سواليف:
2024-07-01@19:12:12 GMT

هل تفعلها الشعوب العربية!

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

هل تفعلها #الشعوب_العربية!

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
بعدما كشفت غزة كل خبايا انحطاط وتآمر وتواطؤ أنظمة الحكم الرسمية العربية فإنه يستحيل الحديث عن المستقبل العربي ونهضته بوجود هذه الأنظمة التابعة والمنقادة للغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب العالمي وراعية الكيان الصهيوني ومشروعه في المنطقة ، هذا الغرب الذي طالما أكد على مر التاريخ أنه متوحش وعدو لكل ما هو إنساني خارج حدوده وناهب لثروات الشعوب الأخرى ومصاص دماء ! لذلك نشاهدهم اليوم مجتمعين يخوضون حرب تصفية المقاومة الفلسطينية للانتقال إلى المرحلة الثانية لتنفيذ المشروع الصهيوني ، لقد كشفوا أنفسهم وفضحوا كل أكاذيبهم المغلفة بالإنسانية باصطفافهم ومشاركتهم بالمجازر والإبادة الجماعية في غزة ، تماماً كما اصطفوا بالأمس في مجازر العراق وليبيا وسوريا واليمن ، كل ما يهمهم في عالمنا هو الطاقة والثروات وأمن الكيان الصهيوني ومشروعه .


