات عدة في تغيير "الشكل" الأوسط على نحو لم تكن تتوقعه ولا يبدو أنها تأنس له. لقد تخلّق شكل جديد غامض للشرق الأوسط، لم يستقر بعد، ولا يمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في قابل الأيام.
وإن كانت إسرائيل قد نجحت في إبعاد إيران عن حدودها، فإن الحدود التركية باتت الآن، ولأوّل مرّة، على مشارف الدولة العبرية. يتداول الكُتّاب الإسرائيليون النقاش حول المفاجأة السورية التي جعلت تركيا، ذات الثأر التاريخي، محاددة لدولتهم. كل حركة في الشرق الأوسط تخلق نقائضها، وكل إجابة عن سؤال هي في الحقيقة تعقيد للسؤال نفسه.
إعلانإلى ما قبل ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، 2024، كانت الثورة السورية قد آلت إلى قصة من الماضي البعيد. أما الثوار وهم يتحضرون للعملية العسكرية فإن طموحاتهم لم تأخذهم إلى ما هو أبعد من ريف حلب، كما دوّن كمال أوزتورك، الصحفي التركي القريب من المعارضة السورية، في مقالة له على الجزيرة نت.
تدحرجت الكرة كما هي عادة الأحداث في المنطقة وبتنا نشاهد شرقًا أوسطَ جديدًا وغامضًا يختلف جذريًّا عن ذلك الذي تخيله شمعون بيريز مخترع مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في تسعينيات القرن الماضي.
بينما المسألتان؛ الفلسطينية واللبنانية ذاهبتان إلى الهدوء، برز الحدث السوري إلى العلن على شكل "هزة أرضية لم تحدث في المنطقة منذ اتفاقية سايكس-بيكو عام 2016" وفقًا لكلمات نتنياهو أمام المحكمة المركزية. ما من شيء، ولا أحد، بمقدوره أن يمنع الرياح والعواصف في الشرق الأوسط، ولا حتى أن يخبرنا من أين ستهبّ ولا أين ستسكن.
يقف الشرق الأوسط، برمّته، على كثبان من الرمال المتحرّكة. سكونه المريب باعث على الشك، وحركته المفاجِئة لا تخضع للقواعد. داخل هذا الغموض الوجودي، "الهيولى المحيّرة"، يُراد لإسرائيل أن تغدو كيانًا مستقرًّا. وليس لتلك الأمنية من معنى سوى أنها صادرة عن خيال عاجز وفقير، وعن أوهام خطرة حول شرقنا الأوسط اللعوب والعنيد.
كما لو أن الحديث عن الشرق الأوسط الجديد، دائمًا، يتعلق بالبحث عن مكان آمن لإسرائيل في تلك البقعة من الأرض، لا عن فهم جذري لحقيقته الجيوسياسية في سياقها التاريخي.
الشرق الأوسط الذي يُراد له أن يتسع لإسرائيل يضيق بنفسه وبشعوبه، وهو واحد من أكثر الأماكن الطاردة للسكّان الأصليين. جدران الشرق الأوسط السياسية والاجتماعية ضيقة، وقد أدّت التفاعلات السياسية التي حدثت في العقد الماضي إلى حروب أهلية مدمّرة.
إعلانتريد إسرائيل مكانًا آمنًا في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك فقد بنت إستراتيجيتها على ثلاثة مبادئ: "الردع، الإنذار المبكر، والنصر الحاسم" كما يرى الباحث الإسرائيلي أسّاف أوريون في مقال له على فورين بوليسي. لطالما استخدمت إسرائيل سجلها من الانتصارات الحاسمة في ردع خصومها، وكانت تضرب الصغير ضربة يخرّ لها قلب الكبير، كما هو قانون "عنترة" في الصراع.
من خلال آلتها العسكرية المتقدمة حرصت على تحقيق انتصارات حاسمة داخل أراضي العدو، بعيدًا عن الحدود. ذلك ما جعلها تبدو وكأنها حقيقة جيوسياسية نهائية في الشرق الأدنى، وليست كيانًا استيطانيًّا في منطقة غير مستقرة في المجمل.
غير أنها مع نهاية معاركها تقف على حقائق جديدة، غالبًا أكثر تعقيدًا. كلما تعقدت المسائل أمام إسرائيل وعدتها أميركا بالكأس المقدسة، وتلك الكأس تأخذ في كل مرّة شكلًا واسمًا. كانت "مصر"- التي يتدرب جيشها على غزو إسرائيل كما يقول مراسل القناة 14- هي تلك الكأس الغالية قبل أربعة عقود.
من الحقائق الجديدة التي وقفت عليها إسرائيل بُعيد انهيار نظام الأسد أن إيران المحشورة في الزاوية، كما حذرت جيروزاليم بوست، قد تلجأ إلى تسريع برنامجها النووي بوصفه الحصن الأخير بعد انهيار كل الحصون. إن نجحت إيران في ذلك المسعى فعلى الإسرائيليين أن يهاجروا، كما يذهب تقريرٌ متشائم لصحيفة يديعوت أحرنوت.
يشبه الحال – بالنسبة لإستراتيجية الأمن الإسرائيلية- لعبة الدمى الروسية، الماتريوشكا، كلما نزع اللاعب مجسمًا وجد تحته آخر. في الواقع ثمّة كأس مقدسة، سهلة ويمكن تخيّلها: الدولة الفلسطينية. غير أن إسرائيل، ومن ورائها العلمانية الغربية التوراتية، اختارت طريق النيران.
الأمم لا تذهب إلى الاستقرار عبر المذابح. جربت أميركا ذلك الطريق مرارًا وفشلت فيه. وكان عليها، وهي تلعب دور الأم، أن تنقل إلى إسرائيل ما تحتاجه الأخيرة من العظة والعبرة. أو على الأقل أن تكشف لها عن نوع من "الحب القاسي"، وفقًا للنصيحة التي قدمها توماس فريدمان عبر صحيفة نيويورك تايمز في العام الماضي.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية