القصيد الشعبي وظريف الطول والجفرا.. إبداع القوالب الشعبية في مناصرة مقاومة فلسطين
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تعرف الشروقيات بوصفها: "قصيدة طويلة تسير على بحر واحد، وهي عبارة عن حكاية شعبية أو أقصوصة تحكى من خلال القصيدة، وقد تكون واقعية أو متخيلة"[1].
ومن هذا القالب قصيدة تجري على لسان أسير فلسطيني، تنتمي إلى مرحلة مواجهة الانتداب البريطاني قبل النكبة، في مرحلة صعبة كثر فيها السجن والأسر، وإصدار أحكام الإعدام لإيقاف الثورات المتتابعة التي انتهجها الفلسطينيون في مواجهة ما حل ببلادهم ووطنهم.
ويرجح د.محمد عقل أن القصيدة من صنع شاعر حاذق استلهم معاناة الأسر والسجن والحكم بالإعدام، وهو ما تعرض له (أي الإعدام) نحو 150 ثائرا ومقاوما رصد عقل أسماءهم ومعلومات عنهم استنادا إلى السجلات والوثائق، ولكنه لم يجد بينهم من يدعى بــ(عوض النابلسي) فهو أقرب إلى "شخصية فلكلورية وأسطورية من صنع شاعر حاذق". والقصيدة معروفة ومشهورة وأسهم غناء فرقة العاشقين لها في شيوعها[3]:
يا ليل خلي الأسير تا يكمل نواحو رايح يفيق الفجر ويرفرف جناحوا
يتمرجح المشنوق من هبة رياحو وعيون في الزنازين بالسر ما باحوا
يا ليل وقف أفض كل حسراتي يمكن نسيت مين أنا ونسيت آهاتي
يا حيف كيف انقضت بإيدك ساعاتي شمل الحبايب ضاع واتكسروا اقداحوا
لا تظن دمعي خوف، دمعي ع أوطاني ع كمشة زغاليل بالبيت جوعاني
مين راح يطعمها من بعدي وإخواني اثنين قبلي ع المشنقة راحوا
وأم أولادي كيف رح تقضي انهارها ويلها علي أو ويلها على صغارها
يا ريت خليت في إيدها سوارها يوم دعاني الحرب تا اشتري سلاحو
ظنيت إلنا ملوك تمشي وراها رجال يخسا الملوك إن كانوا هيك أنذال
والله تيجانهم ما بيصلحوا لنا نعال إحنا اللي نحمي الوطن ونضمد جراحو"
وتنقل القصيدة مشاعر الظلم التي تعرض لها السجناء الفلسطينيون ذلك أن "السجن في المفهوم الشعبي للشجاع البطل، وهو شرف لا يخطئ به إلا كل ذي بأس وقوة، والسجين مظلوم لأن السلطات التي حكمت فلسطين بداية بالعثمانيين حتى بريطانيا والصهيونية هي سلطات قمع للوطنيين"[4].
