“حجازي”: تسليح الجيل القادم بالمهارات والقدرات اللازمة لبناء شخصية قوية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
شهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الأحد، ندوة تثقيفية عقدتها الإدارة المركزية للتعليم العام بالتعاون مع الاتحاد العام لطلاب مدارس الجمهورية بمناسبة ذكرى عيد تحرير سيناء تحت عنوان "سيناء في عيون أبنائها"، وذلك بحضور المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء الدكتور سمير فرج، الذي حاضر الاتحادات الطلابية حول دور المصريين في تحرير سيناء وعودة هذا الجزء الغالي والثمين من الوطن وتنميته.
وفي مستهل اللقاء، توجه الدكتور رضا حجازي بالشكر والتقدير للواء الدكتور سمير فرج على تواجده اليوم وتلبية الدعوة، مشيدًا بخبراته الاستراتيجية وجهوده في خدمة الوطن.
وزير التعليم: بناء الإنسان المصري يعد هدفًا استراتيجيًا للوزارة
وأكد الوزير على الاهتمام ببناء الإنسان المصري والذي يعد هدفًا استراتيجيًا للوزارة، لذلك قامت الوزارة بإعداد الخطة الاستراتيجية (٢٠٢٤/ ٢٠٢٩) التي تضمن توحيد سياسات التعليم، وتحقيق الإتاحة، والجودة، والاستدامة والتعلم مدى الحياة، مشيرًا إلى أن الوزارة تضم ٢٥.٥ مليون طالب لذلك كان يجب أن يتم تحديد احتياجات الوزارة المستقبلية.
كما أكد الدكتور رضا حجازي حرص الوزارة على مصلحة الطلاب وتحقيق متعة التعلم وإنتاج المعرفة والتي تتطلب معلم متميز، وبيئة مدرسية مناسبة، وبرامج وأنشطة مدرسية تساعد على ظهور مواهب الطلاب وإبداعاتهم.
وشدد الدكتور رضا حجازي على أهمية تسليح الجيل القادم بالمهارات والقدرات اللازمة لبناء شخصية قوية قادرة على تحمل المسؤولية والمبادرة والمثابرة والإبداع وخلق الفرص، مؤكدًا أن وزارة التربية والتعليم تعمل على تحقيق ذلك بالتوازي مع تطوير المنظومة التعليمية والاهتمام بالقيم الوجدانية والروحية.
تدريس كتاب القيم واحترام الآخر
وفي إطار جهود الوزارة لتشكيل الوعي لدى الطلاب، قال الوزير إن المدرسة تشارك في التنشئة الاجتماعية، كما يجب أن يكون هناك تقييم للنواحي الشخصية للطلاب، ومشاركة أولياء الأمور في ذلك، فضلا عن تنفيذ اليوم الرياضي والثقافي والفني واكتشاف المواهب ورعايتها، والاحتفال بالأعياد والمناسبات القومية في جميع الأنشطة الصفية واللاصفية، بالإضافة إلى تدريس كتاب القيم واحترام الآخر، كما سيتم تدريس مادة (الوعي الوطني) لطلاب المرحلة الثانوية خلال المنظومة المطورة.
وتحدث الوزير عن نموذج ناجح وهو مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM) والتي يقوم طلابها بإعداد مشروعات بحثية حول التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وعلى غرار ذلك يقوم الطلاب من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي بإعداد مشروعات بحثية وهي مادة لا تضاف للمجموع ولكنها تستهدف إعداد مشروعات بحثية حول العديد من الموضوعات التي تتضمن التحديات التي تواجه الدولة المصرية.
اللواء سمير فرج: سيناء عبر العصور كانت مطمعًا للقوى الاستعمارية
وخلال كلمته بالندوة، أشار اللواء سمير فرج إلى تركيز الدول منذ القرن ال٢٠ على الاهتمام بتنشئة الشباب وجيل المستقبل، معربًا عن سعادته بالفكر الجديد لوزارة التربية والتعليم وتطويرها للتعليم تماشيًا مع تطور العصر لإعداد جيل متميز نافع لوطنه، قادر على النهوض بمجتمعه.
