سواليف:
2025-04-10@02:56:21 GMT

#تأملات_ رمضانية

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

#تأملات_ رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 44 من سورة الفرقان: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا”.
في هذه الآية توصيف لحقيقة الكافرين، سواء كانوا من فئة الملحدين المكذبين بوجود خالق، أو المشركين المكذبين بالرسالة الخاتمة، أو من المنافقين من بين المسلمين الذين يحادون الدين ويحاربون دعاته.


وجاء توصيفهم بالأنعام لأنهم يشبهون الأنعام تفكيرا، فهي لا همّ لها الا تلبية احتياجاتها الغريزية، ولا تشغل نفسها بالتفكير في ماهية وجودها ولا مآلها ولا مستقبلها، أو الارتقاء بفهمها في غير ما يحقق مصالحها وشهواتها.
فلو راقبت قطيعا من الخراف في حظيرة، ستجد أنها رغم أنها تعلم أنها محبوسة، مما يعني بكل بساطة أنها لا تعلم مصيرها، إلا أنها تتقاتل بينها للاستئثار بالطعام دون الآخرين، وتستمر في الأكل والتزاوج حتى اللحظة الأخيرة من حياتها، ربما لأنها لا تعلم أن نهايتها الحتمية هي الذبح.
الإنسان رغم أنه يملك العقل الذي يمكنه أن يكشف له بواطن الأمور وخفاياها، وبإمكانه جمع الملاحظات ومقارنتها لاستنتاج الوقائع القادمة قبل حدوثها، إلا أن المكذب بوجود خالق مسيطر، يعتقد أن الانسان خلق عبثا، وليس من قبل خالق أوجده لأداء مهمة أرادها، لذلك فليس عليه إلا الاستمتاع بحياته ما استطاع الى ذلك سبيلا، هو مثل ذلك الخروف الذي يظن أنه وجد في هذه الحظيرة بالصدفة، ولا مهمة له إلا تناول الطعام والتقافز واللعب، من غير أن يفكر في مصيره المحتوم.
لكنه فوق ذلك تبقى الأنعام متقدمة عليهم، في أن نمط عيشها محكوم بالفطرة التي فطرت عليها، لا تخالفها ولا تتعدى أطماعها ضوابطها، فالمفترس لا يفترس إلا لسد جوعه، ومتى ما شبع ترك لغيره أن يأكل منها، بينما لا يكتفي المكذبون بالدين بسد احتياجاتهم، فيجمعون احتياطيا أضعافها بلا حدود، رغم أنهم يعلمون أنهم لن يستهلكوا ربعها ولو عاشوا ألف عام، ولا يقبلون أن يتصدقوا منهاعلى الأفقر منهم إلا مقابل نفع لهم.
لذلك فهم أضل سبيلا من الأنعام.
المأساة في هؤلاء الذين انحدروا من إنسانيتهم المكرّمة حتى باتوا أحط قدرا من الأنعام، انهم لا يملكون دليلا واحدا على صحة معتقدهم، بل كل ارتكازهم على التشكيك ليس الا.
فالكافرون الملحدون يشككون بوجود الله أصلا اعتمادا على كونه غير مدرك بالحواس البشرية، رغم أنهم يعلمون أن مستوجبات الألوهية عدم قدرة المخلوق على الإحاطة بالخالق.
أما الكافرون تكذيبا بانتساب الدين الى الله، فهم يشكون أنه من وضع البشر، رغم ان كل الأنبياء دعوا إليه، وليثبت الله لهم أنه من عنده، جاءهم بعجزات خارقة لقدرات البشر، إلا أنهم استمروا بالتكذيب، ثم أنهم عندما عجزوا عن دحضه لجأوا الى تحريفه وتزوير عباداته وتشريعاته، فابطلوا الزكاة، وقزموا الصلاة بمجرد تلاوة أدعية وبلا وضوء ولا ركوع وسجود، وعدّلوا في الصيام لجعله الامتناع عن أكل أطعمة محددة، كما أحلوا محرمات مثل لحم الخنزير وشرب الخمر، وحرموا حلالا مثل الزواج والطلاق.
وأما الكافرون المنافقون، فهم وجدوا أنفسهم في مجتمع عقيدته الاسلام، لم يقووا على مجابهة تياره الجارف، فأخفوا كفرهم وتظاهروا باتباع الدين، لكنهم لا يألون جهدا في الطعن فيه كلما وجدوا الى ذلك سبيلا، وأبلغ السبل هي التحالف مع الفئتين السابقتين على محاربته.
ولابتلاء المؤمنين، فقد أمد لهؤلاء الفئات الثلاث علميا وتقنيا وماليا “وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ” [الزخرف:33]، عقوبة لهم بإغرائهم بالاستمرار في غيهم لكي يرديهم دار البوار في الآخرة، ولامتحان المؤمنين بصبرههم ومجالدتهم لهم.
هكذا وعقوبة للكافرين التي استحقوها بعنادهم وتكذيبهم، فقد حرمهم الله من نعمة استخدام العقل في تحقيق أهم مكسب لهم في حياتهم وهي الاستفادة من الحياة الدنيوية المؤقتة لنيل ما يحقق الفوز بالسعادة المطلقة في الحياة الأخروية الأبدية.
صحيح أنهم سعدوا قليلا بمخترعاتهم وتقدمهم التي حققت لهم الرخاء، لكنها لا تزيد كثيرا على سعادة الخروف بما يأكله في مراعيهم وحظائرهم، لكنها ستزول سريعا على يد سكين الجزار.
بل هم أضل وفجيعتهم أعظم، فالخروف لن يحاسب بعد موته، بينما مصيرهم الخلود في العذاب.

