سواليف:
2025-01-17@22:55:57 GMT

هل تفعلها الشعوب العربية!

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

هل تفعلها #الشعوب_العربية!

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
بعدما كشفت غزة كل خبايا انحطاط وتآمر وتواطؤ أنظمة الحكم الرسمية العربية فإنه يستحيل الحديث عن المستقبل العربي ونهضته بوجود هذه الأنظمة التابعة والمنقادة للغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب العالمي وراعية الكيان الصهيوني ومشروعه في المنطقة ، هذا الغرب الذي طالما أكد على مر التاريخ أنه متوحش وعدو لكل ما هو إنساني خارج حدوده وناهب لثروات الشعوب الأخرى ومصاص دماء ! لذلك نشاهدهم اليوم مجتمعين يخوضون حرب تصفية المقاومة الفلسطينية للانتقال إلى المرحلة الثانية لتنفيذ المشروع الصهيوني ، لقد كشفوا أنفسهم وفضحوا كل أكاذيبهم المغلفة بالإنسانية باصطفافهم ومشاركتهم بالمجازر والإبادة الجماعية في غزة ، تماماً كما اصطفوا بالأمس في مجازر العراق وليبيا وسوريا واليمن ، كل ما يهمهم في عالمنا هو الطاقة والثروات وأمن الكيان الصهيوني ومشروعه .