ومن الشروقي كذلك هذه القصيدة التي وثقت بطولة (أبو كباري) أحد المجاهدين المعروفين في مسيرة النضال قبل النكبة، وله مع رفاقه حوادث كثيرة خلدها الشعر والحكاية الشعبية[5]:
أول كلامي في مديح محمدا الهاشمي سيد ولد عدنان
ليلة الثماني من ربيع الأمجدا نهار الثلاثا كنت أنا وفرحان
صار الرمي بين الجماعة سرمدا وقع أبو كباري والفتى شعبان
قال له حميده آه يا سبع الفلا عندك لابيع الروح في الميدان
ورافق الشعر الشعبي الشعب الفلسطيني في مسيرته القاسية، وتطور منه قصيد بكائي نوّاح، لا يكسر النفس ولكنه يعبر عن بعد المسافة بين ما كان وما آلت إليه الأحوال، ومثال على ذلك ما ترويه (أم ناصر) إحدى الناجيات من مذبحة دير ياسين ما وصل إليه حال اللاجئين من تشرد وفقر وعوز، وتروي ما كانت النسوة يبكين به وينحن شعرا باكيا يعبر عن حالهن: وبلغة أم ناصر "بقينا نقعد هالنسوان مع بعض ونصير انّوح ونقول[6]: وهو من نمط القصيد البكائي:
"دشرنا بلاد العنب والتين وجينا على ريحا نشحد طحيني
دشرنا بلاد العنب واللوزِ وجينا على ريحا نشحد كاكوزي
هاتوا الجريدة وهاتوا قلمها لنشوف دير ياسين آنو استلمها
هاتوا الجريدة وهاتوا داواها لنشوف دير ياسين آنو اتولاها"
ويؤكد الباحث الراحل نمر سرحان فيما جمعه عن سيرة محارب ذيب الوطنية أنه "ارتبط بهموم بيئته المحلية وأنه غنى لأمجاد الوطن وأبطاله وشهدائه. وجاءت أغانيه أشبه بسجل يؤرخ الأحداث التي واكبت نضال شعب فلسطين من أجل الحصول على حقوقه المشروعة في التحرير والاستقلال. وهو يعتبر ذلك واجبا وطنيا يمليه عليه ضميره تجاه وطنه. ونقتبس هذه المقاطع من قصيدة أحداث طويلة يتحدث فيها عن أبطال الجهاد الوطني وعن عبد القادر الحسيني. وفي هذه القصيدة تتجلى الملامح المحلية الصرفة، ويتغنى بالأبطال الوطنيين المحليين فيعدد أسماءهم ومناقبهم ويشيد ببطولاتهم وتضحياتهم. ويرثي الشهداء منهم، ويحمل في ثنايا قصيدته الإصرار على رفض الاحتلال والعدوان والتمسك بالحقوق الوطنية. يقول محارب ذيب:
ولا يكسب إلا من يصلي على النبي نبي مرسلي والحاج لاجله يرود
يقول عبد القادر بك والقول صادق أنا دموع عيني بللت لخدود
ونيران قلبي كل ما أقول تنطفي يهب لها جوا حشاي وقود
ألا يا غادي مني وحامل رسالتي واقطع فيافي برها وحدود
من هانا وع سوريا ولا يا طيب الثنا بتلاقي أمارة وكلهم أسود
وفوت لعندهم وبلغ سلامنا وهات لي خبرهم وافهم المقصود
أنا لخبرك يا عمي عن اللي جرى لنا واخبرك بالصحيح والموجود
التقينا خمس قواد في ساحة الوغى معانا شبان مسلحة ببارود
معانا أبو دية ولا يا عز ما انتخى يا مثله بالملك ما صارش موجود
معانا إبراهيم خليف هو وعصابته بيده بارودة شغل ابن داود
ومعانا أبو الوليد ويا طيب الثنا وسد على العسكر ثلاث سدود
وأنا عبد القادر بك يا عمي ما بينهم يا ديمة لذكرى بالملك موجود
صار الرمي يا عم والله بيننا تلاطاشر ساعة كاملات عدود
احرقنا الدبابات يا عمي جميعها اكسبنا ذخيرتهم مع البارود
انسحبنا بسلك يا عمي جميعنا ولطف بنا هالواحد المعبود
……………….."[7].
فهي قصيدة تجري على طريقة الشعر العربي الفصيح من ناحية الوزن والقافية، ولكنها تستعمل اللهجة العامية في لغتها وتراكيبها.
