في أكبر تجمع معارض للحكومة الحالية منذ بداية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، شارك عشرات آلاف الإسرائيليين أمس السبت في احتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وذلك فى خضم الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة التي دخلت شهرها السابع، وبحسب البيانات التى أعلن عنها المنظمون، فإن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته "ميدان الديمقراطية" منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي، ومن المقرر تنظيم تظاهرات أخرى الأحد في مدن عدة من بينها القدس.

 

وكان الهتاف الأساسي الذي يهز الميدان، ويردده المتظاهرون بقوة، هو "الانتخابات الآن"، إذ دعا المشاركون إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع الأحد، وبالتزامن مع ذلك، نظمت مسيرات في مدن أخرى، حيث شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في واحدة في كفار سابا قبل مغادرته لإجراء محادثات في واشنطن، وأفاد لابيد في المظاهرة "إنهم لم يتعلموا أي شيء، ولم يتغيروا"، مضيفا "ما لم نرسلهم إلى بيتوهم، فإنهم لن يمنحوا هذا البلد فرصة للمضي قدما".

 

 

من حيفا إلى تل أبيب .. المطالب موحدة 

 

 

وبحسب ما رصدته الصحف الإسرائيلية للمظاهرات التي تزامنت بعدة مدن إسرائيلية أمس، فقد كانت تقريبا المطالب تتلخص في أمرين أساسيين، الأول هو إجراء انتخابات رئاسة مبكرة، ورحيل نتنياهو من المشهد السياسي الإسرائيلي، أما المطلب الثاني فقد كان يتعلق بعودة المختطفين داخل قطاع غزة، وهو ما كان ظاهرا من الهتافات التي تم ترديدها، ففي تل أبيب، هتف المتظاهرون: "لسنا خائفين، دمرتم البلاد، وسنصلحها، نريد الرهائن أحياء وليس في نعوش".

كما شوهد متظاهرون آخرون على الأرض وهم يحملون الأعلام واللافتات، وكتب على إحدى اللافتات "الحكومة التي دمرت البلاد ومزقت الأمة"، وكتب على لافتة أخرى: "نتنياهو خطر على إسرائيل"، بينما في حيفا، هتف المتظاهرون: "الحكومة فاشلة يا نتنياهو، أنت مذنب، الوقت ينفد بشأن الرهائن"، كما دعا المتظاهرون في قيسارية الحكومة الإسرائيلية إلى بذل كل الجهود لإعادة الرهائن، كما انضمت إلى المتظاهرين في تل أبيب عائلات الرهائن في غزة وأنصارهم.

 

 

 

صدامات مع الشرطة واعتقالات

 

 

ويبدو أن الحكومة المتطرفة التي يقودها نتنياهو قد حسمت موقفها من الاستجابة لتلك المطالب، فقد أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة أنها أوقفت متظاهرا، وكذلك في قيسارية، شمال تل أبيب، اندلعت أيضا صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا الاقتراب من مقر إقامة نتانياهو الخاص، وقد أعلنت الشرطة عن اعتقال ثلاثة خلال مظاهرة في قيسارية، إذ تم اعتقال امرأتين ورجل خلال التظاهرة، وتم نقل المعتقلين الثلاثة إلى مركز شرطة الخضيرة للتحقيق معهم.

 

ومظاهرات تل أبيب، حاول نحو 200 متظاهرا، قطع شارع بلوخ، ونزل الفرسان إلى الرصيف، وبقي نحو 200 متظاهر في تل أبيب، بعد انتقال الاحتجاج من مبنى الهستدروت إلى شارع بلوخ - حيث جرت محاولات لقطع الطريق، فيما منعت فرسان الشرطة تلك المحاولة، ودعت الجميع إلى التفرق في منازلهم، وذلك بعد تهديدها قائلا: "من سيبقى سيتم القبض عليه".

 

 

حادث دهس حصاد للتحريض ضد المتظاهرين 

 

 

وللمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، عاد الصدام الداخلي بإسرائيل، حيث سجلت حادثة عنف، نتيجة عملية هس للمتظاهرين، وقد أصيب خمسة متظاهرين، أربعة منهم في حالة طفيفة وواحد في حالة متوسطة، وذلك بعد أن صدمتهم سيارة على طريق نمير؛ وبالفحص تبين حدوث مشاجرة بين المتظاهرين والسائق، وفي توثيق الحادثة يظهر ركاب السيارة وهم يشتمون المتظاهرين، وعندما حاولت الشرطة تهدئة السائق، قام بزيادة السرعة ودهس المتظاهرين، وقال درور سلاي، الذي شهد الحدث: "كان يتطلع حقاً إلى دهس المتظاهرين"، وأضاف: "كان يقود سيارته بسرعة جنونية، وصدم متظاهرة طارت إلى جانب الطريق، وبعد ذلك عندما كانت مستلقية، واصل السرعة وضرب متظاهراً آخر".

