وعي سياسي .. الاحزاب السياسية والجمهور في الانتخابات العراقية
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
بقلم: محمد حنون ..
دور الاحزاب السياسية الحقيقية يكمن في مفاهيم وابعاد كثيرة ابرزها إرساء النظم الديمقراطية داخل حدود الدولة.والمشاركة السياسية في الحكومة بناء على البرنامج الحزبي الذي يقرره الحزب وإمكانية المشاركة في صنع القرارات السياسية سواء القرارات الداخلية كانت أو الخارجية وتفعيل دور المعارضة السياسية بناء على البرامج السياسية للأحزاب التي لم تحضى بالمشاركة الحكومية والسعي لرفع الاقتصاد الوطني بهدف تعزيز القوة والمنعة السياسية للدولة، والتقليل من الفقر والعمل على رفع مستوى دخل الفرد والأسرة بحيث تتحقق الحياة الكريمة للناس وهذه مفاهيم عامة لعمل اي حزب او توجه سياسي يريد المشاركة الحقيقية في العملية السياسية بغض النظر عما تكون عليه صورة هذه العملية لدى الرأي العام.
في العراق اختلفت الصورة تماما” عندما اصبحت لدينا احزاب الانتخابات وهي عادة ماتظهر اثناء الاستعدادات لانتخابات مجلس النواب او المجالس المحلية وهذه الاحزاب لاتمتلك القواعد بين الجمهور وتسعى جاهدة لكسب الاصوات او رضا المصوتين بطرق دعائية رخيصة كأن تكون شراء الذمم او الوعود الكاذبة التي سرعان ماتنكشف اهدافها ونواياها عندما يكون ممثلي هذه الاحزاب عبارة عن ادوات سياسية تبتز المؤسسات الحكومية ومسؤوليها من اجل مصالحها لا مصالح الناس التي انتخبتها وبالتالي يصبح هؤلاء عالة على المؤسسة التشريعية والمجتمع الذي لم يتعامل في الاختيار داخل الصندوق بشكل صحيح لانه لم يدقق بماهية هذه الاحزاب وتوجهاتها السياسية وهل هي قادرة على الدفاع عن مصالحة والمصالح العامة .
حسنا” فعل السيد مقتدى الصدر عندما قرر اعادة الكتله والصدرية وعمل مكاتبه في بغداد والمحافظات للتحرك بين القواعد والتواجد فيها وهو مؤشر بان الصدر لايريد لكتلته ان تصبح حزب انتخابات ويعمل لاجلها للظفر بمقاعد ويترك قواعده من دون دعم ومؤازره واسناد لانها هي من تقرر حصيلة وجوده في العملية السياسية التي انسحب منها وهو يمتلك العدد الاكبر في مقاعد مجلس النواب وهي ظاهرة لم تحدث في الحياة السياسية والديمقراطية وتؤكد حالة زهد وترفع ونكران ذات حتى لاتتوقف عجلة الحياة بعد ان اغلقت كل الحلول واصبح التصادم واقعا” يفرض نفسه.
اليوم نحن امام خيارين من الاحزاب في العراق لاثالث لهما احزاب انتخابية تظهر وتختفي بانتهاء الانتخابات واهدافها معلومة في الكسب غير المشروع لاصوات الناس واستمالتهم بالخداع والتضليل وبالتالي الغياب عن المشهد،في الجانب الاخر هناك عدد قليل جدا” من احزاب سياسية لها نفس الاهداف في تضليل واستمالة اصوات الناخبين لكن لديها قواعد ومحددات عمل ولدينا ايضا” في الجانب الاخر حركات عقائدية ودينية لها حضور واسع مؤمنة بالرمزية وتجد فيها المخلص من معانات العراقيين وهي تسعى ان تكون في المقدمة واعضائها مستعدين للتضحية والموت من أجل زوال كل من عمل في المشهد السياسي وسجلت عليه ملاحظات وفشل او فساد وهذه الحركات تحتاج ايضا” التوافق مع كتل ومكونات اخرى كون الدستور رسم طريقا” واضحا” للوصول الى سلم المسؤولية التنفيذية والتشريعية وهو مايتطلب ان يكون اعضاء هذه الحركات سياسيين اكثر من عقائديين .
السؤال الذي يطرح نفسه اي من هذه الاحزاب والحركات يستطيع ان يجد له موطئ قدم في المشهد السياسي القادم خاصة وان معترك الانتخابات دخل حيز التنفيذ من الان وهناك من يعد العدة لوجود قوي في هذا المشهد واخر يسعى لتسقيط منافسه في خطوات وبرامج استباقية نتمنى ان لاتكون مدعومة من خارج الحدود فحلبة التنافس الوطنية اطار كبير يستوعب الجميع وللشعب خياراته المنصفه لاختيار الاكفا” والافضل والمؤمن بوحدة هذا الوطن . محمد حنون
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه الاحزاب
إقرأ أيضاً:
قمة بغداد: دبلوماسية أم استعراض سياسي؟
أبريل 30, 2025آخر تحديث: أبريل 30, 2025
المستقلة/- بينما تُسابق الحكومة العراقية الزمن لاستكمال التحضيرات اللوجستية والفنية لاستضافة القمة العربية في بغداد يوم 17 أيار المقبل، يتصاعد الجدل في الشارع العراقي حول جدوى هذه القمة في ظل تحديات داخلية مستمرة وأزمات إقليمية متراكمة. فهل ستكون هذه القمة محطة مفصلية تعيد العراق إلى عمقه العربي، أم مجرد استعراض سياسي لالتقاط الصور وسط واقع مأزوم؟
الحكومة تؤكد أن الاستعدادات بلغت مراحلها النهائية، وسط تنسيق أمني وإعلامي عالي المستوى، وإطلاق مشاريع خدمية في مطار بغداد الدولي، ولكن هل تُخفي هذه التحضيرات رغبة سياسية في تلميع صورة النظام أمام العالم أكثر من حرصها الحقيقي على نتائج ملموسة من القمة؟
بين الانفتاح الإقليمي وغياب الداخليرى مراقبون أن العراق يسعى من خلال هذه القمة إلى تعزيز موقعه السياسي الإقليمي، لكنه لا يزال عاجزًا عن معالجة الأزمات المزمنة التي تمس المواطن بشكل مباشر، مثل تدهور الخدمات، واستشراء الفساد، والتوترات السياسية التي تهدد الاستقرار الحكومي. فهل يُعقل أن يُفتح باب العراق أمام الزعماء العرب في وقت لا تزال فيه أبواب المستشفيات والمدارس والخدمات مغلقة أمام أبناء الشعب؟
ماذا بعد القمة؟السؤال الأبرز الذي يطرحه الشارع العراقي: ما الذي ستحققه القمة للعراق؟ هل ستُثمر عن اتفاقيات استراتيجية حقيقية، أم ستكون مجرد مناسبة بروتوكولية تنتهي بانتهاء نشرات الأخبار؟ خاصة أن معظم القمم العربية السابقة لم تُحدث فارقاً يُذكر في واقع الشعوب، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى تظاهرات خطابية بلا مضمون.
هل السياسة الخارجية تُخفي هشاشة الداخل؟في ظل تركيز الحكومة على التحضير لهذا الحدث الكبير، يتساءل البعض إن كان الانشغال بالقمة محاولة لصرف الأنظار عن فشل الطبقة السياسية في إدارة شؤون البلاد داخلياً. وهل يُعقل أن تُستثمر ملايين الدولارات في مراسم الاستقبال والتجميل، بينما لا تزال مناطق عراقية عديدة تعاني من الإهمال والتهميش؟
ختاماًقمة بغداد القادمة قد تحمل الكثير من الرمزية السياسية والدبلوماسية، لكنها في نظر كثير من العراقيين لن تكون ذات جدوى ما لم تُترجم إلى نتائج ملموسة في السياسة، والاقتصاد، والأمن. فالعراق لا يحتاج فقط إلى قمة عربية… بل إلى قمة وطنية تضع مصلحة المواطن قبل البروتوكولات.