باختصار شديد جداً هناك ثلاثة مشاريع في المنطقة تشكل خطراً على أمتنا العربية ، الأخطر هو المشروع التوسعي الاستعماري الصهيوني الذي يمثل رأس حربة لقوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية ، هذا الكيان العنصري النازي الإجرامي المتوحش يستحيل قبوله مطلقاً والتعايش معه ولا بد من اقتلاعه وإزالته.
الخطر الثاني يتمثل في المشروع العثماني التوسعي وهذا يمكن ردعه والتعايش معه إن نهضنا بمشروعنا القومي العربي ، تركيا هي الدولة الثانية بعديد جنودها في حلف الناتو ، وتقيم علاقات مع دويلة الكيان الصهيوني منذ عام 1950 وتتشابك معها في كافة المجالات وخاصة العسكرية والأمنية ” أكبر قاعدة تجسس إسرائيلية موجودة في تركيا” ، وبالرغم من أنّها دولة مسلمة سنية إلا أنّها تصطف في الخندق الإسرائيلي وتزوده اليوم بكل احتياجاته الغذائية والنفطية والمستلزمات العسكرية ، حلم أمجاد الإمبراطورية العثمانية لم يزل يعشش في عقول وأذهان قادتها .
الخطر الثالث يتمثل في المشروع الإيراني ، أيضاً إن نهضنا بمشروعنا التحرري العربي يمكننا إقامة علاقات طبيعية وبناء شراكات استراتيجية معها سيّما وهي تنادي بذلك من زمن طويل وتسعى لبناء أمن جماعي للمنطقة سيّما وهي من قدمت وتقدم كل أشكال الدعم لحركات المقاومة العربية بعدما تخلى وتآمر النظام الرسمي العربي على قضيتنا المركزية ، وهي من تناصب العداء للكيان الصهيوني ورعاته منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م ، لكن أنظمة حكمنا المحكومة أمريكيا تُعرض عن ذلك وتناصبها العداء ، لذلك من حقها أن تنسج وتبني تحالفات لها مع دول ومنظمات عربية دفاعاً عن أمنها القومي الذي تحاصره القواعد الاستعمارية من معظم الجهات.
تتشكل اليوم تحولات عالمية كبرى وتبرز قوى عالمية مؤثرة ، علينا كشعوب عربية أن نتحرر من رعبنا وجبننا وعبوديتنا ونتسلح بإرادة المواجهة المبنية على الوعي والفهم العميق لكل التحديات ونحولها إلى فرص للنهوض بمشروعنا القومي التقدمي التحرري ومن أهم مرتكزاته وأولها هو تجذير وتعزيز البيئة الديمقراطية بآلياتها ومعايرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، وهذا الأمر مرتبط بقوى التغيير الديمقراطي ومدى تأثيرها على المكونات المجتمعية المتضررة من غياب الحريات والعدالة والتهميش صاحبة المصلحة الحقيقية بانتقال المشروع من الحلم والخيال إلى الحقيقة ، إذ لا يُعقل أن تستمر وتتحكم النخب الحاكمة التي أضاعت الوطن العربي والتي لا تزيد نسبتها عن 0,001% بمصير وتوجهات وطموحات 99,999% الباقية ، هذه الغالبية الصامته المرعوبة عليها تحمل مسؤولياتها وإدراك المخاطر التي تحاصرها والضغط بكافة الوسائل السلمية لانتزاع حقوقها وسلطاتها الدستورية كمصدر لكل السلطات .
لقد آن الأوان لإعادة بناء الفرد على أسس ومباديء القيم والثقافة والعلم والمعرفة التاريخية والحضارية والإنسانية والعقائدية واعدة توجيه الخطاب الإعلامي بما يعزّز ثقافة المقاومة والنضال والتحرر والانتماء والولاء للأوطان وبما يكرس الوعي الحقيقي للمخاطر التي نواجهها الداخلية والخارجية وبما يمثله الخطر الصهيوني ورعاته كخطر وجودي يستحيل قبوله والتعايش معه ، وترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ، وهذا يتطلب استيعاب خصوصيات جميع مكونات المجتمع العربي بحرية وعدالة وتكافؤ بعيدا عن الاقصاء لأي كان .
علينا كشعوب عربية إنهاء الوجود العسكري الأجنبي المُستعر والمحتل لبلداننا والتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية للدول الإمبريالية وهيمنتها على المنطقة ، وإنهاء كافة المعاهدات والاتفاقيات وكل أشكال التواصل مع الكيان الإجرامي العنصري ، وسن كافة التشريعات التي تُجرّم اي شكل من أشكال التعامل والتخابر معه ، فهذا العدو بمعتقداته وعقيدته وثقافته لا يرى فينا إلّا وحوشاً ودواباً يجب القضاء عليها والاستيلاء على أراضيها وخيراتها.
على القوى السياسية التقدمية في كافة ربوع الوطن لعربي تأطير العلاقات فيما بينها والاتفاق والتوافق على أهداف واستراتيجيات وطنية عُليا وإيجاد آليات وأدوات التواصل والتنسيق فيما بينها بما يمكنها من الانتقال من الوجود الشكلي الى قوة الفعل وخاصة فيما يتعلق بمواجهة المشروع الصهيوني ، وصولاً لتشكيل جبهة عربية واسعة من الدول المناهضة للمشروع الصهيوني والإمبريالي وكل القوى الوطنية وقوى المقاومة العربية تحت قيادة موحدة تقود العمل النضالي التحرري ، كذلك إيجاد شبكة تواصل واتصال مع كافة القوى العالمية التقدمية لتشكيل قوة ضغط عالمية تحررية واسعة ، والضغط بكافة الوسائل لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل جبهة مقاومة موحدة خلف قيادة مشتركة داخل فلسطين وخارجها ، فقط المقاومة هي الكفيلة بتحرير الأرض وكنس كل قوى الاستعمار وفرض الإرادة والسيادة الوطنية على كامل التراب العربي .
فقط بالتحرر من الخوف والعبودية والخنوع والذل والاستسلام والتسلح بالإرادة والعزيمة تستطيع الشعوب العربية إعادة بناء مشروعها القومي التحرري وتقرير مصيرها ، وطن تعيش فيه الأجيال القادمة بعزة وكرامة ، أما وإن بقينا على هذا الحال من الذل والهوان فلننتظر شلومو يأتي ليُقّتل أبناءنا ويستحيي نسائنا ويسومنا سوء الذل والعذاب ! أليس هذا ما يحدث الآن في فلسطين ؟! فهل تفعلها الشعوب العربية وتنتفض بوجه جلاديها وتتحرر !

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الشعوب العربية الشعوب العربیة

إقرأ أيضاً:

القومي العربي: المقاومة الفلسطينية حققت نصرا استراتيجيا له ما بعده

اعتبر المؤتمر العربي الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة الاحتلال "انتصارا كبيرا حقّقته المقاومة الفلسطينيّة والشّعب الفلسطيني في غزّة، على العدو الصهيوني المجرم، بعد أكثر من خمسة عشر شهراً على معركة طوفان الأقصى، والعدوان الصهيوني الإرهابي على غزّة".