زريف (ظريف) الطول:(زريف الطول) "قالب لحني يتألف من أربع شطرات تنتهي الثلاث الأولى منها بقافية معينة، وتنتهي الرابعة بقافية الألف الممدودة، وقد أخذ هذا القالب اسمه من مطلع شبه ثابت في كل شطرة أولى من أبيات هذا اللون من الغناء"[8]. ويوصف هذا القالب بأنه "من الألوان الشعبية الحنونة والمحببة وقد غنى المواطن الفلسطيني فيه آلامه وأحزانه، فمن بقي في الوطن يناشد أحبته المهاجرين البقاء في بلاده، فهي أفضل من الغربة التي تدفع بالمرء إلى الابتعاد ونسيان الأحباب:
يا ظريف الطول وقف تقولك رايح الغربة وبلادك أحسن لك
خايف يا حبي تروح وتتملك وتعاشر الأغراب وتنساني أنا
وقد يلتفت المغني الشعبي إلى بلاده وأرضه يبثها أشجانه وتباريح هواه، فهو باق على وفائه مدى الدهر، ولو قطعت أوصاله، وأخيرا وبعد نفاد صبره يلجأ إلى ربه مخاطبا إياه أن يرحم حاله ويعيده إلى وطنه ولو جثة هامدة:
يا زريف الطول بلادي ما أنساها لو قطعوا أوصالي ما أنسى هواها
بالله يا طير وسلم عليها وبوسلي حبابي ولا بد ما التقينا
ويا زريف الطول وما عاد فيه صبور كيف اصبر يا ربي والقلب مكسور
رجعني لبلادي لو جوا القبور واحسب حالي ما خلقت يا ربنا[9]"
قالب (الجفرا) و(ع اليادي):(الجفرا) "قالب لحني يضم أربع شطرات، تتحد الثلاث الأولى منها في قافية معينة وتنتهي الرابعة بالألف الممدودة. ويبدأ هذا القالب بلفظ: ع اليادي، أو جفرا ويا هالربع"[10]. وقد عني الناقد والشاعر الراحل عز الدين المناصرة بهذا القالب، وكتب عنه عدة دراسات وأبحاث، إلى جانب توظيف شخصية الجفرا في أشعاره الفصحى، ونتصور أن جانبا من شهرة هذا القالب في العقود الأخيرة له صلة بما حظي به من اهتمام عند المناصرة منذ بداية ثمانينيات القرن الـ20، إلى جانب انتباه الشعراء والفرق الغنائية الوطنية إلى هذا القالب واستعماله في قصائد مغناة جديدة، أسهمت في تعديله من قالب غزلي عاطفي إلى قالب تراثي وطني.
ووفق أبحاث المناصرة ولقائه في لبنان بشاعر شعبي هو أحمد عزيز علي حسن، نسب إليه وضع هذا القالب في التعبير عن قصة عاطفية لم يوفّق فيها، يمكن القول إن "أغنية الجفرا ولدت في قرية كويكات وهي قرية صغيرة على بعد 15 كيلومترا من عكا…وتوزع أهالي كويكات في مخيمي برج البراجنة وعين الحلوة بشكل كثيف، وفي شاتيلا والرشيدية بشكل أقل"[11].
ولكن المميز في هذه الأغنية وفي هذا القالب أنه لم يثبت عند النصوص الأولى التي ألفها أحمد عزيز، وإنما تطور منها قالب لحني لا يقتصر على التعبير العاطفي، بل يتسع للتعبير الوطني والسياسي، والتعبير عن جوانب من الهموم الفلسطينية، مع احتفاظه بالمساحة الوجدانية والبطانة العاطفية التي ظلت الجفرا تتميز بها بمختلف صورها العاطفية والوطنية.
ومن الجفرا الوطنية [12]:جفرا ويا هالربع من هونا لمصرْ
ومحبتك فلسطين بتعصرنا عصر
واحنا شباب فلسطين عنوان للنصر
يا الله نهجم ع العدا هجمة جماعية
ويقول المناصرة في خلاصة دراسته الميدانية لجفرا: "ولدت أغنية جفرا ويا هالربع في قرية كويكات قرب عكا حوالي عام 1939، على يدي الشاعر الشعبي أحمد عزيز علي حسن، إثر قصة حب فزواج فطلاق لابنة خاله. وأصبحت نمطا (قالبا) غنائيا مستقلا في الأربعينات وانتشرت في كافة أنحاء فلسطين، ثم وصلت بعد عام 1948 إلى الأردن ولبنان وسوريا. ونمط الجفرا ينتمي إلى عائلة ( ع اليادي) و(يما مويل الهوى) و(أبو الزلف) و(يا ريمة اللي فرعت) من حيث القالب اللحني فقط، وقد بدأت تستقل حتى من حيث القالب اللحني…وإذا كان أحمد عزيز هو مبدع الجفرا فإن الشعب أضاف لنصوصها نصوصا جديدة، وأصبح لكل مغن شعبي (جفراه)… أما جفرا قصيدتي الحديثة فهي ترمز إلى فلسطين"[13].