واستعرض اللواء سمير فرج، من خلال عرض تقديمى، مكانة سيناء بين الماضى والحاضر والمستقبل، وأن سيناء عبر العصور كانت مطمعًا للقوى الاستعمارية، منذ الهكسوس ثم التتار وآخرهم اسرائيل خلال حرب ١٩٦٧ ثم الإرهاب ثم ما يحدث اليوم من توترات على الحدود الشرقية لمصر بسبب الحرب على قطاع غزة.
واستعرض اللواء الدكتور سمير فرج مكانة مصر العظيمة ودور الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفاظ على أرض سيناء وتنميتها، موضحًا أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بذل جهودا ضخمة للحفاظ على سيناء وإدخال التنمية إليها من خلال العديد من المشروعات القومية التنموية والعمرانية والزراعية، حيث تؤمن القيادة السياسية بأن التنمية هي السبيل الأفضل لحماية الأرض.
وأكد اللواء الدكتور سمير فرج أن مصر هي قلب العالم وبوابة القارة الأفريقية، لذا تم إنشاء موانئ (السخنة، العريش، بورسعيد، الإسكندرية)، لتكون بمثابة مركز إقليمي لتجارة الحاويات، مؤكدًا أن حماية سيناء يكون بالتنمية، مشيرًا إلى أنه من خلال تجارة الحاويات حققت مصر تميزًا لمكانتها.
كما أشار اللواء سمير فرج إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع تنمية سيناء على رأس أولويات الدولة، ومن هذا المنطلق تم تعمير وتنمية سيناء، وإنشاء خمسة أنفاق جديدة تعبر لسيناء بأيادي مهندسين مصريين، مضيفًا أن بحيرة البردويل بشمال سيناء تعتبر من أفضل خمس بحيرات في العالم في إنتاج الأسماك، وذلك بفضل جهود الدولة في أعمال التكريك والتطهير للبحيرات، مضيفا أنه تم أيضا إنشاء مطار فى البردويل ليتم من خلاله تصدير الأسماك.
وأضاف اللواء الدكتور سمير فرج أنه تم إنشاء ثلاثة مصانع للأسمنت فى سيناء يتم التصدير منها إلى مختلف دول العالم، وكذلك مصانع للرخام للتصدير والاكتفاء الذاتى، كما تم زراعة ٤٠٠ ألف فدان بسيناء وإنشاء أكبر محطة مياه من نوعها فى الشرق الأوسط على ساحل مدينة العريش، بالتزامن مع تشغيل محطات مياه تنتشر فى وسط وجنوب سيناء، وإنشاء ٦ مدن جديدة وإنشاء عدد من الجامعات، بالإضافة إلى إنشاء ١١ مجمعًا تنمويًا فى شمال سيناء لتوطين البدو، وإنشاء وتطوير ٥٧ مدرسة بمختلف المراحل التعليمية.
وقد تضمنت الندوة أسئلة حوارية للطلاب لإثراء الوعي باعتبارهم خير سفراء في التعبير عن جميع الطلاب بنوعيات التعليم المختلفة وقادرون على إيصال الرسالة لزملائهم، كما استهدفت الندوة أعضاء المكاتب التنفيذية للاتحادات الطلابية والقيادات الطلابية المنتخبة للمرحلة الثانوية (الصفين الأول والثاني الثانوي).
وقد حضر الندوة الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي، والدكتورة هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام والدكتورة إيمان حسن رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، وأحمد موسى الرائد العام لاتحاد طلاب مدارس الجمهورية، وأشرف سلومة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، وسماح محمد إبراهيم مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، ومحمد بحيري مدير مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية، فضلا عن عدد من قيادات الوزارة.
IMG-20240407-WA0026 IMG-20240407-WA0024 IMG-20240407-WA0025 IMG-20240407-WA0022المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رضا حجازي وزير التربية والتعليم اللواء الدکتور سمیر فرج الدکتور رضا حجازی التربیة والتعلیم اللواء سمیر فرج من خلال IMG 20240407
إقرأ أيضاً:
العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية
وقع اختيار معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين لهذا العام على شخصية العالم الجليل الدكتور عبد الله الغنيم المتخصص وأحد مؤسسي علم المخطوطات وذلك لإسهاماته وإنجازاته في مجالات البحث العلمي والثقافة.
واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه و أقربائه.
أدار الجلسة الدكتور البدر الذي استعرض مساهمات الدكتور الغنيم لا سيما إسهاماته في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.
وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف إضافة إلى إسهاماته في توثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات.
وقال الدكتور الغنيم أن بحوثه و دراساته تندرج في ثلاث مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.
وقال ان المسار الأول هو (جغرافية شبه الجزيرة العربية) والثاني (التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص) والثالث (المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا).
وأكد ان الجزيرة العربية بتنوع اشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته الى الحج مع والده حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها مبينا انه كان ينظر في الطريق الى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.
وقال انه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض وزاد ذلك بعد أن أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة. مؤكدا أن البيوت الثقافية في القاهرة خاصة بيت العلامة والمحقق المصري محمود محمد شاكر، والذي عرف بدفاعه الشرس عن الحضارة العربية الإسلامية.
فكان أول منهل ينهل منه علوم المخطوطات أثناء دراسته بجامعة القاهرة
و أشار الغنيم إلى أول بحث ينشر له وحمل عنوان (الدحلان في شبه الجزيرة العربية) وقد نشر في مجلة رابطة الأدباء بالكويت عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه من الجامعة.
و أضاف أن رسالة الماجستير كان موضوعها (الجغرافي العربي أبو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك) مبينا انه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتبه القدماء و المحدثون عن جزيرة العرب أو عن المملكة العربية السعودية.
وقال أن عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب (مصادر البكري ومنهجه الجغرافي) ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي (المسالك والممالك) و(معجم ما استعجم للبكري).
وعن دراسته للدكتوراه قال انه هدف إلى هدفين رئيسين اولهما (دراسة اشكال سطح الارض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري) وثانيهما (جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في كتاباتنا الحديثة).
وأشار الدكتور الغنيم إلى دراساته الميدانية الإقامة في العديد من الدول من أجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومرفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.
وقال أنه كان يبحث عن العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن ويحاول الربط أيضا بين تلك الاشكال والنشاط البشري.
وأشار الدكتور الغنيم الى العديد من الأسماء الذين كان لهم الفضل في مسيرته وتتلمذ على يدهم منهم إلى جانب العلامة المصري محمود محمد شاكر أيضا علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله،
وهو الصحفي وعالم الانساب والمحقق البارع والكاتب والشاعر، كان رحمه الله عضوا فاعلا في العديد من مجامع اللغة العربية بالقاهرة وعمان ودمشق والأردن والعراق، وهو مؤسس مجلة اليمامة السعودية المتخصصة في مجال تاريخ وآداب الجزيرة العربية.
بعث للدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1939 وعاد عقب اندلاع الحرب العالمية.
والمرحوم محمد رشاد عبد المطلب أحد أعلام معهد المخطوطات العربية المفهرسة وغير المفهرسة، وهو أحد أبرز العاملين بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، إذ التحق به بعد عام واحد من تأسيس المعهد بموجب قرار جامعة الدول العربية سنة 1947. وقد استمرت خدمة الأستاذ رشاد بالمعهد عبر بعثاته في جلب المخطوطات و فهرستها و إتاحتها للباحثين قرابة ثلاثة عقود.
وحظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي لعبه الدكتور الغنيم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي.
كما تطرق الدكتور الغنيم الى مركز البحوث والدراسات الكويتية وعن الوثائق التاريخية واهميتها مشيرا إلى فترة الغزو العراقي على الكويت وجمع عدد كبير من الوثائق في تلك الفترة التي توصلوا من خلالها إلى العديد من الحقائق مبينا أن هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.
ويأتي اختيار الدكتور عبد الله الغنيم شخصية المعرض في دورته الـ47 تقديرا لعطاءاته الثقافية والعلمية الممتدة على مدار عقود ودوره في إثراء المكتبة الكويتية والعربية بمؤلفاته القيمة.
يذكر أن الدكتور عبد الله الغنيم محاضر وباحث مميز في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومرفولوجية شبه الجزيرة العربية وقد درس في هذين الموضوعين سنوات عدة تسنم خلالها مناصب مختلفة.
وشغل الدكتور الغنيم العديد من المناصب سابقا فكان رئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت و ترأس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها من جامعة الكويت وعمل مديرا لمعهد المخطوطات العربية ووزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.
وغاص الدكتور الغنيم في أعماق تاريخ الكويت وتراثها الحضاري بعد توليه رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.