وأكد المؤتمر في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، "أنّ هذا الإنتصار الاستراتيجي على العدو لم يكن ليتحقّق لولا ثبات المقاومة الفلسطينيّة واقتدارها وإبداعها المُبهر في مواجهة جيش الاحتلال الذي يمتلك قدرات فائقة مدعوماً من الولايات المتّحدة الأمريكيّة ومعظم الغرب الظّالم، وكذلك الصّمود الأسطوري الذي أظهره شعبنا الفلسطيني في غزّة، بالرّغم من المجازر وحرب الإبادة والتّجويع التي ارتكبها العدو ضدّه".

وأضاف: "إنّ هذا الثّبات للمقاومة السّياسيّة التي صمدت في مواقفها وأرغمت العدو على الموافقة على شروطها، وأبدت مسؤوليّة عالية وشجاعة كبيرة وحنكة وحكمة بالغة في المفاوضات، والمقاومة العسكريّة التي استمرّت في ضرب الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة حتّى اللحظة الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النّار، والصّمود الاستثنائي للشّعب البطل قد أفشل العدو من تحقيق أهدافه العدوانيّة التي أعلنها من اليوم الأوّل للعدوان".

ورأى المؤتمر "أن هذا الإنتصار يمثل إيذاناً بمرحلة جديدة، سيتم فيها استثمار النّتائج الاستراتيجيّة لمعركة طوفان الأقصى، والبناء عليها في مواصلة مشروع التّحرر ضد الاحتلال الصهيوني والمشروع الاستعماري، وصولاً إلى تحرير كامل أرضنا المباركة فلسطين والعودة إليها، وإقامة دولتنا عليها وعاصمتها القدس".

ودعا المؤتمر العربي العام أحرار الأمّة والعالم إلى مواكبة هذا الانتصار العظيم عبر تظهيره إعلاميّاً وفي كل المنصّات والمحافل، وكذلك عبر دعم المقاومة الفلسطينيّة والشّعب الفلسطيني في التّعامل مع اليوم التّالي، لجهة تأمين الإيواء والإغاثة والإعمار، بما يمنع استغلال البعد الإنساني من أي جهة للضغط على المقاومة وابتزازها".

وثمّن المؤتمر الدور الكبير لجبهات الإسناد، التي قال بأنها "وقفت وأسندت المقاومة الفلسطينيّة وعزّزت من صمودها، وقدّمت في سبيل ذلك الغالي والنّفيس"، وأشاد بكل جهود الأمّة وأحرار العالم الذين أيّدوا المقاومة ونصروا الشعب والحق الفلسطيني.

وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، مساء أمس الأربعاء، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذه سيبدأ الأحد المقبل.

يأتي ذلك في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أمريكي أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

يذكر أن المؤتمر القومي العربي هو تجمع فكري وسياسي يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاعل بين القوى السياسية والفكرية العربية على أساس القومية العربية.

وتأسس المؤتمر القومي العربي عام 1990، ويضم مجموعة واسعة من الشخصيات العربية البارزة، بما في ذلك مفكرون وأكاديميون وسياسيون وإعلاميون ونشطاء.

إقرأ أيضا: الاحتفالات تعم مدنا عربية وتركية بوقف الحرب على غزة (شاهد)

مقالات مشابهة

  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • مسيرات حاشدة بالجوف تبارك للشعب الفلسطيني النصر على العدو الصهيوني
  • عون يؤكد ضرورة التزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية التي لم يطوِها الغياب
  • عشائر غزة: شعبنا احتضن المقاومة وأفشل مخططات كيان الإحتلال الصهيوني
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • هآرتس الإسرائيلية:الفلسطينيون أفضل الشعوب في الدفاع عن وطنهم..ما حقيقة المقال؟
  • اللجنة الشعبية الاردنية لدعم المقاومة العربية تدين الحكم الصادر على الفلاحات
  • القومي العربي: المقاومة الفلسطينية حققت نصرا استراتيجيا له ما بعده
  • بسبب العدوان على غزة.. آلاف الأكاديميين البلجيكيين يدعون جامعاتهم لإنهاء التعاون مع الكيان الصهيوني