وقدّمت فرقة العاشقين صيغة وطنية للجفرا ضمن القالب نفسه مع ملئه بكلمات وطنية تلائم المناخ الوطني في نهاية سبعينيات القرن الـ20، وهي بصورتها الجديدة من كلمات صلاح الدين الحسيني (أبو الصادق) أحد أبرز الشعراء الغنائيين الذين رافقوا الثورة الفلسطينية، وعملوا على صياغة أغنياتها الجديدة، والتأليف والإعداد الموسيقي للموسيقار الفلسطيني حسين نازك[14]:
جفرا وهي يا الربع
ربع الجهادية
ميه وعشرين سبع
صاروا خمس مية
قالت قديش العدد
ويا جفرا لا تعدي
هذا جيل الثورة انولد
ويا ثورتنا مدي
ويا طير الطاير فوق الجبل هدي
عاكتاف المغاوير صقور الغبراوية
…إلخ
كما قدّمها كثير من الشعراء بصورها الجديدة، مثلما فعل الشاعر والمغني الوطني المعروف أبو عرب (إبراهيم محمد صالح) أحد أشهر شعراء ومغنّي الثورة الفلسطينية، مع تحويرها لتحمل دلالاتها الوطنية الجديدة[15]:
ثورة ويا هالربع شعب وفدائية
ماشيين حتى النصر ضد الصهيونية
جفرا ويا هالربع عالبير نشاله
تنشل المية الضحى وتقول يا غالي
إياك تنسى الوطن وكروم الدوالي
وحصاد زرع القمح عالقمر زهرية
إلخ….
الأهازيج والأناشيد:وهي أشعار خفيفة الوزن، أقرب إلى أوزان الأناشيد والأهازيج، منها أهزوجة للشاعر الشعبي المعروف محارب ذيب يحيي فيها المناضلة ليلى خالد التي التحقت بالمقاومة، من خلال صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين[16]:
حيوا لي بليلى خالد البطلة الفدائية
ليلى نزلت ع بيروت راحت ع القيادة تفوت
قالت والله لو بموت لأسجّل فدائية
وللجزائر وثورتها المجيدة صورة مضيئة في الشعر الشعبي الفلسطيني، ذلك أنها مثلت إلهاما صادقا للشعب الفلسطيني في ثورته، ومن ذلك هذا الشعر الغنائي الذي يمدح أحمد بن بللا أحد قادة الثورة[17] الجزائرية:
بن بللا أكبر زعيم كرسي التحرّر اعتلى
يا غرب شو نابك ملعدوان غير الذلّ والبهدلة
وختاما: فقد نهض الشعر الشعبي في مختلف مراحل الاستعمار والاحتلال بدور وطني لا يعرف التوقف أو التراجع، مدافعا عن هوية الشعب الفلسطيني، ومصورا ما جرّه الاحتلال من مآس وما ارتكبه من جرائم، داعيا إلى الحفاظ على شعلة المقاومة وإلى استنهاض الهمم حتى تحرير الوطن وعودة اللاجئين والمشردين إلى وطنهم.
الهوامش والإحالات:[1] . المشهراوي، هديل، الشعر الشعبي في التراث الفلسطيني، مجلة الكلم، مج7، ع3، ديسمبر 2022، ص31. عن: حسن الباش، الأغنية الشعبية الفلسطينية، ص14-16.
[2] . المشهراوي، هديل، الشعر الشعبي…، ص31. عن: نجيب يعاقبة، فرسان الزجل والحداء الفلسطيني، 1/49.
[3] . عقل، محمد، سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، ط1، دار (إي-كتب)، لندن، 2017، ص55. وانظر: أبو عليوي، حسن، الشعر الشعبي الفلسطيني في: الموسوعة الفلسطينية، ط1، مؤسسة الموسوعة الفلسطينية، بيروت 1990، القسم الثاني، مج4، ص70-71. وانظر: عوض، عوض سعود، تعبيرات الفلكلور الفلسطيني، دار كنعان، دمشق، 1993، ص180-181.
[4] . عوض، عوض سعود، تعبيرات الفلكلور الفلسطيني، دار كنعان، دمشق، 1993، ص180-181.
[5] . أبو عليوي، حسن، الشعر الشعبي الفلسطيني، في: الموسوعة الفلسطينية، ط1، مؤسسة الموسوعة الفلسطينية، بيروت، 1990، ص71.