مقالات ذات صلة من يقرر المصالح العليا للوطن 2024/04/07

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات رغم أنه

إقرأ أيضاً:

اعترافات مثيرة للمتهمين بقـ.ـتل شقيقتهما بالصف

باشرت النيابة العامة بجنوب الجيزة الكلية تحقيقات موسعة في مقتل فتاة ثلاثينية على يد شقيقيها بمدينة الصف بعدما وضعاها داخل جوال وألقياها حية بنهر النيل.

وانتدبت النيابة الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليها وتحديد سبب الوفاة .

كما كلفت الطبيب الشرعي بتوقيع الكشف الطبي عليها وبيان حملها في جنين من عدمه حيث زعم المتهمان أنهما تخلصا منها بسبب حملها سفاحا جراء عدة علاقات محرمة أقامتها المجني عليها عقب انفصالها عن زوجها.

وأدلى المتهمان باعترافات تفصيلية لجريمتهما حيث قرر كل منهما عامل و تباع أن شقيقتهما تزوجت منذ عدة سنوات وقبل حوالي 5 سنوات انفصلت عن زوجها بالطلاق وعادت للإقامة بمنزل أسرتها ولاحظا عليها كثرة خروجها وبقاءها لساعات طويلة خارج المنزل بخلاف أنها كانت تمكث لعدة أيام بالخارج ثم تعود مرة أخرى دون علم منهما أين ذهبت.

وأضاف المتهمان أن سمعة شقيقتهما انتشر حديث كثير حولها في أنحاء بلدتهما الريفية وأنها تدخل في علاقات غير شرعية مع شباب كثر وحاولا اثناءها كثيرا عن الخروج من المنزل إلا انها كانت لا تستجب لهما حتى اكتشفا حملها وعلما أنها كانت تقوم بلف بطنها برباط ضاغط وترتدي ملابس واسعة لاخفاء حملها الا انها فشلت وعندما سألاها عن والد الطفل كانت الصدمة أنها لا تعلم من والده لتعدد علاقاتها في تلك الفترة فقررا التخلص منها.

وسرد الشقيقان كواليس الجريمة حيث قاما بتخدير شقيقتهما وحقناها بحقنة هواء إلا أنهما اكتشفا أنها مازالت على قيد الحياة فوضعا خطة أخرى لقتلها حيث قاما بتكميم فمها وتقييدها بالحبال من اليدين والقدمين ووضعاها داخل جوال وبداخله حجارة ثقيلة وألقياها في نهر النيل حتى لا تطفو مرة أخرىووقفا يشاهداها حتى غرق الجوال واختفى في قاع النيل تماما وعادا لمنزلهما كأن شيئا لم يكن.

قررت النيابة العامة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وطلبت تحريات المباحث الجنائية التكميلية حول الواقعة.


تلقت مديرية أمن الجيزة إشارة من مركز شرطة الصف بالعثور على جثة سيدة داخل جوال في نهر النيل بمدينة الصف جنوب المحافظة، فانتقلت على الفور قوة أمنية وتبين من الفحص والتحري أن الجثة لسيدة في الثلاثينات من عمرها ومقيدة بالحبال من اليدين والقدمين ومكممة الفم بلاصق طبي.

شكل اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة للمباحث فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، وكشفت التحريات التي أجريت بقيادة اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية أن شقيقي المجني عليها وراء ارتكاب الجريمة لاكتشافهما سوء سلوكها وتعدد علاقاتها المحرمة.

وأضافت التحريات، أن المجني عليها تطلقت من زوجها منذ عدة سنوات وعادت للإقامة بمنزل أسرتها وكانت تخرج كثيرًا وارتبطت بعدة علاقات غير شرعية حتى حملت سفاحًا وفشلت في إخفاء حملها وعندما اكتشف شقيقاها حملها قررا التخلص منها وغسل عارهما فقاما بتخديرها وحقنها بحقنة هواء، ثم تقييدها بالحبال ووضعها داخل جوال وألقياها بنهر النيل.

ترأس المقدم أحمد السويركي رئيس مباحث الصف قوة أمنية نجحت في القاء القبض على الشقيقين المتهمين، وحررت محضرًا بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
 

مقالات مشابهة

  • هند عاكف: شخصيتي عنيدة .. وأحلم بالعودة للتمثيل
  • إلزام زوج بدفع 800 جنيه لطليقته نفقة طفليهما و50 جنيه بدل فرش وغطا
  • متحدث طب الطوارئ: أجرينا كشوفات لـ5 آلاف حاج وننتهي الخميس المقبل
  • تركية تقتل ابنتها بـ”وحشية” وتدّعي أنها انتحرت
  • جيجي حديد تكشف عن معاناتها الصحية مع مرض هاشيموتو
  • اعترافات مثيرة للمتهمين بقـ.ـتل شقيقتهما بالصف
  • برج الأسد .. حظك اليوم الأربعاء 9 ابريل 2025.. تقييم ميزانياتك
  • إفلاس!!
  • برج الأسد .. حظك اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025: تقييم ميزانياتك
  • سردية الباز المقلوبة: تأملات في وهم الانتصار وخدعة الحياد