باختصار شديد جداً هناك ثلاثة مشاريع في المنطقة تشكل خطراً على أمتنا العربية ، الأخطر هو المشروع التوسعي الاستعماري الصهيوني الذي يمثل رأس حربة لقوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية ، هذا الكيان العنصري النازي الإجرامي المتوحش يستحيل قبوله مطلقاً والتعايش معه ولا بد من اقتلاعه وإزالته.
الخطر الثاني يتمثل في المشروع العثماني التوسعي وهذا يمكن ردعه والتعايش معه إن نهضنا بمشروعنا القومي العربي ، تركيا هي الدولة الثانية بعديد جنودها في حلف الناتو ، وتقيم علاقات مع دويلة الكيان الصهيوني منذ عام 1950 وتتشابك معها في كافة المجالات وخاصة العسكرية والأمنية ” أكبر قاعدة تجسس إسرائيلية موجودة في تركيا” ، وبالرغم من أنّها دولة مسلمة سنية إلا أنّها تصطف في الخندق الإسرائيلي وتزوده اليوم بكل احتياجاته الغذائية والنفطية والمستلزمات العسكرية ، حلم أمجاد الإمبراطورية العثمانية لم يزل يعشش في عقول وأذهان قادتها .
الخطر الثالث يتمثل في المشروع الإيراني ، أيضاً إن نهضنا بمشروعنا التحرري العربي يمكننا إقامة علاقات طبيعية وبناء شراكات استراتيجية معها سيّما وهي تنادي بذلك من زمن طويل وتسعى لبناء أمن جماعي للمنطقة سيّما وهي من قدمت وتقدم كل أشكال الدعم لحركات المقاومة العربية بعدما تخلى وتآمر النظام الرسمي العربي على قضيتنا المركزية ، وهي من تناصب العداء للكيان الصهيوني ورعاته منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م ، لكن أنظمة حكمنا المحكومة أمريكيا تُعرض عن ذلك وتناصبها العداء ، لذلك من حقها أن تنسج وتبني تحالفات لها مع دول ومنظمات عربية دفاعاً عن أمنها القومي الذي تحاصره القواعد الاستعمارية من معظم الجهات.
تتشكل اليوم تحولات عالمية كبرى وتبرز قوى عالمية مؤثرة ، علينا كشعوب عربية أن نتحرر من رعبنا وجبننا وعبوديتنا ونتسلح بإرادة المواجهة المبنية على الوعي والفهم العميق لكل التحديات ونحولها إلى فرص للنهوض بمشروعنا القومي التقدمي التحرري ومن أهم مرتكزاته وأولها هو تجذير وتعزيز البيئة الديمقراطية بآلياتها ومعايرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، وهذا الأمر مرتبط بقوى التغيير الديمقراطي ومدى تأثيرها على المكونات المجتمعية المتضررة من غياب الحريات والعدالة والتهميش صاحبة المصلحة الحقيقية بانتقال المشروع من الحلم والخيال إلى الحقيقة ، إذ لا يُعقل أن تستمر وتتحكم النخب الحاكمة التي أضاعت الوطن العربي والتي لا تزيد نسبتها عن 0,001% بمصير وتوجهات وطموحات 99,999% الباقية ، هذه الغالبية الصامته المرعوبة عليها تحمل مسؤولياتها وإدراك المخاطر التي تحاصرها والضغط بكافة الوسائل السلمية لانتزاع حقوقها وسلطاتها الدستورية كمصدر لكل السلطات .
لقد آن الأوان لإعادة بناء الفرد على أسس ومباديء القيم والثقافة والعلم والمعرفة التاريخية والحضارية والإنسانية والعقائدية واعدة توجيه الخطاب الإعلامي بما يعزّز ثقافة المقاومة والنضال والتحرر والانتماء والولاء للأوطان وبما يكرس الوعي الحقيقي للمخاطر التي نواجهها الداخلية والخارجية وبما يمثله الخطر الصهيوني ورعاته كخطر وجودي يستحيل قبوله والتعايش معه ، وترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ، وهذا يتطلب استيعاب خصوصيات جميع مكونات المجتمع العربي بحرية وعدالة وتكافؤ بعيدا عن الاقصاء لأي كان .
علينا كشعوب عربية إنهاء الوجود العسكري الأجنبي المُستعر والمحتل لبلداننا والتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية للدول الإمبريالية وهيمنتها على المنطقة ، وإنهاء كافة المعاهدات والاتفاقيات وكل أشكال التواصل مع الكيان الإجرامي العنصري ، وسن كافة التشريعات التي تُجرّم اي شكل من أشكال التعامل والتخابر معه ، فهذا العدو بمعتقداته وعقيدته وثقافته لا يرى فينا إلّا وحوشاً ودواباً يجب القضاء عليها والاستيلاء على أراضيها وخيراتها.
على القوى السياسية التقدمية في كافة ربوع الوطن لعربي تأطير العلاقات فيما بينها والاتفاق والتوافق على أهداف واستراتيجيات وطنية عُليا وإيجاد آليات وأدوات التواصل والتنسيق فيما بينها بما يمكنها من الانتقال من الوجود الشكلي الى قوة الفعل وخاصة فيما يتعلق بمواجهة المشروع الصهيوني ، وصولاً لتشكيل جبهة عربية واسعة من الدول المناهضة للمشروع الصهيوني والإمبريالي وكل القوى الوطنية وقوى المقاومة العربية تحت قيادة موحدة تقود العمل النضالي التحرري ، كذلك إيجاد شبكة تواصل واتصال مع كافة القوى العالمية التقدمية لتشكيل قوة ضغط عالمية تحررية واسعة ، والضغط بكافة الوسائل لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل جبهة مقاومة موحدة خلف قيادة مشتركة داخل فلسطين وخارجها ، فقط المقاومة هي الكفيلة بتحرير الأرض وكنس كل قوى الاستعمار وفرض الإرادة والسيادة الوطنية على كامل التراب العربي .
فقط بالتحرر من الخوف والعبودية والخنوع والذل والاستسلام والتسلح بالإرادة والعزيمة تستطيع الشعوب العربية إعادة بناء مشروعها القومي التحرري وتقرير مصيرها ، وطن تعيش فيه الأجيال القادمة بعزة وكرامة ، أما وإن بقينا على هذا الحال من الذل والهوان فلننتظر شلومو يأتي ليُقّتل أبناءنا ويستحيي نسائنا ويسومنا سوء الذل والعذاب ! أليس هذا ما يحدث الآن في فلسطين ؟! فهل تفعلها الشعوب العربية وتنتفض بوجه جلاديها وتتحرر !

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الشعوب العربية الشعوب العربیة

إقرأ أيضاً:

ورطة الكيان الصهيوني بغزة

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لا شك أنَّ طوفان الأقصى شكَّل مِفصلًا تاريخيًا حادًا ليس للصراع العربي الصهيوني فحسب؛ بل للكيان الصهيوني على وجه الدقة؛ حيث وجد هذا الكيان نفسه مُجبرًا على المواجهة في عدد من الجبهات، أولها عسكري بغزة ومن جنوب لبنان واليمن والعراق، وعلى صُعد أخرى لم يحسب لها أي حساب وتمثلت في الحشود الشعبية الجارفة، والمناصرة لفلسطين في أوروبا وأمريكا، إضافة إلى تهافت دول العالم على إنكار جرائم الكيان وإدانته عبر محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. ولم يتوقف الأمر أو ينحصر بهذا؛ بل تعددت هزائم الكيان العسكرية والفكرية والاستخباراتية والاقتصادية، ولعل ما يخفف من وطأتها اليوم هو أن الكيان مازال تحت تأثير صدمة السابع من أكتوبر ولم يستوعب بعد كل ما جرى له في ذلك اليوم.