[6] . كناعنة، شريف، ونهاد زيتاوي، القرى الفلسطينية المدمرة- دير ياسين، جامعة بير زيت-مركز الوثائق والأبحاث، 1987، ص62.
[7] . سرحان، نمر، الفلكلور الفلسطيني بين العروبة والمحلية، مجلة الفنون الشعبية، مج1، ع2، نيسان 1974، دائرة الثقافة والفنون، عمان، ص77.
[8] . السهلي، محمد توفيق، موسوعة المصطلحات والتعبيرات الشعبية الفلسطينية، ط1، مركز جنين للدراسات الإستراتيجية، عمان، 2001، ص202.
[9] . أبو عليوي، حسن، الشعر الشعبي الفلسطيني..، ص76.
[10] . سرحان، نمر، موسوعة الفلكلور الفلسطيني، فصل الأغنية الشعبية، ص73.
[11] . المناصرة، عز الدين، الجفرا المحاورات وشعرية العنب الخليلي، دار ورد، عمان، 2009، ص31-32. وهذا الكتاب هو الصيغة المحدثة والمعدلة لمجمل أبحاث المناصرة واهتمامه بالجفرا والثقافة الشعرية الشعبية، بدأها ببحث رائد وبلقاء مع شاعر الجفرا ونشر ما جمع من أشعاره في مجلة شؤون فلسطينية عام 1982. حيث نشر بحثه الأول بعنوان: الأصل التراثي للأغنية الشعبية: جفرا ويا هالربع قرية كويكات 1939 دراسة ميدانية، شؤون فلسطينية، مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت، حزيران 1982، ص114-138.
[12] . أبو عليوي، حسن، الشعر الشعبي الفلسطيني..، ص76.
[13] . المناصرة، الجفرا المحاورات وشعرة العنب الخليلي، ص61.
[14] . يمكن الاستماع إليها بهذه الصيغة على الرابط:
[15] . يمكن الاستماع لها بهذه الصورة على رابط:
[16] . سرحان، نمر، المقاومة في الفلكلور الفلسطيني 1967-1974، شؤون فلسطينية، ع43، (مارس/آذار ) 1975، ص123-124.
[17] . أبو عليوي، الشعر الشعبي الفلسطيني..، ض81.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الفلسطینی فی أحمد عزیز دیر یاسین
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: مصر سباقة في إطلاق استراتيجية مكافحة مقاومة المضادات الحيوية
كتب- أحمد جمعة:
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، حرص القيادة السياسية واهتمامها بصحة المواطن المصري، ودعمها الكامل لكافة الجهود الساعية نحو مكافحة العدوى وتقديم خدمات صحية عالية الجودة .
جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال فعاليات المؤتمر الوطني الثاني لمكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات، بالتعاون مع شركتي سانوفي وإيفا فارما للأدوية والمستحضرات الطبية؛ لاستعراض ما تم إنجازه بملف مقاومة مضادات الميكروبات، والتشارك وتبادل الرؤى والمقترحات مع شركاء النجاح لوضع رؤى مستقبلية تستهدف استدامة وتحديث الجهود بشأن مكافحة العدوى ومقاومة الميكروبات.
استهل عبدالغفار، كلمته بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حدادا على روح الفقيد الدكتور أسامة عبدالله مدير مديرية الشؤون الصحية بالمنوفية، مؤكدًا أن المنظومة فقدت نموذجًا متميزًا له مسيرة عملية مشهود لها بالكفاءة والتفانِ.
واستكمل وزير الصحة، كلمته بالإشارة إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات ليست مجرد قضية طبية، بل هي تحدٍ عالمي يتطلب استجابة متكاملة تشمل جميع القطاعات المعنية، مضيفًا أن مقاومة مضادات الميكروبات يمثل حجر الأساس لتوفير الحماية الصحية للأجيال الحالية والمستقبلية وتلبية كافة احتياجاتهم الصحية.