 

وعلق رئيس المعارضة يائير لابيد على دهس المتظاهرين في تل أبيب، وكتب على شبكة إكس (تويتر سابقا) أن الحادث "هو نتيجة مباشرة للتحريض القادم من الحكومة وآلة السم"، ولن يثنينا أحد أو نوقف الاحتجاج حتى عودة المختطفين وسقوط هذه الحكومة الرهيبة"، فيما كتب عضو حزبه، عضو الكنيست فلاديمير بلاياك، في X أن "دماء المتظاهرين سمح بها وزراء وأعضاء الكنيست من ائتلاف نتنياهو المجرم".

 

بينما رد رئيس معسكر الدولة بيني غانتس على دهس المتظاهرين في تل أبيب، قائلا إن إن الحدث "مروع ويستحق الإدانة، وعلينا جميعا أن نعلن صوتا واضحا يدين كل أعمال العنف". وبحسب غانتس، فإن "مقارنة المتظاهرين بأعدائنا واتهامهم بالرغبة في اغتيال رئيس الوزراء هو افتقار للمسؤولية الوطنية. ومن المناسب لجميع قادة الجمهور التصرف بحساسية تجاه جميع شرائح المجتمع، خاصة في هذه الأيام الصعبة، وأتمنى الشفاء التام للمصابين، وأدعو الجميع - يجب ألا نعود إلى الأيام التي سبقت 7 أكتوبر".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دهس المتظاهرین فی تل أبیب

إقرأ أيضاً:

هبوط مروحية إسرائيلية في مستشفى بالقدس المحتلة لنقل جنود مصابين

 

هبطت مروحية عسكرية إسرائيلية في مستشفى هداسا بالقدس المحتلة لنقل جنود مصابين من غزة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، نقلا عن شهود عيان.

 

تشييع 3 عمال دفاع مدني قتلوا في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة.. فيديو إسرائيل «ضعيفة مثل بيت العنكبوت».. ولكن!

 

 

 

 

 

وفي إطار آخر، أعلنت فصائل فلسطينية أنها تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم وهبوط الطيران المروحي لإجلائهم.

 

الجيشان الإسرائيلي والأمريكي يجريان حوارا حول الحرب في غزة والاستعدادات لإيران


 

وفي سياق متصل،  أجرى الجيشان الإسرائيلي والأمريكي حوارا استراتيجيا حول العمليات العسكرية في قطاع غزة والاستعدادات ضد إيران.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال أمير برعام، استضاف هذا الأسبوع، قادة بارزين في الجيش الأمريكي.

‏وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني أن المباحثات التي طرحت على مائدة الحوار الاستراتيجي بين الطرفين الإسرائيلي والأمريكي نوقشت فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ككل، ومدى الاستعدادات الإسرائيلية أمام إيران.

فيما أكدت أن الحوار تضمن مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وطلب إسرائيل إسراع الجانب الأمريكي في توريد الأسلحة المطلوبة والآليات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين.

ويوم الأحد الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه "منذ نحو 4 أشهر، حدث انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل".

وتابع نتنياهو، في كلمة له، أنه "ولأسابيع عدة، ناشدنا أصدقاءنا الأمريكيين بتسريع عملية شحن الأسلحة"، مضيفًا: "إنني أقدّر كثيرا دعم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والإدارة الأمريكية لإسرائيل، ومنذ بداية الحرب، قدمت لنا أمريكا الدعم المعنوي والمادي، بوسائل الدفاع ووسائل الهجوم".

وواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه يأمل ويعتقد أن "قضية تأخير الأسلحة الأمريكية سيتم حلها في المستقبل القريب"، وأردف: "لكنني أود أن أؤكد، وقد قلت ذلك أيضا لأصدقائنا الأمريكيين، لدينا وسيلة واحدة وكانت دائمًا تقلب الموازين، شجاعة مقاتلينا وتصميمهم، وبهذا السلاح سننتصر".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 38 ألف قتيل وأكثر من 86 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.

مقالات مشابهة

  • ضرب مبرح وتنكيل بالمحتجين في مظاهرة ضد نتنياهو بالقدس
  • الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس المحتلة (شاهد)
  • شرطة الاحتلال الإسرائيلي تفرق المتظاهرين أمام منزل «نتنياهو» بالقوة (فيديو)
  • متظاهرون إسرائيليون يضرمون النار قبالة وزارة الأمن.. ومطالبات بالانسحاب من غزة
  • هبوط مروحية إسرائيلية في مستشفى بالقدس المحتلة لنقل جنود مصابين
  • مقتل شخص من فلسطينيي الداخل وجرح آخر بسبب انفجار سياراتهما قرب تل أبيب
  • الشرطة الإسرائيلية تفكك قنبلة أمام منزل نتنياهو - صورة
  • باحث: الداخل الإسرائيلي مشتت ومفتت والنظام السياسي فقد تأييد الشارع
  • باحث سياسي: الداخل الإسرائيلي مشتت وحالة النظام السياسي لا تحظى بتأييد الشارع
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب مستعدة لمحاولة إضافية للتوصل إلى تسوية على الحدود مع لبنان