لن يستوعب الكيان كل ما جرى له من هزيمة شاملة في طوفان الأقصى، إلّا بعد صمت البنادق والمدافع، حينها فقط سيعمل على تقليب مواجعه وتقييم خسائره وهزائمه على مختلف الجبهات.

الغرب المُسانِد والمُؤيِّد بقوة للكيان الصهيوني وعلى رأس قيادته أمريكا، وجد نفسه في ظل الطوفان مُكرهًا على مواجهة العالم بأسره، وهذا ما هدَّد مصالحه بقوة مُعاكِسة، وجعل العالم يُعيد النظر ليس في سرديات الغرب البالية من حقوق وحريات وقانون دولي وما على شاكلتها؛ بل وحتى في جدوى المُنظمات الدولية التي تُمثل الشرعية الدولية والسلم والأمن الدوليين.

خروقات الغرب وتجاوزاته الرعناء منذ الحرب الأوكرانية لمواجهة روسيا، كشفها الطوفان أكثر وأكثر وانضجَ حتمية وضرورة أن ينتصر العالم الحُر لقيم الحُرية والسلام والعدل وفق المفهوم الإنساني الشامل، ووفق القواعد التي ارتضتها الأسرة الدولية وعبرت عنها عهود ومواثيق المنظمات الدولية.

الحرب في أوكرانيا سوَّقها الغرب وكأنها من فصول الحرب الباردة بين مُعسكَريْن وانطلت على البعض ممن توقف عندهم التاريخ، وسُلبت عقولهم من قبل الغرب وخرافاته في توصيف الخصوم، ولكن "طوفان الأقصى" برهن على أن المسألة أبعد من الحرب الباردة، وأنها هوية الغرب الحقيقية حين يتعلق الأمر بمصالحه؛ حيث الغاية تُبرِّر الوسيلة، والنتيجة تلمع قذارة كل فعل مُشين لهم.

أدرك الغرب اليوم أنَّ غزة لا تُحارب لوحدها، وأن رديفها ليس محور المقاومة فحسب؛ بل العالم بأكمله، فغزة اليوم هي ضمير العالم، والنواة الحقيقية التي ستتشكل من خلالها ملامح العالم لقرن قادم، لهذا تهافت المتبصرون بحتمية التاريخ حول العالم إلى ركوب سفينة الطوفان قبل الغرق، فغزة اليوم ليست جغرافية صغيرة من فلسطين المُحتلة؛ بل رمزية تاريخية وبوصلة بشرية للتحرر من العبودية والفساد بأنواعه، والانتصار للحق وللقيم الإنسانية.

قبل اللقاء.. سبب الدعم الغربي السخي للكيان اليوم، ليس كله بدافع الحب له؛ بل استشعارًا وتحسبًا لزواله الحقيقي، ولأول مرة، وهذا يعني عودتهم من فلسطين مُكرهين كل إلى موطنه الأصلي، وبالنتيجة عودة الفساد والإفساد واللوبيات والنفوذ مجددًا!

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • مديرية الجراحي بالحديدة تشهد مسيرا لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة
  • مسير لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة بمديرية الجراحي بالحديدة
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • ألا موت يُباع فأشتريه.. لسان حال جامعة الدول العربية
  • "العسومي": الدبلوماسية البرلمانية تمثل صوت وإرادة الشعوب لتحقيق طموحها وتعزيز مكتسباتها
  • أكسيوس: واشنطن تدفع بصياغة جديدة وتعديل لمقترح صهيوني حول اتفاق وقف النار في غزة
  • التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة ينسف اتفاق أوسلو ويقضي على ما يسمى “حل الدولتين”
  • التعاون الإسلامي تدين بشدة مصادقة حكومة الكيان الصهيوني على شرعنة بؤر استيطانية