بدأ الحلفاء المخلصون الذين يطلقون على أنفسهم أصدقاء إسرائيل يدركون أنهم أيضا أصدقاء لقتلة عمال الإغاثة الغربيين، وأصدقاء لمنفذي الإبادة الجماعية الفاشيين والفصل العنصري وللمستوطنين الذين يشعلون النار في القرى العربية.

هكذا استهل رئيس تحرير الموقع البريطاني "ميدل إيست آي" ديفيد هيرست مقالا له ينتقد فيه بشدة تأييد سياسيين وكتاب وصحفيين غربيين لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الغارديان: على حلفاء إسرائيل أن يقولوا لها “كفى”list 2 of 4نيوزويك: شعبية بايدن تنخفض بشكل كارثي بسبب إسرائيلlist 3 of 4مقال في هآرتس: لماذا تخشى إسرائيل قناة الجزيرة؟list 4 of 4باحثة أميركية: حملة إسرائيل ضد أهداف إيرانية قد ترتد عليهاend of list

وقال هيرست إنه بعد 6 شهور، فإن الصرح الذي سمح للقوات الإسرائيلية بقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني وجرح 75 ألف آخرين، وتشريد أكثر من 2.3 مليون نسمة ثم تجويعهم، وهدم شمال غزة، وتفكيك الخدمات الصحية، والإشارة إلى أنها ستفعل الشيء نفسه في رفح خلال الأشهر الستة المقبلة، هذا الصرح قد بدأ بالانهيار.

يسعون للاحتماء

وأضاف أن القادة السياسيين الذين اعتبروا هذه المذبحة حقا لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، والصحفيين الذين روّجوا لقصص رعب خيالية عن أطفال مقطوعي الرؤوس واغتصاب جماعي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمحررين الذين تجاهلوا يوما بعد يوم قصصا عن قوافل الإغاثة التي تستهدفها القوات الإسرائيلية، يسعون الآن للتراجع.

وكل الحجج التي استخدموها للحفاظ على هذه المذبحة تنهار في أيديهم، مثل: هذه حرب عادلة، وأنه يجب السماح لإسرائيل بإنهاء المهمة، وأن الإجراء المتخذ متناسب، وأن العملية القانونية في محكمة العدل الدولية تعرقل محادثات السلام ويمكن تجاهلها، وأن بريطانيا وأميركا يمكنهما توجيه اللوم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي الوقت نفسه مواصلة تسليحه.

لم يعد بإمكان كاميرون المراوغة

وانتقد الكاتب وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون، قائلا: لقد انفجر السد، ولم يعد بإمكانه الاستمرار في المراوغة ولعبة القط والفأر مع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المختارة أليسيا كيرنز، التي كشفت قبل بضعة أيام أن المحامين الحكوميين يعرفون أن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي.

وأشار إلى توقيع أكثر من 600 محام وأكاديمي وقاض سابق، من بينهم رئيسة المحكمة العليا السابقة ليدي هيل وقاضيان سابقان آخران في المحكمة، رسالة تحذر فيها حكومة المملكة المتحدة من أنها تنتهك القانون الدولي من خلال الاستمرار في تسليح إسرائيل.

كما أشار إلى سؤال وزير الخارجية السابق السير آلان دنكان (من حزب المحافظين) عن مشروعية اعتبار إسرائيل حليفا للمملكة المتحدة، داعيا (أي دنكان) لمحاسبة مؤيديها وداعميها الرئيسيين.

ونسب إلى دنكان أيضا أنه قال إن أي شيء يدعم ما أصبح كارثة كاملة في قطاع غزة غير مقبول أخلاقيا، وإن ما يجب ألا نقبله ليس خطأ إسرائيل الحالي، بل ما ظلت تفعله لسنوات، لأن الجيش الإسرائيلي لا يتبع القانون الدولي.

ضم فلسطين هو أصل المشكلة

وقال دنكان إن هذا الجيش يؤيد ويدعم المستوطنين غير الشرعيين في الضفة الغربية الذين يسرقون الأراضي الفلسطينية، موضحا أن سرقة الأراضي وضم فلسطين هما أصل المشكلة، التي أدت إلى ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمعارك التي نشهدها حاليا.

واستمر هيرست يقول إن المزاج قد تغير بالفعل، مضيفا أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة يوغوف أظهر أن 56% من الناخبين البريطانيين يؤيدون الآن فرض حظر على تصدير الأسلحة وقطع الغيار، في حين قال 59% إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان في غزة.

وقال إن كاميرون، بعد أن تمت تعريته، عليه أن يختار: الاعتراف بأن حكومته تنتهك بالفعل القانون الدولي، ويمكن مقاضاتها على هذا النحو -بمن في ذلك هو شخصيا- أو وقف تجارة الأسلحة.

وأورد هيرست العديد من الانتهاكات الفظيعة للجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة مثل إعادة اقتحام مستشفى الشفاء، وقتل العاملين في الإغاثة، وتدمير القنصلية الإيرانية في دمشق.

إغلاق الجزيرة لمحو الترويع

وحول تعهد نتنياهو بإغلاق المكتب الإقليمي لـقناة الجزيرة في إسرائيل، قال هيرست إن الأمر بدا وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد محو سجل مثل هذه المشاهد المروعة.

وعن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، قال إن هذا الهجوم يمثل خطا أحمر آخر تم تجاوزه، مضيفا أن إسرائيل، وعلى الخط نفسه الذي ادعى أن مشفى الشفاء ليس مستشفى بل مركز قيادة لحماس، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي "هذه ليست قنصلية وليست سفارة، هذا مبنى عسكري لقوات القدس متنكرا في زي مبنى مدني في دمشق".

وفسر هيرست ذلك بقوله إن إسرائيل كانت تعرف بالضبط ما فعلته، وتعرف الخط الذي كانت تعبره، إنها تريد استفزاز إيران للدخول في الحرب، وتعرف أنها لن تستخدم المنطق نفسه عندما يضرب وكيل إيراني كنيسا يهوديا أو مركزا يهوديا انتقاما منه، ولن تعلن أي مسؤولية عن تعريض حياة اليهود في جميع أنحاء العالم للخطر، "ولكن هذا هو بالتأكيد ما تقوم به".

وأشار أيضا إلى رد فعل الصحافة الغربية، قائلا إن الصفحات الأولى في بريطانيا وكندا وبولندا وأستراليا (البلدان الأصلية لعمال الإغاثة القتلى) كانت غاضبة، "وحتى صحيفة تايمز الموالية بقوة لإسرائيل، المملوكة لعائلة مردوخ، غضبت بشدة".

وقال إن الهجوم المتكرر على قافلة الإغاثة لا يختلف عن جميع الهجمات الأخرى على قوافل الأونروا والتي أسفرت عن مقتل المئات، وعلى مستشفى الشفاء، إلا بكون أن القتلى السبعة كانوا بريطانيين وبولنديين وأستراليين وكنديين، وأن المؤسس كان طاهيا مشهورا.

سخط بايدن المزيف

ووصف الكاتب رد فعل الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي عبر عن سخطه من قتل إسرائيل عمال الإغاثة، بأنه "سخط مزيف". ودعا هيرست إلى تجاهل تصريحات القلق القادمة من البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وإلى التركيز فقط على تصرفات بايدن.

وذكّر بأن بايدن لديه القدرة على وقف جميع الأسلحة، بما في ذلك توريد قنابل 2000 رطل، أو في الواقع القدرة على وضع قيود صارمة على استخدامها، لكنه لم يفعل أيا منهما.

وحذر من أنه إذا اعتقد بايدن أنه وسط الفوضى التي خلقتها حرب إسرائيل، فإن التوقيع على قطعة من الورق سيكون كافيا لوقف الغضب الذي يعتمل في قلوب العرب من عمان إلى المغرب، فهو أكثر توهما مما يعتقده مراقبوه المحترفون في الكابيتول هيل.

وختم هيرست مقاله مؤكدا أن الأمر يتطلب الكثير للاعتراف بأن الحلم مدى الحياة بوطن لليهود في الشرق الأوسط يتحول الآن إلى كابوس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات قال إن

إقرأ أيضاً:

بعض أبرز أسرى المؤبدات الذين ستفرج عنهم إسرائيل اليوم

أعلنت إسرائيل أنها تسلمت أسماء الأسرى الثلاثة الذين سيفرج عنهم اليوم السبت، فيما أفاد مكتب إعلام الأسرى، الجمعة، بأن إسرائيل ستفرج، اليوم، عن 36 أسيرا فلسطينيا محكوما بالسجن المؤبد و333 أسيرا من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر.

جاء ذلك بعد أن حركة حماس عن أسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم السبت ضمن سياق المرحلة السادسة من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعلن المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس أبو عبيدة أن الحركة ستفرج عن كل من ساجي ديكل تشين ويائير هورن، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي، بشكل منفصل، إنها ستفرج عن الروسي الإسرائيلي ألكسندر توربانوف في إطار الاتفاق.

 أبرز الأسرى الذين سيفرج عنهم

نشر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، تفاصيل عن أبرز السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم اليوم السبت، فيما نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية بعض أبرز الأسماء أيضا.

وعرف من الأسرى الذين سيفرج عنهم اليوم عدد من ذوي الأحكام المؤبدة ومنهم:

إياد أحمد حريبات من قرية سكا في مدينة دورا جنوب الخليل، وهو أحد عناصر كتائب الأقصى في الانتفاضة ومعتقل منذ العام 2002. منصور موقدي، من بلدة الزاوية غرب سلفيت، ومعتقل منذ عام 2002. محمد إبراهيم نايفة "أبو ربيعة"، أحد قادة كتائب الأقصى في الانتفاضة الثانية، من بلدة شويكة شمال طولكرم، وحكم عليه بـ13 مؤبدا و55 عاما. نائل سلامة عبيد، من بلدة العيساوية في القدس، أحد عناصر كتائب القسام، ومعتقل منذ عام 2004 ويقضي حكما بالسجن المؤبد 7 مرات و30 عاما. شادي أبو شخدم "الحسيني" من الخليل، محكوم بالسجن المؤبد 6 مرات و20 عاما. محمود محمد أبو وهدان، من مخيم بلاطة في نابلس، وهو أحد قادة كتائب أبو علي مصطفى ومعتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالمؤبد 3 مرات و30 عاما. عبد الكريم راتب عويس، أحد قادة كتائب الأقصى، وشقيقه حسان راتب عويس، من مخيم جنين. 

 وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، سيتم الإفراج عن الأسرى:

أحمد البرغوثي، المساعد المقرب وابن عم مروان البرغوثي، المحكوم عليه بـ 13 حكما مؤبدا. مازن القاضي، الذي أدين بمساعدة المسلح الذي نفذ العملية الانتحارية في مطعم سي فود ماركت والتي قُتل فيها 3 إسرائيليين. وهو أيضًا الأسير الذي كان محور العلاقة الجنسية مع 5 جنديات حارسات في سجن رامون عام 2023. منصور شريم، أحد كبار قادة فتح من طولكرم خلال الانتفاضة الثانية، وهو محكوم عليه بـ14 حكما مؤبدا و50 عاما إضافية في السجن. نائل عبيد، من عناصر حركة حماس، نفذ الهجوم على مقهى هليل في القدس عام 2003، والذي قُتل فيه 7 إسرائيليين وأصيب 57 آخرون. محمد مزلح، الذي أدين بالتورط في عملية قُتل فيها جنديان إسرائيليان عام 2000. وضاح البزارة، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في نابلس خلال الانتفاضة الثانية، أسير مؤبد. أحمد أبو حاضر، القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى، واعتقل خلال الانتفاضة الثانية، وحكم عليه بـ 11 حكما بالسجن المؤبد و50 عاما.

⁠ومن بين الأسرى أيضا أسامة أشقر، وأمجد طكاتكا وبكر نجار وحافظ شريعة وخليل سراخانا وراسم حسين وسعيد شاتيا وسمير غيط، رئيس خلية "الفهد الأسود"، وعبد المجيد مهدي.

مقالات مشابهة

  • عرض ترفيهي يتحول إلى كابوس.. دب سيرك يهاجم مدربه أمام ذهول الحضور
  • رفض تسليمها بايدن...وصول شحنة من القنابل الأميركية الثقيلة إلى إسرائيل خلال الليل
  • الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
  • إسرائيل تتسلم شحنة قنابل ثقيلة أوقفتها إدارة بايدن
  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • قصة صناعة مصطلح الشرق الأوسط
  • بعض أبرز أسرى المؤبدات الذين ستفرج عنهم إسرائيل اليوم
  • رئيس «رفح الفلسطينية»: 60% من المدينة تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك
  • محامية بالأمن القومى الأمريكى لـ"البوابة نيوز": إسرائيل ناقشت "خطة التهجير" سرًا مع ترامب قبل تنصيبه.. والهجرة لسيناء خط أحمر لن تسمح "القاهرة" بتجاوزه