وثمن عبدالغفار، جهود قطاع الطب الوقائي بالوزارة وكافة شركاء النجاح، بتسجيل نجاح جديد للمنظومة الصحية، موضحًا أن مقاومة مضادات الميكروبات أحد أخطر التحديات الصحية التي تواجه العالم، لما لها من تداعيات خطيرة على الصحة العامة والنظم الصحية والاقتصاد العالمي.
وأضاف أن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات تبدأ من الوقاية، ومنع انتشار العدوى داخل المنشآت الصحية وخارجها، ما يبرز أهمية تعزيز ممارسات مكافحة العدوى، من خلال تطبيق معايير السلامة داخل المستشفيات، وتحسين ممارسات استخدام المضادات الحيوية، والتوسع في برامج التوعية المجتمعية لترشيد استهلاك المضادات الحيوية والحد من إساءة استخدامها.
واستعرض الدكتور خالد عبدالغفار أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، والتي تشير إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تُعد تهديدًا صامتًا قد يؤدي إلى وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2050، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحتها، مضيفاً أن ظهور الميكروبات المقاومة للأدوية يعرض الأنظمة الصحية لضغط هائل، مع فشل العلاجات التقليدية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات وإطالة فترات العلاج داخل المستشفيات، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية على الأفراد والمجتمعات.
ونوه إلى أن الدولة المصرية كانت من أوائل الدول التي اتخذت خطوات استباقية، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات عام 2018، ورغم التحديات التي واجهت العالم أجمع أثناء جائحة كورونا، إلا أن مصر استطاعت الصمود والعمل الجاد، لإطلاق الخطة القومية لمكافحة مضادات الميكروبات في مايو 2023، والتي عملت على تطبيق برنامج مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في مستشفى واحدة على الأقل بكل محافظة، مع إدراج 80 مستشفى بحلول عام 2025، وتعزيز برامج مكافحة العدوى داخل المستشفيات، حيث تم تقييم جميع مستشفيات وزارة الصحة والهيئات التابعة، وبلغ متوسط الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى 64.2%، مع تحديد المستشفيات الأعلى والأقل تقييمًا لاتخاذ الإجراءات التصحيحية.
وذكر الدكتور خالد عبدالغفار، أن أهداف وجهود هذه الاستراتيجية القومية، تضمنت إطلاق مبادرة «رعاية» لتحسين إجراءات مكافحة العدوى في 217 وحدة رعاية مركزة لحديثي الولادة على مستوى الجمهورية، مما ساهم في تقليل معدلات العدوى والوفيات بين الأطفال حديثي الولادة، مع تعزيز أنظمة الترصد الإلكتروني للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية في جميع المنشآت الصحية، لضمان متابعة دقيقة لحالات المقاومة واتخاذ التدابير المناسبة.
كما تطرق الوزير إلى أهمية التنسيق بين الجهات والقطاعات المختلفة، والذي ساهم في إطلاق الاستراتيجية القومية للصحة الواحدة بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة، بهدف تحقيق تكامل الجهود في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
وفي ختام كلمته، دعا نائب رئيس مجلس الوزراء، الجميع إلى التكاتف والالتزام بإجراءات مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات، من أجل إنقاذ الأرواح، وتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات، وخفض النفقات الصحية، وذلك تحقيقًا لرؤية «مصر 2030» لمستقبل صحي آمن وأفضل للأجيال القادمة.
ومن جانبه، أفاد الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة، بأن مكافحة العدوى تُعد ركيزة أساسية في تقديم خدمة طبية آمنة عالية الجودة داخل المنشآت الصحية، حيث تعمل مكافحة العدوى على تعزيز سلامة وأمان المرضى ومقدمي الخدمة الطبية، من خلال منع اكتساب العدوى داخل المنشآت الصحية والحد من انتشارها.
وأوضح أن وزارة الصحة نجحت في إحراز تقدم ملحوظ في هذا الملف على مدار الـ 20 عامًا الماضية، منوها إلى أن مكافحة العدوى لها دور رئيسي في منع ومكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، الذي يشكل تهديدا للصحة العامة، لافتًا إلى جهود الوزارة في نشر وتكثيف الوعي المجتمعي بترشيد استخدام المضادات الحيوية، وكذلك تكثيف إجراءات السلامة ومكافحة العدوى وإلزام المنشآت الطبية بتطبيقها، لضمان رفع الكفاءة الصحية للمواطنين.
وفي كلمته، قال الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، إن ما يشهده القطاع الطبي من تطور يثبت أن مصر تمضي قدمًا في الاتجاه الصحيح لنمو الخدمات الصحية والارتقاء بها وفق معدلات طموحة، مضيفًا أن السوق الدوائي المصري يُعد أحد أكبر الأسواق الإقليمية، حيث تبلغ قيمته المالية 308 مليارات جنيه، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي، بإجمالي مبيعات تصل إلى 3.6 مليار عبوة، وتشكل المضادات الميكروبات 887 مستحضرًا بإجمالي مبيعات 376 مليون عبوة، ما يمثل 10% من إجمالي مبيعات السوق الدوائي، يتضمن ذلك الاستخدام غير الموصوف ويبلغ 55% من إجمالي مبيعات المضادات وفقًا لآخر الإحصائيات.
وأوضح أن هيئة الدواء المصرية تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة لضمان الاستخدام الرشيد لهذه المستحضرات، لافتا إلى أن الهيئة انضمت إلى برنامج الترصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات، وتعمل على مراقبة السوق، وتنظيم الحملات التفتيشية، مؤكدا إيمان الهيئة بأهمية التعاون المحلي والدولي لتعزيز الجهود في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.
بينما ثمن الدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، جهود وزارة الصحة في إجراءات مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات، والترشيد الحكيم للمضادات الحيوية وضبط معدلات الاستهلاك، الأمر الذي من شأنه الارتقاء بجودة الحياة الصحية للمواطن المصري، وكذلك رفع كفاءة المنظومة الصحية المصرية، مشيدا بالجهود المصرية لنشر الوعي بين أفراد المجتمع داخل المدارس والنوادي والمؤسسات والهيئات الحكومية والأماكن العامة.
واستعرض الدكتور راضي حماد رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة بالوزارة، مجهودات وزارة الصحة في ملف مكافحة العدوى والمقاومة لمضادات الميكروبات خلال عام (2024- 2025)، كما استعرض أنشطة الإشراف والمتابعة للإدارة العامة لمكافحة العدوى خلال 2024، حيث تم إجراء 587 زيارة للمستشفيات على مستوى الجمهورية.
وتحدثت الدكتورة سالي محيي الدين مدير عام الإدارة العامة لمكافحة العدوى بالوزارة، عن جهود البرنامج القومي الإلكتروني المحدث لترصد عدوى المستشفيات، بالإضافة إلى استعراض أهداف الخطة القومية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات 2023، ومراحل إدراج المستشفيات بها والتي ضمت 80 مستشفى، فضلًا عن جهود التدريب على مكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، حيث تم تدريب 3780 متدربا.
حضر فعاليات المؤتمر الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، والدكتور أحمد طه رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور محمد مصطفى عبد الغفار رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتور أحمد مصطفى رئيس هيئة التأمين الصحي، واللواء سعيد النجار مساعد وزير الداخلية لقطاع الخدمات الطبية، والدكتور محمد لطيف رئيس المجلس الصحي المصري، وعدد من قيادات وزارة الصحة، ووكلاء ومديري مديريات الشؤون الصحية بمحافظات الجمهورية، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية، وعدد من الجهات المعنية بالملف.
وعلى هامش المؤتمر، تم تكريم عدد من المستشفيات الأعلى في التقييم الإحصائي بالخطة القومية لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات.
اقرأ أيضًا:
بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
الطقس غدًا.. الأرصاد تعلن استمرار ارتفاع درجات الحرارة
مجلس النواب يرفض طلب إضافة رسوم للشهادات المتدربين بقانون العمل
رسميًا.. فرض 15% زيادة على الإيجارات القديمة لهذه الفئة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
خالد عبدالغفار وزير الصحة مكافحة مقاومة المضادات الحيويةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: المفتي يهنئ الرئيس والقوات المسلحة والشعب بذكرى انتصارات العاشر من رمضان الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
وزير الصحة: مصر سباقة في إطلاق استراتيجية مكافحة مقاومة المضادات الحيوية
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
26 17 الرطوبة: 26% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك